اضطراب الشخصية الاعتمادية

يعد اضطراب الشخصية الاعتمادية أحد أنواع اضطرابات الشخصية الأكثر شيوعاً والتي يعاني منها الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم.

يتميز المصابون بهذا الاضطراب بالحاجة الملحة للتأكيد على ذاتهم من خلال تلقي الموافقة الاجتماعية والتأكيد من الآخرين. ويتمثل هذا النوع من الاضطراب في الاعتماد الشديد على الآخرين لتحديد الهوية الذاتية واتخاذ القرارات الحياتية ، ويمكن أن يؤدي إلى صعوبات في العلاقات الشخصية والعملية والأكاديمية.

اضطراب الشخصية الاعتمادية

يتم تعريف اضطراب الشخصية الاعتمادية على أنه اضطراب في الشخصية يتميز الفرد المصاب به بالحاجة الملحة للتأكيد على ذاته من خلال تلقي الموافقة الاجتماعية والتأكيد من الآخرين ، ويتميز بنمط سلوكي يتمثل في الاعتماد الشديد على الآخرين لتحديد الهوية الذاتية واتخاذ القرارات الحياتية.

يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من شعور بالتوتر والقلق عندما يجدون أنفسهم بمفردهم ، ويشعرون بالغضب والإحباط عندما يشعرون بعدم التأكيد والاهتمام من الآخرين. كما أنهم يميلون إلى البحث عن علاقات اجتماعية حميمة ومفيدة بشكل كبير ويصعب عليهم الاستقلالية واتخاذ القرارات بشكل فعال.

يتم تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية عندما يتم تحديد نمط سلوكي ثابت يتسم بالاعتماد الشديد على الآخرين والحاجة الملحة للتأكيد الاجتماعي ، ويؤثر هذا النمط على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية والمهنية للفرد بشكل سلبي.

ويتم علاج المصابين بهذا الاضطراب باستخدام العلاج النفسي والعلاج الدوائي ، والتغيير في النمط السلوكي السلبي وتعزيز الثقة بالذات والاستقلالية وتطوير المهارات الاجتماعية والتفكير الإيجابي.

أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية

تشمل أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية التالي :

  • الحاجة الملحة للتأكيد الاجتماعي : حيث يشعر الشخص المصاب بحاجة ملحة لتلقي المديح والتعزيز والموافقة من قبل الآخرين. وعندما لا يتلقى هذا التأكيد ، يشعر بالتوتر والقلق وحزن.
  • الخوف الشديد من الفشل : حيث يشعر بالخوف الشديد من الفشل وعدم قدرته على القيام بالأشياء بمفرده. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الابتعاد عن المسؤوليات والتحديات الحياتية.
  • التمسك الشديد بالعلاقات الاجتماعية : حيث يميل المصاب إلى التمسك الشديد بالعلاقات الاجتماعية ، ويتمثل ذلك بالملاحقة والتشبث في الشريك أو الأصدقاء.
  • صعوبة في اتخاذ القرارات : حيث يشعر المصاب بصعوبة في اتخاذ القرارات الحياتية بسبب الحاجة الملحة للتأكيد الاجتماعي والتأكد من صحة القرارات.
  • صعوبات عاطفية : تتمثل في صعوبة تعبير المصاب عن مشاعره والتفاعل بشكل طبيعي مع الآخرين.
  • الانتقائية : حيث يمكن أن يظهر المصاب انتقائية في التفكير والتصرف ، ويميل إلى اتخاذ القرارات بناءً على ما يريده الآخرون دون النظر إلى احتياجاته الخاصة.
  • ضعف في تحمل الضغوط : حيث يعاني المصاب من ضعف ملحوظ في تحمل الضغوط الحياتية والتوتر ، مما يؤدي إلى الإصابة بالتعب والإرهاق بسرعة.
  • سهولة التأثر : حيث يسهل التأثير به ويتأثر كثيراً بمشاعر الآخرين وآرائهم ، ويمكن أن يتأثر بشدة بالانتقادات والتعليقات السلبية.
  • الانحياز للتسلط : حيث يمكن أن ينحي المصاب للتسلط والتحكم ، ويمكن أن يتخذ قرارات ترضي الآخرين على حساب احتياجاته الخاصة.
  • اضطراب في العلاقات الشخصية : يمكن أن يضطر المصاب لعيش علاقات شخصية مؤذية وسلبية ، حيث يمكن أن يكون عرضة للانتهاكات والتلاعب من قبل الآخرين. ولا يخرج من هذه العلاقة نتيجة الخوف من فقدان الشخص.

يجب الإشارة إلى أن هذه الأعراض لا تظهر جميعها لدى كل شخص مصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية ، فيمكن أن تختلف الأعراض بحسب شدة الاضطراب وظروف الحياة الفردية والثقافية والاجتماعية. لذلك ينبغي استشارة طبيب نفسي مختص لتحديد التشخيص الصحيح ووضع خطة علاجية فعالة.

أسباب اضطراب الشخصية الاعتمادية

لا يوجد سبب دقيق ومباشرة يؤدي إلى الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية ، إلا أن بعض الحالات والظروف يمكن أن تزيد من احتمالية إصابة الشخص بهذا الاضطراب. مثل ما يلي :

1- العوامل الوراثية

هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن العوامل الوراثية يمكن أن تلعب دوراً في تطور اضطراب الشخصية الاعتمادية. إذ يمكن أن يكون الإرث الوراثي للشخصية والميل إلى الاعتماد على الآخرين عاملاً مساعداً في ظهور هذا الاضطراب.

تحديداً ، هناك بعض الدراسات الجينية التي أشارت إلى وجود رابط بين بعض الجينات وظهور اضطراب الشخصية الاعتمادية. فقد تم اكتشاف وجود تغييرات جينية عند الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب ، وهذه التغييرات تؤثر على عمل بعض المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن التحكم في المزاج والسلوك.

2- العوامل البيئية

تتضمن العوامل البيئية عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى ظهور اضطراب الشخصية الاعتمادية أو تزيد من خطر الإصابة به ، من أهم هذه العوامل التالي :

  • الخبرات السلبية في مرحلة الطفولة : مثل التجاهل والإهمال والاعتداء الجسدي أو الجنسي ، هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى إصابة الفرد بهذا الاضطراب عندما يكبر.
  • العلاقات الأسرية السيئة : مثل العنف الأسري والتجاهل والإهمال وعدم وجود الدعم والتعاطف.
  • الضغوط الاجتماعية : مثل الضغط النفسي في العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية ، يمكن أن يؤدي إلى تطوير الاعتماد على الآخرين.
  • صعوبات الحياتية : مثل فقدان العمل أو الانفصال أو الطلاق أو وفاة الشخص العزيز.
  • الأحداث النفسية الصعبة : مثل الصدمات النفسية أو الإصابة بمرض نفسي آخر.

اضطراب الشخصية الاعتمادية والزواج

يؤثر اضطراب الشخصية الاعتمادية على العلاقات العاطفية ، بما في ذلك الزواج. فمن الصعب على الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب إقامة علاقات صحية ومستقرة مع الشريك ، وذلك بسبب انعدام الثقة بالنفس والحاجة الملحة للحب والتأكيد من الآخرين.

ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى سلوكيات معينة في العلاقات العاطفية ، مثل الاعتماد الزائد على الشريك ، والتسلط ، والحرص الشديد على الحفاظ على العلاقة بأي ثمن ، والقلق المفرط من فقدان الشريك ، والحاجة الملحة إلى التأكيد والاهتمام والتفاني من الشريك. مما يخلق ضغوطات على الطرفين ويؤدي إلى مشاكل في العلاقة.

ولكن يجب الإشارة إلى أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الاعتمادية يمكنهم بناء علاقة زوجية ناجحة ، ولكن يتطلب ذلك العمل على تحسين الصحة النفسية والعلاقات العاطفية.

وذلك من خلال العمل مع أخصائي نفسي مؤهل لتحديد السلوكيات الضارة وتعلم مهارات النقاش والتواصل الصحية ، وتحسين الثقة بالنفس والتعامل مع الصعوبات العاطفية والعلاقات العاطفية بشكل أفضل. كما يمكن أن يفيد الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة والشركاء السابقين والحاليين.

إذا كنت متزوجاً من شخصية اعتمادية ، فقد تحتاج إلى بعض النصائح لتحسين العلاقة بينك وبين شريكك. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تفيدك :

  1. تعلم كيفية التعامل مع احتياجات شريكك : يجب أن تفهم أن الشخصية الاعتمادية تحتاج إلى الحب والتأكيد والتفاني من قبلك بشكل مستمر. لذلك ، عليك أن تعرف وتحدد احتياجات شريكك وتلبيتها بطريقة صحيحة.
  2. كن صادقاً مع شريكك : يجب أن تكون صادقاً مع شريكك وتوضح له الأهداف والتوقعات والحاجات المختلفة في العلاقة بينكما. وعليك أن تتحدث بصراحة وتوضح ما يمكنك فعله وما لا يمكنك فعله.
  3. تواصل بشكل فعال : يجب أن تتواصل بشكل فعال مع شريكك وتحاول فهم مشاعره واحتياجاته. يمكن أن يساعد التحدث بصراحة والتواصل المفتوح على تحسين العلاقة بينكما.
  4. قدم الدعم اللازم : يجب أن تقدم الدعم اللازم لشريكك وتساعده على تحسين صحته النفسية وعلاقاته العاطفية. ويمكنك العمل معه على تحديد السلوكيات الضارة وتعليمه مهارات النقاش والتواصل الصحية.
  5. ضع الحدود : يجب أن تضع الحدود اللازمة في العلاقة بينكما وتعمل مع شريكك على تحسين الثقة بينكما. ومن المهم أن تعطي شريكك المساحة اللازمة للعمل على تحسين صحته النفسية وعلاقاته العاطفية.

يجب أن تتذكر أن العمل على تحسين العلاقة بينك وبين شريكك يتطلب الصبر والتفاني والتعاون. وعندما تعملان معاً على تحسين العلاقة ، يمكن أن تحققا نجاحاً كبيراً.

مضاعفات اضطراب الشخصية الاعتمادية

يمكن أن يؤدي اضطراب الشخصية الاعتمادية إلى مضاعفات عديدة إذا لم يتم علاجه والتعامل معه بشكل صحيح ، ومن بين هذه المضاعفات :

  • العزلة الاجتماعية : قد يصبح الشخص المصاب معزولاً اجتماعياً ويتجنب العلاقات الاجتماعية الصحية بسبب الشعور بالتوتر أو الرهبة.
  • الإدمان : يمكن للأشخاص المصابين أن يلجؤوا إلى الإدمان على المواد الكيميائية أو السلوكيات الضارة كوسيلة لتخفيف الشعور بالتوتر أو القلق.
  • الاكتئاب : يمكن أن يؤدي الشعور المستمر بالتوتر والرهبة وعدم القدرة على التعامل مع الحياة اليومية إلى الاكتئاب.
  • مشاكل بالعلاقات العاطفية : حيث يمكن أن يعانوا من عدم استقرار في العلاقات العاطفية ، وقد يتعرضون للاستغلال أو الإساءة من الشريك.

الوقاية من اضطراب الشخصية الاعتمادية

لا يوجد طرق وقاية مؤكدة من الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية. ومع ذلك ، هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للمساعدة في تقليل احتمالية الإصابة بالاضطراب ، وتشمل :

  • التعامل مع الصعوبات الحياتية بشكل صحيح : ينبغي تعلم كيفية التعامل مع الصعوبات الحياتية بشكل صحيح ، مثل الضغوط في العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية وغيرها. ومن الأساليب التي يمكن استخدامها للتعامل مع هذه الصعوبات تحسين العلاقات الاجتماعية وتحسين مهارات الحوار والتواصل الفعال.
  • تحسين الثقة بالنفس : يمكن تحسين الثقة بالنفس من خلال تحقيق الأهداف الشخصية والتطوير المهني والحصول على الدعم الاجتماعي.
  • الاهتمام بالصحة النفسية : يجب الاهتمام بالصحة النفسية والتحدث إلى أخصائي نفسي مؤهل للحصول على المشورة والعلاج اللازم في حالة وجود علامات على الإصابة بأي من اضطرابات الشخصية.
  • تجنب الإدمان : ينبغي تجنب الإدمان على المواد الكيميائية أو السلوكيات الضارة كوسيلة لتخفيف الضغوط النفسية.
  • تحسين مهارات التعامل الاجتماعي : يمكن تحسين مهارات التعامل الاجتماعي من خلال العمل على تحسين مهارات التواصل والحوار والتعاطف مع الآخرين.
  • الحفاظ على علاقات صحية : ينبغي الحرص على الحفاظ على علاقات صحية مع الأصدقاء والعائلة والشركاء ، وتجنب العلاقات العاطفية السيئة والسلوكيات الضارة.

تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية

لتشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية يقوم الطبيب أولاً بإجراء فحص جسدي لمعرفة ما إذا كان المرض الجسدي أو أي مرض آخر سبباً للأعراض. قد يشمل ذلك اختبارات الدم للتحقق من التوازن الهرموني. إذا كانت الاختبارات سليمة ، فمن المحتمل أن يحيل الطبيب الشخص الذي يعاني من الأعراض إلى أخصائي نفسي.

عادة ما يقوم الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي بتشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية وفقاً للمعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس (DSM-5) الذي يستخدمه الأطباء والمتخصصون النفسيون لتشخيص الاضطرابات النفسية.

وفقاً لـ DSM-5 ، يتم تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية عندما يظهر على الفرد الأعراض التالية بشكل مستمر ومتكرر :

  • الحاجة الملحة للتعرف على الآخرين من أجل الاعتماد عليهم لتلبية الاحتياجات الأساسية للحياة.
  • صعوبة التعبير عن الرأي الخاص أو الرغبات الشخصية.
  • الخوف الشديد من الفراق والانفصال عن الآخرين.
  • القلق الشديد بشأن ردود الفعل ومشاعر الآخرين تجاهه.
  • القلق الزائد بشأن الإهمال أو التخلي عنه من قبل الآخرين.
  • القلق الزائد بشأن القيمة الذاتية والحاجة إلى التعرف على الذات من خلال الآخرين.

علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية

يتم علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية ، باستخدام عدة طرق علاجية ، تشمل التالي :

1- العلاج النفسي

يوجد عدة طرق للعلاج النفسي ، عادةً ما يتم استخدام الطرق التالية لعلاج هذا الاضطراب :

– العلاج السلوكي المعرفي

هو أحد الأساليب الفعالة في علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية. ويهدف هذا العلاج إلى تعديل الأنماط السلوكية والأفكار السلبية التي تؤدي إلى الاعتماد الشديد على الآخرين ، وتعلم مهارات التعامل مع المشاعر والأفكار بشكل صحيح ، وتحسين العلاقات الاجتماعية. يتضمن عدة مراحل ، أهمها :

  1. التقييم النفسي : يبدأ العلاج بتقييم الحالة النفسية للمريض وتحديد الأنماط السلوكية والأفكار السلبية التي تؤدي إلى الاعتماد الشديد على الآخرين.
  2. تحديد الأهداف : يتم تحديد الأهداف المرجوة من العلاج ، مثل تحسين الثقة بالنفس وتعلم التعامل مع المشاعر والأفكار بشكل صحيح وتحسين العلاقات الاجتماعية.
  3. تعلم مهارات التعامل مع النفس : يتم تعلم مهارات التعامل مع المشاعر والأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية ، وتعلم كيفية التحكم في الانفعالات السلبية.
  4. تحسين العلاقات الاجتماعية : يتم تعلم كيفية التعامل مع الآخرين بشكل صحيح وتحسين العلاقات الاجتماعية ، من خلال تعلم مهارات التواصل والتعاطف والتفاعل الاجتماعي.
  5. المتابعة والدعم : يتم إجراء جلسات متكررة لمتابعة تقدم المريض وتقديم الدعم النفسي اللازم له.
– العلاج النفسي الديناميكي

هو أحد الطرق الفعالة في علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية. يهدف إلى مساعدة المريض على فهم الأسباب العميقة وراء اعتماده الشديد على الآخرين ، وتعلم كيفية التعامل مع الأنماط السلوكية غير الصحية. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن استخدامها في العلاج النفسي الديناميكي هذا الاضطراب :

  1. التحليل النفسي : يتم مساعدة المريض على فهم الأسباب العميقة وراء اعتماده الشديد على الآخرين ، وتحليل العوامل التي تساهم في تكوين هذا الاضطراب.
  2. التركيز على العلاقات الاجتماعية : يتم التركز على تحليل العلاقات الاجتماعية للمريض وتعلم كيفية التعامل مع الآخرين بشكل صحيح وتحسين العلاقات الاجتماعية.
  3. التعرف على الأنماط السلوكية : يتم مساعدة المريض على التعرف على النمط السلوكي غير الصحي الذي يؤدي إلى الاعتماد الشديد على الآخرين ، وتعلم كيفية تغيير هذا النمط.
  4. التعرف على الذات : يتم تعريف المريض المزيد عن نفسه وعن العوامل التي تؤدي إلى اعتماده الشديد على الآخرين ، وتعلم كيفية التعامل مع هذه العوامل بشكل صحيح.

يجب ملاحظة أن العلاج النفسي يتطلب التزاماً شديداً من المريض ، ويمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً ، ولكن بالتدريب اللازم والمساعدة النفسية اللازمة يمكن تحسين حالة المريض وتحسين جودة حياته.

2- العلاج الدوائي

لا يوجد علاج دوائي محدد لعلاج اضطراب الشخصية الاعتمادية ، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية للتعامل مع الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب ، مثل القلق والاكتئاب والأرق. ومن بين الأدوية التي يمكن استخدامها :

  • مضادات الاكتئاب : مثل السيتالوبرام أو الفلوكستين، وتستخدم لتحسين المزاج والتعامل مع الاكتئاب.
  • مضادات القلق : مثل البنزوديازيبينات مثل اللورازيبام ، وتستخدم للتعامل مع القلق والتوتر.

يجب العلم أن استخدام الأدوية يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب وبعد تقييم الحالة الصحية العامة للمريض ، حيث يتم تحديد الجرعات المناسبة وفقاً للحالة الصحية لكل مريض.

ويجب ملاحظة أن العلاج الدوائي لا يمكن أن يعالج الأسباب العميقة للاضطراب ، ولا يمكن أن يحل مشاكل العلاقات الاجتماعية أو السلوكيات غير الصحية ، ولذلك ينبغي دائماً مراجعة الطبيب المختص للحصول على العلاج الأمثل والمناسب لحالة المريض.

3- العلاج الذاتي

يمكن للشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية الاعتمادية العمل على مع نفسه لتحسين حالته النفسية وتحسين نوعية حياته. وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات التي تساعده في ذلك :

  1. تعلم أن تكون مستقلاً : يجب عليك أن تتعلم الاعتماد على الذات وتنفيذ المهام بمفردك ، والتركيز على تحقيق الأهداف الشخصية بدون الحاجة إلى مساعدة الآخرين.
  2. تعلم كيفية التعامل مع الخوف من الفشل : يجب عليك التعامل مع الخوف من الفشل عن طريق تحديد الأسباب التي تؤدي إلى هذا الخوف ، ومواجهتها.
  3. تعلم الحدود الشخصية : يجب عليك تحديد الحدود الشخصية والعمل على الالتزام بها ، وذلك لتحسين العلاقات الاجتماعية والتعامل مع المواقف الصعبة بشكل صحيح.
  4. تعزيز الثقة بالنفس : يجب عليك تعزيز الثقة بالنفس وتحسين صورتك الذاتية ، وذلك عن طريق تعلم المهارات الشخصية اللازمة وتنمية الاهتمام بالذات.
  5. تعلم المهارات الاجتماعية : يجب عليك تعلم المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع الآخرين بشكل صحيح وتحسين العلاقات الاجتماعية.

إن العلاج الذاتي لا يكفي لعلاج هذا الاضطراب ، ولكن يمكن أن يساعدك في تحسين حالتك.

كيف تتعامل مع الشخصية الاعتمادية؟

في ما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب :

  1. وضع الحدود الشخصية : يجب تحديد الحدود الشخصية والعمل على الالتزام بها ، وذلك لتجنب الوقوع في فخ الاعتماد الزائد من قبل المصاب.
  2. التشجيع على الاستقلالية : من خلال تشجيع المصاب على العمل على تحقيق الأهداف الشخصية وتنفيذ المهام بمفرده ، وذلك لتحسين الثقة بالنفس والاعتمادية على الذات.
  3. تقديم الدعم العاطفي : إن تقديم الدعم العاطفي للمصاب يساعده في تحسين الشعور بالأمان والثقة بالنفس.
  4. التحدث بصراحة : يجب التحدث بصراحة وبشكل مباشر مع المصاب ، وذلك للتعبير عن الحاجة إلى الحد من الاعتماد وتشجيعها على تحقيق الاستقلالية.
  5. القبول والتفهم : يجب قبول وتفهم الحالة التي يعاني منها الشخص الاعتمادي ، والتعامل معها بحذر وبدون إهانة أو تقليل من شأنها.
  6. التركيز على الحلول المستقبلية : يجب التركيز على الحلول المستقبلية والتحديات التي يواجها الشخص الاعتمادي ، وذلك لتحفيزه على العمل على بمفرده وتحقيق الأهداف.
  7. توجيه الانتباه إلى سلوكيات الاعتماد : يجب توجيه الانتباه إلى سلوكيات الاعتماد الزائدة وتشجيع الشخصية الاعتمادية على العمل على تحقيق الاستقلالية وتنمية المهارات اللازمة لذلك.
  8. الاهتمام بالتواصل الاجتماعي : يجب تشجيع المصاب على التواصل مع الآخرين ، وذلك لتحسين العلاقات الاجتماعية وتنمية المهارات الاجتماعية.

يجب العلم أن التعامل مع الشخصية الاعتمادية يتطلب الصبر والحذر ، وينبغي دائماً تذكير المصاب بأهمية الاستقلالية وتشجيعه على تحقيقها.

كيف أعرف أني أعاني من اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

يمكن لاضطراب الشخصية الاعتمادية أن يظهر بعدة أشكال ، وقد تكون الأعراض مختلفة من شخص لآخر ، ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن الاستدلال بها ومعرفة ما إذا كنت تعاني من هذا الاضطراب أم لا ، تشمل العلامات :

  • الشعور بالحاجة المستمرة إلى الدعم والمساعدة من قبل الآخرين.
  • صعوبة اتخاذ القرارات الحياتية الهامة بدون موافقة أو تأييد الآخرين.
  • القلق المستمر بشأن رضا وموافقة الآخرين على ما تفعله.
  • الخوف من الوحدة أو الانفصال عن الآخرين.
  • صعوبة في العمل بشكل مستقل أو في تحمل المسؤولية الشخصية.
  • الاهتمام الزائد برأي الآخرين في القرارات الشخصية ، والتخلي عن الرغبات الخاصة بسبب رأي الآخرين.
  • قبول التعرض للتلاعب أو التحكم من قبل الآخرين.
  • صعوبة التعامل مع الانتقادات أو الرفض من الآخرين.

إذا كنت تعاني من بعض هذه الأعراض أو جميعها بشكل مستمر ويؤثر ذلك على حياتك اليومية ، فقد تكون مصاباً بهذا الاضطراب. ولكن قبل الحكم على ذاتك يجب عليك استشارة أخصائي نفسي لتشخيص حالتك بدقة وتقديم الدعم اللازم لك.

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الاعتمادية؟

نعم ، يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الاعتمادية. يمكن أن يستغرق الشفاء بعض الوقت ، حيث يحتاج الفرد إلى العمل أخصائي نفسي لفهم الجذور العميقة للمشكلة وتطوير السلوكيات الجديدة والأساليب المفيدة في التعامل مع الحياة اليومية. ويمكن أن تختلف مدى العلاج والوقت المطلوب حسب الشخص وحسب خصائص الحالة.

زر الذهاب إلى الأعلى