اضطراب الشخصية الهستيرية “التمثيلي”

يعد اضطراب الشخصية الهستيرية أحد أنواع اضطرابات الشخصية ، يتسم بالاهتمام المفرط بالذات والحاجة الملحة لجذب انتباه وتأكيد الآخرين. ويتميز بإظهار متكرر للمشاعر العاطفية القوية والقيام بتصرفات درامية غير منطقية. و يعاني المصابون بالشخصية الهستيرية أيضاً من صعوبة في التحكم في مشاعرهم وسلوكهم مما يعرضهم لانتقادات من الآخرين بسبب سلوكهم اللاعقلاني والمبالغ فيه.

ويتضمن الاضطراب الهستيري أيضاً الإفراط في التعبير الجنسي والسلوك الجنسي المفرط ، والذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عاطفية وعلاقات سلبية مع الآخرين. ويتم علاج هذا الاضطراب بشكل أساسي باستخدام العلاج النفسي والدوائي ، وفي ما يلي سوف نتحدث عن هذا الاضطراب بالتفصيل.

اضطراب الشخصية الهستيرية

يعرف اضطراب الشخصية الهستيرية أو التمثيلي ” Histrionic personality disorder” بأنه اضطراب في الشخصية يتميز بنمط سلوكي وعاطفي غير ثابت ومتقلب ، شديد الانتباه على الذات وشديد السعي للتأكيد ولفت انتباه الآخرين. ويتميز المصابون بهذا الاضطراب بإظهار مشاعر عاطفية قوية وتصرفات درامية غير منطقية ومبالغ فيها بغية جذب انتباه الآخرين ، حتى إذا كان ذلك يتسبب في إزعاج الآخرين.

كما يتميز المصابون بهذا الاضطراب بتعبير جنسي وسلوك جنسي مفرط وغير عقلاني ، وقد يؤدي إلى مشاكل عاطفية وعلاقات سلبية مع الآخرين. كما يعاني المصابون بالشخصية الهستيرية من عدم الاستقرار العاطفي والتغييرات المفاجئة في المزاج ، مما يؤثر على العلاقات الشخصية والعملية والصحية. ويعد هذا الاضطراب أكثر شيوعاً عند النساء من الرجال وعادة ما يظهر في سن المراهقة أو البلوغ المبكر.

أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية

تتمثل أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية بالتالي :

  • الحاجة الملحة لجذب انتباه الآخرين وتأكيدهم : يتمثل هذا في السعي المستمر للحصول على اهتمام ومديح الآخرين له.
  • التشويش والشغب : حيث يميل المصاب إلى التصرف بطريقة درامية ومبالغ فيها وذلك لجذب الانتباه والتأكيد من قبل الآخرين ، ويستخدم سلوكيات مثل الصراخ أو البكاء أو الاحتجاج بشدة للتعبير عن مشاعره.
  • عدم الاستقرار العاطفي : حيث يتعرض لتقلبات مفاجئة في المزاج والعواطف ، ويمكن أن يتغير مزاجه بسرعة كبيرة وبشكل غير متوقع.
  • الاعتماد الشديد على الآخرين : يعتمد الشخص المصاب بشدة على الآخرين ويبحث عن التأكيد منهم ، ويجد صعوبة في اتخاذ القرارات والتعامل مع الحياة بشكل مستقل.
  • السلوك الجنسي اللاعقلاني : حيث يعبّر بشكل مفرط عن الجوانب الجنسية في حياته ، ويميل إلى الاهتمام المفرط بالمظهر الجسدي واللجوء إلى السلوك الجنسي اللاعقلاني مثل الأغراء أو الاندفاع الشديد في إقامة العلاقة الجنسية.
  • التركيز على الذات : يمكن أن يتمثل ذلك في الاهتمام المفرط بالمظهر الجسدي والسلوكيات المتغيرة والمبالغ فيها.
  • المشاعر العاطفية القوية : حيث يظهر مشاعر عاطفية قوية جداً ، ويصعب عليه التحكم فيها.
  • الانتباه المفرط للمظهر الجسدي : حيث يولي اهتماماً مفرطاً بمظهره الجسدي ، ويتصرف بطريقة مبالغ فيها في العناية بمظهره الشخصي.
  • صعوبة في التعامل مع النقد : حيث يصعب عليه التعامل مع النقد ، ويمكن أن يظهر ردود أفعال سلبية مثل التسلط على الآخرين أو الدفاع بشكل مفرط عن النفس.
  • الاحتياج المفرط للمغامرة : حيث يشعر بحاجة مفرطة للمغامرة والقيام بتجارب جديدة ، ويميل إلى المخاطرة بشكل غير مدروس في العديد من المجالات.
  • الانطوائية والانسحاب : حيث يمكن أن ينطوي المصاب على نفسه وينسحب بشكل مفاجئ من الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.
  • العدوانية والاعتداء اللفظي : حيث يميل إلى القيام بتصرفات عدوانية مثل الاعتداء اللفظي عندما يشعر بعدم الرضا ، ويستخدم الكلام الجارح والتهديدات لتحقيق ما يريد.

يجب ملاحظة أن هذه الأعراض يمكن أن تختلف شدتها من شخص لآخر ، ولا يجب الاعتماد عليها فقط لتشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية. بل يجب استشارة الطبيب أو المختص النفسي لتحديد التشخيص الدقيق وتحديد خطة العلاج المناسبة.

أسباب اضطراب الشخصية الهستيرية

لا يوجد سبب واضح وحيد يؤدي إلى الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية ، ويعتقد الخبراء أن هناك عوامل متعددة قد تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب. تشمل هذه العوامل :

1- العوامل الوراثية والبيولوجية

يعتقد العلماء أن هناك عدة عوامل وراثية وبيولوجية قد تلعب دوراً في تطوير اضطراب الشخصية الهستيرية ، تشمل هذه العوامل :

  • التغيرات الوراثية : حيث يمكن أن تكون هناك تغيرات في الجينات التي تتحكم في النمو والتطور لدى الإنسان ، والتي قد تؤدي إلى تطوير هذا الاضطراب. ويمكن أن يرث الشخص بعض الصفات والميزات التي ترتبط بهذا الاضطراب من أحد الوالدين أو الأجداد.
  • الهرمونات : يمكن أن تؤدي التغيرات في مستويات الهرمونات في الدم إلى تطوير هذا الاضطراب. فالهرمونات تؤثر على السلوك والمزاج وقد تؤثر على النمو العقلي والجسدي للفرد.
  • التغيرات في الدماغ : يعتقد الباحثون أن التغيرات في هيكل الدماغ ووظيفته قد تؤدي إلى تطوير هذا الاضطراب. وقد أشارت الأبحاث إلى أن هناك تغيرات في مناطق معينة من الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب.

2- العوامل الاجتماعية والبيئية

يعتقد الخبراء أن العوامل الاجتماعية والبيئية مثل المشكلات العائلية والاضطهاد والإهمال والإساءة والصدمات يمكن أن تؤدي إلى تطوير اضطراب الشخصية الهستيرية. وتشمل هذه العوامل :

  • الإهمال العاطفي : يمكن أن يؤدي الإهمال العاطفي من الأسرة أو الوسط المحيط بالفرد إلى تطوير هذا الاضطراب. فعدم الحصول على الاهتمام والرعاية الكافية من الوالدين أو المربين يمكن أن يؤثر على النمو النفسي والعقلي للفرد.
  • الإساءة الجسدية والنفسية : يمكن أن تؤدي الإساءة الجسدية والنفسية المتكررة إلى الإصابة بهذا الاضطراب. وذلك لأنها تؤثر على النمو النفسي والعقلي للفرد ، وترتبط بتطور جميع الاضطرابات النفسية.
  • المشكلات العائلية : قد تؤدي المشكلات العائلية ، مثل الطلاق والخلافات المستمرة والانفصال عن الأسرة ، إلى تطوير اضطراب الشخصية الهستيرية. وذلك لأنها تؤثر على النمو النفسي والعقلي للفرد ، وترتبط بتطور مختلف الاضطرابات النفسية.
  • الإجهاد النفسي : حيث أن التعرض المستمر للإجهاد النفسي بجعل الشخص أكثر عرضة للتعامل بطريقة درامية ومبالغ فيها مع الآخرين.
  • الثقافة والتربية : يمكن أن تؤثر الثقافة والتربية على تطوير هذا الاضطراب ، حيث تشجع بعض الثقافات سلوكيات درامية ومبالغ فيها ، وتعتبرها جزءاً من السلوك الاجتماعي المقبول.

اضطراب الشخصية الهستيرية والحب

تتميز الشخصية الهستيرية بالتشبث العاطفي الشديد والحاجة الملحة للتأكيد والانتباه ، وهذا يمكن أن يؤثر على علاقات الحب. ويجب ملاحظة أن المصاب بهذا الاضطراب قادر على الاستمتاع بالحب والعلاقات العاطفية بشكل كامل وصحي. ولكن يمكن أن تظهر العديد من المشاكل التي تؤثر على الطرفين ، تشمل :

  • الانتباه المستمر : إن حاجة المصاب الشديدة للتأكيد والانتباه والثناء التي هي من الأعراض الرئيسية لهذه الشخصية ، يمكن أن تؤدي إلى قيامه بسلوكيات درامية مبالغ فيها ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إجهاد الشريك وإتعابه بشكل غير متوقع.
  • الاضطراب : يمكن أن يتعرض الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب للإصابة بالإحباط والاكتئاب بسبب عدم الحصول على الانتباه والتأكيد الذي يحتاجه ، وهذا يمكن أن يؤثر على العلاقة أيضاً.
  • السلوكيات المبالغ فيها : يظهر المصاب سلوكيات درامية ومبالغ فيها في العلاقة العاطفية ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إحباط الشريك وتدمير العلاقة.
  • الغيرة الشديدة : يمكن للشخصية الهستيرية أن تعاني من الغيرة الشديدة في العلاقات العاطفية ، حيث تشعر بالتهديد بسرعة ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تدمير العلاقة.
  • التعلق العاطفي : يحتاج الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب إلى اهتمام كبير ومستمر ومبالغ فيه من قبل الشريك ، والذي يمكن أن يصعب على الشريك تقديمه ، وهذا يخلق بدوره الكثير من المشاكل.
  • التغييرات المفاجئة في المزاج : يتميز المصاب بهذا الاضطراب بتقلب مزاجه بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ ، وهذا يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على العلاقة.

يجب ملاحظة أن المصاب بهذا الاضطراب يمكنه العمل على تحسين علاقاته العاطفية من خلال تحسين قدرته على التحكم في سلوكياته وتعلم كيفية التعامل مع الشريك بشكل صحي ، كما يمكن استشارة مختص نفسي للحصول على العلاج النفسي اللازم.

اضطراب الشخصية الهستيرية والزواج

يؤثر اضطراب الشخصية الهستيرية على العلاقة الزوجية بشكل كبير ، وقد يؤدي إلى صعوبات في التواصل والتفاهم وصراعات ومشاكل في العلاقة. ومع ذلك ، فإن العلاقة الزوجية يمكن أن تنجح بشرط أن يتم التعامل معها بشكل صحيح.

إذا كان أحد الشريكين يعاني من اضطراب الشخصية الهستيرية ، فيمكن للطرف الآخر أن يتعلم كيفية التعامل معه بشكل صحيح ، وذلك من خلال تحسين قدرته على التواصل والتفاهم ، وتعلم كيفية التعامل مع التصرفات الدرامية والتعلق العاطفي.

كما يجب على الزوجين العمل بشكل مشترك على تحسين العلاقة الزوجية ، والتعامل بصبر وتفهم مع بعضهما البعض ، والعمل معاً على تجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجههم. ويمكن أن يؤدي العمل على تحسين العلاقة الزوجية إلى تعزيز الثقة بالنفس والسعادة والاستقرار العاطفي لكل من الشريكين.

ويمكن أن يفيد العلاج النفسي في تحسين العلاقة الزوجية ، حيث يمكن للمريض أن يتعلم كيفية التعامل مع اضطرابات شخصيته وتحسين علاقاته العاطفية. وفي ما يخص التأثيرات المحتملة التي يمكن أن تنشأ بين الزوجين هي نفسها التي ذكرناها في فقرة الشخصية الهستيرية والحب.

اضطراب الشخصية الهستيرية والجنس

تشير الأبحاث إلى أن الشخصية الهستيرية يمكن أن تؤثر على السلوك الجنسي والعلاقات الجنسية بشكل مباشر أو غير مباشر.

فبعض الأشخاص الذين يعانون من الشخصية الهستيرية قد يظهرون سلوكيات جنسية غير صحية أو درامية ، مثل إظهار العواطف بشكل مبالغ فيه أو التصرف بشكل مركز على الذات يلبي حاجاتهم الجنسية فقط والتعامل مع الشريك كأنهم يمثلون مشهد درامي ، ويمكن أن يفرطوا في أداء العلاقة الجنسية ، مما يؤدي إلى إهمال الاحتياجات الحقيقية للشريك ، أو إظهار العواطف بشكل زائد وغير ملائم ، مما يؤدي إلى تشتيت الانتباه عن الجانب الحميمي الحقيقي للعلاقة.

وبالإضافة إلى ذلك ، الشخص صاحب الشخصية الهستيرية لديه رغبة شديدة في تلقي الانتباه والتأكيد من الطرف الآخر ، وهذا يمكن أن يؤثر على العلاقة الجنسية بحيث يحاول الحصول على الانتباه من الشريك أي جعل الشريك يلبي حاجاته باهتمام شديد بدلاً من التركيز على الحياة الحميمة والاستمتاع المتبادل.

ويمكن تحسين العلاقة الجنسية بين الشريكين من خلال التحدث مع الشريك بشكل صريح ومفتوح حول احتياجاته ورغباته الجنسية ، وتعلم كيفية الاستماع إلى رغبات الشريك بدون البحث عن الاهتمام الزائد.

بالإضافة إلى إمكانية تحسين العلاقة الجنسية من خلال تجربة أشياء جديدة ومثيرة مع الشريك ، والتركيز على الاستمتاع المتبادل بدون الحاجة إلى الانتباه المفرط أو التأكيد.

مضاعفات اضطراب الشخصية الهستيرية

يمكن أن يؤدي اضطراب الشخصية الهستيرية إلى العديد من المضاعفات النفسية والاجتماعية ، من بين هذه المضاعفات التالي :

  • سوء العلاقات الاجتماعية : حيث يمكن أن يعاني الفرد من صعوبة في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الصحية والمستقرة ، ويميل إلى الاندفاع في العلاقات القصيرة والسطحية والتي تكون مركزة على الذات ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انعزال الفرد وعدم القدرة على بناء علاقات اجتماعية مستقرة.
  • الاكتئاب والقلق : يمكن أن يعاني الفرد من مشاعر الاكتئاب والقلق بشكل متكرر ، وذلك نتيجة الانتكاسات العاطفية والاجتماعية التي يواجها ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور حالته النفسية والصحية بشكل عام.
  • الإدمان : يتمثل في الاندماج في السلوكيات الضارة مثل تعاطي المخدرات والكحول والإدمان على الجنس ، وذلك كوسيلة لتخفيف الإحباط والتوتر الذي يشعر به.
  • المشاكل الزوجية : حيث يميل الفرد إلى القيام بتصرفات غير صحية مثل الاندفاع في العلاقات الجنسية ، وعدم القدرة على الاستقرار في العلاقات العاطفية والزوجية.
  • صعوبات في العمل : يمكن أن يؤثر الاضطراب الهستيري على الأداء الوظيفي للفرد ، حيث يميل إلى التركيز على جذب الانتباه والتأكيد ، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في العمل بشكل فعال وتحقيق الأهداف المهنية.
  • الانتحار : في الحالات الشديدة ، يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى مشاعر اليأس والإحباط والتفكير في الانتحار.

الوقاية من اضطراب الشخصية الهستيرية

لا يوجد وسيلة محددة للوقاية من اضطراب الشخصية الهستيرية ، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل فرص الإصابة به ، ومن هذه الإجراءات التالي :

  1. تعزيز الصحة النفسية : يجب الاهتمام بصحة العقل والجسد وتعزيز الصحة النفسية من خلال ممارسة التمارين الرياضية وتناول الأغذية الصحية والحصول على قسط كافي من النوم والراحة.
  2. الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الصحية : يجب العمل على بناء علاقات اجتماعية صحية ومستقرة مع الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل ، وتطوير مهارات التواصل الفعال.
  3. الحفاظ على التوازن العاطفي : وذلك من خلال تجنب الاندفاع العاطفي المفرط في العلاقات الشخصية والمهنية.
  4. العمل على تحسين الذات : حيث يجب العمل على تحسين الصفات الشخصية وتطوير المهارات اللازمة للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية.
  5. تجنب التعرض للتوتر الشديد : يجب تجنب التعرض للتوتر الشديد والضغوط النفسية المفرطة ، والعمل على تقليلها بطريقة مناسبة.
  6. الدعم النفسي : يمكن البحث عن المساعدة من الأخصائيين النفسيين والمعالجين النفسيين في حالة الشعور بأي مشاعر سلبية أو انخفاض في المزاج.

تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية

يتم تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية أولاً من خلال استبعاد أي أسباب طبية أو نفسية أخرى قد تكون وراء الأعراض. ووفقاً للدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات النفسية ، يجب أن يُظهر المصابون بهذا الاضطراب نمطاً عميقاً من الانفعال المفرط أو السعي المستمر للفت الانتباه. يبدأ الاضطراب في مرحلة البلوغ المبكرة ويتجلى السلوك بمجموعة متنوعة من مواقف الحياة. ويجب استيفاء خمسة على الأقل من المعايير التالية للتشخيص :

  1. عدم الارتياح في المواقف التي لا يكون الشخص فيها محط اهتمام.
  2. التصرف بشكل غير لائق عند الاتصال بالآخرين مثل الإغواء الجنسي أو الاستفزاز.
  3. تعبير عاطفي سطحي سريع التغير.
  4. استخدام المظهر باستمرار لجذب انتباه الآخرين.
  5. أسلوب بحث مبالغ فيه عن الانطباع ، وأسلوب كلام ضعيف التفصيل.
  6. يتسم سلوك الشخص بإضفاء الطابع الدرامي على شخصيته ، والمبالغة في مشاعره.
  7. التأثر بسهولة بالأشخاص أو الظروف الأخرى.
  8. يرى الشخص المصاب أن العلاقات الشخصية أقرب مما هي عليه في الواقع.

علاج اضطراب الشخصية الهستيرية

يتم علاج اضطراب الشخصية الهستيرية من خلال العلاج النفسي بشكل أساسي وبمساعدة العلاج الدوائي في بعض الحالات.

1- العلاج النفسي

العلاج النفسي لاضطراب الشخصية الهستيرية يتضمن عدة أنواع من العلاج ، هي :

  • العلاج السلوكي المعرفي : يهدف هذا العلاج إلى تغيير الأنماط السلوكية السلبية وتحسين التفكير والمشاعر. ويتم ذلك من خلال تحديد الأفكار التي قد تؤدي إلى السلوكيات الهستيرية ، وتعليم المريض كيفية التعامل مع هذه الأفكار وتغييرها.
  • العلاج النفسي الديناميكي : يهدف هذا العلاج إلى تحليل العواطف والأنماط الشخصية وتعزيز الوعي بالنفس وتحسين العلاقات الاجتماعية. ويعتمد على الحوار العميق بين المريض والمعالج النفسي ، ويتضمن تحليل الأحداث التي تعرض لها الفرد في الماضي والتي يحتمل أن تكون هي السبب في حالة الفرد في الوقت الحاضر ، ومن ثم العمل على علاجها.
  • العلاج النفسي الجمعي : يستخدم هذا العلاج عندما يكون هناك نقص في المهارات الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية. ويعتمد على إشراك مجموعة من المرضى الذين يعانون من نفس الاضطراب ، ويتم تحفيزهم على التفاعل مع بعضهم البعض وتبادل الخبرات والمشاعر.

2- العلاج الدوائي

ليس هناك دواء محدد لعلاج اضطراب الشخصية الهستيرية ، ومع ذلك يتم استخدام بعض أنواع الأدوية للتعامل مع الأعراض المرتبطة بالاضطراب وتحسين الصحة النفسية بشكل عام. من هذه الأدوية التالي :

  • مضادات الاكتئاب : يمكن استخدامها لتحسين المزاج والتخفيف من الأعراض المرتبطة بالاضطراب. كما يمكن أن تساعد في التحكم في العواطف الزائدة والتقليل من القلق والتوتر.
  • أدوية الوسواس القهري : يمكن استخدامها للمساعدة في الحد من الأعراض المرتبطة بالقلق والتوتر ، وتحسين الصحة النفسية بشكل عام.
  • الأدوية المحفزة للانتباه : يمكن استخدامها لتحسين التركيز والانتباه ، ولتعزيز الانتباه والتركيز في جلسات العلاج النفسي.

يجب أن يتم وصف الدواء بواسطة الطبيب النفسي حصراً وبجرعة مناسبة لحالة المريض ، ويجب على المريض أن يتبع تعليمات الدواء بدقة وإخبار الطبيب بأي آثار جانبية قد تظهر. ويجب أن يتم استخدام العلاج الدوائي بشكل متزامن مع العلاج النفسي لتحقيق أفضل النتائج.

التعايش مع اضطراب الشخصية الهستيرية

يمكن للشخص الذي يعاني من اضطراب الشخصية الهستيرية تعلم كيفية التعايش مع اضطرابه وتحسين نوعية حياته ، وذلك عن طريق اتباع النصائح والإرشادات التالية :

  1. الدعم النفسي : يمكنك الحصول على الدعم النفسي من خلال العلاج النفسي والمشورة الصحية والدعم العاطفي من الأصدقاء والعائلة. كما يمكنك الانضمام إلى مجموعات دعم الأشخاص الذين يعانون من نفس الاضطراب.
  2. العمل على تطوير المهارات الشخصية : يجب عليك تعلم كيفية التحكم في العواطف والتفكير بشكل إيجابي وتحسين مهاراتك الاجتماعية.
  3. تحسين الصحة النفسية : يجب عليك العمل على تحسين صحتك النفسية بشكل عام ، وذلك عن طريق الحصول على قسط كافي من النوم وممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي.
  4. تحسين العلاقات الاجتماعية : يجب عليك تحسين علاقاتك الاجتماعية وتعلم كيفية التواصل بشكل فعال ، وذلك عن طريق تعلم مهارات الاتصال الفعال والتعاون مع الآخرين.
  5. الاهتمام بالعلاقة الزوجية : يجب عليك العمل على تطوير ثقتك بنفسك واستقرارك العاطفي والجنسي في العلاقة الزوجية ، وذلك عن طريق الحوار والتواصل الفعال مع الشريك وتعلم كيفية التحكم في الاندفاع الجنسي.

أسئلة شائعة حول اضطراب الشخصية الهستيرية

من هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب؟

تعد الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية أكثر شيوعاً بين الإناث من الذكور ، ويعتقد الخبراء أن هذا الفرق يمكن أن يرتبط بالنمو العصبي والهرموني. كما هناك أفراد معرضون للإصابة بهذا الاضطراب أكثر من غيرهم ، هم التالي :

  • الأفراد الذين تعرضوا للإهمال أو الإساءة في مرحلة الطفولة ، حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى تطوير الشخصية الهستيرية كآلية دفاعية.
  • الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوتر المزمن والذين يتعاملون مع المشاعر السلبية بشكل غير صحيح.
  • الأشخاص الذين يعانون من العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة.
  • الأشخاص الذين يتعرضون للضغوط النفسية المستمرة في العمل أو الحياة اليومية.
  • الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية الأخرى.
  • الأشخاص الذين يعانون من الإدمان على المخدرات أو الكحول أو الإدمان على السلوكيات المدمرة.

كيف تكون طريقة تفكير الشخصية الهستيرية؟

تعتبر الشخصية الهستيرية شخصية متعددة الأوجه ومتغيرة ، وتتميز بطريقة تفكير وسلوك غير صحيحة ومتكررة ، مما يؤثر على الحياة الشخصية للمصاب بها وعلى علاقاته الاجتماعية.

فتتميز الشخصية الهستيرية بالاهتمام بشكل كبير بالانتباه والثناء والمدح ، وتسعى باستمرار للحصول على هذا الاهتمام من الآخرين. كما تتميز بالميل إلى التهويل والمبالغة في الأحداث والمشاعر ، وتحويل الأمور اليومية العادية إلى أحداث درامية.

وتميل إلى التفكير السطحي وعدم الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة ، كما أنها تتميز بعدم الثبات في الرأي والتذبذب بين القرارات والاختيارات. كما تميل إلى الاندفاع والسرعة في أداء الأفعال دون التفكير في العواقب.

وتتميز أيضاً بفرط العاطفة والتعبير العاطفي الزائد ، وتميل إلى تحميل الآخرين مسؤولية مشاعرها ومشاكلها الشخصية. وتميل إلى الاستعراض المفرط والذي يتمثل بالاهتمام الشديد بالمظهر الخارجي مثل الملابس والمكياج والشكل الجسدي.

ومن أجل التعامل مع الشخصية الهستيرية ، ينبغي التركيز على التواصل بشكل واضح وصريح وتفادي الاستجابة للسلوكيات المتطرفة والاستفزازية. كما ينبغي تشجيع المصاب بها على التعامل بشكل صحيح مع المشاعر والمواقف ، ومساعدته على التحكم في مشاعره وسلوكياته بشكل أفضل.

كيف أعراف أني مصاب باضطراب الشخصية الهستيرية؟

هناك عدة علامات تظهر لدى المصابين باضطراب الشخصية الهستيرية ، من أهم هذه العلامات :

  • الحاجة الملحة للانتباه ، والتي تتمثل بالقيام بتصرفات مثيرة للانتباه أو سلوكيات مفاجئة لجذب انتباه الآخرين.
  • التعبير العاطفي المبالغ فيه ،حيث يتصرف الشخص بشكل مفرط في مواقف معينة أو يبدي المشاعر بشكل مفرط.
  • السلوك العدواني ، والذي يتمثل بالتحريض على العنف أو القيام بسلوكيات مدمرة تتسبب في الإيذاء الجسدي أو النفسي للآخرين.
  • عدم استقرار العلاقات العاطفية ، والذي يتمثل بالبحث عن الحب والتقدير والاعتراف بشكل مفرط ، والميل إلى إقامة العلاقات العاطفية العابرة.
  • الأهمية الزائدة ، والذي يتمثل بالاعتقاد أنه يجب أن يتم التعامل معه بشكل مميز ومختلف عن الآخرين.
  • صعوبة التركيز على المهام المحددة والاستمرار فيها لفترات طويلة.

إذا كنت تشعر بأنه لديك بعض هذه العلامات ، فيمكن أن تكون مصاباً بهذا الاضطراب ، ولكن قبل الحكم على نفسك بالإصابة ، يجب عليك الذهاب إلى طبيب أو أخصائي نفسي لتشخيص حالتك بدقة وتقديم الدعم اللازم لك.

هل اضطراب الشخصية الهستيرية خطير؟

لا يعد اضطراب الشخصية الهستيرية خطيراً ، إلا أنه يؤثر على الحياة اليومية للشخص المصاب به ويؤثر على العلاقات الاجتماعية.

حيث يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في التعامل مع العواطف والمشاعر والتفاعلات الاجتماعية بشكل صحيح. وهذا يمكن أن يؤدي إلى القيام بسلوكيات غير ملائمة مثل السلوك العدواني والتعبير العاطفي المبالغ فيه وتصرفات لجذب الانتباه والإثارة ، مما يؤثر على العلاقات الشخصية والاجتماعية.

هل تشفى الشخصية الهستيرية؟

يعد اضطراب الشخصية الهستيرية من الاضطرابات النفسية الشديدة التي تؤثر على شخصية الفرد وسلوكه ، والتي تتطلب معالجة طويلة الأمد. وإن الشفاء الكامل من هذا الاضطراب يعد أمراً نادراً جداً.

يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب أن يتحسنوا بشكل كبير من الحالة ويتعاملوا بشكل أفضل مع الآخرين وفي حياتهم اليومية ، وذلك من خلال العلاج النفسي والدوائي. ومع ذلك ، قد يبقى الشخص يعاني من بعض الأعراض والسلوكيات السلبية المرتبطة بالاضطراب حتى بعد العلاج.

زر الذهاب إلى الأعلى