المنهج التجريبي في علم النفس

تعرف التجربة في علم النفس على أنها ملاحظة مقصودة مقيدة بشروط تجعلها تحت مراقبة الباحث وإشرافه. وهي تغيير مقصود يحدثه الباحث عمداً في ظروف الظاهرة المدروسة. كما يمكن القول أن التجربة في علم النفس هي إحداث ظاهرة في ظروف صناعية معينة يرتبها الباحث قبل إجراء التجربة بقصد جمع معلومات عن الظاهرة المدروسة وتمكنه من التحقق من صحة فرضيته.

المنهج التجريبي في علم النفس

الهدف الرئيسي من إجراء التجارب في علم النفس وغيره من العلوم التجريبية هو اختبار صحة الفروض. فالفروض لا يمكن أن تصبح حقائق إلا بعد أن تجتاز امتحان التجربة.

الفرضية

تعرف الفرضية على أنها حكم مبدئي بوجود علاقة بين ظاهرتين ، أو محاولة مبدئية لتفسير ظاهرة من الظواهر. والفرضية هي نوع من التخمين وتخيل العوامل التي يظن الباحث أنها سبب الظاهرة.

وقد تصدق الفرضية أو لا تصدق. والتجربة هي التي تمكننا من معرفة صدق الفرضية أو عدمه. ومن أمثلة الفرضية أن الباحث يلاحظ سلوك القط أمام الفأر ، فيريد أن يعرف إذا كان هذا السلوك فطري موروث أم يكتسبه القط عن طريق التعلم. 

مثال عن عمل المنهج التجريبي

من المعروف أن مكفوف البصر يبطئ السير حين يقترب من عقبة في الطريق ويبعد عنها لكي لا يصطدم بها. لكن كيف يدرك المكفوف وجود هذه العقبة؟

والمكفوفين عند سؤالهم عن هذا الأمر لا يعرفون كيف يتجنبون العقبات. وكان هناك عدة فرضيات لتفسير هذه الظاهرة ، ومن أشهرها أن المكفوفين لديهم حساسية غير عادية في جلد الوجه وأعصابه ، هي التي تساعدهم على إدراك ما يحدث من تغير في ضغط الهواء حين يقتربون من عقبة ما.

وقد أجريت سلسلة من التجارب البسيطة على أشخاص مكفوفين وآخرين مبصرين عصبت أعينهم ومن خلال هذه التجارب تبين أن المبصرين الذين عصبت عيونهم يستطيعون أيضاً أن يتفادوا العقبات ولكن بدقة أقل من المكفوفين.

كما بينت أن هؤلاء وأولئك إن طليت وجوههم بطبقة من الشمع ، لم يمنعهم ذلك من تفادي العقبات. وهكذا تبين عدم صدق الفرضية السابقة التي تقول أن المكفوفين يتفادون العقبات نتيجة لوجود حساسية عالية في جلد الوجه وأعصابه.

مميزات المنهج التجريبي

يتميز المنهج التجريبي بما يلي :

  • المجرب يصمم خطة دقيقة قبل إجراء التجربة.
  • إن الظاهرة تحدث في ظروف معينة معروفة تسمح للمجرب بأن يلاحظها ملاحظة دقيقة ، كما تسمح له ولغيره أن يعيد إجراء التجربة للتأكد منها.
  • القدرة على تغيير ظروف التجربة وملاحظة ما يصحب هذه التغيرات وما ينجم عنها.
  • أتاحت التجربة قياس العوامل التي تسهم في إحداث الظاهرة ، أي تقديرها تقديراً كمياً عددياً.{1}

مراحل  المنهج التجريبي

1. تحديد المشكلة : يعتمد اختيار المشكلة التي سيتم التحقيق منها على المجرب وما يريد دراسته ، ويجب أن تكون أسئلة البحث قابلة للحل من خلال عملية تجريبية.

2. صياغة الفرضية : الفرضيات هي البيانات التي تمت صياغتها والتي يضعها الباحث للتحقق من صدقها أو عدمه ، وتتعلق الفرضيات بمتغيرين على الأقل ويجب وصفها بعبارات تجريبية ، بحيث يمكن ملاحظتها وقياسها.

3. القيام بالتصميم المناسب : خلال التصميم ينعكس الإجراء أو خطة عمل الباحث ، مع الإشارة إلى ما سيتم القيام به وكيف سيتم تنفيذ الدراسة ، من المتغيرات المعنية إلى تخصيص الموضوعات للمجموعات.

4. تجميع البيانات وتحليلها : لجمع البيانات ، توجد أدوات متعددة صالحة وموثوقة ، وتقنيات من شأنها أن تتكيف بشكل أفضل أو أسوأ ولكل منها مزايا وعيوب. يتم تحليل البيانات من خلال تنظيم المعلومات بحيث يمكن وصفها وتحليلها وشرحها.

5. الاستنتاجات : خلال الاستنتاجات ، يتم تنفيذ أو عدم تنفيذ الفرضيات المقترحة ، وحدود العمل البحثي ، والمنهجية التي تم اتباعها ، والآثار المترتبة على الممارسة ، والتعميم على مستوى السكان ، وكذلك خطوط البحث المستقبلية.{2}

هدف المنهج التجريبي

الهدف من المنهج التجريبي في علم النفس هو التحقيق من العلاقات السببية بين المتغيرات ، أي تحليل التغيرات التي حدثت في المتغير التابع (السلوك) نتيجة للقيم المختلفة التي قدمها المتغير المستقل ( عامل خارجي).

أنواع التجارب في علم النفس

هناك عدة أنواع مختلفة من التجارب التي قد يختار الباحثون القيام بها. يمكن أن يعتمد نوع التجربة المختارة على مجموعة متنوعة من العوامل ، بما في ذلك المشاركين والفرضية والموارد المتاحة للباحثين. من أهم هذه التجارب ما يلي :

1. التجارب المعملية

التجارب المعملية هي التي تقام في المختبرات وهي شائعة جداً في علم النفس لأنها تتيح للمُجرّب قدرة كبيرة من التحكم في المتغيرات. كما يمكن تكرار هذه التجارب بسهولة من قبل باحثين آخرين. وعيب هذا النوع من التجارب هو أن ما يحدث في المختبر لا يتطابق دائماً مع ما يحدث في العالم الحقيقي.

2. التجارب الميدانية

وهي التجارب التي تقام في أرض الواقع ومثال عليها : إن عالم النفس الاجتماعي يريد دراسة السلوك الاجتماعي الإيجابي .  فيجعل شخص ما يتظاهر بالإغماء ومن ثم يراقب استجابة الناس لهذا الأمر.

يمكن أن يكون هذا النوع من التجارب طريقة جيدة لرؤية السلوك أثناء العمل في بيئات واقعية. والعيب في هذا النوع هو صعوبة التحكم في المتغيرات.

3. شبه التجارب

بينما تمثل التجارب المعملية والميدانية تجارب حقيقية ، يمكن للباحثين أيضاً استخدام نوع ثالث يُعرف باسم شبه التجربة. وغالباً ما يشار إليها على أنها تجارب طبيعية لأن الباحثين ليس لديهم سيطرة حقيقية على المتغير المستقل.{3}

عيوب المنهج التجريبي

من أهم العيوب في المنهج التجريبي ما يلي :

  • يمكن أن تكون بعض النتائج مصطنعة.
  • قد يكون من الصعب قياس استجابات البشر.
  • يمكن أن يأثر الضغط السياسي على النتائج.
  • قد تتدهور نتائج البحث بسبب الخطأ البشري.
  • يمكن أن تتأثر النتائج بسبب تحيز الباحث.
  • قد لا تمثل عينة البحث المستخدمة مجتمع الدراسة ، أو قد لا تكون العينات المستخدمة قابلة للمقارنة.{4}
المراجع

1. د. أحمد عزت راجح / أصول علم النفس/ تعديل وتحديث موقع المصدر النفسي.
2. موقع lifeder..com / تعديل موقع المصدر النفسي
3. موقع verywellmind..com / تعديل موقع المصدر النفسي.
4. موقع de.reoveme..com / تعديل موقع المصدر النفسي.

زر الذهاب إلى الأعلى