اكتئاب ما بعد الولادة ، و أعراض اكتئاب مابعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة هو أحد أنواع الاكتئاب ، تصاب به النساء بعد الولادة ، وتتشابه أعراضه مع الاكتئاب الرئيسي مع ظهور بعض الأعراض المميزة له ، ومن خلال الشرح التالي سوف نتحدث بالتفصيل عن أعراضه وأسبابه وتشخيصه وطرق علاجه.

اكتئاب ما بعد الولادة

في الشهر الأول بعد الولادة ، تكون النساء أكثر عرضة للإصابة  بالاضطرابات النفسية ، حيث أن فرصة الإصابة بالاكتئاب تكون أكبر بثلاث مرات من فرصة إصابة النساء اللواتي لم يلدن. وهناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من نسبة الإصابة بهذا الاضطراب مثل : الاكتئاب قبل الحمل ، وإصابة المرأة بالاكتئاب بعد الولادات السابقة ، والولادة الأولى ، ومشاكل العلاقة ، والولادة القيصرية.

ومن الصعب تحديد سبب الاضطرابات النفسية بعد الولادة. لكن من المحتمل أن يكون مزيجاً من العوامل الجسدية النفسية والاجتماعية كما قد تلعب العوامل الوراثية دوراً في اكتئاب وذهان بعد الولادة.

الفرق بين كآبة النفاس واكتئاب ما بعد الولادة

تعاني العديد من النساء من الأعراض التالية بعد الولادة :

  • تقلبات مزاجية.
  • الشعور بالحزن أو القلق أو الإرهاق.
  •  نوبات بكاء.
  • فقدان الشهية.
  • صعوبة النوم.

لكن يجب التفريق بين أن تكون المرأة مصابة باكتئاب ما بعد الولادة وهو نوع من أنواع الاكتئاب ، وبين الكآبة النفسية التي تبدأ خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة الأولى من الولادة ، ولا تتطلب أي علاج وتزول في غضون ساعات أو أيام قليلة.

واكتئاب ما بعد الولادة هو اكتئاب أعمق يستمر لفترة أطول. يبدأ عادة في غضون الشهر الأول بعد الولادة ، ويمكن أن يحدث في أي وقت خلال السنة الأولى بعد الولادة ، ويستمر من أسابيع إلى شهور. كما يمكن أن يتطور إلى نوبات مزمنة من الاكتئاب.

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

لا يوجد سبب دقيق يؤدي إلى حدوث اكتئاب ما بعد الولادة. ولكن من المعروف أنه أثناء الحمل وبعد الولادة ، تتغير المستويات الهرمونية مما يؤثر على الحالة المزاجية للمرأة  ويسبب الحزن واللامبالاة والتهيج وغيرها من الأحاسيس التي يمكن أن تؤدي إلى حالة من الاكتئاب.

بالإضافة إلى الاضطرابات الهرمونية ، هناك سلسلة من العوامل أو المواقف البيئية التي تحدث نتيجة للولادة والتي تؤثر أيضاً على الحالة المزاجية للأم ، ويمكن أن تكون أحد أسباب الاكتئاب ، هي ما يلي :

  • عدم الحصول على وقت فراغ : يحتاج الطفل إلى الرعاية والاهتمام طوال اليوم ، لذلك ترى الأم أن وقت فراغها  يتقلص بشكل كبير ، وهو أمر يمكن أن يسبب عدم الراحة والتوتر.
  • التغيرات الجسدية بعد الولادة : أثناء الحمل وبعد الولادة ، تحدث سلسلة من التغيرات الجسدية والجمالية التي يمكن أن تشوه صورة الأم الذاتية ، مثل ظهور علامات التمدد أو زيادة حجم البطن.
  • التغييرات في العلاقات الاجتماعية والعمل .
  • عدم الأمان : في بعض الأحيان تعاني بعض النساء من قلق مفرط بشأن قدرتهن على أن يصبحن أماً. قد يشعرون بعدم الاستعداد والارتباك بسبب المسؤوليات ، مما قد يؤدي إلى حالات من القلق والتوتر والاكتئاب.

عوامل الخطر

هناك ظروف معينة تجعل بعض النساء أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة من غيرهن. هذه العوامل هي ما يلي :

  • الحمل غير المخطط له : إذا حدث الحمل عن طريق الصدفة ، أي بدون رغبة في الحمل ، فقد يؤدي ذلك إلى تطوير مشاعر وتصورات سلبية تجاهه ، مما يشكل صعوبة في تكيف مزاج الأم ورفع احتمالية إصابتها بهذا الاضطراب.
  • الحمل المبكر .
  • تعرض الأم من قبل للإصابة بالاكتئاب أو اضطرابات القلق أو الاضطرابات النفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب.
  • استهلاك الكحول والمواد المهلوسة والعقاقير الأخرى.
  • تعرض الأم لمواقف سلبية أثناء الحمل أو الولادة ، مثل الولادة الطارئة  ، أو مرض خلقي ، أو وفاة أحد أفراد أسرتها.
  • عدم حصول الأم على دعم مناسب من الأسرة أو لديها مشاكل أخرى مثل المشاكل المالية أو مشاكل العلاقة الزوجية.

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

لا ينبغي الخلط بين اكتئاب ما بعد الولادة والمشاعر التي تحدث خلال الفترة التالية للولادة مباشرة. فبعد الولادة ، من الطبيعي الشعور بالتململ والقلق والتهيج وحتى بعض الحزن. وتسمى هذه الأعراض كآبة النفاس وتختفي عادة في غضون أسابيع.

وتكون المرأة مصابة باكتئاب ما بعد الولادة عندما لا تختفي أعراض كآبة النفاس أو عندما تظهر العلامات والمشاعر السلبية بعد شهر أو أكثر من الولادة. ولاكتئاب ما بعد الولادة نفس أعراض الاكتئاب العامة ، بالإضافة إلى الأعراض الخاصة لهذا النوع. وتشمل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة ما يلي :

  • الحزن والقلق المستمرين.
  • التهيج.
  • الشعور بالذنب وانعدام القيمة واليأس أو العجز.
  • فقدان المتعة والاهتمام بالأنشطة.
  • الشعور بالتعب المستمر دون وجود سبب.
  • صعوبة التذكر والتركيز أو اتخاذ القرارات.
  • صعوبة النوم والاستيقاظ مبكراً.
  • تغيرات في الشهية والوزن.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي أو صداع.
  • عدم القدرة على تكوين ارتباط عاطفي مع الطفل المولود.
  • الخوف المستمر من عدم القدرة على رعاية الطفل.
  • التفكير بالموت أو الانتحار أو إيذاء الطفل.

تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة

عندما تشعر الأم بفقدان الرغبة في الحياة أو لديها أفكار لإيذاء نفسها أو طفلها أو إذا كانت مشاعر الحزن أو الاكتئاب قوية واستمرت أكثر من أسبوع أو أسبوعين ، فيجب عليها مراجعة الطبيب.

يمكن أن يستمر اكتئاب ما بعد الولادة عدة أشهر أو حتى لفترة أطول إذا لم يتم علاجه. عند تلقي العلاج المناسب ، يمكن للمرأة أن تتعافى وتتحسن. قد يشمل العلاج ، العلاج النفسي أو الأدوية أو كلاهما معاً. أيضاً ، يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والحصول على الراحة  والدعم الاجتماعي إلى المساعدة في التخلص من الاكتئاب.

يتم تشخيص الاكتئاب بعد الولادة من خلال الاختبارات النفسية والجسدية ، مثل فحص الدم للتحقق من مستويات الهرمونات.

قد يستغرق العلاج عدة أسابيع حتى تشعر المرأة المصابة باكتئاب ما بعد الولادة بتحسن عاطفي ، ويمكن أن تشعر بالتحسن في وقت أقصر.

علاج اكتئاب ما بعد الولادة

يتم علاج اكتئاب ما بعد الولادة من خلال ما يلي :

1. العلاج النفسي : من خلال العلاج النفسي يقوم المعالج النفسي بتعليم المرأة استراتيجيات لتغيير الطريقة التي تفكر وتتصرف بها. كما يمكن علاج الاكتئاب من خلال الجمع بين العلاج المعرفي السلوكي والأدوية.

2. العلاج الدوائي : هناك أنواع مختلفة من الأدوية لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة. يجب أن يتم أخذ الأدوية بوصفة من الطبيب. النوع الأكثر شيوعاً من الأدوية  هو مضادات الاكتئاب. تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب ، ويمكن تناول بعضها أثناء الرضاعة الطبيعية. قد تستغرق مضادات الاكتئاب عدة أسابيع ليظهر مفعولها.

بالإضافة إلى العلاجات التي ذكرناها  فإن الدعم الأسري والبيئي ، بالإضافة إلى موقف الأم المصابة يلعب دوراً في تسريع عملية العلاج.

زر الذهاب إلى الأعلى