الاكتئاب

يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً وانتشاراً حول العالم ، ويصيب الأشخاص من كافة الأعمار . ويتميز بحالة من الحزن واليأس الشديد والتشاؤم ، ويصاحبه تغييرات في السلوك والنشاط اليومي ، وخلل في العلاقات الاجتماعية والعمل والدراسة.

وتشير الدراسات العلمية إلى أن هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به ، تشمل هذه الأسباب العوامل الوراثية والتغيرات الكيميائية في الدماغ ، وتجارب الحياة الصعبة مثل الضغوطات النفسية والصدمات النفسية والتعرض للإهمال أو الإساءة. كما أن العوامل البيئية والثقافية والاجتماعية يمكن أن تلعب دوراً في تطوره.

ويعد العلاج النفسي والدوائي أكثر الخيارات شيوعاً في علاج الاكتئاب ، إلا أن العلاج يتطلب معالجة شاملة ومتعددة الجوانب تشمل الدعم النفسي والاجتماعي والتغذية والنشاط البدني. وفي ما يلي سوف نتحدث عن هذا الاضطراب بالتفصيل.

جدول المحتويات

الاكتئاب

الاكتئاب هو اضطراب نفسي يتميز بحالة من الحزن واليأس الشديد والتشاؤم الذي يستمر لفترة طويلة من الزمن ، يمكن أن تصل إلى عدة أسابيع أو أشهر ، ويؤثر على قدرة المصاب على العمل والتفاعل مع الآخرين ، ويمكن أن يؤدي إلى تغييرات في النوم والشهية والوظائف الجسدية الأخرى. ويعتبر اضطراباً شائعاً جداً في العالم ، حيث يصيب ملايين الأشخاص من كافة الأعمار والخلفيات الاجتماعية.

ويعرف لغتاً : يقال اكتأب فلان أي حزن واغتم وانكسر ، والكآبة تغري النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن ، وأما الكأباء فهو الحزن الشديد.

أما اصطلاحاً : ففي القرن التاسع عشر ظهر مصطلح الاكتئاب للتعبير عن حالة الاضطراب العقلي التي تتميز بتدني الحالة الانفعالية للشخص ، وبحلول عام 1860 ظهر المصطلح بالمعاجم الطبية معرفاً أنه هبوط في الحالة المعنوية للشخص المصاب بالعلة ، وفي نهاية القرن عرف على أنه حالة تتميز بهبوط في المعنويات وتراجع في روح المبادرة ونقص في الشجاعة وسيطرة الأفكار السوداوية ، أو حالة تدهور عقلي تسيطر فيها التعاسة على الشخص بدون سبب واضح.

أما منظمة الصحة العالمية فتعرفه على أنه أحد اضطرابات الصحة النفسية الشائعة ، يتسم بالشعور بالحزن ، وفقدان الاهتمام أو عدم الشعور بالسعادة ، والشعور بالذنب أو انخفاض تقدير المرء لذاته ، ويرافق هذه المشاعر اضطرابات في النوم وفقدان الشهية ، والشعور بالتعب وقلة التركيز.

ويصيب الاكتئاب الشباب من الرجال والنساء ، ولكن المختصين في جميع أنحاء العالم لاحظوا أن العلاجات التي توصف للرجال تقل عن تلك التي توصف للنساء ، والرجال يعانون من الأعراض تماماً كما تعاني النساء وبنفس الدرجة ، ولكن بسبب طبيعتهم الذكورية ، فإن احتمالية اعترافهم أو طلبهم للمساعدة أقل من النساء بكثير.

الفرق بين الحزن والاكتئاب

جميعنا يمر في مسيرة حياته بحالات من الحزن والضيق عندما يتعرض لموقف سيء أو خسارة كبيرة أو عندما لا يستطيع تحقيق هدف ما. وهذا أمر طبيعي ويمكن أيضاً أن ينسحب الفرد اجتماعياً ونفسياً لفترة زمنية عندما يتعرض لصدمات ، ومن ثم يعود لحياته تدريجياً. وهذا لا يعد اكتئاباً بل هو رد فعل طبيعي لتعرض الفرد لهذه المواقف.

إن الاكتئاب أخطر من ذلك بكثير ، فيمكن أن يؤدي إلى الانتحار. وفي ما يلي من خلال ذكرنا للأعراض سوف يتبين الفرق بينه وبين الحزن.

أعراض الاكتئاب

يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب من العديد من الأعراض النفسية والجسدية ، تشمل هذه الأعراض ما يلي :

1- الأعراض النفسية

تشمل الأعراض النفسية للاكتئاب التالي :

  • الحزن الشديد والتشاؤم : حيث يتميز المريض بشعور دائم بالحزن والتشاؤم واليأس ، وقد يصف هذا الشعور بأنه “لا يوجد أي شيء يجعلني أشعر بالسعادة”.
  • فقدان الاهتمام والمتعة : يتمثل هذا العرض بفقدان المريض الاهتمام والمتعة بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقاً ، وقد يصف هذه الحالة بأنها “لا أشعر بأي شيء ” لا أهتم بأي شيء”.
  • الشعور بالذنب والقلق : ويتمثل بشعور دائم بالذنب والقلق وأنه مخطأ ، حتى في الأمور الصغيرة ، ويمكن أن يشعر بأنه لا يستحق الحب والاهتمام والاحترام من نفسه أو من قبل الآخرين.
  • الإحباط والعجز : حيث يشعر المريض بأنه عاجز عن القيام بالمهام اليومية البسيطة ، وأنه لا يملك الطاقة أو الإرادة لمواجهة تحديات الحياة اليومية.
  • مشاكل في التركيز والذاكرة :  حيث يتأثر التركيز والذاكرة لدى المصابين ، مما يجعلهم يجدون صعوبة في إكمال المهام والعمل بالطريقة المعتادة.
  • الإرهاق والتعب : حيث يشعر المريض بالإرهاق والتعب بسهولة ، حتى بعد بذل جهود بسيطة ، ويشعر بأنه لا يستطيع القيام بأي شيء بسبب هذا الشعور.
  • الانسحاب الاجتماعي : حيث يميل المصاب إلى الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية والانخراط في الأنشطة الاجتماعية بشكل أقل من المعتاد.
  • الحساسية والتقلبات المزاجية : حيث يميل المصاب إلى الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية والانخراط في الأنشطة الاجتماعية بشكل أقل من المعتاد.
  • الخجل والتردد : يتمثل هذا بشعور المريض بالخجل والتردد في التحدث مع الآخرين ، وعدم الثقة بنفسه وبقدراته.
  • التشتت وعدم الانتباه :  حيث يعاني المريض من صعوبة التركيز والانتباه ، ويشعر بالتشتت الذهني وصعوبة تذكر الأشياء والتفاصيل.
  • التوتر : شعر المريض بالتوتر النفسي ، ويعاني من القلق والخوف الشديد من الأمور اليومية.
  • الإحباط واليأس : حيث يشعر المريض بالإحباط واليأس الشديد ، وبأنه لا يستطيع تحقيق أي نجاح أو تحسين في حياته.
  • الغضب والتوتر العصبي : حيث يشعر بالغضب والتوتر العصبي بشكل مفرط ، ويمكن أن يصل إلى الانفعالات العنيفة والتصرفات العدوانية.
  • الذعر والهلع :  حيث يشعر المريض بالذعر والهلع بشكل مفاجئ وغير مبرر ، ويصاحب ذلك زيادة في معدل ضربات القلب والتنفس والتعرق.
  • التفكير بالانتحار : يمكن أن يفكر المريض في الانتحار أو إيذاء النفس ، ويكون هذا الشعور شديد الخطورة ويتطلب رعاية طبية عاجلة

قد تختلف الأعراض في شدتها ونوعيتها من شخص لآخر ، ويجب تحديد الأعراض بدقة لتشخيصها بشكل صحيح من قبل الطبيب ، حتى يتم تحديد العلاج الأمثل المناسب لكل حالة.

2- الأعراض الجسدية

تشمل الأعراض الجسدية للاكتئاب التالي :

  • الصداع والألم المزمن : حيث يمكن أن يعاني المريض من الصداع المزمن وألم في أماكن مختلفة في الجسم ، وخاصة في مناطق الظهر والعنق والكتفين.
  • الاضطرابات الهضمية : مثل الغثيان والإمساك والإسهال والتقيؤ.
  • الشعور بالدوخة وعدم التوازن : قد يحدث هذا الشعور نتيجة للتغييرات الكيميائية التي تحدث في الدماغ نتيجة للاكتئاب.
  • تغيرات في الشهية والوزن : حيث يمكن أن تزداد كمية الأكل التي يأكلها أو تنخفض ، كما يمكن أن يزداد الوزن أو ينقص بشكل غير مفسر.
  • اضطرابات النوم : مثل صعوبة النوم أو النوم لساعات طويلة ، ويمكن أن يعاني المريض من أحلام مزعجة.
  • الجفاف والعطش : يمكن أن يشعر المريض بالجفاف والعطش بشكل زائد ، ويمكن أن تحدث هذه الحالة بسبب الاضطرابات النفسية التي تصاحب الاكتئاب.
  • تغييرات في الجهاز التنفسي : مثل ضيق التنفس والتنهد الزائد.
  • التعرق الزائد : يعاني المريض من التعرق الزائد والغير مبرر ، حتى في الأوقات التي لا يتم فيها بذل جهد بدني.
  • مشاكل جنسية : يمكن أن تؤدي الإصابة بهذا الاضطراب إلى تغييرات في الرغبة الجنسية والأداء الجنسي.

أنواع الاكتئاب

هناك العديد من أنواع الاكتئاب المذكورة في تصنيفات متنوعة ، ولعل أبرز هذه الأنواع وأكثرها شيوعاً التالي :

1- الاكتئاب الشديد (الحاد)

يعد هذا النوع من أخطر الأنواع لما يسببه من أعراض خطيرة يمكن أن تهدد حياة الإنسان. ويعاني الشخص المصاب به من أعراض مثل الحزن والألم النفسي الشديد وألم في مناطق مختلفة من الجسم. كما يؤثر هذا النوع على المزاج والأفكار وأنماط الأكل والنوم والتفكير ، ولا بد أن يراجع المصاب بهذا النوع الطبيب بأسرع وقت لأنه يمكن أن يؤدي به إلى الانتحار.

2- الاكتئاب الخفيف (البسيط)

يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب الخفيف من تعكر المزاج من وقت لآخر ، وعادة ما يحدث هذا المرض بعد التعرض لحدث مرهق فيسيطر القلق على المريض ويصبح محبطاً ، وغالباً تكون تغيرات أسلوب الحياة مثل المشاكل العائلية أو الطلاق أو تغيير مكان السكن كافية للإصابة بهذا النوع.

3- الاكتئاب المستمر

هو نوع طويل الأمد ومستمر ، يفقد المصاب به اهتمامه بالأنشطة اليومية المعتادة ، مع الشعور باليأس وانخفاض احترام الذات والشعور العام بعدم الكفاءة ، ويستمر هذا النوع لسنوات عديدة ، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على العلاقات والأداء في المدرسة أو العمل والأنشطة اليومية.

4- الهوس الاكتئابي ( ثنائي القطب)

يتجلى هذا النوع بصورة نوبات بين حالتين من الاضطراب النفسي هما الهوس والاكتئاب ، والهوس هو عبارة عن حالة من الانشراح والنشاط الزائد فيكون المهووس كثير الكلام والحركة نشط جنسياً وفخور بنفسه ، وهو بذلك عكس المكتئب تقريباً.

والهوس الاكتئابي هو المصطلح القديم الذي كان يطلع على ما يعرف اليوم باسم الاضطراب ثنائي القطب . حيث تم تغيير اسم الهوس الاكتئابي إلى الاضطراب ثنائي القطب في عام 1980.

5- اكتئاب ما بعد الولادة

تعاني منه النساء فقط ، ويظهر في الأسابيع الأولى بعد الولادة ، وفي بعض الحالات يمكن أن يظهر بعد شهر أو شهرين من ولادة الطفل ، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن ما يقارب 10-13% من النساء يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.

6- الاكتئاب الموسمي

الاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي هو اضطراب اكتئابي يحدث في فترة معينة من السنة ، تحديداً في فصلي الخريف والشتاء ، ويهدأ في الربيع أو الصيف.

وتعطل أعراض هذا النوع الأداء العاطفي والإدراكي والفسيولوجي للشخص. وتظهر يومياً تقريباً وتستمر لمدة أسبوعين على الأقل. بالإضافة إلى ذلك ، يتم تكرار الأعراض بشكل دوري لمدة لا تقل عن عامين.

أسباب الاكتئاب

لا يوجد سبب واحد ودقيق يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب ، بل هناك عدة عوامل تؤدي إلى حدوثه ، تشمل التالي :

1- العوامل الوراثية

تتمثل العوامل الوراثية في الجينات التي يتم نقلها من الوالدين إلى الأبناء ، والتي تؤثر على وظائف المخ والتوازن النفسي. وأظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لديهم مستويات أعلى من التغييرات الجينية المسؤولة عن وظائف الدماغ والتوازن النفسي.

وتشير الدراسات الوراثية إلى أن هناك عدة جينات تؤثر على احتمالية الإصابة بالاكتئاب ، و تلعب دوراً هاماً في التوازن النفسي والشعور بالسعادة والرضا.

ويجب ملاحظة أن وجود تغيرات في الجينات لا يعني بالضرورة الإصابة بالاكتئاب ، ويمكن القول بأن العوامل الوراثية تلعب دوراً في تحديد احتمالية الإصابة ، ولكنها لا تشكل العامل الوحيد ، ويجب مراعاة العوامل الأخرى المؤثرة أيضاً على الصحة النفسية.

2- التغييرات الكيميائية في الدماغ

تعتبر التغييرات الكيميائية في الدماغ أحد العوامل المؤثرة على الإصابة بالاكتئاب ، حيث تتحكم بعض المواد الكيميائية في الدماغ بالتوازن النفسي والشعور بالسعادة والرضا ، وعندما يحدث انخفاض في مستويات هذه المواد الكيميائية يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيير في الحالة المزاجية وبالتالي الشعور بالاكتئاب.

وتشمل المواد الكيميائية المسؤولة عن التوازن النفسي في الدماغ مواد مثل السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين ، والتي تعمل على تحفيز الانتقال العصبي بين الخلايا العصبية في المخ. وعند انخفاض مستويات هذه المواد الكيميائية ، قد يتأثر التوازن النفسي ، ويؤدي إلى تغيير في الشعور بالسعادة والرضا وزيادة الشعور بالحزن والاكتئاب.

3- التوتر والضغوط النفسية

يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للضغوط والتوتر النفسي إلى تغييرات في الوظائف الكيميائية والهيكلية في الدماغ ، والتي يمكن أن تؤثر على التوازن النفسي وتسهم في الإصابة بالاكتئاب.

وتشمل التغييرات الكيميائية التي تحدث في الدماغ نتيجة للتوتر والضغوط النفسية انخفاض مستويات المواد الكيميائية المسؤولة عن التوازن النفسي ، مثل السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين. ويمكن أن يؤدي هذا التغيير في مستويات هذه المواد الكيميائية إلى زيادة الشعور بالحزن والاكتئاب.

وتؤثر الضغوط النفسية أيضاً على هيكلية المخ ، حيث يمكن أن يؤدي التعرض للضغوط النفسية المستمرة إلى تغييرات في حجم المخ وشكله ، وتغييرات في عملية الاتصال العصبي بين الخلايا العصبية في المخ. وتشير الدراسات إلى أن الإصابة بالاكتئاب يمكن أن ترتبط بتغييرات في حجم المخ ونشاطه في المناطق المختلفة التي تتحكم في المزاج والشعور بالسعادة والرضا.

ويؤثر التوتر والضغوط النفسية أيضاً على نظام عمل الهرمونات في الجسم ، حيث يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في إفراز الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالراحة والاسترخاء ، مثل الكورتيزول والأدرينالين. ويمكن أن يؤدي اضطراب إفراز هذه الهرمونات إلى زيادة الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب.

4- التغييرات في الحياة

يمكن أن تسبب التغيرات في نمط الحياة تحولات نفسية وعقلية قد تؤثر على الصحة النفسية بشكل سلبي. وتشمل التغييرات الحياتية عدة أحداث وظروف مثل الخسارة ، والانتقال إلى مكان جديد ، والفقدان ، والطلاق ، والإصابة بمرض خطير ، والعمل في بيئة سامة ، والتعرض للعنف ، والاضطهاد ، والتحرش الجنسي ، والضغوط الاجتماعية والاقتصادية ، وغيرها.

تؤثر هذه التغييرات الحياتية على الصحة النفسية حيث تؤدي إلى تغييرات في وظائف الدماغ والكيمياء الدماغية ، مثل اضطرابات في إفراز المواد الكيميائية الهامة للتوازن النفسي ، مثل السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين. وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالحزن والقلق والاكتئاب.

وتؤثر التغييرات الحياتية أيضاً على نشاط المناطق في الدماغ التي تتحكم في المزاج والشعور بالسعادة والرضا ، ويمكن أن تؤدي إلى تغييرات في الاتصال العصبي بين الخلايا العصبية في المخ ، وهذا يمكن أن يؤثر على التوازن النفسي ويزيد من خطر الاكتئاب وتؤثر التغييرات الحياتية أيضاً على نظام الهرمونات في الجسم ، حيث يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في إفراز الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالراحة والاسترخاء ، مثل الكورتيزول والأدرينالين. ويمكن أن تزيد تلك الاضطرابات من الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب.

5- الأمراض الجسدية

تؤثر الأمراض الجسدية على الصحة النفسية بأنها تؤدي إلى تحولات في وظائف الجهاز العصبي والكيمياء الدماغية ، وتؤثر على نشاط مناطق الدماغ التي تتحكم في المزاج والشعور بالسعادة والرضا.

ويمكن أن تؤدي الأمراض الجسدية المزمنة مثل السرطان والنوبات القلبية والجلطات الدموية والسكتات الدماغية وأمراض الغدة الدرقية والسكري والتهابات المفاصل إلى الإصابة بالاكتئاب. حيث يعاني الأشخاص المصابين بالأمراض الجسدية المزمنة من الألم والإجهاد الجسدي والضغط النفسي المتزايد بسبب العلاجات الطبية والتغيرات في نمط الحياة ، مثل الحميات الغذائية والنوم غير المريح والتقليل من التمارين الرياضية والنشاط الجسدي. وهذا يمكن أن يزيد من خطر الاكتئاب.

ويمكن أن تؤثر الأمراض الجسدية أيضاً على الكيمياء الدماغية ، حيث يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في إفراز المواد الكيميائية الهامة للتوازن النفسي ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالاكتئاب.

6- الاضطرابات النفسية الأخرى

هناك العديد من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب ، ومنها : اضطرابات القلق ، اضطراب طيف التوحد ، اضطراب الشخصية الحدية ، اضطراب النوم ، الشعور بالذنب.

7- تأثير الأدوية

هناك بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب ، وذلك لأنها تؤثر على الكيمياء الدماغية وتغير التوازن الكيميائي في الدماغ ، مما يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية. من بين هذه الأدوية :

  • الستيرويدات: وهي أدوية تستخدم لعلاج العديد من الأمراض المختلفة ، مثل التهابات المفاصل والربو والتهابات الجلد.
  • البيتازول : وهو دواء يستخدم لعلاج ضيق التنفس وارتفاع ضغط الدم.
  • الهرمونات الأنثوية : وهي الهرمونات التي تنتج في جسم المرأة ، وتستخدم لعلاج العديد من الأمراض المرتبطة بالهرمونات ، مثل الاضطرابات الطمثية والتهابات الجهاز التناسلي.
  • الأدوية المضادة للصرع.
  • الأدوية المضادة للفيروسات : وتستخدم لعلاج العديد من الفيروسات المختلفة ، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وفيروس الهربس وفيروس التهاب الكبد.

عوامل الخطر

هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب ، تشمل التالي :

  • الإدمان على المخدرات أو الكحول : حيث تزداد احتمال الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل من مرتين إلى ثلاث مرات.
  • عدم كفاية الحركة وممارسة الرياضة : وذلك لأن التمارين الرياضية تحرر الإندورفينات التي تحسن المزاج وتخفف من أعراض الاكتئاب.
  • الخوف والقلق وعدم الشعور بالأمان : سواء كان خوفاً اجتماعياً أو اقتصادياً فهو يساهم في زيادة مخاطر الإصابة بهذا الاضطراب.
  • ضعف الدعم الاجتماعي : إن عدم وجود أصدقاء أو علاقات اجتماعية يجعل الشخص أكثر عزلة ويزيد من احتمالية إصابته.
  • الحروب والكوارث الطبيعية : إن التعرض لصدمات نفسية قوية نتيجة الحروب أو الكوارث الطبيعية يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الإصابة بهذا الاضطراب.

مضاعفات الاكتئاب

يؤثر الاكتئاب على الجسم والعقل والسلوك بشكل كبير. لذا يمكن أن تظهر العديد من المضاعفات على المصابين به ، تشمل المضاعفات التالي :

  • الأمراض الجسدية : حيث يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض الجسدية ، مثل اضطرابات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والتهابات المفاصل والأمراض الجلدية.
  • الاضطرابات النفسية : يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية الأخرى ، مثل القلق واضطراب الهلع واضطراب الشخصية الحدية.
  • الانتحار : يعتبر الانتحار وأحد من أكثر المضاعفات خطراً ، حيث يمكن أن يؤدي الشعور باليأس والعجز والألم النفسي إلى قيام المصاب بالانتحار.
  • المشكلات الأسرية والاجتماعية : مثل الانعزال والانسحاب والتهرب من المهام والمسؤوليات اليومية.
  • تأثر الأداء الوظيفي : مثل الغياب المتكرر عن العمل وعدم القدرة على القيام بالمهام بشكل فعال.
  • تأثر الحياة الشخصية : مثل صعوبة الاستمتاع بالأشياء المفضلة والتفكير السلبي والشعور بالذنب والعجز.
  • الإدمان : قد يلجأ البعض إلى التدخين أو تعاطي المخدرات أو الكحول كوسيلة لتخفيف أعراض الاكتئاب ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الإدمان.
  • تأثير على الحمل والولادة : حيث يمكن أن يؤدي إلى الإجهاض وانخفاض وزن المولود وزيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية لدى الأم والطفل.
  • تأثير على القدرة الجنسية : حيث يمكن أن يؤدي إلى نقص الرغبة الجنسية وعدم القدرة على الانتصاب أو الوصول للنشوة الجنسية ، وبالتالي يمكن أن يؤثر على العلاقات الجنسية والحميمية.

الوقاية من الاكتئاب

هناك عدة طرق وأساليب يمكن اتباعها للوقاية من الإصابة بالاكتئاب ، تشمل التالي :

  • الاهتمام بالصحة العقلية : يجب الاهتمام بالصحة العقلية والتعرف على العلامات والأعراض المحتملة للإصابة بالاكتئاب والبحث عن العلاج المناسب عند بداية ملاحظة أي أعراض.
  • الحفاظ على نمط حياة صحي : يجب الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن ، وذلك من خلال تناول الغذاء الصحي والتمارين الرياضية الدورية والحصول على قسط كافي من النوم.
  • التحدث مع الأصدقاء والعائلة : يجب التحدث مع الأصدقاء والعائلة بشكل منتظم والتعبير عن المشاعر والمخاوف والتحدث عن المواضيع الإيجابية وتجنب العزلة والانسحاب.
  • ممارسة التأمل والاسترخاء : يمكن ممارسة التأمل والاسترخاء واليوجا والتنفس العميق لتحسين الصحة النفسية والحالة المزاجية.
  • تحديد الأهداف والتخطيط للمستقبل : يجب تحديد الأهداف والتخطيط للمستقبل والعمل على تحقيقها بشكل متواصل والتفكير بشكل إيجابي والتركيز على الإنجازات والتحديات المستقبلية.
  • الحصول على الدعم الاجتماعي : وذلك من الأصدقاء والعائلة والمجتمع المحيط والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية والمجتمعية.
  • الحفاظ على التوازن العاطفي : يجب الاهتمام بالتوازن العاطفي وتجنب الإفراط في التفكير والانشغال بالمشاكل الصغيرة وتطوير القدرة على التعامل مع المشكلات بشكل أكثر فعالية.
  • الحفاظ على الاتصال بالطبيعة : وذلك من خلال الخروج إلى الهواء الطلق والتمتع بالأنشطة الخارجية والرحلات والنشاطات الرياضية.
  • تجنب التفكير السلبي : يجب تجنب التفكير السلبي والتركيز على الأمور الإيجابية والبحث عن الحلول المناسبة للمشكلات والضغط والتحديات في الحياة بدلاً من التفكير بالمشاكل والأمور السلبية.

تشخيص الاكتئاب

المقصود بتشخيص الاكتئاب هو عملية تحديد وتحليل الأعراض والعلامات النفسية والجسدية التي يعاني منها الفرد ، والتي تشير إلى إصابته بالاكتئاب أم عدمها. ولتشخيص الاكتئاب يتم أولاً استبعاد وجود أي حالة صحية قد تكون مسببة للأعراض ، مثل الأمراض العضوية والأورام والأمراض الهرمونية.

ثم يتم تحديد الأعراض النفسية والجسدية التي يعاني منها الفرد ، ومن ثم يتم تقييم مدى تأثير هذه الأعراض على حياة الشخص وعلى علاقاته الاجتماعية والعملية ، وكذلك يتم تقييم مدتها الزمنية ، فعادةً ما يتم تشخيص الاكتئاب إذا استمرت الأعراض لمدة لا تقل عن أسبوعين.

وللقيام بذلك يتم استخدام العديد من الأدوات والاختبارات ، مثل الاستمارات والمقابلات النفسية والاختبارات السريرية ، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يتم تشخيصه بناءً على معايير تشخيصية معينة ، مثل المعايير الدولية لتشخيص الأمراض النفسية الإصدار الخامس (DSM-5) والتي تم إصدارها من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي. وتشمل هذه المعايير ما يلي :

  1. الشعور بالحزن أو الاكتئاب الشديد والمستمر ، والذي يؤدي إلى قلة الاهتمام بالأنشطة اليومية والاجتماعية.
  2. فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها سابقاً.
  3. تغيرات في الوزن أو الشهية.
  4. تغيرات في النوم ، مثل الأرق أو النوم الزائد.
  5. الشعور بالتعب والإرهاق بشكل مستمر ، وصعوبة التركيز واتخاذ القرارات.
  6. الشعور بالذنب أو العجز أو القلق أو التوتر بشكل مستمر.
  7. التفكير في الانتحار أو محاولة الانتحار.

يجب أن تستمر هذه الأعراض لمدة لا تقل عن أسبوعين ، وأن تؤثر على الحياة اليومية للشخص. إضافة إلى ذلك ، يجب أن تتوافر بعض المعايير الإضافية في تشخيص الاكتئاب وفقًا لـ DSM-5، وتشمل :

  1. عدم وجود أي حالة صحية أخرى تسبب الأعراض المشابهة للاكتئاب.
  2. تحديد مدى شدة الأعراض ، وما إذا كانت تسبب صعوبة في الحياة اليومية.
  3. تحديد ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن استخدام أي مواد مخدرة أو أدوية.
  4. تحديد ما إذا كانت الأعراض ترجع إلى حالة طبية أخرى ، مثل اضطراب الهرمونات أو الجهاز العصبي.
  5. تحديد الفترة الزمنية للأعراض ، وما إذا كان تم استمرارها لمدة قصيرة أو طويلة الأجل.

يجب أن يتم التشخيص من قبل طبيب أو أخصائي نفسي مؤهل وذو خبرة في تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية. ولا يجب أن تقوم بتشخيص حالتك بمفردك.

علاج الاكتئاب

بشكل أساسي يتم استخدام العلاج النفسي والدوائي لعلاج الاكتئاب ، بالإضافة إلى استخدام بعض الطرق والأساليب الأخرى التي تساعد في العلاج وتقصر مدته ، تشمل هذه الطرق التالي :

1- العلاج النفسي

يتميز العلاج النفسي بأنه يعمل على تغيير أنماط السلوك والتفكير التي تؤدي إلى الاكتئاب ، ويشمل العلاج النفسي عدة أساليب ، هي التالي :

– العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعد من أكثر الأساليب النفسية فعالية في علاج الاكتئاب. يستند إلى فكرة أن أنماط السلوك والتفكير السلبية يمكن تغييرها بطرق محددة وفعالة ، وهذا يساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب وتحسين الحالة النفسية للمصاب. ويعتمد العلاج السلوكي المعرفي على مبادئ العلاج السلوكي والعلاج المعرفي ، ويتضمن عدة خطوات وتقنيات ، منها :

  • التعرف السلوكي : وهو عملية تعليم المريض السلوكيات الإيجابية التي يمكن أن تساعده على التغلب على الأعراض المرتبطة بالاكتئاب ، ويشمل ذلك تحديد الأنشطة الإيجابية وتعلم كيفية الاستمتاع بها واستخدامها لتحسين المزاج.
  • التفكير المعرفي : وهو عملية تعليم المريض كيفية تحديد الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية ، ويشمل ذلك تحديد الأفكار الخاطئة وتغييرها إلى أفكار إيجابية.
  • التعرض الموجه : وهو عملية تعليم المريض كيفية التعامل مع المواقف المحفزة للأعراض المرتبطة بالاكتئاب ، ويتضمن ذلك تعريض المريض لمواقف محفزة للأعراض بشكل تدريجي حتى يتمكن من التعامل معها بشكل أفضل.

يتم تطبيق هذا العلاج من خلال جلسات مع معالج نفسي متخصص ، ويتم تطبيق التقنيات المذكورة أعلاه خلال هذه الجلسات. يتم تقييم الحالة النفسية للمريض وتحديد الأهداف المرجوة من العلاج ، وستتضمن الجلسات العديد من التدريبات والمهام التي يتم تنفيذها من قبل المريض بشكل مستمر خلال الفترة العلاجية. ويمكن أن يستغرق العلاج السلوكي المعرفي عدة أسابيع أو أشهر ، ويتم تقديم العلاج بشكل فردي أو جماعي.

يجب ملاحظة أن هذا العلاج يمكن أن يكون فعالاً في علاج الاكتئاب الخفيف والمتوسط ، ولكن في حال كان الاكتئاب شديداً يتم استخدام الأدوية إلى جانب هذا العلاج.

– العلاج الوظيفي

يستخدم العلاج الوظيفي لعلاج الاكتئاب عن طريق تعليم الأشخاص كيفية تحديد الأهداف الوظيفية الواقعية وتحسين الأداء اليومي ، ويتركز العلاج على تحسين الوظيفة الحياتية للشخص المصاب بالاكتئاب. ويتضمن مجموعة من التدريبات والمهام التي تساعد الشخص على التركيز على الأنشطة الإيجابية والممتعة ، والتي يمكن أن تعزز المزاج وتخفف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب.

تتضمن التدريبات التي يتلقاها المريض العديد من الأساليب والتقنيات العملية ، مثل تحليل الأنشطة اليومية وتحديد الأهداف الوظيفية الواقعية ، وتعليم مهارات إدارة الوقت وتحسين الأداء الحياتي والمهني ، وتدريب الشخص على كيفية التفكير بشكل إيجابي وتحسين العلاقات الاجتماعية.

ويتضمن العلاج الوظيفي أيضاً تعزيز الدعم الاجتماعي والتعلم من الخبرات الإيجابية ، وتحسين المهارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين ، والتركيز على الأهداف الواقعية والمنجزات الملموسة. ويقوم المعالج في العلاج الوظيفي بتحديد الأنشطة الحياتية التي يمكن أن تساعد المريض على تحقيق الأهداف الوظيفية وتعزيز الرفاهية النفسية.

– العلاج العائلي

هو علاج نفسي يركز على تحسين العلاقات داخل العائلة وتعزيز الدعم الاجتماعي والتعاون بين أفراد العائلة ، ويستخدم في علاج الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب. ويمكّن العلاج العائلي المرضى وأفراد عائلاتهم من التعلم والتفهم المشترك لأسباب الاكتئاب وكيفية التعامل معه.

ويتضمن تقديم الدعم والتعليم لأفراد العائلة حول كيفية التعامل مع الأعراض المرتبطة بالاكتئاب وكيفية توفير الدعم النفسي للمريض. ويمكن أن يشمل العلاج العائلي عدة أساليب ، منها :

  • العلاج الأسري المركز على العلاقات الأسرية : يهدف إلى تعزيز العلاقات الأسرية وتحسين الاتصال بين أفراد العائلة ، ويتضمن تحسين مهارات التواصل والتفاعل وحل المشكلات بين الأفراد.
  • العلاج الأسري المركز على المريض : يهدف إلى تحسين الدعم النفسي للمريض داخل العائلة وتعزيز الفهم والتعاطف مع حالته ، ويشمل تقديم المعلومات حول الاكتئاب وكيفية التعامل معه.
  • العلاج الأسري المركز على الحلول : يهدف إلى تحقيق التغييرات الإيجابية في العلاقات الأسرية وتعزيز الحلول الإيجابية للمشكلات.

– العلاج النفسي الديني

هو علاج نفسي يستند إلى المعتقدات والممارسات الدينية والروحية ، ويستخدم في علاج الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب. ويهدف إلى توجيه المصابين إلى تعزيز الروحانية والاستناد إلى الإيمان والتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه الدين على الصحة النفسية.

تختلف أساليب العلاج النفسي الديني من دين لآخر ، وتشمل بعض الأساليب الشائعة الصلاة والتأمل والتفكير الديني الإيجابي والاستناد الروحاني والتعلم من التجارب الدينية الإيجابية.

يتم استخدام هذا العلاج كإضافة للعلاج الدوائي أو العلاج النفسي الآخر ، ويمكن أن يساعد في تحسين الصحة النفسية للأشخاص الذين يشعرون بالراحة والتأثير الإيجابي من خلال الممارسات الدينية.

– العلاج الجماعي

يتم تقديم هذا العلاج لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون من نفس الحالة النفسية ، مثل الاكتئاب ، ويهدف إلى تحسين صحة الأفراد والعلاقات بينهم. ويساعد في توفير الدعم النفسي والتعاون بين المرضى وتعزيز الشعور بالانتماء والتحسين النفسي.

يتم اختيار العلاج النفسي المناسب وفقاً لحالة المريض وظروفه الفردية ، ويمكن أن يستغرق بعض الوقت حتى يظهر تأثيره. ويجب الإشارة إلى أن العلاج النفسي قد يستخدم بشكل منفرد أو بالتزامن مع العلاج الدوائي لتحقيق أفضل النتائج في علاج الاكتئاب.

2- العلاج الدوائي

يتم تقديمه عن طريق وصف أدوية مضادة للاكتئاب من قبل الطبيب. وتعتمد الأدوية المضادة للاكتئاب على إعادة التوازن إلى الناقلات العصبية في الدماغ ، مما يساعد على تحسين الحالة النفسية والتخفيف من الأعراض المرتبطة بالاكتئاب. وتوجد العديد من أنواع المضادات ، والتي تختلف في آلية عملها وفئتها الدوائية. ومن بين هذه الأنواع :

  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) : وهي أحد الأنواع الأكثر شيوعاً ، وتعمل على زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأبينفرين ثنائية التأثير (SNRI) : تعمل على زيادة مستوى السيروتونين والنورأبينفرين في الدماغ.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCA) : تعمل على زيادة مستوى الناقلات العصبية مثل السيروتونين والنورأبينفرين والدوبامين في الدماغ.
  • مثبطات أكسيداز المونوأمين (MAOI) : تعمل عن طريق منع تحلل الناقلات العصبية مثل السيروتونين والنورأبينفرين والدوبامين في الدماغ.
  • مضادات الاكتئاب ذات الفعالية المزدوجة (dual-action antidepressants) : تعمل على زيادة مستوى السيروتونين والنورأبينفرين في الدماغ.
  • مضادات الاكتئاب غير النمطية (atypical antidepressants) : وهي مضادات الاكتئاب التي لا تنتمي لأي من فئات مضادات الاكتئاب السابقة ، وتعمل على تحفيز الناقلات العصبية المختلفة في الدماغ.

ويجب ملاحظة أن العلاج الدوائي يحتاج إلى وقت حتى يظهر مفعوله ، وعادة ما يستغرق عدة أسابيع حتى يتم الشعور بتحسن الحالة النفسية. ويجب على المرضى الاستمرار في تناول الأدوية حتى بعد التحسن ، وذلك وفقاً لتوجيهات الطبيب.

يجب التأكد من استشارة الطبيب لتحديد نوع الدواء والجرعة المناسبة وفترات العلاج ، ويجب الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم التوقف عن تناول الأدوية دون استشارته. كما يجب الإشارة إلى أن جميع أنواع مضادات الاكتئاب لها آثار جانبية ومخاطر ، لذا يجب التحدث مع الطبيب حول هذه المخاطر والتأكد من أن الفوائد المتوقعة لتناولها تفوق المخاطر المحتملة وتتناسب مع حالة المريض.

الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب

تختلف الآثار الجانبية التي قد تظهر عند تناول مضادات الاكتئاب من شخص لآخر وأيضاً من نوع دواء لآخر ، وقد لا تظهر الآثار الجانبية على الجميع. ومن بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً التالي :

  • جفاف في الفم والعطش.
  • الصداع والدوار.
  • الغثيان والقيء والإسهال.
  • النعاس والإرهاق واضطراب في النوم.
  • الاضطرابات الجنسية.
  • فقدان الشهية وزيادة الوزن.
  • تغيرات في الحالة المزاجية ، مثل القلق والعصبية والتوتر.
  • ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب.
  • تغيرات في الرؤية والسمع.
  • التعرق الزائد والتهاب الجلد.
  • تغيرات في مستوى السكر في الدم.
  • الشعور بالتورم في الأطراف.

يجب الإشارة إلى أن بعض الآثار الجانبية يمكن أن تكون خطيرة وتتطلب اتصالاً فورياً بالطبيب المختص ، مثل الأفكار الانتحارية أو العدوانية أو الأحاسيس الغريبة أو الألم الحاد في الصدر. ويجب على المرضى الإبلاغ عن أي آثار جانبية تظهر لديهم للطبيب المعالج واتباع التعليمات المتعلقة بالجرعات والتوقيت وفترات العلاج المناسبة ، ويمكن أن يساعد الطبيب المختص في تقليل الآثار الجانبية عن طريق تعديل الجرعات أو تغيير النوع المناسب من مضادات الاكتئاب.

3- العلاج الكهرومغناطيسي

العلاج الكهرومغناطيسي هو نوع من العلاجات الفعالة للاكتئاب الشديد والمقاوم للعلاجات الأخرى. ويتضمن هذا العلاج عدة أنواع هي التالي :

  • العلاج بالمغناطيس الحثي (TMS) : يتم توصيل الجهاز يعمل بالمغناطيس على فروة الرأس لتحفيز الدماغ ، ولا يتطلب هذا العلاج الإشراف الطبي الدائم ولا يستخدم التخدير العام ، ويمكن استخدامه كعلاج بديل للأدوية في حالات الاكتئاب المعتدلة إلى الشديدة.
  • العلاج الكهربائي المقاوم (ECT) : يتم تطبيقه عن طريق تحفيز الدماغ بواسطة تيار كهربائي خفيف ، ويتم إجراء هذا العلاج تحت إشراف طبي وتحت التخدير العام. ويعتبر العلاج الكهربائي المقاوم فعالاً في الحالات الشديدة والمقاومة والتي لا تستجيب للأدوية.
  • العلاج بالتيار المستمر المتناوب (tDCS) : يستخدم جهاز لتطبيق تيار كهربائي خفيف على فروة الرأس لتحفيز الدماغ ، ويمكن استخدامه كعلاج بديل للأدوية في حالات الاكتئاب المعتدلة إلى الشديدة.

يجب الإشارة إلى أنه على الرغم من فعالية العلاج الكهرومغناطيسي في علاج الاكتئاب ، إلا أنه يمكن أن يسبب آثار جانبية مثل الصداع والدوار والتعب ، ويجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي نوع من هذه العلاجات ، والتأكد من أنها مناسبة وآمنة للمريض ، ويجب مراعاة المخاطر والفوائد المحتملة للعلاج.

4- العلاج بالضوء

هو علاج بديل يستخدم في علاج بعض حالات الاكتئاب. ويتضمن تعريض المريض للضوء الساطع في الصباح لمدة تتراوح بين 15-30 دقيقة يومياً.

حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن تعرض الجسم للضوء الساطع في الصباح يعمل على تنظيم الساعة البيولوجية ويزيد إفراز السيروتونين في الدماغ ، وهي مادة كيميائية تلعب دوراً هاماً في التحكم في المزاج والشعور بالسعادة والراحة.

ويستخدم العلاج بالضوء عادةً في علاج الاكتئاب الموسمي ، ولا يوجد تأثير جانبي خطير للاستخدام المنتظم لهذا العلاج ، ولكن يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية البسيطة مثل الصداع والدوار ورجفة في العين.

5- العلاج الغذائي

يعد العلاج الغذائي علاجاً مكملاً للعلاجات السابقة ، حيث أظهرت الدراسات أن النظام الغذائي الصحي يمكن أن يساعد على تحسين المزاج والشعور بالراحة والاستقرار العاطفي. وتشير الأبحاث إلى وجود بعض العناصر الغذائية التي يمكن أن تساعد في تحسين المزاج وتقليل الاكتئاب ، مثل :

  • الأحماض الدهنية أوميغا-3 التي توجد في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والسردين.
  • فيتامينات المجموعة ب ، وخاصة الفيتامين ب12.
  • المعادن مثل المغنيسيوم والسيلينيوم والزنك والحديد
  • الكاربوهيدرات المعقدة ، مثل الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه الطازجة.
  • البروتينات الصحية ، مثل اللحوم المشوية والدجاج والأسماك والبيض والمكسرات والحبوب.
  • الشاي الأخضر.

يجب تجنب بعض المواد الغذائية التي قد تؤثر سلباً على المزاج وتزيد من خطر الاكتئاب ، مثل :

  • السكريات المكررة والأطعمة المصنعة والمعجنات البيضاء والوجبات السريعة.
  • الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمواد الحافظة والأصباغ الصناعية والمواد المعدلة وراثياً.
  • التدخين وتناول الكحول والمنبهات الأخرى.

يجب على المرضى استشارة الطبيب أو الخبير الغذائي قبل إدخال أي تغييرات في نظامهم الغذائي ، والتأكد من تحقيق التوازن الغذائي الصحيح وتناول الكميات المناسبة من المواد الغذائية المختلفة.

6- العلاج بالأعشاب

هناك عدد من الأعشاب التي يتم استخدامها كعلاج طبيعي للاكتئاب ، ومعظم هذه الأعشاب ليست موثوقة بشكل كافٍ ولا يوجد دليل علمي يؤكد فعاليتها. وهناك بعض الأعشاب التي تشير الدراسات إلى فعاليتها في تحسين المزاج وتقليل الأعراض المرتبطة بالاكتئاب ، ومن هذه الأعشاب :

  • الزعتر : يحتوي الزعتر على مركبات كيميائية تعرف باسم الفينولات ، والتي تعتبر مضادات للأكسدة وتساعد في تحسين المزاج والشعور بالراحة.
  • الكاموميل : يحتوي الكاموميل على مركبات تعرف باسم الفلافونويدات ، والتي تعتبر مضادات للأكسدة وتساعد في تحسين المزاج وتقليل القلق والتوتر.
  • النعناع : يعتقد أن النعناع يساعد في تحسين المزاج وتخفيف القلق والتوتر.
  • الجينسنغ : تشير بعض الدراسات إلى أن الجينسنغ يمكن أن يساعد في تحسين المزاج وتقليل الأعراض المرتبطة بالاكتئاب.
  • الروزماري : يحتوي الروزماري على مركبات تعرف باسم الفلافونويدات ، والتي تعتبر مضادات للأكسدة وتساعد في تحسين المزاج وتقليل الاكتئاب.

يجب الانتباه إلى أن استخدام الأعشاب في علاج الاكتئاب يجب أن يتم بحذر وتحت إشراف الطبيب ، حيث أن بعض الأعشاب يمكن أن تتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى وتسبب تفاعلات خطيرة. كما أنه يجب الانتباه إلى جرعات الأعشاب المستخدمة وعدم تجاوز الجرعات الموصى بها ، حيث أن بعض الأعشاب يمكن أن تسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها ، مثل الغثيان والدوار والصداع.

7- العلاج الحركي

يتمثل العلاج الحركي بالنشاط البدني والذي يمكن أن يساعد على تحسين المزاج والشعور بالراحة والاستقرار العاطفي.

وتشير الأبحاث إلى أن النشاط البدني يمكن أن يحسن الدورة الدموية ويزيد تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ ، وهو ما يمكن أن يساعد على تحسين المزاج وتقليل الاكتئاب. كما وجدت الدراسات العلمية أن النشاط البدني يمكن أن يحسن مستويات المواد الكيميائية في الدماغ ، مثل السيروتونين والنورأفينفرين ، وهي المواد التي تعتبر مهمة في تنظيم المزاج والشعور بالراحة.

يمكن لهذا العلاج أن يتضمن الأنشطة البدنية المختلفة ، مثل المشي والركض وركوب الدراجات والسباحة والرقص وتمارين اليوجا والتأمل وغيرها. وينصح بممارسة النشاط البدني بانتظام ، حوالي 30-60 دقيقة يومياً. ويجب ملاحظة أن العلاج الحركي لا يعد بديلاً عن العلاج الدوائي أو العلاج النفسي ، ولكن يمكن استخدامه كجزء من خطة العلاج الشاملة.

8- الدعم الاجتماعي

يساعد الدعم الاجتماعي على تحسين المزاج والشعور بالراحة والاستقرار العاطفي ، ويقلل من الشعور بالعزلة والوحدة. ويتضمن العديد من الأنشطة والتدابير ، مثل :

  • الحضور إلى الأنشطة الاجتماعية.
  • التحدث مع الأصدقاء والعائلة.
  • التحدث مع مختصين في الصحة النفسية
  • المشاركة في الأنشطة التطوعية.

متى يجب زيارة الطبيب

يجب عليك زيارة الطبيب إذا شعرت بما يلي :

  • إذا استمرت حالة الحزن لأسابيع أو شهور.
  • إذا أثرت حالتك على قدرتك على القيام بواجباتك اليومية و التفاعل مع الآخرين.
  • إذا شعرت باليأس و انعدام الأمل بشكل مزمن.
  • إذا فقدت الاهتمام بالأنشطة التي تستمتع بها عادةً.
  • إذا كنت تفكر بشكل متكرر في الموت أو الانتحار.
  • إذا أصبح لديك مشاكل في النوم أو الأكل.
  • إذا كنت تشعر بآلام جسدية مستمرة دون وجود أسباب جسدية معروفة.
  • إذا شعرت بالقلق الشديد أو عدم الراحة بسبب هذه المشاعر.

أسئلة شائعة حول الاكتئاب

1- كيف تعرف أنك تعاني من الاكتئاب؟

يمكنك معرفة ما إذا كنت تعاني من الاكتئاب أم لا من خلال مقارنة الأعراض التي تعاني منها مع الأعراض التي قمنا بذكرها سابقاً أو من خلال قراءة فقرة تشخيص الاكتئاب ، ولكن يجب ملاحظة أن هذه الأعراض ليس بالضرورة أن تكون ناتجة عن الاكتئاب لذا لا بد من زيارة الطبيب أو الأخصائي النفسي لتشخيص حالتك بشكل دقيق وتلقي العلاج المناسب.

2- ماذا يحدث في الدماغ عند الاكتئاب؟

هناك العديد من العوامل التي تؤثر على وظيفة الدماغ وترتبط بالاكتئاب ، منها :

  • الناقلات العصبية : هي مواد كيميائية تنقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية في الدماغ مثل السيروتونين والنورأفينفرين ، وهذه المواد تلعب دوراً مهماً في تنظيم المزاج والشعور بالراحة.
  • الهرمونات : يمكن أن تؤثر الهرمونات المختلفة على وظيفة الدماغ وترتبط بهذا الاضطراب ، مثل الكورتيزول والتستوستيرون ، وهي تلعب دوراً في تنظيم الإجهاد والمزاج والشعور بالراحة.

وعند الإصابة بالاكتئاب ، يمكن أن يتغير توازن هذه المواد الكيميائية ، حيث يمكن أن يقل مستوى السيروتونين والنورأفينفرين ، ويزداد مستوى الكورتيزول ، وهذا قد يؤدي إلى تغيرات في وظيفة الدماغ ما يسبب ظهور أعراض الاكتئاب.

كما يؤثر الاكتئاب أيضاً على مناطق مختلفة في الدماغ ، مثل الدائرة القاعدية والقشرة الأمامية والحصين السفلي ، وإن جميع هذه المناطق تلعب دوراً في تنظيم المزاج والشعور بالراحة والحفاظ على الانتباه والتركيز والذاكرة. وعند الإصابة بالاكتئاب ، يمكن أن يتغير نشاط هذه المناطق ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الوظائف العقلية والسلوكية المرتبطة بالاكتئاب.

3- هل يستطيع مريض الاكتئاب أن يضحك؟

من المؤكد أن المريض يستطيع أن يضحك ويشعر بالفرح بشكل طبيعي في بعض الأوقات. ولكن يجب ملاحظة أن الضحك والفرح مقتصرين على أوقات قليلة ومناسبات خاصة مثل الشعور بالمرح مع الأصدقاء أو العائلة ، أو عند مشاهدة فيلم كوميدي أو قراءة كتاب مضحك. ولكن هذا الفرح والضحك غالباً ما يكون مؤقتاً ولا يعني بالضرورة تحسن حالة المريض.

ويمكن أن يكون الضحك في بعض الأحيان عرضياً أو للمجاملة ، حيث يمكن أن يشعر المريض بالحزن والعجز والضعف داخلياً ، ولكن يضطر للضحك أمام الآخرين لأسباب اجتماعية ، مثل الضغط الاجتماعي ، أو لعدم إثارة الانتباه إلى حالته الحقيقية.

4- هل الاكتئاب يدل على الذكاء؟

لا يوجد دليل علمي يؤكد أن الإصابة بالاكتئاب تعني بالضرورة وجود ذكاء فائق عند المصاب. على العكس تماماً ، فإن الاكتئاب يؤثر على الحالة العقلية والجسدية للشخص ، ويمكن أن يؤدي إلى تدهور الوظائف العقلية والذهنية.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك عدد من الدراسات التي وجدت أن بعض الناس الذين يعانون من الاكتئاب هم أكثر حساسية وذكاء من الأشخاص الطبيعيين. وأشارت هذه الدراسات إلى أن هذا يرجع إلى حساسية الشخص المصاب وميله للتفكير العميق والتأملي ، والذي يمكن أن يؤدي إلى التفكير الإبداعي والتحليلي والتفاعل العاطفي.

5- ما هو أخطر نوع من الاكتئاب؟

لا يمكن تحديد نوع واحد من الاكتئاب أنه الأخطر ، لأن الخطورة لا تعتمد على نوع الاكتئاب بل تعتمد على عدة عوامل أخرى مثل شدة الأعراض والتأثير الذي يمكن أن تسببه على حياة الفرد.

ويمكن القول أن أخطر نوع من الاكتئاب هو الذي يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد ويعيق قدرته على العمل والتفاعل مع الآخرين والاستمتاع بالحياة.

6- كم سنة يعيش مريض الاكتئاب؟

لا يمكن تحديد عدد السنوات التي يعيشها مريض الاكتئاب ، لأن ذلك يعتمد على العديد من العوامل المختلفة ، مثل شدة الاكتئاب والعلاج الذي يتلقاه المريض وحالته الصحية العامة ونمط حياته.

ويجب ملاحظة أن الاكتئاب ليس مرضاً قاتلاً بشكل مباشر ، ولكنه يمكن أن يؤثر على الحالة الصحية العامة للشخص ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض الأخرى. فالاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في النظام الغذائي والحياة اليومية والنوم ، وهذا يمكن أن يؤثر على صحة الشخص بشكل عام.

ومن المهم معرفة أن المرضى المصابون بهذا الاضطراب يمكنهم العيش بشكل طبيعي والاستمتاع بالحياة ، ويمكن للعلاج المناسب أن يحسن من جودة حياتهم ويساعدهم على التغلب على الاكتئاب.

7- كيف يرى المكتئب العالم؟

عادة ما ينظر المصاب بالاكتئاب للعالم بطريقة سلبية ومتشائمة ، وقد يشعر بعدم الرضا عن الحياة بشكل عام. ويشعر بالحزن واليأس والإحباط ، ويمكن أن يرى العالم من حوله مظلماً وخالياً من الأمل.

كما يتصف تفكيره بالعالم بالسلبية والتشاؤمية ، وقد يتساءل عن معنى الحياة والغرض من وجوده ، ويمكن أن تصبح مشاعره السلبية وعدم الرضا عن الذات والحياة هي التي تسيطر على تفكيره. وقد يشعر بالإحباط والتعب وفقدان الاهتمام بالنشاطات التي كان يستمتع بها سابقاً ، ويمكن أن يفقد الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية والأنشطة الاجتماعية.

وقد يشعر المصاب بالاكتئاب بالعزلة والانطواء وصعوبة التواصل مع الآخرين ، وقد يفقد الثقة في الذات ويشعر بالذنب والعجز والقلق ، وقد يحس بالخجل والتردد في الخروج والتفاعل مع الآخرين.

كما قد يتسبب الاكتئاب في تشويه نظرة المصاب لذاته وللعلاقات الاجتماعية والعالم بشكل عام ، وقد يؤدي إلى الشعور بالفشل وعدم القدرة على تحقيق الأهداف والطموحات ، وقد يؤثر على قدرته على التفكير بشكل منطقي وتحليلي وعلى اتخاذ القرارات.

8- هل يمكن الشفاء من مرض الاكتئاب نهائياً؟

نعم ، يمكن الشفاء من الاكتئاب نهائياً. ولكن يحتاج ذلك لتلقي العلاج المناسب تحت إشراف طبيب مختص أو أخصائي نفسي. وقد ذكرنا طرق علاج الاكتئاب سابقاً.

9- هل الاكتئاب يسبب ثقل في الرأس؟

نعم ، يمكن أن يسبب أحياناً شعور بالثقل أو الصداع في الرأس. وذلك نتيجة لعدة أسباب تشمل التالي :

  • التوتر والقلق : حيث يمكن أن يؤديان إلى تقلصات في عضلات الرقبة والرأس مما يسبب الصداع.
  • انخفاض مستويات السيروتونين : وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور الفرد بثقل في رأسه.
  • مشاكل النوم : إن قلة النوم أو النوم غير المنتظم الذي يعد من أعراض هذا الاضطراب يمكن أن يؤدي إلى الصداع.
  • التفكير الزائد : يمكن لكثرة التفكير في المشاكل أن يؤدي إلى الشعور بالألم المستمر في الرأس.
  • التوتر : حيث يمكن أن يؤدي التوتر والذي يعد من أعراض هذا الاضطراب إلى آلام في الرقبة والرأس.

10- ما هو تأثير الاكتئاب على الجسم؟

يمكن لمرض الاكتئاب أن يؤثر على جسم الإنسان تأثيراً كبيراً ، يتمثل هذا التأثير بالتالي :

  • مشاكل في النوم : غالباً ما يعاني الأشخاص المكتئبون من صعوبة النوم أو النوم الزائد. قد يسبب هذا أيضاً التعب وعدم اللياقة.
  • مشاكل في المعدة.
  • مشاكل في القلب : يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم ، والذي قد يؤدي إلى أمراض القلب.
  • زيادة الوزن أو فقدان الوزن.
  • مشاكل المناعة : يمكن أن يؤدي انخفاض الطاقة والتوتر إلى تثبيط الجهاز المناعي وزيادة فرص الإصابة بالأمراض.
  • آلام مزمنة : مثل آلام الرأس والظهر.

11- هل الاكتئاب له فوائد؟

نعم ، هناك بعض الجوانب الإيجابية للاكتئاب ، رغم كونه حالة مرضية صعبة. ومن هذه الفوائد التالي :

  • التأمل والتفكير العميق : حيث يؤدي إلى التفكير بطريقة أعمق حول الحياة ومعناها والقيم.
  • التقييم : قد يدفع الاكتئاب الشخص لإعادة النظر في نمط حياته وقيمه وعلاقاته.
  • التغيير : غالباً ما يدفع المصاب به إلى تغيير حياته للأفضل ، مثل تغيير الوظيفة أو العلاقات أو نمط الحياة.
  • تعزيز التوازن العاطفي : نتيجة لمواجهة المشاعر السلبية ، يمكن للشخص أن يقدر المشاعر الإيجابية أكثر.
  • تعزيز العلاقات : يمكن للاكتئاب أن يزيد من قيمة العلاقات المقربة والدعم الاجتماعي.

12- ما هو الهرمون الذي يسبب الاكتئاب؟

هناك عدد من الهرمونات المرتبطة بمرض الاكتئاب ، ولكن الأكثر أهمية هو السيروتونين. ويعتبر السيروتونين هو الهرمون الرئيسي المسؤول عن المزاج والنوم والشهية والشعور بالسعادة. وعندما يكون مستوى السيروتونين منخفضاً ، فإن ذلك يزيد من خطر الاكتئاب. وتشمل الهرمونات الأخرى التي يمكن أن يؤدي اختلال توازنها إلى الإصابة بالاكتئاب التالي : الدوبامين ، التستوستيرون ، الثيروكسين.

13- كيف يرى مريض الاكتئاب نفسه؟

قد يرى الشخص المصاب بالاكتئاب نفسه بطريقة سلبية ومبالغ فيها. وأهم طرق التفكير السلبية التي قد تحدث هي :

  • الشعور بالنقص : يرى الكثير من المرضى أنفسهم غير كافين أو غير قادرين بما فيه الكفاية.
  • الشعور باللاجدوى : يشعر المرضى بأنه ليس لديهم قيمة أو هدف ، ولا يستطيعون تحقيق النجاح.
  • الشعور بالذنب : قد يشعر المرضى بالخزي أو الذنب حول ذواتهم ، حتى لو لم يرتكبوا أي خطأ.
  • الخوف من الرفض : وذلك نتيجة لاعتقادهم بأنهم غير كفئ.
  • الشك في الذات : قد يشك المرضى بالقدرة على اتخاذ القرارات أو التصرف بشكل صحيح.
  • الافتقار إلى التقدير الذاتي : قد يفتقر المرضى إلى الثقة والاحترام الذاتين.

14- هل الاكتئاب يذهب من تلقاء نفسه؟

ليس دائماً . بالنسبة للحالات الخفيفة أو المتوسطة من الاكتئاب ، فإن حوالي 20-30٪ من الأشخاص قد يتعافون تلقائياً خلال ستة أشهر إلى سنة. ولكن الأغلبية العظمى من الحالات لا تشفى من تلقاء نفسها. وتحتاج إلى علاج. كما أن الاكتئاب الشديد نادراً ما يختفي من تلقاء نفسه. بدون علاج ، وغالباً ما يستمر لعدة سنوات.

15- هل الاكتئاب يغير الشخصية؟

نعم ، يمكن لمرض الاكتئاب أن يغيّر الشخصية. وتتمثل هذه التغيرات في الأمور التالية :

  • المزاج : حيث يصبح منخفضاً.
  • الطاقة : عادةً ما يشعر الأشخاص المكتئبون بفقدان الطاقة والعزيمة.
  • الاهتمامات : غالباً ما تتغير الاهتمامات والهوايات لدى المصابين.
  • السلوك الاجتماعي : قد يصبح الشخص أكثر انطواءً أو انسحاباً من الحياة الاجتماعية.
  • الثقة بالنفس : عادةً ما تنخفض ثقة المريض بنفسه وقدراته.
  • التفكير : حيث يميل المرضى إلى تفسير الأمور بطريقة سلبية وغير واقعية.
  • اتخاذ القرار : قد يصبح اتخاذ القرارات أكثر صعوبةً وبطءً.

16- ما الفرق بين الاكتئاب والكآبة؟

هناك فرق بارز بين الاكتئاب والكآبة ، يتمثل بما يلي :

  • المدة الزمنية : الكآبة حالة عابرة تستمر لفترة قصيرة من الزمن بضعة أيام أو أسابيع فقط. بينما يستمر الاكتئاب لفترات أطول وقد يستمر لأشهر أو حتى سنوات.
  • شدة المشاعر : الكآبة حالة انفعالية معتدلة حيث تبقى الرغبة في القيام بالأنشطة العادية موجودة. أما الاكتئاب فيشعر المريض خلاله بانعدام الأمل وانخفاض الطاقة وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
  • المزاج : يمر المزاج خلال الكآبة بتقلبات طبيعية ، بينما في الاكتئاب يكون المزاج منخفضاً بشكل مستمر.
  • التفكير : تكون الأفكار أثناء الكآبة منطقية وواقعية ، أما في الاكتئاب فتكون غير واقعية وسلبية.
  • السلوك : لا تؤثر الكآبة على السلوك الطبيعي بشكل كبير ، أما الاكتئاب فيؤثر تأثيراً كبيراً على السلوك.

17- هل الاكتئاب يؤثر على العقل؟

نعم ، يؤثر الاكتئاب تأثيراً كبيراً على عقل المصاب. ويتمثل هذا التأثير بالتالي : صعوبة التركيز ، ضعف الذاكرة ، التفكير غير الواقعي ، صعوبة اتخاذ القرار ، انخفاض الطاقة العقلية.

18- هل الاكتئاب يسبب ألم في الصدر؟

نعم ، يمكن أن يسبب الاكتئاب ألماً في الصدر أو أعراضاً صدرية أخرى ، مثل : ألم الصدر ، زيادة معدل ضربات القلب ، ضيق في التنفس ، إحساس بثقل في الصدر. هذه الأعراض ناجمة في الغالب عن تلف الجهاز العصبي السيمباثيتك الذي يربط الدماغ بالجهاز الهضمي والجهاز الدوري.

19- هل البكاء يساعد في التخلص من الاكتئاب؟

نعم ، يمكن أن يساعد البكاء فعلاً في التخفيف من الاكتئاب ولكن لفترة قصيرة. وذلك لأن البكاء يساعد في التخفيف من التوتر ، وإطلاق المشاعر ، واستعادة التوازن الهرموني.

20- هل الاكتئاب مرض نفسي أم عقلي؟

الاكتئاب هو اضطراب نفسي وعقلي في نفس الوقت. حيث إنه يؤثر على كل من الصحة العقلية والنفسية للشخص.

21- ما هي مدة الاكتئاب؟

تختلف مدة الاكتئاب من شخص لآخر. وتعتمد المدة في الأساس على شدة الاكتئاب ونوعه وفعالية العلاج. وفي ما يلي سوف نذكر المدة التقريبية لهذا الاضطراب :

  • الاكتئاب الخفيف إلى المعتدل : قد يستمر لعدة أسابيع أو أشهر قليلة. وقد يختفي من تلقاء نفسه.
  • الاكتئاب المتوسط : يستمر لعدة أشهر ، حتى بعد تلقي العلاج.
  • الاكتئاب المزمن أو الشديد : يمكن أن يستمر لسنوات عديدة إذا لم يتلق المريض العلاج المناسب. ويعتبر مزمناً إذا استمر لأكثر من عامين.

22- من هم الأشخاص الذين يصابون بالاكتئاب؟

إن أي إنسان معرض للإصابة بالاكتئاب ، ولكن هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة من غيرهم ، وهم التالي :

  • النساء : تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجال. وإلى الآن لا يوجد تفسير علمي لهذه الظاهرة.
  • الأشخاص الذين يأتون من عائلات تتكرر فيها الإصابة بالاضطرابات النفسية : حيث بينت الدراسات أن الأطفال الذين الذين يأتون من أب أو أم مصابة بالاكتئاب هم أكثر عرضة للإصابة به مرتين إلى ثلاث مرات قبل بلوغهم سن 18.
  • الأشخاص أصحاب الشخصيات الحساسة أو المتشائمة أو الذين يعانون من صعوبة في التعامل مع ضغوطات الحياة.
  • الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25-44 : وهي الفئة العمرية التي تحقق فيها نسبة المرض بالاكتئاب ذروتها.
  • الأشخاص الذين عانوا من خسارة أو صدمات.
  • الأشخاص المدمنين على الكحول أو الكوكائين أو أي مدمنات أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى