تشخيص الاكتئاب

يزداد عدد المكتئبين في العالم يوماً بعد يوم ، فالاكتئاب قد يكون كامناً لدى بعض الناس دون أن علموا بذلك. ويعد الاكتئاب من أكثر العلل المدمرة للإنسان ، إذ يرتبط بالانتحار ارتباطاً وثيقاً ، فقد دلت البحوث أن نصف الذين حاولوا الانتحار أو انتحروا كانوا يعانون من الاكتئاب. ولهذا فإن هناك حاجة ماسة إلى تشخيص الاكتئاب ومن ثم علاجه.{3}

تشخيص الاكتئاب

إن تشخيص الاكتئاب كغيره من الاضطرابات النفسية يعتمد على ما يلي :

1. الأعراض التي يشكو منها المريض وشدتها ومدتها ، ومحاولة الإحاطة بها وفهمها ، كما يرويها المريض أو ذووه ومرافقوه. 

2. قصة المرض كاملة منذ بدايته ، وحتى لحظة وصول المريض إلى الطبيب وقد تكون القصة قصيرة مختصرة ، وقد تكون تتعدى العشرين عاماً. 

3. الأسئلة المختلفة التي يوجهها الطبيب أثناء المقابلة ، للبحث عن أعراض المرض الأخرى ، والأسئلة التي يقصد بها استبعاد أمراض مشابهة.

4. التاريخ الشخصي للفرد من ولادته وحتى الآن ، طفولته ودراسته وعمله ، وزواجه وعاداته مثل التدخين وتناول المنبهات والكحول والمؤثرات العقلية والمخدرات ، وأية مشاكل قانونية أو زوجية أو عائلية. 

5. التاريخ العائلي للمريض : ويقصد به ما إذا كان هناك حالات نفسية في العائلة أو حالة مرضية عضوية ، والوالدين في ما يخص أعمارهم وحالتهم الصحية أو سبب وفاتهم ، وعلاقة المريض بهم ، وكذلك الأخوة والأخوات ، وترتيب المريض بينهم ، وعلاقته بهم وفي ما إذا كان أي منهم يعاني من مشاكل نفسية. 

6. التاريخ الطبي : وهنا لا بد من معرفة كافة الأمراض النفسية أو العضوية التي عانى أو يعاني منها المريض ، والحوادث والعمليات الجراحية المختلفة ، وفيما إذا كان المريض يتعاطى علاجات للضغط أو السكري أو الصداع أو الفصام أو القلق ، وأسماء الأدوية وجرعاتها ومدة تعاطيها. 

7. الفحص الطبي العام : يقوم الطبيب بفحص المريض سريرياً ، بدءاً من الضغط والنبض والحرارة والوزن ، ثم الفحص العصبي ، وفحص الصدر والبطن والظهر والأطراف ويدقق في أي إشارات طبية سواء كان لها علاقة بالشكوى الأساسية للمريض أم لم يكن. 

8. فحص الحالة النفسية : وفيها يستعرض الطبيب المظهر والسلوك والمزاج والانفعالات والتفكير ، ويفحص القدرات العقلية ودرجة الوعي والإدراك. وغيرها من الأمور التي يجد أنها ضرورية مثل الهلاوس والتوهم ، والشعور بالذنب والميل إلى الانتحار أو القتل ومدى جديته. 

9. تشخيص الاكتئاب المبدئي والتفريقي الذي تشير إليه المعطيات المذكورة ، وهذا قد يكون واضحاً وسهلاً ولا يتطلب أي إجراء بل الانتقال للعلاج ، وقد يتطلب بعض الإجراءات مثل :

  • دراسة اجتماعية للمريض لمعرفة ظروف حياته بدقة. 
  • مقابلة أطراف مهمين في حياته لاستكمال بعض المعلومات ، خصوصاً في تحديد شخصية المريض قبل المرض ، ذلك لأن معظم اضطرابات الشخصية تتطلب وجود طرف آخر لإعطاء المزيد من المعلومات.
  • إجراء اختبارات نفسية مثل اختبارات الشخصية أو اختبارات الصحة النفسية العامة المقننة ، أو اختبارات الاكتئاب مثل مقياس هاملتون أو مقياس بيك.

تشخيص  الاكتئاب التفريقي

كما هو ضروري تمييز حالات الاكتئاب عن حالات الحزن العادية ، فإنه من الضروري أيضاً تفريق الاكتئاب عن الأمراض النفسية الأخرى ، التي قد تبدي أعراضهاً مشابهة لأعراض الاكتئاب مثل القلق أو الفصام….{1}

معايير تشخيص الاكتئاب DMS-5

يقصد بمعايير تشخيص الاكتئاب DMS-5 ، معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية النسخة الخامسة ، وفي هذا الدليل تختلف معايير التشخيص حسب نوع الاكتئاب الذي يعاني منه الفرد. وسوف نذكر معايير تشخيص الاكتئاب الجسيم بشكل عام. وهذه المعايير هي ما يلي :

A. يجب أن يعاني المصاب من خمسة أو أكثر من الأعراض التالية لمدة أسبوعين ، والتي تمثل تغيراً عن الأداء الوظيفي السابق. ويجب أن تشمل شكواه بشكل أساسي المعيارين 1 و 2.

  1. مزاج منخفض معظم اليوم ، كل يوم تقريباً ويعبر عنه إما ذاتياً مثل الشعور بالحزن أو بالفراغ أو اليأس ، أو يلاحظ من قبل الآخرين مثل أن يبدو دامعاً.
  2. انخفاض واضح في الاهتمام أو الاستمتاع في كل الأنشطة أو معظمها وذلك معظم اليوم في كل يوم تقريباً ، ويستدل على ذلك بالتعبير الشخصي أو بملاحظة الآخرين.
  3. وفقدان وزن بارز أو زيادة وزن أو انخفاض الشهية أو زيادتها ، كل يوم تقريباً.
  4. الأرق أو فرط النوم كل يوم تقريباً.
  5. هياج نفسي حركي أو خمول ، كل يرم تقريباً.
  6. تعب أو فقد الطاقة كل يوم تقريباً.
  7. أحاسيس بانعدام القيمة أو شعور مفرط أو غير مناسب بالذنب كل يوم تقريباً ، وليس مجرد لوم الذات أو شعور بالذنب لكونه مريضاً.
  8. انخفاض القدرة على التفكير أو التركيز ، أو عدم الحسم ، كل يوم تقريباً.
  9. أفكار متكررة عن الموت أو تفكير انتحاري متكرر دون خطة محددة ، أو محاولة انتحار أو خطة محددة للانتحار.

B. يجب أن تسبب الأعراض انخفاضاً واضحاً في الأداء الاجتماعي أو المهني أو مجالات الأداء الهامة الأخرى.

C. يجب ألا تعزى الأعراض لتأثيرات فيزيولوجية لمادة مثل سوء استخدام عقار ، أو تناول دواء أو حالة طبية أخرى.{2}

علاج الاكتئاب

إن خطة علاج الاكتئاب مبنية على تشخيص الاكتئاب النهائي والدقيق. وهناك عدة طرق متبعة لعلاج الاكتئاب. وبشكل رئيسي يتم التعامل مع الاكتئاب من خلال العلاج النفسي والعلاج الدوائي.

المراجع

  1. د وليد سرحان ، جمال الخطيب ، محمد الحباشنة / الاكتئاب / دار مجدلاوي للنشر والتوزيع/ ط 1/ 2008 / عمان. 
  2. معايير DMS-5 / ترجمة د. أنور الحمادي / إعداد أ. جهاد محمد حمد. 
  3. د. نبيل محمد الفحل / مقياس الاكتئاب النفسي للمسنين / دار العلوم للنشر والتوزيع / القاهرة.
زر الذهاب إلى الأعلى