ما هي عقدة النقص ، مظاهرها وكيفية التخلص منها
تعتبر عقدة النقص على درجة كبيرة من الأهمية ، فهي أحد العوامل الرئيسية التي تسبب الأمراض النفسية والعصبية ، وهي أول العوامل التي يسعى المحلل النفسي لاكتشافها وعلاجها ضمن مكبوتات العقل الباطن .
جدول المحتويات
ما هي عقدة النقص
توصف عقدة النقص بأنها إحساس بعدم كفاءة الشخص كما أنها ترتبط بمشاعر الدونية والاحتقار للفرد تجاه نفسه ، وقد تكون هذه المشاعر ناتجة عن تشوه جسدي ، أو عن امتلاك أفكار خاطئة عن الذات على سبيل المثال أن يشعر الشخص بأنه أقل ذكاء من أقرانه أو أنه أكثر فقر منهم .
وتؤدي هذه العقدة في الكثير من الأحيان إلى الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية ، أو إلى اتباع الفرد أسلوب التنافس والعدوان تجاه الآخرين .
مظاهر عقدة النقص
يمكن الاستدلال على عقدة النقص من خلال مجموعة من المؤشرات التي تظهر على الشخص ومن أهمها :
- تدني احترام الذات.
- رفض الانتقادات و تحليل المجاملات.
- السعي الدائم لنيل إعجاب الآخرين والمدح من قبلهم.
- تجنب التجمعات العائلية.
- رفض المشاركة في المواقف الاجتماعية خوفاً من المقارنة.
أسباب عقدة النقص
تحدث عقدة النقص نتيجة لوجود العديد من الأسباب ، والتي تتطور بمرور الوقت ، ولعل من أهم هذه الأسباب و أكثرها شيوعاً ما يلي :
1. تجارب الطفولة
تبدأ مظاهر عقدة النقص بالظهور بالتزامن مع مرحلة البلوغ ، وقد تكون هذه المظاهر ناتجة عن أحداث وتجارب سلبية عاشها الشخص في طفولته ، فالأطفال الذين يعيشون تحت سيطرة البالغين ، ولا يحملون مسؤولية أنفسهم ، يكونوا أكثر عرضة لمشاعر النقص والإحباط . وكذلك الأطفال الذين يكبرون في بيئة قاسية وتحت قوانين صعبة ، يميلون إلى أن يصبحوا خجولين و حزينين .
2. الصفات الجسدية
يكون للصفات الخُلقية لدى العديد من المجتمعات مكانة هامة ، لذا قد يكون وزن الشخص وملامحه ولياقته البدنية سبب حقيقي يثير القلق لديه ، وقد ينجم عنه في كثير من الأحيان مشاعر دونية ونقص ، وكذلك بالنسبة إلى الأشخاص الذين يولدون بإعاقة جسدية أو يتعرضون لازمة صحية في فترات معينة من حياتهم .
3. الوضع الاقتصادي والاجتماعي
قد يثير الفقر والوضع الاجتماعي السيء مشاعر النقص والدونية ، ولاسيما في مرحلة المراهقة عندما يبدأ الفرد بالانفتاح على بيئات جديدة ومختلفة ، ويجد نفسه عنصر في مقارنات لابد منها.
إن توجيه عبارات التهديد من قبل الأهل للطفل وإتباع أسلوب الترهيب والمقارنات والسخرية من ذات الطفل ، والتفريق في المعاملة بين الأولاد ، كلها أشياء تجعل الطفل يشعر بالنقص وبأنه سخيف ولا يستحق الحب ، كما تجعل منه إنسان جبان وعاجز ولا يمتلك ثقة بنفسه.
وكذلك قد يعاني الفرد من مشاعر النقص نتيجة لتجارب سيئة آنية ، على سبيل المثال : عدم العثور على وظيفة مناسبة ، الصعوبة في إقامة علاقات جيدة مع الآخرين ، والفشل الدراسي ، وكثرة المشاكل في الأسرة .
آثار عقدة النقص
إن العيش مع وجود عقدة النقص أمر شاق للغاية ، ويؤثر بالسلب على جميع أنشطة الفرد ، وهناك العديد من الآثار التي تنجم عن عقدة النقص من أهمها :
1. تناول المواد المخدرة : أظهرت نتائج الدراسات أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص يميلون إلى استخدام المواد المخدرة والأدوية الخطيرة . وكذلك الإدمان على الكحول ، والذي يوفر لهم مشاعر الراحة والهدوء .
2. الاكتئاب : يمتلك الأشخاص الذين يعانون من عقدة النقص احتمالية أعلى بالإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق ، وهذا ما يجعل الصحة النفسية للفرد في خطر .
3. ضعف الإنتاجية وتدني الجودة الاجتماعية : تجبر عقدة النقص الفرد الابتعاد عن أي تجمع للعائلة أو الأصدقاء خشية تعرضه للمقارنة ، كما أن مشاعر القلق وعدم الكفاءة التي يعيشها الفرد ، تجعل تركيزه مشتت وبالتالي تضعف إنتاجيته .
4. وقد تسبب عقدة النقص في كثير من الأحيان اضطرابات في النوم وكذلك مشاكل في الشهية ، وقد تؤدي المراحل المتطورة من عقدة النقص إلى تفكير الفرد بالانتحار .
علاج عقدة النقص
يتم العلاج من خلال إتباع الطرق التالية :
1. تكوين أفكار إيجابية عكس الأفكار السلبية التي يحملها الفرد لنفسه ، مثل النقص والعجز ومضمون الدونية . مثلاً إذا شعر الفرد بالخوف أو الفشل أو النقص ، عليه أن يطرد هذه الأفكار ويركز على أفكار القوى والسعادة والإنجاز .
2. عدم الاهتمام بكلام الأشخاص المحبطين والمتنمرين بل يجب أن يكون كلامهم بمثابة محفز قوي للشخص لتطوره وتقدمه في حياته .
3. تحديد الأهداف التي يسعى الشخص للوصول إليها ووضع خطة ومنهجية تُسهل عليه ذلك .
4. التوجه إلى أخصائي نفسي : يساعد الأخصائي النفسي من خلال العلاج المعرفي السلوكي الشخص على تحديد الأفكار السلبية حول ذاته وتحويلها إلى أفكار إيجابية .
5. التعبير عن المشاعر كتابة ً : تساعد الكتابة الفرد في مراقبة تقدمه من خلال التقييم الذي يقدمه لنفسه .ومن خلال التعبير عن نفسه بحبه ووصف ذاته بصفات إيجابية .