النمو الاجتماعي عند الأطفال

يعتبر النمو الاجتماعي الإيجابي خلال السنوات الأولى من حياة الأطفال ركيزة أساسية للتعلم والتطور مدى الحياة. ويشير التطور الاجتماعي إلى قدرة الطفل على إنشاء علاقات هادفة مع البالغين والأطفال الآخرين والحفاظ عليها.{2}

النمو الاجتماعي عند الأطفال

تقسم مرحلة الطفولة إلى خمس مراحل فرعية ، وفي كل مرحلة من هذه المراحل ينمو ويتطور الطفل فيسيولوجياً وجسدياً وحسياً وحركياً واجتماعياً. وسوف نتناول بالذكر النمو الاجتماعي عند الأطفال في هذه المراحل.

1. النمو الاجتماعي عند الوليد

تمتد هذه المرحلة من ولادة الطفل وحتى عمر أسبوعين بعد الولادة. والأم هي أهم عامل في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل في هذه المرحلة. ومن خلال عملية التنشئة الاجتماعية يتعلم الطفل أساليب الأكل ونوعه ولغة مجتمعه ولهجتهم المحلية… ألخ.

وفي هذه المرحلة لا يميز الطفل بين ذاته وبين العالم المحيط به. ويكون اهتمامه مقتصراً على نفسه ولكن دون وعي بذلك.

2. النمو الاجتماعي عند الرضيع

تبدأ هذه المرحلة من عمر أسبوعين وحتى عمر سنتين. يبدأ الطفل في هذه المرحلة بالاستجابة الاجتماعية للمحيطين به ، ويظهر اهتمامه بما يجري حوله في النصف الأول من العام الأول.

وفي منتصف العام الأول يمرح إذا داعبه أحد. وفي نهاية السنة الأولى يكّون علاقات اجتماعية مع الراشدين أكثر من الصغار وخاصة الوالدين والأخوة والأقارب ويميز الغرباء.

وفي السنة الثانية يزداد اتساع بيئته الاجتماعية وتبدأ العلاقات الاجتماعية مع الأطفال الآخرين ، إلا أن هذه العلاقات تتميز بالتنازع والشجار على اللعب. ويتميز اللعب في هذا العمر بالفردية وعدم التعاون.

ومع النمو والتقدم بالعمر يطرد اتساع العالم من حول الطفل.

3. النمو الاجتماعي في الطفولة المبكرة

تبدأ هذه المرحلة في عمر 2 سنة وتنتهي في عمر 6 سنوات ، وتسمى أيضاً مرحلة الحضانة. وتستمر في هذه المرحلة عملية التنشئة الاجتماعية ، ويزداد وعي الطفل ببيئته الاجتماعية ، وتنمو الألفة لديه ، وتزداد مشاركته الاجتماعية.

كما تتسع دائرة العلاقات والتفاعل الاجتماعي في الأسرة ومع جماعة الأقران التي تزداد أهميتها ابتداءً من العام الثالث.

ويتعلم الطفل في هذه المرحلة المعايير الاجتماعية التي تبلور الدور الاجتماعي له. كذلك ينمو الوعي والإدراك الاجتماعي الذي تبدأ بشائره عندما يبدأ الطفل بالتمسك ببعض القيم الأخلاقية والمبادئ والمعايير الاجتماعية.

وتنمو الصداقة حيث يستطيع الطفل أن يصادق الآخرين مع بعض التحفظات. كما يحب الطفل في نهاية هذه المرحلة أن يساعد والديه والآخرين.

ويهتم الطفل في هذه المرحلة بالمكانة الاجتماعية حيث أنه يهتم لجذب انتباه الراشدين ، ويهتم بمعرفة أوجه نشاطهم.

ويلاحظ أيضاً أن الطفل في عامه الثالث تلون سلوكه الأنانية حيث يكون متمركزاً حول ذاته ولا يهتم بالآخرين كثيراً ولا يهتم لأقوالهم وأفعالهم إلا بالقدر الذي يرتبط بذاته. وهو يحب الثناء والمدح.

وتظهر المنافسة في عمر الثالثة وتبلغ ذروتها في الخامسة. وأيضاً يظهر العناد ويكون في ذروته حتى العام الرابع ويتضح في الثورة على النظام الأسري وعلى سلطة الكبار وعصيان أوامرهم.

كما ينمو الاستقلال فالطفل يميل نحو الاستقلال في بعض أموره مثل تناول الطعام واللبس. كما ينمو الضمير ويبزغ الأنا الأعلى في هذه المرحلة.

ومن أهم سمات النمو الاجتماعي في هذه المرحلة :

  • التوافق مع ظروف البيئة الاجتماعية.
  • القلق من فقد الرعاية إذا بدا سلوكه الاجتماعي غير لائق.
  • ترحيب الطفل باللعب الاجتماعي في جماعات محددة العدد على أن يكون لكل طفل لعبة خاصة.
  • التقمص ويعني شعور الطفل أن خصائص والديه هي خصائصه هو.

4. النمو الاجتماعي في الطفولة المتوسطة

تبدأ هذه المرحلة في عمر 6 سنوات وتنتهي في عمر 9 سنوات ، وتشمل السنين الثلاث الأولى من المرحلة الابتدائية. تتسع في هذه المرحلة دائرة الاتصال الاجتماعي ويزداد تشعبها ، وهذا يتطلب أنواع جديدة من التوافق. والطفل في هذه المرحلة يتميز بأنه مستمع جيد.

يذهب الطفل في هذه المرحلة إلى المدرسة ويتوقف سلوكه الاجتماعي في المدرسة مع جماعات أقرانه وفي البيئة المحلية ومع طبقته الاجتماعية على نوع شخصيته التي نمت نتيجة لتعلمه الماضي.

وفي هذه المرحلة يتصف اللعب بأنه جماعي. ومن خلاله يتعلم الطفل الكثير عن نفسه وعن رفاقه وتتاح له فرصة تحقيق المكانة الاجتماعية.

وتكثر الصداقات نتيجة لزيادة احتكاك الطفل بالأطفال الآخرين في المدرسة. ويزداد التعاون بين الطفل ورفاقه في المنزل والمدرسة. وتكون المنافسة في أول هذه المرحلة فردية ثم تصبح في آخرها جماعية في الألعاب الرياضية والتحصيل الدراسي.

ويحصل الطفل على المكانة الاجتماعية ويهتم بجذب انتباه الآخرين. ويكون العدوان والشجار كثير ، بين الذكور ، ويقل بين الذكور والإناث ، ويكون شبه معدوم بين الإناث. ويتصف عدوان الذكور بأنه يدوي أما الإناث فيكون لفظياً.

وأهم سمات النمو الاجتماعي في هذه المرحلة ما يلي :

  • السعي نحو الاستقلال.
  • ظهور علامات ومعان جديدة للمواقف الاجتماعية.
  • تعدل السلوك بحسب المعايير والاتجاهات الاجتماعية وقيم الكبار.
  • اتساع دائرة الميول والاهتمامات.
  • نمو الضمير ومفاهيم الصدق والأمانة.
  • نمو الوعي الاجتماعي والمهارات الاجتماعية.

5. النمو الاجتماعي في الطفولة المتأخرة

تشمل هذه المرحلة السنين الثلاث الأخيرة من المدرسة الابتدائية ، وتبدأ من عمر 9 سنوات وتنتهي بعمر 12 سنة.

وفي هذه المرحلة يزداد احتكاك الطفل بجماعات الكبار ، واكتسابه معاييرهم واتجاهاتهم وقيمهم. وتطرد عملية التنشئة الاجتماعية فيعرف الطفل المزيد عن المعايير والقيم الاجتماعية والاتجاهات الديمقراطية والضمير ومعاني الخطأ والصواب… ألخ. ويهتم بالتقييم الأخلاقي للسلوك.

ويزداد تأثير جماعة الأقران في هذه المرحلة ويكون التفاعل الاجتماعي في أشده ، ويشوبه التعاون والتنافس والولاء والتماسك.

ويبدأ تأثير النمط الثقافي العام. وتنمو فردية الطفل وشعوره بفردية غيره من الناس. ويزداد الشعور بالمسؤولية والقدرة على الضبط الذاتي للسلوك.

وفي هذه المرحلة تتغير الميول وأوجه النشاط الطفولية إلى الاستقلال وحب الخصوصية. ويقل الاعتماد على الكبار ، ويطرد نمو الاستقلال.

ويتوحد الطفل مع الدور الجنسي المناسب وتتضح عملية التنميط الجنسي والمقصود بالتنميط الجنسي هو تبني الدور الجنسي للطفل ذكراً أم أنثى.

كما ويتضح التوحد مع الجماعات أو المؤسسات ، فيفتخر الكفل عند فوز فريق مدرسته في مباراة أو مسابقة. كما يبتعد كل من الجنسين في صداقته عن الجنس الآخر. ويظل الحال هكذا حتى المراهقة.

وتتصف الاتصالات الاجتماعية بين الجنسين في هذه المرحلة بالفظاظة ونقص الاستجابة والمضايقات والخجل والانسحاب.{1} 

 أهمية النمو الاجتماعي للطفل

  • يسمح النمو السليم للمهارات الاجتماعية للطفل بتكوين صداقات سليمة ،  وإدارة الإحباط ، والتعلم والتعرف على بيئته ، وفهم مشاعره والتعبير عنها ، وتحمل التغييرات في بيئته واتباع القواعد الاجتماعية.
  • تؤدي التنمية الاجتماعية الملائمة إلى تعزيز التقدم المناسب في احترام الذات ، وتحسين مهارات الاتصال ، وتعلم قدرات ومهارات جديدة ، واحترام الاختلافات ، واستيعاب الحدود والقواعد ، والشعور بالمسؤولية والتعاطف مع الآخرين.
  • إذا كانت التنمية الاجتماعية غير كافية ، فستسود السلوكيات السلبية وسوء التكيف مع البيئة وصعوبات في العلاقات مع الأقران وعدم احترام القواعد والصعوبات العاطفية المحتملة ، لأن هذه الجوانب مرتبطة ببعضها البعض{2} 

المراجع

1. علم النفس النمو الطفولة والمراهقة / الدكتور عبد السلام زهران / تحديث وتعديل موقع المصدر النفسي.
2. موقع aucal..edu/ تعديل موقع المصدر النفسي. 
زر الذهاب إلى الأعلى