الرهاب الاجتماعي

يعد الرهاب الاجتماعي اضطراباً نفسياً شائعاً يتميز بالخوف المفرط والمستمر من التعامل مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. ويمكن أن يؤثر هذا الاضطراب سلباً على حياة المصاب ويؤدي إلى الانعزال الاجتماعي ويؤثر على العلاقات الشخصية والمهنية ، ويمكن أيضاً أن يؤدي إلى الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق والإحباط.

وإن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به عديدة ومتنوعة ، تشمل الخوف من الانتقادات والرفض والتعرض للإحراج ، و العوامل الوراثية والتجارب السلبية مثل التعرض للتنمر أو الإهانة. ويتم علاجه بشكل عام من خلال العلاج النفسي والدوائي والتدريب على التقنيات السلوكية والعلاج النفسي السلوكي.

الرهاب الاجتماعي

يعرف الرهاب الاجتماعي على أنه اضطراب نفسي يتميز بخوف مفرط ومستمر من التعامل مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. حيث يشعر المصابون بالرهاب الاجتماعي بالخوف الشديد من التعرض للمواقف الاجتماعية العادية التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص ، مثل الحديث أمام الناس أو الجلوس مع أشخاص جدد.

وإن أكثر ما يميز هذا الاضطراب هو الخوف ، والذي يؤثر على جميع المواقف التي قد تجذب انتباه الآخرين ، فالشخص المصاب يخشى من التعرض للإحراج أو الرفض. كما تظهر عليه أعراض جسدية مثل الغثيان ، والتعرق والارتعاش أو زيادة الحاجة للتبول. ويحاول الأشخاص المصابون تجنب المواقف التي تسبب لهم هذا الخوف ، على الرغم من معرفتهم في بعض الأحيان أن خوفهم غير منطقي.

أعراض الرهاب الاجتماعي

يعاني المصاب بالرهاب الاجتماعي من مجموعة أعراض نفسية وجسدية ، تشمل التالي :

1- الأعراض النفسية

يتميز الرهاب الاجتماعي بالعديد من الأعراض النفسية التي تؤثر على حياة المريض ، تشمل :

  • الخوف المفرط : حيث يشعر المصاب بالخوف المفرط والشديد من المواقف الاجتماعية التي يمكن أن يتعرض لها ، وهذا الخوف يؤثر على قدرته على القيام بالأنشطة الاجتماعية بثقة ويسهم في تفاقم أعراضه.
  • القلق المستمر : حيث يعاني المريض من القلق المستمر والشديد ، وهذا القلق يمكن أن يؤثر على حياته اليومية ويؤدي إلى إصابته بالاكتئاب وعدم القدرة على التأقلم والاستمتاع بالحياة.
  • التفكير السلبي : يكون التفكير السلبي موجهاً نحو الذات والقدرات الاجتماعية ، مثل اعتقاد المريض أنه غير قادر على التعامل مع المواقف الاجتماعية بشكل فعال ، مما يؤدي إلى شعوره بالإحباط والفشل.
  • الانزعاج والتشوش : حيث يشعر المريض بالانزعاج والتشوش عند التعامل مع الآخرين ، ويصعب عليه التعبير عن نفسه بسلاسة وثقة ، مما يؤدي إلى عزلته وانطوائه على ذاته.
  • صعوبة التواصل الاجتماعي : حيث يواجه المصاب صعوبة كبيرة في التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين ، ويشعر بالحرج والخجل والتوتر عند التعامل مع الآخرين ، مما يؤثر على علاقاته الشخصية والمهنية.
  • الإحساس بالذل والعار : يشعر المريض بالعار والذل عند التعامل مع الآخرين ، ويخشى أن يتعرض للإحراج أو الانتقادات ، وهذا يؤدي إلى انخفاض في مستوى الثقة بالنفس والشعور بالضعف.
  • المشاكل الوظيفية : حيث يواجه المصاب صعوبة في العمل الجماعي والعمل تحت الضغط والتواصل مع الزملاء والتعامل مع العملاء.
  • التفكير غير المنطقي : حيث يميل المريض إلى التفكير بشكل غير منطقي وذلك من خلال تخيل سيناريوهات سلبية وغير واقعية عن المواقف الاجتماعية ، مما يزيد من القلق والتوتر.
  • الحساسية الاجتماعية : حيث يصبح المريض أكثر حساسية للانتقادات والتعليقات السلبية ، ويتأثر بشدة بتصرفات الآخرين وتقييمهم له.
  • الشعور بالتوتر : يشعر المريض بتوتر شديد في المواقف الاجتماعية ، ويصعب عليه التحكم في الأعراض الجسدية المصاحبة لذلك مثل الرجفة والتعرق.

يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تختلف من شخص لآخر ، وقد يعاني المصاب بالرهاب الاجتماعي من بعض هذه الأعراض أو من جميعها ، وذلك يرجع إلى شدة ونوع الرهاب الذي يعاني منه.

2- الأعراض الجسدية

تشمل الأعراض الجسدية للرهاب الاجتماعي التالي :

  • التعرق الزائد : حيث يمكن أن يعاني المصاب من تعرق زائد وشديد في المواقف الاجتماعية ، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالانزعاج والرجفة.
  • الصداع : حيث يمكن أن يسبب الرهاب الاجتماعي صداع وألم في الرأس ، وقد يزداد الصداع في المواقف الاجتماعية المحرجة.
  • الألم العضلي : وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالتعب والإرهاق.
  • الرجفة : وتكون الرجفة في الأيدي والأرجل والصوت ، وقد تزداد هذه الرجفة في المواقف الاجتماعية المحرجة.
  • صعوبة في التنفس : حيث يعاني المصاب من صعوبة في التنفس والشعور بالاختناق أثناء تعرضه للمواقف الاجتماعية ، وقد يصاحب ذلك شعور بالهلع والخوف.
  • الشعور بالغثيان : يمكن أن يشعر المصاب بالغثيان وعدم الارتياح في المواقف الاجتماعية.
  • تسارع ضربات القلب : يمكن أن يشعر المريض بتسارع ضربات القلب والخفقان في المواقف الاجتماعية المحرجة.
  • ألم في المعدة والأمعاء : وغثيان وتقيؤ.
  • الدوخة والإغماء : يمكن أن يصاب المريض بالدوخة والإغماء وعدم الاستقرار في المواقف الاجتماعية المحرجة ، وقد يزداد هذا الشعور في الأماكن الضيقة أو المزدحمة.

يجب ملاحظة أن الأعراض الجسدية قد تختلف من شخص لآخر ، وتعتمد على شدة الرهاب الاجتماعي وطبيعته.

أنواع الرهاب الاجتماعي

يوجد نوعان من الرهاب الاجتماعي ، هما التالي :

  • الرهاب الاجتماعي العام : يعاني المصاب بهذا النوع من الرهاب من جميع أعراض الرهاب الاجتماعي في معظم المواقف الاجتماعية.
  • الرهاب الاجتماعي المحدد : يظهر هذا النوع من الرهاب عند تعرض الشخص لمواقف معينة ، مثل الخوف من نظر الناس للشخص أثناء تناوله الطعام.

أسباب الرهاب الاجتماعي

لا يوجد سبب دقيق يؤدي إلى إصابة الشخص بالرهاب الاجتماعي ، بل هناك عدة عوامل تساهم في الإصابة ، وتشمل هذه العوامل ما يلي :

1- العوامل الوراثية

المقصود بالوراثة هو انتقال المرض من الأهل إلى الأبناء ، وأشارت العديد من الدراسات العلمية إلى أن هناك عدة جينات محددة يمكن أن تنتقل وراثياً  وتؤثر على نشاط الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي. ومن بين هذه الجينات : السيروتونين ، الغابا ، الكورتيزول ، وإن أي اختلال في هذه الجينات يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالرهاب الاجتماعي.

2- التجارب السلبية

تعد التجارب السلبية من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى تطور الرهاب الاجتماعي ، حيث يمكن أن يحدث هذا الاضطراب نتيجة لتعرض الفرد لتجارب سلبية في الماضي. ومن بين التجارب السلبية التي يمكن أن تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب التالي :

  • التنمر والإهانة : يمكن أن يؤدي التعرض للتنمر والإهانة في الصغر إلى تطور الرهاب الاجتماعي في المستقبل ، حيث يصبح الشخص أكثر حذراً وقلقاً في التعامل مع الآخرين.
  • التعرض لحوادث محرجة : مثل الوقوع في موقف محرج أو الخجل الشديد ، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تطوير الخوف والقلق والتوتر عند التعامل مع الآخرين.
  • الصدمات النفسية : مثل فقدان شخص مقرب أو تجربة حادث مروع.
  • العزلة الاجتماعية : حيث يصبح الشخص أقل قدرة على التعامل مع الآخرين وتطوير العلاقات الاجتماعية الصحية ، مما يزيد من خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي.
  • المشكلات العائلية : يمكن أن تؤدي المشكلات العائلية مثل الخلافات الأسرية والعنف الأسري والتعرض للإهمال ، إلى تطوير هذا الاضطراب ، حيث يصبح الشخص أكثر حذراً وقلقاً عند التعامل مع الآخرين.

3- العوامل البيئية

هناك مجموعة من العوامل البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب أو الإصابة به ، تشمل هذه العوامل التالي :

  • الضغط النفسي والتوتر : يمكن أن يؤدي الضغط النفسي والتوتر في الحياة اليومية إلى تطوير هذا الاضطراب. فالتعرض المستمر للضغوط النفسية والتوتر يمكن أن يزيد من حالات القلق والخوف ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تطوير الرهاب الاجتماعي.
  • التغييرات الحياتية : حيث يمكن أن تؤدي التغييرات الحياتية المفاجئة ، مثل الانتقال إلى مكان جديد أو فقدان والوظيفة ، إلى تطوير هذا الاضطراب.
  • العوامل الاجتماعية : حيث يمكن أن تؤدي العوامل الاجتماعية ، مثل الضغط الاجتماعي والتوقعات المجتمعية ، إلى الإصابة بهذا الاضطراب. فمثلاً ، إذا كان الفرد يشعر بالضغط لتحقيق التوقعات المجتمعية ، مثل الحصول على وظيفة جيدة أو الزواج ، فقد يشعر بالقلق والتوتر من الفشل أو الرفض ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تطوير الرهاب الاجتماعي أو الإصابة به.

4- الأنماط السلوكية

يعاني الأشخاص الذين يتميزون بنمط سلوكي انسحابي وتجنبي من صعوبة في التعامل مع المواقف الاجتماعية الجديدة والغير مألوفة ، ويميلون إلى تجنب هذه المواقف بشتى الطرق. كما أنهم يشعرون بالخوف والتوتر والقلق والإحراج من المواقف الاجتماعية والتفاعلات الاجتماعية ، ويعانون من صعوبة في التعامل مع الآخرين وتطوير العلاقات الاجتماعية الصحية. ويمكن أن يؤدي هذا النمط السلوكي إلى تطور الرهاب الاجتماعي لعدة أسباب ، تشمل : الخوف من الرفض ، الخوف من الإحراج ، الخوف من التعرض للانتقاد.

5- الاضطرابات النفسية الأخرى

حيث يمكن أن يكون الرهاب الاجتماعي جزءاً من اضطرابات نفسية أخرى مثل الاضطرابات الوسواسية القهرية والاكتئاب واضطرابات القلق الأخرى. أي أنه يمكن أن يعاني الفرد من الرهاب الاجتماعي نتيجة لإصابته باضطراب نفسي آخر يسبب له أعراض الرهاب.

عوامل الخطر

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي ، تشمل التالي :

  • الشخصية : يمكن أن تلعب الشخصية دوراً في الإصابة بالرهاب الاجتماعي ، حيث يمكن أن تكون بعض الصفات الشخصية مثل الخجل والحساسية والتوتر لها دور في تطور هذا الاضطراب.
  • الاضطرابات الطبية : يمكن أن تسبب الاضطرابات الطبية مثل الإصابة بالصرع أو الاضطرابات الهرمونية أو النوبات القلبية إلى زيادة خطر الإصابة بهذا الاضطراب.
  • التربية : يمكن أن تؤثر التربية والتعليمات التي يحصل عليها الشخص من الأسرة والمجتمع والثقافة على تطور هذا الاضطراب.
  • الإدمان : حيث يمكن أن يؤدي الإدمان إلى تقليل الاهتمام بالآخرين وزيادة القلق والتوتر في المواقف الاجتماعية ، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بهذا الاضطراب.
  • الأشخاص الذين يرون أنفسهم بصورة سلبية : حيث يمكن أن يزداد خطر الإصابة بهذا الاضطراب عند الأشخاص الذين يكون لديهم انطباع سلبي عن أنفسهم وعن قدراتهم في التعامل مع الآخرين.
  • العيش في مناطق نائية : حيث يمكن أن يؤدي العيش في هذه الأماكن إلى انعدام التواصل بين الأفراد ومحدودية التفاعل الاجتماعي ، مما يزيد من خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي.

المواقف التي تحفز ظهور الرهاب الاجتماعي

يمكن أن يحدث الرهاب الاجتماعي نتيجة لتعرض الفرد لمجموعة من المواقف ، وقد تختلف هذه المواقف من شخص لآخر ، ومن حالة إلى أخرى. ومن أمثلة المواقف التي قد تحفز ظهور الرهاب الاجتماعي :

  • المواقف الاجتماعية التي تتطلب من الفرد الظهور أمام جمهور كبير ، مثل الإلقاء العلني أو الحديث أمام جمهور ، أو الحضور في اجتماعات العمل.
  • المواقف التي تتطلب من الفرد التعامل مع الآخرين ، مثل الحفلات والمناسبات الاجتماعية ، والتعامل مع الجيران والزملاء في المدرسة أو العمل.
  • المواقف التي يتعرض فيها الفرد للانتقادات أو التقييم من قبل الآخرين ، مثل المقابلات الوظيفية أو التجارب الأكاديمية.
  • المواقف التي يتعرض فيها الفرد للإحراج ، مثل الوقوع أو الخطأ في الكلام أو الفعل أمام الآخرين.
  • المواقف التي تتطلب من الفرد الظهور في بيئة غير مألوفة أو السفر إلى مكان جديد.
  • المواقف التي تتطلب من الفرد الاندماج في مجموعات اجتماعية جديدة ، مثل الالتحاق بفريق رياضي أو نادي اجتماعي.
  • المواقف التي يشعر فيها الفرد بالضغط الاجتماعي ، مثل المواعيد الرومانسية أو الاجتماعات الهامة.

مضاعفات الرهاب الاجتماعي

يمكن أن يؤدي الرهاب الاجتماعي إلى العديد من المضاعفات النفسية والاجتماعية ، تشمل التالي :

  • العزلة الاجتماعية : حيث يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى تجنب المشاركة في الاجتماعات والفعاليات الاجتماعية.
  • تدهور الصحة النفسية : حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر والاكتئاب ، وتدهور الصحة العامة للشخص.
  • الإدمان على المخدرات والكحول : حيث يمكن أن يلجأ الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى تناول المخدرات والكحول كوسيلة للتخفيف من القلق والتوتر الذي يشعرون به.
  • مشكلات في العلاقات الاجتماعية : حيث يمكن أن يؤدي إلى صعوبة التعامل مع الآخرين والتفاعل معهم ، مما يمكن أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية الشخصية والمهنية.
  • الفشل الدراسي والمهني : حيث يمكن أن يؤدي إلى صعوبة الاندماج في البيئة الدراسية والعملية ، وبالتالي إلى الفشل الدراسي أو عدم تحقيق النجاح في الحياة المهنية.
  • مشكلات الصحة الجسدية : حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإجهاد وتقليل النشاط البدني ، مما يمكن أن يؤثر على الصحة الجسدية ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
  • الانطواء على الذات : حيث يمكن أن يؤدي إلى تقليل الثقة بالنفس والشعور بالعجز والانطواء على الذات.

الوقاية من الرهاب الاجتماعي

هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من الرهاب الاجتماعي ، تشمل التالي :

  • التدرب على المهارات الاجتماعية : عن طريق التدريب على مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين ، وتحسين الثقة بالنفس والتخلص من الخجل والتوتر الاجتماعي.
  • تحسين الصحة النفسية : عن طريق العناية بالصحة النفسية والتخلص من المشكلات النفسية.
  • التعرض للمواقف الاجتماعية : وذلك عن طريق التعرض للمواقف الاجتماعية بشكل منتظم وتحديداً تلك التي تثير القلق.
  • تغيير النظرة السلبية للنفس : وذلك عن طريق تعزيز الثقة بالنفس.
  • تجنب الإدمان على المخدرات والكحول : حيث يمكن أن يزيد الإدمان على المخدرات والكحول من خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي ، لذلك يجب تجنب تناولها كوسيلة للتخفيف من القلق والتوتر.
  • التعلم والتطوير المستمر : وذلك بالاستمرار في التعلم وتحسين المهارات الشخصية والاجتماعية ، وهذا يساعد في تحسين الثقة بالنفس والتعامل مع المواقف الاجتماعية بشكل أفضل.
  • الحصول على الدعم النفسي : وذلك عن طريق التحدث مع الأصدقاء والعائلة أو استشارة أخصائي نفسي.

متى يجب زيارة الطبيب

يجب زيارة الطبيب النفسي أو الأخصائي إذا كنت تعاني من أعراض الرهاب الاجتماعي التي ذكرناها سابقاً ، وكانت هذه الأعراض تؤثر على حياتك اليومية وتعيق قدرتك على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.

تشخيص الرهاب الاجتماعي

يتم تشخيص الرهاب الاجتماعي من خلال استشارة الطبيب المختص بالصحة النفسية ، ويمكن أن يتم تشخيصه عن طريق الاستناد إلى الأعراض التي يشعر بها الشخص والتي تشمل :

  • القلق الشديد والتوتر الذي يتميز بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية.
  • الانسحاب وتجنب المواقف الاجتماعية المخيفة ، وتجنب الأماكن العامة والحفلات والتجمعات الاجتماعية.
  • القلق الشديد من التعرض للانتقادات والتقييم من قبل الآخرين ، والتخوف من أن يتم رفض الشخص أو الاستهزاء به.
  • صعوبة في التعامل مع المواقف الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين ، والشعور بالخجل والانزعاج في هذه المواقف.
  • التفكير السلبي والشعور بالعجز وعدم القدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية بشكل فعال.
  • التأثر الشديد بالآراء السلبية للآخرين ، والتخوف من فقدان الاحترام والتقدير من قبلهم.
  • يجب أن تستمر الأعراض لمدة لا تقل عن 6 أشهر ليتم تشخيص الرهاب الاجتماعي.

ويقوم الطبيب لتشخيص هذا الاضطراب بإجراء تقييم شامل للشخص ، والتحدث معه حول التجارب السابقة والأعراض التي يشعر بها ، ويمكن أيضاً إجراء اختبارات وتقييمات نفسية لتحديد مدى تأثير الرهاب الاجتماعي على حياة الشخص اليومية والاجتماعية. ويمكن أن يتضمن التقييم أيضاً الفحص الطبي للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى تسبب أعراض مشابهة.

علاج الرهاب الاجتماعي

يتم استخدام إجراءات وطرق علاج مختلفة لعلاج الرهاب الاجتماعي. وقد أثبت العلاج النفسي فاعليته في العلاج. كما يتم استخدام الأدوية أيضاً إلى جانب العلاج النفسي تحت إشراف الطبيب.

1- العلاج النفسي

– العلاج المعرفي السلوكي

العلاج المعرفي السلوكي (CBT) هو أحد العلاجات النفسية الفعالة للرهاب الاجتماعي. يهدف إلى تغيير الأفكار السلبية والسلوكيات الخاطئة المرتبطة بالرهاب الاجتماعي. ويتضمن عادة الخطوات التالية :

  • التقييم الشامل : يتم تقييم الحالة النفسية للشخص المصاب ، وتحديد مدى تأثير الرهاب على حياته اليومية.
  • تحديد الأهداف : يتم تحديد الأهداف المرجوة من العلاج ، والتي يمكن أن تتضمن تحسين العلاقات الاجتماعية ، وتحسين الثقة بالنفس ، وتخفيف القلق والتوتر.
  • تعلم المهارات الاجتماعية : يتم تدريب الشخص على المهارات الاجتماعية اللازمة للتفاعل مع الآخرين بشكل صحيح ، والتي قد تشمل التواصل الفعال ، وتحسين مهارات التعامل مع المواقف الاجتماعية التي تسبب الخوف للمصاب.
  • التعرض الموجه : يتم تدريب الشخص على التعرض للمواقف الاجتماعية التي تخيفه بشكل تدريجي ، وذلك للتخلص من الخوف والتوتر المرتبط بهذه المواقف.
  • التفكير المعرفي : يتم تدريب الشخص على تحليل الأفكار السلبية المرتبطة بالرهاب الاجتماعي ، وتغييرها إلى أفكار إيجابية ، مما يساعد على تخفيف التوتر والقلق المرتبط بالمواقف الاجتماعية.

يتم تقديم هذا العلاج من قبل أخصائي نفسي مؤهل وذو خبرة في علاج الرهاب الاجتماعي لتحديد الطريقة الأكثر فعالية لعلاج الحالة ، ويتم تحديد عدد الجلسات حسب الحالة النفسية لكل شخص. يجب الاستمرار في العلاج حتى بعد تحسن الأعراض لتجنب عودتها.

– الدعم النفسي

الدعم النفسي هو أحد الخيارات العلاجية التي تساعد في علاج الرهاب الاجتماعي ، ويشمل الدعم النفسي التالي :

  • تقديم التشجيع والتعزيز الإيجابي : وذلك من خلال مساعدة الشخص على رؤية نقاط قوته بدلاً من نقاط ضعفه والتركيز عليها.
  • تعليم تقنيات الاسترخاء وإدارة القلق : مثل تقنيات التنفس والاسترخاء والتأمل للمساعدة في التعامل مع القلق والتوتر.
  • تقديم المشورة النفسية : وذلك لمساعدة الشخص على فهم ردود أفعاله والتعامل معها وتطوير تقديره لذاته.
  • تعزيز الثقة بالنفس : حيث يتم تدريب الشخص على بعض المهارات الاجتماعية الأساسية ، وتحمل المسؤولية تدريجياً دون التركيز على تشوهات التفكير.
  • تقديم الدعم العاطفي : وذلك من خلال الاستماع باهتمام وتقديم التشجيع والتعاطف ، والدعم خلال المراحل الصعبة.

يجب الإشارة إلى أن الدعم النفسي وحده ليس كافياً للعلاج ، لكنه يمكن أن يُكمل العلاج السلوكي المعرفي أو غيره من طرق العلاج لتحقيق أفضل النتائج.

2- العلاج الدوائي

يتم استخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للقلق في علاج الرهاب الاجتماعي. حيث تساعد هذه الأدوية في تحسين المزاج وتقليل القلق والتوتر المرتبط بالمواقف الاجتماعية. ومن الأدوية المستخدمة في علاج الرهاب الاجتماعي التالي :

  • مضادات الاكتئاب الانتقائية لاسترداد السيروتونين (SSRIs) : تعمل على زيادة مستوى السيروتونين في الجهاز العصبي المركزي.
  • مضادات الاكتئاب (TCAs) : تعمل على زيادة مستوى النورأدرينالين والسيروتونين في الجهاز العصبي المركزي.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (SNRIs) : تعمل على زيادة مستوى السيروتونين والنورأدرينالين في الجهاز العصبي المركزي.
  • مضادات الذهان : يمكن استخدامها في حالات شديدة من الرهاب الاجتماعي ، وتعمل على تحسين الأعراض النفسية المرتبطة بالرهاب الاجتماعي ، مثل الأفكار السلبية والوهمية.

يجب أن يتم وصف الأدوية من قبل طبيب نفسي مؤهل ، وذلك لتحديد الأدوية المناسبة والجرعات الصحيحة وفترة العلاج المناسبة.

3- التحفيز الكهربائي للمخ

التحفيز الكهربائي للمخ أو التحفيز المغناطيسي المتكرر هو أحد العلاجات التي تستخدم لعلاج الرهاب الاجتماعي. يعمل هذا العلاج على تحفيز مناطق محددة في المخ مسؤولة عن المشاعر والسلوكيات الاجتماعية.

ويتم ذلك عبر وضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس لتوصيل تيارات كهربائية أو مغناطيسية منخفضة الشدة إلى المخ. وهذا يؤدي إلى تحفيز الخلايا العصبية في مناطق محددة في المخ مثل القشرة الجبهية والحصين. وقد أظهرت الدراسات أن هذا النوع من التحفيز يمكن أن يقلل من أعراض الرهاب الاجتماعي مثل القلق والتوتر في المواقف الاجتماعية.

كما أن هذا العلاج غير مؤلم ولا يسبب أي آثار جانبية خطيرة. إلا أن بعض الآثار الشائعة قد تشمل صداع خفيف وإحساس بالدوخة. وعادة ما يستغرق هذا العلاج ما بين 4 إلى 6 جلسات للحصول على نتائج ملحوظة. ويتم استخدامه فقط عندما يتعذر تطبيق العلاج الدوائي أو النفسي مع المريض.

4- العلاج بالتأمل والاسترخاء

العلاج بالتأمل والاسترخاء هو تقنية تستخدم لتحسين الوعي وتخفيف التوتر والقلق المصاحب للرهاب الاجتماعي. يهدف هذا العلاج إلى تعليم الشخص المصاب تقنيات التأمل والاسترخاء التي تمكنه من التحكم في الخوف والقلق والتوتر والهدوء النفسي. ويمكن استخدام هذه التقنية بشكل منفرد أو بجانب العلاجات الأخرى.

5- العلاج بالأعشاب

هناك بعض الأعشاب التي يمكن أن تساعد في علاج الرهاب الاجتماعي ، تشمل التالي :

  • الكاموميل : وهي عشبة طبية تستخدم عادة لتحسين النوم وتخفيف التوتر والقلق ، ويمكن استخدامها لتحسين الحالة النفسية والعاطفية للشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي.
  • اللافندر : هي عشبة طبية تستخدم عادة لتحسين النوم وتخفيف القلق ، ويمكن استخدامها لتحسين الحالة النفسية والعاطفية للشخص المصاب.
  • الأعشاب المهدئة : مثل البابونجيل والخزامى والأعشاب الأخرى التي تستخدم عادة لتخفيف التوتر ، ويمكن استخدامها كعلاج مساعد للرهاب الاجتماعي.
  • الزعتر : يستخدم عادة لتحسين الهضم وتخفيف القلق ، ويمكن استخدامه كعلاج مساعد للرهاب الاجتماعي.
  • الأعشاب المنشطة للجهاز العصبي : مثل الجينسنج والعنبر والجنكة بيلوبا وغيرها ، والتي تستخدم عادة لتحفيز الجهاز العصبي وزيادة الطاقة والتركيز.

يجب الانتباه إلى أن استخدام الأعشاب الطبيعية يجب أن يتم تحت إشراف طبيب مختص ، حيث يمكن أن تتداخل مع الأدوية الأخرى التي يتم تناولها وتسبب آثار جانبية غير مرغوب فيها. كما يجب التأكد من جودة ونقاء الأعشاب المستخدمة وعدم تناولها بكميات كبيرة ، وتجنب استخدامها إذا كان الشخص يعاني من أي حساسية أو تفاعلات سلبية معها.

تمارين سلوكية لعلاج الرهاب الاجتماعي

هناك العديد من التمارين السلوكية التي يمكن استخدامها لعلاج الرهاب الاجتماعي ، من أهم هذه التمارين التالي :

1- التعرض التدريجي

التعرض التدريجي (Gradual Exposure) هو نوع من العلاج السلوكي المستخدم لمعالجة الرهاب الاجتماعي. يتمثل في تعريض الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي للمواقف الاجتماعية التي يخاف منها ، بشكل تدريجي ومنتظم ، حتى يتمكن من تحمل المواقف بشكل أفضل ويشعر بالراحة عند التعرض لها.

عادةً ما يتم البدء بهذا التمرين بتعريض الشخص للمواقف الاجتماعية البسيطة والتي تسبب له قلقاً قليلاً مثل التحدث مع شخص يعرفه معرفة بسيطة ، ثم تزيد صعوبة المواقف تدريجياً مثل التحدث مع شخص غريب ، ومن ثم القيام بأنشطة اجتماعية مختلفة ، مثل الذهاب إلى الحفلات والمناسبات الاجتماعية والمشاركة في المحادثات الجماعية.

يتم تنفيذ التعرض التدريجي تحت إشراف أخصائي نفسي مدرب ، ويتم تحديد المواقف المناسبة للتعرض وتحديد الخطوات التدريجية التي يجب اتباعها ، وذلك حسب حالة الشخص المصاب ومستوى القلق الذي يشعر به.

2- الابتسام والتحديق بالعينين

هي إحدى التقنيات المستخدمة في التدريب السلوكي لمعالجة الرهاب الاجتماعي وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي. يتمثل في قيام الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي بالابتسام والتحديق في عيون الآخرين أثناء التفاعل معهم.

ويتم استخدام هذه التقنية لتحسين مهارات التواصل الاجتماعي وزيادة الثقة بالنفس ، حيث إن الابتسام والتحديق بالعيون يعكسان الثقة والاسترخاء ويساعدان على تحسين جودة التواصل مع الآخرين. بالإضافة إلى أنه يمكن أن يساعد استخدام هذه التقنية على تقليل القلق والتوتر المرتبط بالتفاعل مع الآخرين.

ويمكن استخدام هذه التقنية في العديد من المواقف الاجتماعية ، مثل اللقاءات العملية أو المناسبات الاجتماعية ، ويمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص عند التعامل مع الأشخاص الجدد أو في المواقف التي تسبب القلق والتوتر.

ومن المهم أن يتم تدريب الشخص على استخدام هذه التقنية بشكل صحيح وفعال ، حيث يتم توجيهه بشكل صحيح لطريقة الابتسام والتحديق بالعيون ، وتحديد الوقت الذي يجب الابتسام فيه ونوع الابتسامة المناسبة ، وكذلك مدى الوقت الذي يجب فيه التحديق بالعيون وكيفية إبقاء النظرة دون إحراج أو تهديد الطرف الآخر.

3- المراجعة الإيجابية

المراجعة الإيجابية (Positive Self-Review) هي إحدى التقنيات المستخدمة في العلاج السلوكي ، تتمثل في قيام الشخص المصاب بمراجعة المواقف الاجتماعية التي يشعر فيها بالقلق والتوتر ، وتسجيل أفكاره الإيجابية حول نفسه وكيف يظهر للآخرين.

يتم استخدام هذه التقنية لتحسين الصحة النفسية وتعديل الأفكار السلبية ، حيث تساعد الشخص على التركيز على الجوانب الإيجابية في نفسه وتعزيز الثقة بالنفس وتحسين صورته الذاتية. وتتضمن المراجعة الإيجابية تسجيل الأفكار والمشاعر الإيجابية التي تأتي إلى ذهن الشخص أثناء المراجعة ، مثل “أنا أستطيع التحدث مع الآخرين بثقة” أو “لدي الكثير من المهارات الاجتماعية”. ومن خلال تسجيل هذه الأفكار الإيجابية ، يمكن للشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي تعديل الأفكار السلبية والتركيز على الجوانب الإيجابية في شخصيته وسلوكه.

4- الممارسة الإيجابية

الممارسة الإيجابية (Positive Affirmations) هي إحدى التقنيات النفسية والسلوكية التي تهدف إلى تحسين الصحة النفسية والعاطفية ، وتحسين الثقة بالنفس والتعامل الإيجابي مع المواقف الاجتماعية. وتتمثل في كتابة وقراءة التأكيدات الإيجابية ، وهي عبارة عن جمل قصيرة تشجع الشخص على التفكير بشكل إيجابي حول قدرته على التعامل مع المواقف الاجتماعية.

يتم تطبيق هذه التقنية عن طريق كتابة المصاب التأكيدات الإيجابية في ورقة وتعليقها في مكان يمكنه رؤيتها بانتظام ، مثل المرآة أو المكتب ، وقراءتها بانتظام في أوقات مختلفة من اليوم. ويمكن أيضاً أن يقوم الشخص بتسجيل التأكيدات الإيجابية على الهاتف المحمول والاستماع إليها في أي وقت يشعر بالقلق أو التوتر في المواقف الاجتماعية. ومن خلال القراءة المنتظمة للتأكيدات الإيجابية ، يمكن للشخص المصاب تعزيز الثقة بالنفس وتحسين المزاج والشعور بالارتياح ، وذلك عن طريق تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية.

ومن المهم أن يكون الشخص واثقاً من التأكيدات الإيجابية التي يختارها ، وأن تتوافق هذه التأكيدات مع قناعاته وقيمه الشخصية. كما يمكن للشخص المصاب أن يضيف تأكيدات جديدة بناءً على الأفكار الإيجابية التي يشعر بها ، والتي تساعد على تحسين الصورة الذاتية. ويمكن أن تشمل التأكيدات الإيجابية عبارات مثل “أنا شخص قوي وقادر على التعامل مع المواقف الاجتماعية” أو “أستطيع التحدث بثقة مع الآخرين وتكوين صداقات جديدة”.

5- التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

هي إحدى الاستراتيجيات الهامة التي يمكن استخدامها لمعالجة الرهاب الاجتماعي وتحسين الصحة النفسية والعاطفية. وتتمثل هذه الاستراتيجية في تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاختلاط في العالم الافتراضي ، وبدلاً من ذلك البدء في التفاعل والتواصل مع الآخرين وجهاً لوجه في العالم الحقيقي.

تعد وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً مهماً للتواصل والتفاعل الاجتماعي في العصر الحالي ، ولكن يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الصحة النفسية والاجتماعية للأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي ، حيث أنها تزيد من القلق الاجتماعي والانعزال وتقلل من الثقة بالنفس. لذلك ، يمكن للتقليل من استخدامها أن يساعد على تحسين الحالة النفسية والعاطفية للأشخاص المصابين بهذا النوع من الرهاب.

أسئلة شائعة حول الرهاب الاجتماعي

1- كيف تتعامل مع شخص يعاني من الرهاب الاجتماعي؟

إذا كنت تتعامل مع شخص مصاب بالرهاب الاجتماعي ، فيمكن اتباع الإجراءات التالية التي من شأنها أن تساعدك في تخفيف قلقه وخوفه وتحسن العلاقة بينكما :

  • التحدث بطريقة واضحة ومباشرة : يجب عليك التحدث مع الشخص المصاب بطريقة مباشرة وواضحة وداعمة.
  • توفير البيئة الآمنة والمريحة : يجب توفير بيئة آمنة ومريحة للشخص ، وذلك يتضمن توفير المساحة الكافية والهدوء والراحة النفسية التي يحتاجها للتعامل مع المواقف الاجتماعية.
  • الاستماع بتفهم : حيث يجب عليك الاستماع للشخص المصاب بتفهم وتعاطف ، وعدم انتقاده أو الانزعاج من مشاعره أو أفكاره.
  • الاحترام والتفهم : حيث يجب عليك احترامه وتفهم حالته ، وتجنب إجباره على مواجهة المواقف الاجتماعية التي تسبب له القلق والتوتر.
  • التشجيع والدعم : يجب تشجيعه ودعمه على تحقيق التقدم في التغلب على الرهاب الاجتماعي ، وتقديم الدعم اللازم له ، وذلك يمكن أن يشمل الإشادة بالجوانب الإيجابية في شخصيته وتشجيعه على المحاولة والتحدي.
  • الاهتمام بالنشاطات الاجتماعية : يمكن دعوة الشخص المصاب للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية البسيطة ، مثل القيام بجولة في الحديقة أو حضور الاجتماعات الصغيرة ، وذلك يمكن أن يساعد في تحسين قدرته على التعامل مع الأشخاص والمواقف الاجتماعية.
  • الحفاظ على الاتصال : يجب عليك الحفاظ على الاتصال والتواصل المنتظم مع الشخص المصاب ، وتقديم الدعم والمساندة اللازمة له ، وذلك يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالعزلة والوحدة وتعزيز الثقة في النفس.

يجب معرفة إلى أن التعامل مع الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي يتطلب الصبر والتفهم والحنان ، وعدم الانتقاد أو الانزعاج من حالته ، ويجب أن يكون الدعم المقدم له متواصلاً ومنتظماً ، وذلك يمكن أن يساعد في تحسين حالته النفسية والعاطفية وتقليل أعراض رهابه.

2- كيف أعرف أني أعاني من الرهاب الاجتماعي؟

يمكن أن يكون الرهاب الاجتماعي مشكلة شائعة لدى الكثير من الأشخاص ، ولكن قد يتم تجاهله أو عدم التعرف عليه بسبب عدم الوعي بالأعراض. ولتعرف ما إذا كنت تعاني من الرهاب الاجتماعي يجب أن تتوافر عندك الأعراض التالية :

  • خوف شديد من التعرض للمواقف الاجتماعية ، مثل الحديث أمام مجموعة أشخاص ، أو حضور الحفلات والمناسبات الاجتماعية ، أو التعامل مع الآخرين بشكل عام.
  • الشعور بالقلق والتوتر الشديد قبل وأثناء المواقف الاجتماعية ، ويمكن أن يصل الأمر إلى الشعور بالغثيان ، والتعرق الزائد ، والرجفة ، وسرعة التنفس.
  • الانسحاب من المواقف الاجتماعية ، وتجنب التعامل مع الآخرين ، وتفادي الأنشطة الاجتماعية التي تتطلب التفاعل والتعامل مع الآخرين.
  • الشعور بالخجل والإحراج في المواقف الاجتماعية ، والتفكير المستمر في ارتكاب الأخطاء أمام الآخرين ، والقلق من الحكم والتقييم الذي يمكن أن يصدره الآخرون عليك.
  • الشعور بالعزلة والوحدة ، وصعوبة التواصل مع الآخرين ، والشعور بعدم الانتماء إلى المجتمع.

إذا كنت تشعر بأي من هذه الأعراض ، وتؤثر على حياتك اليومية وعلاقاتك الاجتماعية وتسبب لك الضيق ، فيمكن أن تكون مصاباً بالرهاب الاجتماعي ، لكن قبل الحكم على نفسك لا بد من زيارة الطبيب أو الأخصائي النفسي لتشخيص حالتك بدقة.

3- هل الرهاب الاجتماعي مرض عقلي أو نفسي؟

يعد الرهاب الاجتماعي اضطراباً نفسياً يؤثر على السلوك والتفكير والمشاعر ، وليس مرضاً عقلياً. ويتم تشخيصه كاضطراب نفسي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الذي يستخدمه الأطباء والمعالجون النفسيون في التشخيص والعلاج.

4- هل يتطور الرهاب الاجتماعي؟

نعم ، إن الرهاب الاجتماعي يتطور مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجه أو التعامل معه بشكل صحيح. فعندما يتجنب الفرد المواقف الاجتماعية التي يشعر فيها بالقلق والخوف ، يمكن أن يزداد هذا الخوف ويصبح أعمق ، ويمكن أن يتوسع نطاق الأماكن والأنشطة التي يتجنبها الفرد.

ومع مرور الوقت ، يمكن أن يؤثر الرهاب الاجتماعي على الحياة اليومية للفرد ويؤدي إلى العزلة وعدم القدرة على العمل أو الدراسة بشكل جيد. كما يمكن أن يتسبب في تفاقم الأمراض النفسية الأخرى مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم.

5- هل يمكن الشفاء من مرض الرهاب الاجتماعي؟

نعم ، يمكن الشفاء من الرهاب الاجتماعي ، وذلك بعد تلقي العلاج المناسب والمتابعة الدورية مع الطبيب أو الأخصائي النفسي.

6- ما الفرق بين الرهاب الاجتماعي والخجل؟

يشترك الرهاب الاجتماعي والخجل في الشعور بعدم الراحة أو القلق في المواقف الاجتماعية ، ولكنهما يختلفان في الدرجة والتأثير على الحياة اليومية.

فالخجل هو شعور يتمثل بعدم الراحة والحرج في المواقف الاجتماعية ، وهو شعور شائع وطبيعي يشعر به الكثير من الناس ، ولا يؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير. وعادةً ما يترافق الخجل مع تفكير المرء في أنه يمكن أن يتعرض للانتقاد من قبل الآخرين ، ولكنه لا يؤدي إلى التجنب الشديد للمواقف الاجتماعية.

أما الرهاب الاجتماعي ، فيعد اضطراباً نفسياً يتميز بشعور شديد بالقلق والرهبة في المواقف الاجتماعية ، مما يؤدي إلى تجنب هذه المواقف بشكل شديد ويؤثر بشكل سلبي على الحياة اليومية. كما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة التفاعل مع الآخرين ويؤثر على العلاقات الاجتماعية والعملية.

7- كم يستمر الرهاب الاجتماعي؟

يمكن أن يستمر الرهاب الاجتماعي لفترات طويلة من الزمن إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح. ومن المهم التشخيص المبكر لهذا الاضطراب والبدء في تلقي العلاج اللازم لتجنب تفاقم الأعراض وتأثيرها على الحياة اليومية.

ويختلف مدى استمرار الرهاب الاجتماعي من شخص لآخر ، حيث يمكن أن يكون بسيطاً ويستمر لفترات قصيرة ، أو يمكن أن يكون شديداً ويستمر لفترات طويلة. ويمكن أن تتأثر مدى المعاناة الإصابة به بالعديد من العوامل ، بما في ذلك العمر ، والجنس ، وشدة الأعراض ، ونوع العلاج الذي يتلقاه الفرد.

8- هل نقص السيروتونين يسبب الرهاب الاجتماعي؟

يعتبر انخفاض مستوى السيروتونين في الدم أحد العوامل المحتملة التي تساهم في حدوث الرهاب الاجتماعي ، ولكنها ليست السبب الوحيد لحدوث هذا الاضطراب.

يعتبر السيروتونين مادة كيميائية مهمة في الدماغ ، وتلعب دوراً في التحكم بالمزاج والشعور بالسعادة والاسترخاء والتحكم في القلق والتوتر. وقد لوحظ وجود ارتباط بين نقص مستويات السيروتونين واضطرابات القلق بما في ذلك الرهاب الاجتماعي.

وإلى الآن هذا العلاقة ليست واضحة تماماً ولا يمكن القول بأن نقص السيروتونين هو السبب الوحيد لحدوث الرهاب الاجتماعي. فهناك عوامل أخرى مثل الوراثة ، والتجارب السابقة الصعبة أو المحرجة ، والعوامل البيئية يمكن أن تؤثر على حدوث الرهاب الاجتماعي.

9- هل الرهاب الاجتماعي يسبب الجنون؟

لا ، إن الرهاب الاجتماعي لا يسبب الجنون. الرهاب الاجتماعي هو اضطراب نفسي يتسم بشعور شديد بالقلق والرهبة من التعرض للمواقف الاجتماعية ، ويمكن أن يتسبب في التجنب الشديد لهذه المواقف.

والجنون هو مصطلح غير دقيق وغير علمي يستخدم لوصف الاضطرابات العقلية الشديدة التي تؤثر على القدرة على التفكير والتصرف بشكل سليم.

زر الذهاب إلى الأعلى