اضطراب السادية الجنسية

يعد اضطراب السادية الجنسية أحد أنواع الاضطرابات الجنسية ، يتميز بالشعور بالمتعة أو الإثارة الجنسية عند إلحاق الأذى أو الألم بالشريك الجنسي ، مما يمكن أن يسبب ضرراً كبيراً للشخص المصاب بالاضطراب ولشريكه الجنسي.

وتتنوع درجة الاضطراب بين الأفراد ، فبعضهم يشعرون بالإثارة الجنسية عند إحداث ألم بسيط للشريك الجنسي ، في حين أن البعض يشعرون بالإثارة الجنسية عند إحداث ألم شديد للشريك. وتختلف أساليب تطبيق الألم أيضاً ، فقد يتم تطبيقه من خلال الربط بالحبال أو السلاسل أو السجن أو الضرب أو العض أو الجرح أو الإساءة اللفظية.

لا يتم تشخيص الفرد على أنه سادي إلا إذا سببت له هذه الأفعال التي يقوم بها ضيق كبير وتأثير على علاقاته وحياته اليومية.

يعتبر اضطراب السادية الجنسية اضطراب نفسي يحتاج إلى علاج ، ويتم علاجه باستخدام العلاج النفسي والدوائي.

اضطراب السادية الجنسية

يشير معنى كلمة السادية إلى اشتقاق اللذة عن طريق القيام بتعذيب الآخرين سواء بتوجيه عدوان مادي مثل لهم مثل الضرب والإيذاء البدني أو توجيه عدوان معنوي مثل التقليل من شأنهم وعدم مراعاة مشاعرهم وكرامتهم.

وعند أغلب الحالات المصابة بالسادية تمتزج ساديتهم بالنشاط الجنسي مما يجعل الفرد يشتق لذاته الجنسية من تعذيب شريكه ، وإيقاع الأذى والضرر المادي والمعنوي به ، سواء قبل العلاقة الجنسية أو أثناءها.

واضطراب السادية الجنسية هو اضطراب جنسي يتميز بالشعور بالمتعة أو الإثارة الجنسية عند إلحاق الأذى أو الألم بالشريك. ويعد هذا الاضطراب جزءاً من ما يعرف الشذوذ الجنسي ، والذي يتسم بشعور الأفراد بالإثارة الجنسية عند ممارسة أفعال جنسية غير مألوفة أو غير اعتيادية.

أعراض اضطراب السادية الجنسية

يتمثل العرض الرئيسي لاضطراب السادية الجنسية بالشعور بالإثارة الجنسية عند إلحاق الأذى أو الألم بالشريك ، وذلك من خلال الضرب والجرح والإساءة اللفظية. وتختلف درجة الاضطراب بين الأفراد ، فبعضهم يشعر بالإثارة الجنسية عند إحداث ألم بسيط للشريك ، في حين أن البعض الآخر يشعور بالإثارة الجنسية عند إحداث ألم شديد.

ويمكن أن تظهر بعض الأعراض الأخرى على المصابين بهذة الاضطراب ، تشمل :

  • الشعور بالقلق والإحراج من الرغبة في تطبيق الألم على الشريك.
  • الشعور بالذنب والخجل والاكتئاب بعد ممارسة الجنس بالطريقة المرغوبة.
  • الشعور بالتوتر وعدم الارتياح بالنسبة للعلاقة الجنسية في الحالات التي لا يتم فيها تطبيق الألم على الشريك.
  • الشعور بالتوتر الدائم بسبب الرغبة المستمرة في تطبيق الألم على الشريك.

درجات اضطراب السادية الجنسية

هناك ثلاث درجات لاضطراب السادية الجنسية تصنف على أساس شدة الأعراض والتأثير على الحياة اليومية للفرد. وتشمل :

1- الدرجة الخفيفة

يشعر الشخص المصاب بالرغبة في إيذاء الشريك ، ولكنه يكون قادراً على السيطرة على هذه الرغبة بشكل صحي وآمن ومقبول بين الشريكين. ولذلك ، فإن الشخص يمكنه الاستمتاع بالجنس والحصول على المتعة الجنسية دون الحاجة إلى الإيذاء أو أو الحاق الألم بالشريك.

2- الدرجة المتوسطة

يشعر الشخص المصاب بالرغبة في إلحاق الضرر والألم بالشريك ، وقد يسعى إلى تحقيق هذه الرغبات بأساليب غير آمنة وغير مقبولة ، مثل الإيذاء الجسدي أو النفسي. وعلى الرغم من أن الشخص يحاول التحكم في هذه الرغبات ، إلا أنه قد لا يكون قادراً على السيطرة عليها بشكل كامل ، مما يؤدي إلى القلق والتوتر والشعور بالعجز.

3- الدرجة الشديدة

يشعر الشخص المصاب بالرغبة في الإيذاء الجسدي أو النفسي للشريك ، ويحاول تحقيق هذه الرغبات بأي وسيلة ممكنة ، مما يتسبب في الإيذاء والإصابة للشريك. وعادة ما يشعر الشخص بالاستمتاع بالإيذاء والإصابة ، وتتطلب هذه الحالة العلاج العاجل والدعم اللازم للتحكم في الرغبات السادية والحيلولة دون إيذاء وإصابة للشريك.

أسباب اضطراب السادية الجنسية

لا يوجد سبب مقبول عالمياً أو نظرية تشرح السبب الدقيق للسادية الجنسية ، ولكن يعتقد العلماء أن هذا الاضطراب يمكن أن يحدث نتيجة لعدة عوامل ، تشمل التالي :

1- العوامل النفسية

تعتبر العوامل النفسية أحد العوامل لحدوث اضطراب السادية الجنسية ، ومن هذه العوامل :

  • الشعور بالضعف الذاتي : يمكن أن يكون الشعور بالضعف الذاتي وعدم القدرة على التحكم في الحياة سبباً لحدوث هذا الاضطراب. إذ يمكن أن يساعد تطبيق الألم على التعويض عن هذا الشعور بالضعف والشعور بالتحكم.
  • الحاجة إلى الشعور بالتحكم والسيطرة : يمكن أن يدفع الشعور بالتحكم والسيطرة على الشريك إلى تطبيق الألم والإيذاء عليه. إذ يمكن لهذا الشعور أن يساعد على تعزيز الشعور بالسيطرة والتحكم.
  • الحاجة إلى الإثارة الجنسية : يمكن أن تزيد الحاجة إلى الإثارة الجنسية من رغبة الشخص في تطبيق الألم على الشريك. ويمكن أن تنشأ هذه الحاجة من عدم الرضا عن العلاقات الجنسية العادية والتي قد لا تكون كافية للشخص للحصول على الإثارة الجنسية التي يرغب بها.
  • الإجهاد والضغوطات النفسية : يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية والإجهاد إلى حدوث اضطراب السادية الجنسية. إذ يمكن أن يلجأ الشخص إلى تطبيق الألم كوسيلة لتخفيف التوتر النفسي والضغوطات التي يعاني منها.
  • الأحداث السلبية : يمكن أن تؤدي الأحداث السلبية التي يتعرض لها الشخص ، مثل التعرض للعنف أو الإيذاء ، إلى حدوث هذا الاضطراب . إذ يمكن أن يؤدي التعرض للأحداث السلبية هذه إلى تعزيز الحاجة إلى السيطرة والتحكم وتطبيق الألم.

2- العوامل الجسدية

تعتبر العوامل الجسدية أحد العوامل المحتملة لحدوث اضطراب السادية الجنسية ، وتشمل هذه العوامل :

  • التغيرات الهرمونية : يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية في الجسم إلى حدوث هذا الاضطراب. فمثلاً ، يمكن أن تزيد هرمونات الأدرينالين والأندروجين في الجسم من الحاجة إلى الإثارة الجنسية وتطبيق الألم.
  • الأمراض الجسدية : يمكن أن تؤدي الأمراض الجسدية المزمنة ، مثل الألم المزمن والأمراض العصبية ، إلى حدوث هذا الاضطراب. فقد يحاول الشخص البحث عن طرق لتخفيف الألم والتوتر الناجم عن هذه الأمراض ، ومن بين هذه الطرق تطبيق الألم على شريكه.
  • الإصابات الجسدية : يمكن أن تؤدي الإصابات الجسدية إلى حدوث هذا الاضطراب ، خاصة إذا كانت هذه الإصابات قد سببت آلام مزمنة. ومن بين الإصابات الجسدية التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك ، الإصابات الجنسية والإصابات التي تؤثر على الأعصاب والجهاز العصبي.

مضاعفات اضطراب السادية الجنسية

يمكن أن يؤدي اضطراب السادية الجنسية إلى العديد من المضاعفات النفسية والجسدية ، أهمها :

  • الشعور بالذنب والعار : يمكن أن يشعر المصاب بالذنب والعار نتيجة لتحمله مسؤولية إيذاء شريكه أو الشعور بالخجل أو الحرج من اعترافه بميوله الجنسية.
  • مشاكل في العلاقات الاجتماعية : حيث يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين مما يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية ، خاصة إذا كان الفرد يشعر بالخجل أو العار من ميوله الجنسي.
  • الإصابات الجسدية والنفسية : حيث يمكن أن يتعرض الأشخاص الذين يمارسون السادية إلى إصابات جسدية ونفسية نتيجة للألم والضرب والإيذاء الذي يمارسونه على الآخرين أو على أنفسهم.
  • الاضطراب النفسي : حيث يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى ، خاصة إذا كان الفرد يشعر بالخجل أو العار أو الذنب ولا يستطيع التحكم في ميوله الجنسي.

الوقاية من الإصابة باضطراب السادية الجنسية

لا يوجد طرق وقاية معتمدة للوقاية من الإصابة باضطراب السادية الجنسية ، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها للحد من خطر الإصابة به ، تشمل :

  • تعزيز الوعي بأنواع الاضطرابات الجنسية المختلفة والعوامل المسؤولة عن حدوثها ، وتوفير المعلومات والتثقيف اللازم للأفراد عن الممارسات الجنسية السليمة والمسؤولة.
  • البحث عن المساعدة النفسية للأفراد الذين يشعرون بالقلق بشأن ميولهم الجنسي أو يعانون من رغبة متزايدة في تطبيق الألم والإيذاء الجنسي ، وذلك من خلال التحدث إلى طبيب أو أخصائي نفسي.
  • الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الصحية والتواصل الجيد مع الآخرين ، حيث يمكن للعلاقات الاجتماعية الصحية أن توفر الدعم النفسي والعاطفي اللازم للفرد.
  • تجنب الممارسات الجنسية الخطيرة والممارسات التي تسبب الإيذاء الجسدي.

تشخيص اضطراب السادية الجنسية

يتم تشخيص اضطراب السادية الجنسية من قبل طبيب أو أخصائي نفسي مختص في علاج الاضطرابات الجنسية. وتتم عملية التشخيص من خلال الخطوات التالية :

  • المقابلة : حيث يقوم الطبيب أو الأخصائي بإجراء مقابلة نفسية مع المريض للتحدث عن الأعراض والتاريخ الطبي للمريض والعوامل المسؤولة عن حدوث الاضطراب.
  • الاستبيانات : يتم استخدام استبيانات نفسية مختلفة لتقييم السلوك الجنسي والتحقق من وجود اضطراب السادية الجنسية.
  • الفحوصات الطبية : حيث يمكن أن يتم إجراء فحوصات طبية لاستبعاد أي أسباب جسدية محتملة تؤدي إلى ظهور الأعراض.
  • تقييم الأعراض الأخرى : يتم تقييم الأعراض الأخرى التي قد تصاحب هذا الاضطراب ، مثل الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى.

 ووفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) ، يجب أن يعاني الشخص من الإثارة الجنسية المستمرة والمكثفة عند التسبب في المعاناة الجسدية أو النفسية لشخص آخر أو تخيلها ، بموافقة الشريك أو بدونها.

ويجب أن تكون هذه الأعراض موجودة لمدة ستة أشهر على الأقل ، ويجب أن تسبب ضائقة شديدة أو خللاً وظيفياً في المجال الاجتماعي أو المهني أو أي مجال آخر مهم في حياة الشخص اليومية.

علاج اضطراب السادية الجنسية

يوجد عدة طرق متبعة لعلاج اضطراب السادية الجنسية ، تشمل :

1- العلاج النفسي

يعد العلاج النفسي من الطرق الفعالة في علاج هذا الاضطراب ، حيث يساعد في تقليل رغبة المصاب بممارسة ساديته ، وتعزيز الوعي بالأسباب المسؤولة عن حدوث الاضطراب وتعليم تقنيات التحكم في الرغبات الجنسية. ومن الطرق النفسية المتبعة :

  • العلاج السلوكي المعرفي : يركز هذا العلاج على تعليم المريض مهارات جديدة للتعامل مع الرغبات الجنسية وتغيير السلوك الجنسي غير المرغوب فيه ، ويعمل هذا العلاج على تحديد الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تؤدي إلى السلوك السادي وتعويضها بأفكار ومعتقدات أكثر إيجابية.
  • العلاج النفسي الديناميكي : يركز هذا العلاج على تحليل الأسباب النفسية والعوامل الخارجية التي تؤدي إلى السلوك السادي ، ومن ثم تعزيز الوعي بالأحاسيس والمشاعر والتفكير الذي يؤدي إلى السلوك السادي.

2- العلاج الدوائي

يتم استخدام العديد من الأدوية لعلاج هذا الاضطراب ، أهمها التالي :

  • مضادات الاكتئاب : تساعد على تحسين المزاج وتقليل القلق والاكتئاب المصاحب للاضطراب ، ويمكن استخدامها للمساعدة في التحكم في الرغبات الجنسية السادية.
  • مضادات القلق : تعمل على تقليل القلق والتوتر ، كما يمكن استخدامها للمساعدة في التحكم في الرغبات الجنسية السادية.
  • أدوية الهرمونات : يتم استخدامها لتعديل مستويات الهرمونات في الجسم وتحسين الصحة الجنسية ، ويمكن استخدام بعض الأدوية لتخفيف الرغبات الجنسية.

يجب أخذ الأدوية تحت إشراف الطبيب ، لتفادي أي آثار جانبية.

نصائح للتعايش مع المصاب بالسادية الجنسية

في ما يلي بعض النصائح التي تساعدك في التعامل مع الشخص المصاب باضطراب السادية الجنسية :

  1. يجب على الأفراد الذين يتعاملون مع شخص مصاب بالسادية الجنسية تعلم المزيد عن الاضطراب والأعراض المصاحبة له.
  2. تجنب ممارسة الأنشطة الجنسية التي تشجع على الإيذاء أو تؤدي إلى الإصابة ، ويجب تجنب المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الآخرين.
  3. يجب تشجيع المصابين بالسادية الجنسية على البحث عن العلاج اللازم للتحكم في الرغبات الجنسية وتعلم التقنيات اللازمة للتحكم في السلوك الجنسي.
  4. يجب الحرص على احترام وتفهم للمصاب ، وتشجيعه على البحث عن العلاج اللازم والعمل على تحسين صحته النفسية والجسدية.
  5. يجب الحوار الصريح مع المصاب وتشجيعه على التحدث عن مشاعره وتجاربه ، وتجنب توجيه الانتقادات والاتهامات التي يمكن أن تؤدي إلى الإحباط وتفاقم الأعراض.
  6. يجب وضع حدود شخصية والحفاظ عليها ، ويجب على الشخص الذي يتعامل مع شخص مصاب بالسادية أن يعلم ما يمكنه وما لا يمكنه قبوله ، ويجب الحرص على إبلاغ المصاب عن الحدود المقبولة.
  7. يجب الحفاظ على خصوصية المريض واحترام حقوقه ، وتجنب الحوارات أو المواقف العلنية التي يمكن أن تؤدي إلى الإحراج والتعرض للانتقادات والانتهاكات.
زر الذهاب إلى الأعلى