اضطراب الشخصية الانعزالية

يعد اضطراب الشخصية الانعزالية أحد اضطرابات الشخصية الأكثر شيوعاً ، يتميز بالتركيز الشديد على الانفصال عن الآخرين والانشغال بأفكار الذات والتفكير المتكرر حولها.

ويتميز الشخص المصاب بهذا الاضطراب بعدم الرغبة في التفاعل الاجتماعي أو التواصل الاجتماعي بشكل عام ، ويشعر بالراحة والرضا عندما يكون وحيداً. ويفضل العمل بشكل فردي ، إلا أنه يمكن أن يشعر بالوحدة والعزلة والنسيان في المجتمع.

وتتعدد أسباب هذا الاضطراب لتشمل عدة عوامل من بينها العوامل الوراثية والبيئية ، ويتم علاج هذا الاضطراب باستخدام العلاج النفسي والدوائي ، حيث تساعد هذه العلاجات في التحكم في الأعراض وتحسين جودة الحياة للأفراد المصابين به.

اضطراب الشخصية الانعزالية

يعرف اضطراب الشخصية الانعزالية على أنه اضطراب في الشخصية يتسم بالتركيز الشديد على الانفصال عن الآخرين والانشغال بأفكار الذات والتفكير المتكرر حولها ، والشعور بالراحة والرضا في الوحدة.

ويصنف اضطراب الشخصية الانعزالية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية من بين اضطرابات الشخصية ، ويتم تشخيصه عندما يتوفر عدد من الأعراض والسلوكيات التي تؤثر على الحياة اليومية للفرد بشكل كبير.

ويتميز الشخص المصاب بهذا الاضطراب بعدم الرغبة في التفاعل الاجتماعي أو التواصل الاجتماعي بشكل عام ، ويميل إلى العمل بشكل فردي ويجنب الأنشطة الاجتماعية. ويعاني أحياناً من الشعور بالوحدة والعزلة والنسيان من قبل المجتمع ، مما يسبب له صعوبة في التكيف مع المواقف الاجتماعية الروتينية.

أعراض اضطراب الشخصية الانعزالية

يتميز اضطراب الشخصية الانعزالية بمجموعة من الأعراض التي تؤثر على حياة الفرد اليومية بشكل كبير ، ومن بين هذه الأعراض التالي :

  • التفكير المتكرر حول الذات : يتمثل هذا بانشغال المصاب بأفكاره الخاصة والتفكير المتكرر في ذاته ، وقد يصعب عليه التفكير في الآخرين وتحليل سلوكهم ومشاعرهم.
  • الانعزال الاجتماعي : يميل الشخص المصاب إلى الانعزال الاجتماعي وتجنب الأنشطة الاجتماعية ، ويشعر بالراحة والرضا عندما يكون وحيداً.
  • صعوبة التواصل الاجتماعي : حيث يعاني المصاب أحياناً من صعوبة في التواصل الاجتماعي والتعامل مع المواقف الاجتماعية الروتينية ، ويمكن أن يشعر بالتوتر والقلق عند مواجهة هذه المواقف.
  • الشعور بالوحدة والعزلة : يمكن أن يشعر المصاب بالوحدة والعزلة والنسيان في المجتمع ، ويمكن أن يواجه صعوبة في التكيف مع العلاقات الاجتماعية والعائلية.
  • الشعور بالقلق والتوتر : في بعض الأحيان يشعر المصاب بالقلق والتوتر والتشويش ، وقد يؤثر ذلك على قدرته على العمل وتحقيق الأهداف.
  • السلوك المتكرر : حيث يميل المصاب إلى القيام بسلوكيات متكررة ومحدودة ، وقد يتجنب الأنشطة الجديدة والتحديات الجديدة في الحياة.
  • صعوبة التعبير عن المشاعر : يجد المصاب أحياناً صعوبة في التعبير عن المشاعر والانفتاح على الآخرين ، وقد يبدو غير متفاعل أو بارد في المواقف الاجتماعية.
  • الشعور بالاستياء والغضب : وذلك عندما يجد نفسه في مواقف اجتماعية ، وقد يتجنب هذه المواقف بسبب هذه المشاعر.
  • الانتقائية في الصداقات : حيث يميل الشخص المصاب إلى اختيار صداقات محدودة ويواجه صعوبة في بناء صداقات جديدة.
  • الشك والتشاؤم : حيث يمكن للشخص المصاب أن يعاني من الشك والتشاؤم فيما يتعلق بالآخرين وبالعالم من حوله.
  • الحساسية المفرطة : حيث يعاني من حساسية مفرطة للانتقادات والتعليقات السلبية ، وقد يؤثر ذلك على قدرته على التواصل الاجتماعي.

يجب تشخيص الأعراض بشكل دقيق للتأكد من الإصابة بهذا الاضطراب قبل البدء في العلاج. ويمكن أن لا تظهر جميع هذه الأعراض على الفرد فذلك يختلف من حالة إلى أخرى.

أسباب اضطراب الشخصية الانعزالية

لا يوجد سبب واحد أو دقيق يؤدي إلى الإصابة باضطراب الشخصية الانعزالية ، بل هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تطوره أو الإصابة به ، تشمل هذه العوامل التالي :

1- العوامل الوراثية

تلعب العوامل الوراثية دوراً في الإصابة بهذا الاضطراب. فقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود بعض الجينات التي يمكن أن تكون مرتبطة بظهور اضطراب الشخصية الانعزالية.

حيث تؤثر هذه الجينات على بعض العمليات الحيوية داخل الجسم ، مثل تكوين الدماغ والتفكير والسلوك ، مما يمكن أن يؤدي إلى ظهور هذا الاضطراب.

2- العوامل البيئية

المقصود بالعوامل البيئية العوامل التي تأتي من خارج الفرد ، والتي يمكن أن تؤثر على ظهور اضطراب الشخصية الانعزالية. وتشمل هذه العوامل التالي :

  • الإهمال العاطفي : يمكن أن يؤدي الإهمال العاطفي ، الذي يتمثل بعدم تلقي الفرد للرعاية العاطفية الكافية منذ الصغر ، إلى ظهور هذا الاضطراب . فقد وجدت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للإهمال العاطفي يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لتطور شخصيات انعزالية لديهم في المستقبل.
  • الإيذاء الجسدي : يمكن أن يؤدي الإيذاء الجسدي والعنف إلى ظهور هذا الاضطراب، حيث يمكن أن يؤدي الإيذاء الجسدي إلى تلف الدماغ وتشوه السلوك والشخصية.
  • مشاكل العلاقات الاجتماعية : يمكن أن تؤدي المشاكل التي تحدث في العلاقات الاجتماعية ، مثل الانفصال عن الأسرة أو فشل العلاقات العاطفية ، إلى ظهور هذا الاضطراب.
  • العوامل الاجتماعية السلبية : تشمل العوامل الاجتماعية السلبية ، الفقر والبطالة وعدم المساواة ، والتي يمكن أن تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب

3- العوامل النفسية

تشير العوامل النفسية إلى العوامل التي تأتي من داخل الفرد ، والتي يمكن أن تؤثر على ظهور اضطراب الشخصية الانعزالية. وتشمل هذه العوامل :

  • الصدمات النفسية : يمكن أن تؤدي الصدمات النفسية مثل التعرض للعنف أو الإرهاب أو الحروب ، إلى ظهور هذا الاضطراب. وذلك لأن التعرض للصدمات يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الدماغ والسلوك والشخصية.
  • الإحباط والإحساس بالفشل : يمكن أن يؤدي الإحباط والإحساس بالفشل في الحياة بشكل مستمر إلى ظهور هذا الاضطراب ، وذلك لأن هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالعزلة والانطواء على الذات.
  • الخجل : يمكن أن يؤدي الشعور بالخجل وعدم الثقة بالنفس إلى تطور هذا الاضطراب ، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الانسحاب من العلاقات الاجتماعية والانطواء على الذات.
  • الشعور بعدم الأمان والقلق : يمكن أن يؤدي الشعور بعدم الأمان والقلق إلى ظهور هذا الاضطراب ، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الانسحاب من العلاقات الاجتماعية والانطواء على الذات.
  • الاضطرابات النفسية الأخرى : قد تكون الاضطرابات النفسية الأخرى ، مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية الأخرى ، سبباً في ظهور اضطراب الشخصية الانعزالية.

4- العوامل الثقافية

تشير العوامل الثقافية إلى العوامل التي تأتي من الثقافة والمجتمع الذي يعيش فيه الفرد ، والتي يمكن أن تؤثر على ظهور اضطراب الشخصية الانعزالية. وتشمل هذه العوامل :

  • القيم والمعتقدات : يمكن أن تؤدي القيم والمعتقدات الثقافية ، مثل القيم الفردية وعدم التحدث عن المشاعر ، إلى ظهور هذا الاضطراب. فقد تعتبر بعض الثقافات الانطوائية وعدم التحدث عن المشاعر والأفكار على الملأ علامة على القوة والتحكم في الذات ، مما يؤدي إلى ترسيخ نمط انعزالي في الشخصية.
  • الضغوط الاجتماعية : مثل الضغوط على الفرد لتحقيق النجاح والتميز في المجتمع ، والتي يمكن أن تجعل الفرد ينطوي على ذاته كوسيلة للتخلص من الضغوط الاجتماعية الدائمة.
  • العادات والتقاليد : مثل العادات الاجتماعية المحدودة والتحكم في العواطف ، فقد تعتبر بعض الثقافات الانطوائية والمحافظة على النفس علامة على الاحترام الذاتي والكرامة ، مما يؤدي إلى ترسيخ نمط انعزالي في الشخصية.
  • العزلة الاجتماعية : مثل العيش في مجتمعات معزولة وغير متصلة بالعالم الخارجي. فقد يكون من الصعب على الأفراد الذين يعيشون في مثل هذه المجتمعات التفاعل الاجتماعي الطبيعي ، مما يؤدي إلى ترسيخ نمط انعزالي في الشخصية.

5- العوامل العصبية

تشير العوامل العصبية إلى العوامل التي تأتي من الجهاز العصبي والتي يمكن أن تؤثر على ظهور اضطراب الشخصية الانعزالية. وتشمل هذه العوامل :

  • التغيرات الهرمونية : مثل التغيرات التي تحدث في فترة المراهقة ، والتي قد تؤدي إلى تغييرات في الدماغ والسلوك والشخصية.
  • الاضطرابات العصبية : مثل اضطرابات التوازن العصبي ، والتي قد تؤدي إلى حدوث تغييرات في الدماغ والسلوك والشخصية.

مضاعفات اضطراب الشخصية الانعزالية

يمكن أن يؤدي اضطراب الشخصية الانعزالية إذا لم يتم علاجه إلى العديد من المضاعفات ، ومن بين هذه المضاعفات التالي :

  • الاكتئاب : حيث أنه يمكن أن يؤدي إلى العزلة والانطواء الشديدين وإلى الشعور بالوحدة والعزلة والحزن ، مما يؤدي إلى الاكتئاب.
  • الإدمان : يمكن أن يؤدي إلى الإدمان على المخدرات والكحول أو بعض أنواع الأدوية كوسيلة لتخفيف الوحدة والقلق والتوتر.
  • ضعف العلاقات الاجتماعية : وتتمثل في صعوبة التعامل مع الآخرين وبناء العلاقات الاجتماعية الصحية ، مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة والانفصالية وعدم الانتماء إلى المجتمع.
  • صعوبات في العمل : تتمثل في صعوبة التعامل مع زملاء العمل والتواصل معهم بشكل فعال ، مما يؤدي إلى صعوبة العمل والتقدم في الحياة المهنية.
  • الانتحار : في بعض الحالات الشديدة ، يمكن أن يؤدي إلى الشعور باليأس والاكتئاب الشديد ، مما يؤدي إلى الانتحار.

الوقاية من اضطراب الشخصية الانعزالية

يوجد بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من الإصابة باضطراب الشخصية الانعزالية ، ومن بين هذه الإجراءات :

  • الحفاظ على علاقات اجتماعية صحية : من المهم الحفاظ على علاقات اجتماعية صحية وقوية ، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة والزملاء بانتظام.
  • المشاركة في الأنشطة الاجتماعية : مثل النوادي والجمعيات الرياضية والمجموعات التطوعية ، وهذا يساعد على بناء العلاقات الاجتماعية الصحية.
  • الحفاظ على صحة الجسم والعقل : يجب الحفاظ على صحة الجسم والعقل من خلال التغذية الصحية وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • الابتعاد عن الإدمان : يجب الابتعاد عن تعاطي المخدرات والكحول وغيرها من المواد ، حيث يمكن أن يؤدي الإدمان على هذه المواد إلى تفاقم الأعراض النفسية والاجتماعية.

تشخيص اضطراب الشخصية الانعزالية

يتم تشخيص اضطراب الشخصية الانعزالية من خلال التقييم النفسي الشامل للحالة ، والذي يقوم به الطبيب أو الأخصائي النفسي . ويتضمن التقييم النفسي العديد من الخطوات ، بما في ذلك :

  • المقابلة السريرية : يتم في هذه المرحلة إجراء مقابلة مع المريض لجمع المعلومات حول الأعراض التي يعاني منها والتاريخ الصحي والنفسي.
  • تقييم السلوك والشخصية : يتم في هذه المرحلة تقييم السلوك والشخصية من خلال الاستفسار عن السلوك والعادات والتفضيلات وطريقة التفكير عند المريض.
  • تقييم العلاقات الاجتماعية : يتم في هذه المرحلة تقييم العلاقات الاجتماعية للمريض من خلال الاستفسار عن العلاقات الاجتماعية السابقة والحالية وطريقة التفاعل مع الآخرين.
  • اختبارات الشخصية : يمكن استخدام بعض الاختبارات النفسية لتقييم الشخصية والعوامل المرتبطة بظهور هذا الاضطراب.

بعد الانتهاء من التقييم النفسي الشامل ، يتم تحديد ما إذا كان المريض يعاني من اضطراب الشخصية الانعزالية أم لا ، وفي حالة التشخيص الإيجابي ، يتم تحديد الخطة العلاجية المناسبة والتي يمكن أن تشمل العلاج النفسي والأدوية في بعض الحالات.

علاج اضطراب الشخصية الانعزالية

يتم علاج اضطراب الشخصية الانعزالية من خلال استخدام عدة طرق علاجية ، تشمل التالي :

1- العلاج النفسي

هو الخيار الرئيسي لعلاج الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب ، ويمكن استخدام عدة أنواع من العلاج النفسي لتحسين الأعراض والتعامل مع المشكلات النفسية والاجتماعية المرتبطة بهذا الاضطراب. ومن بين هذه الأنواع :

  • العلاج السلوكي المعرفي : يتضمن هذا النوع من العلاج تعليم المريض كيفية التعرف على الأفكار والمعتقدات السلبية التي تؤثر على سلوكه ومشاعره ، وتعليمه كيفية تغيير هذه الأفكار واستبدالها بأفكار إيجابية وصحية. ويشمل العلاج السلوكي المعرفي أيضاً تعليم المهارات الاجتماعية والتدريب على التفاعل الاجتماعي والتواصل الفعال.
  • العلاج النفسي الديناميكي : يركز العلاج الديناميكي على تحليل العوامل النفسية الأساسية التي تؤثر على سلوك المريض ، مثل الصدمات النفسية والتجارب السلبية في الطفولة. ويهدف إلى تحسين الصحة النفسية وتحسين العلاقات الاجتماعية.

يمكن استخدام هذه الأنواع بشكل منفصل أو مجتمعة في برنامج علاجي متكامل ، ويتم تحديد النوع المناسب من العلاج حسب حالة المريض ومستوى الأعراض والاحتياجات الفردية.

2- العلاج الدوائي

لا يوجد دواء محدد لعلاج هذا الاضطراب ، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية للتعامل مع بعض الأعراض والمشاكل الصحية المرتبطة به. والأدوية التي يمكن استخدامها تشمل :

  • مضادات الاكتئاب : تستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب لتحسين المزاج والتعامل مع الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق.
  • مضادات القلق : تستخدم الأدوية المضادة للقلق لتخفيف القلق والتوتر والخوف ، وهذا قد يساعد على تحسين العلاقات الاجتماعية.
  • الأدوية المنومة : في حال كان المريض يعاني من مشاكل في النوم ، يمكن استخدام الأدوية المنومة لتحسين جودة النوم والتخفيف من الأعراض المرتبطة بقلة النوم.

يجب استخدام هذه الأدوية بحذر وتحت إشراف طبيب مختص ، لأنها يمكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية والتفاعلات مع الأدوية الأخرى. ويجب أيضاً ملاحظة أن استخدام الأدوية لا يعالج السبب الأساسي للاضطراب ، ولذلك يجب استخدامها بالتزامن مع العلاج النفسي للحصول على أفضل النتائج.

3- العلاج الجماعي

يمكن استخدام العلاج الجماعي كجزء من العلاج الشامل للاضطراب ، حيث يمكن أن يساعد المريض على تطوير المهارات الاجتماعية وتحسين العلاقات الاجتماعية. ومن بين أشكال العلاج الجماعي التي يمكن استخدامها :

  • الدعم النفسي الجماعي : يقوم هذا النوع من العلاج على توفير دعم نفسي للمريض وتشجيعه على التحدث عن مشاكله وأفكاره ومشاعره بطريقة آمنة ومحفزة. ويمكن أن يتم في إطار جلسات العلاج الجماعي استخدام تقنيات مختلفة مثل العرض الحر لتحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي.
  • العلاج الجماعي السلوكي المعرفي : يهدف هذا العلاج إلى تعليم المريض كيفية التفاعل الاجتماعي الصحيح وتحسين مهارات التواصل والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. ويتم ذلك من خلال تقديم تعليمات وتوجيهات للمريض بشأن كيفية التفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي وسليم.

4- العلاج الذاتي

لا يمكن علاج الشخصية الانعزالية بالكامل بالعلاج الذاتي ، ولكن يمكن للأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب تحسين جودة حياتهم وتقليل الأعراض المرتبطة به من خلال اتباع بعض الإجراءات الذاتية ، وهي التالي :

  • تحسين العلاقات الاجتماعية : يجب على المريض العمل على تحسين العلاقات الاجتماعية مع الآخرين ، وذلك عن طريق الانخراط في الأنشطة الاجتماعية مثل النوادي الاجتماعية أو التطوع في المشاريع الخيرية.
  • تعلم المهارات الاجتماعية : يمكن للمريض تحسين مهاراته الاجتماعية من خلال التدريب على التواصل والتعامل مع الآخرين بشكل صحيح وإيجابي ، وذلك عن طريق القراءة عن الموضوع أو الانضمام إلى دورات تدريبية.
  • تحسين الصحة النفسية : يجب على المريض العمل على تحسين صحته النفسية ، وذلك عن طريق العناية بالنفس وتحسين مستوى الراحة والاسترخاء ، ويمكن ذلك من خلال ممارسة الرياضة أو التأمل.
  • تطوير الهوايات : يمكن للمريض تطوير هواياته ومهاراته وتعلم أشياء جديدة ، وذلك يساعد على تحسين مستوى الثقة بالنفس وتحسين العلاقات الاجتماعية.
  • البحث عن الدعم النفسي : يجب على المريض البحث عن الدعم النفسي من الأفراد الذين يحبونه ويدعمونه والذين يمكنهم مساعدته على تحسين حالته النفسية.

يجب أن يتم العمل على هذه الإجراءات بشكل متوازن ومستمر ، ويجب العمل بشكل منهجي مع معالج نفسي متخصص في علاج الشخصية الانعزالية لتحقيق أفضل النتائج.

كيف أتعامل مع شخص مصاب باضطراب الشخصية الانعزالية؟

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الانعزالية من صعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين ، ويميلون إلى الانعزال والانفصال عن المجتمع المحيط بهم. وفيما يلي بعض الإرشادات حول كيفية التعامل مع شخص مصاب بهذا الاضطراب :

  1. فهم الحالة : يجب على الأشخاص القريبين من الفرد المصاب أن يفهموا طبيعة الحالة وأنها لا تعبر عن شخصية الفرد بل هي اضطراب نفسي يتطلب علاج
  2. تشجيع الفرد : يجب تشجيع الفرد على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين ، وذلك عن طريق توفير الدعم والتشجيع اللازمين.
  3. المحافظة على الاتصال : يجب الحفاظ على الاتصال مع الفرد المصاب وتشجيعه على التواصل والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتطوع في المشاريع الخيرية.
  4. تجنب الضغط : يجب تجنب الضغط على الفرد وتقديم الدعم والمشورة بشكل هادئ ومن دون إجباره على القيام بأي شيء يشعره بالتوتر أو القلق.
  5. التعامل بحذر : يجب تجنب التعامل بشكل سلبي مع الفرد المصاب وعدم التعامل معه بشكل معادي أو بشكل يزيد من انعزاله وتجنبه.
  6. الحفاظ على الحدود : يجب الحفاظ على حدود واضحة في التعامل معه ، حيث يجب تجنب الضغط عليه للتواصل أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية بشكل غير مرغوب به.
  7. تشجيع الفرد على التعلم : يجب تشجيع الفرد المصاب بالاضطراب الانعزالي على التعلم والتطوير الشخصي ، حيث يمكن للتعلم الجديد أن يساعده على تحسين حالته النفسية والعلاقات الاجتماعية.
  8. الصبر والتفهم : يجب على الأشخاص القريبين من الفرد المصاب بالاضطراب الانعزالي أن يكونوا صبورين ومتفهمين ، حيث أنه قد يحتاج الفرد إلى وقت طويل للتأقلم مع الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.

يجب تذكير الفرد المصاب بأنه لا يوجد شيء خطأ في أن يشعر بالراحة في الانعزال بين الحين والآخر ، ولكن يجب العمل على تحسين قدراته الاجتماعية وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الفترات الانعزالية.

كيف أعرف أني أعاني من اضطراب الشخصية الانعزالية؟

يمكن أن تظهر على الشخص المصاب باضطراب الشخصية الانعزالية علامات مختلفة وذلك بحسب حالته الخاصة ، ومن المهم ملاحظة أنه قد يكون من الصعب على الفرد التعرف على الأعراض والتأكد من وجودها. ومع ذلك ، هناك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى وجود هذا الاضطراب ، وتشمل :

  • الرغبة في الانعزال والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
  • صعوبة في التواصل مع الآخرين وصعوبة في التعبير عن المشاعر والأفكار.
  • الشعور بالتوتر والقلق في الأوقات التي تضطر فيها إلى التفاعل مع الآخرين أو في المواقف الاجتماعية المحرجة.
  • الشعور بالتعب والإرهاق بسهولة.
  • القلق الزائد بشأن الانتقادات السلبية التي تتلقاها أو محتمل أن تتلقاها من الآخرين.
  • التفكير السلبي والانتقاد الذاتي ، وعدم الثقة في قدراتك ومهاراتك الاجتماعية.

إذا كنت تعاني من هذه الأعراض وتسبب لك الضيق وتعيق أداء أنشطتك اليومية ، فيمكن أن تكون مصاباً بهذا الاضطراب ، ولكن يجب عليك التأكد من ذلك من خلال زيارتك لطبيب أو أخصائي نفسي ، لتشخيص حالتك بدقة وتقديم المساعدة المناسبة لك.

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الانعزالية؟

نعم ، يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الانعزالية بعد تلقى العلاج المناسب. يجب ملاحظة أن الشفاء من هذا الاضطراب يتطلب الصبر والعمل الجاد ، حيث يمكن أن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً. ولا يمكن تحديد مدة العلاج أو الشفاء بدقة ، حيث أن الفترة اللازمة للشفاء تختلف من شخص لآخر وتعتمد على عدة عوامل ، مثل شدة الأعراض ومدى تأثيرها على حياة الفرد ومدى تعاون المريض مع المعالج النفسي.

زر الذهاب إلى الأعلى