تعريف الانتباه ، خصائص وأنواع والعوامل المؤثرة في الانتباه

العوامل المؤثرة في الانتباه

تعريف الانتباه

يعتبر الانتباه من أهم العمليات العقلية التي تلعب دوراً هاماً في النمو المعرفي لدى الفرد ، حيث أنه يستطيع من خلاله أن ينتقي المنبهات الحسية المختلفة التي تساعده على اكتساب المهارات وتكوين العادات السلوكية الصحيحة بما يحقق له التكيف مع البيئة المحيطة به.

وهناك العديد من التعريفات والمفاهيم التي قدمت للانتباه سوف نذكر منها ما يلي :

  1. الانتباه هو عملية معرفية لها سعة محددة تتمثل في قدرة الفرد على التركيز على المثيرات الهامة وتجاهل المثيرات غير الهامة مما ينتج عنه إدراك وفهم جيد للمثيرات الهامة.
  2. هو عملية يتم بها انتقاء الفرد لمثيرات معينة تنشط حواسه لاستقبالها دون غيرها من المثيرات.
  3. هو عملية معرفية سلوكية هدفها توجيه التركيز على حافز منفصل مع إهمال وتجاهل المحفزات الأخرى التي يمكن إدراكها ، كما يعتبر الانتباه أساس لتحقيق الإنجاز في التعليم وعلم النفس وعلم الأعصاب.
  4. كما عرفه الفيلسوف وعالم النفس “ويليام جيمس” في كتابه ” مبادئ علم النفس ” عام 1890 ، بأنه امتلاك واستحواذ العقل بشكل حيوي وواضح على شيء واحد مما قد يبدو عدة أشياء محتملة في آن واحد أو قطارات فكرية (وهو يعني الانسحاب من بعض الأمور بغية التعامل بفاعلية أكبر مع الأمور الأخرى).

خصائص الانتباه

للانتباه مجموعة من الخصائص التي تحكمه وتحدده ، تشمل هذه الخصائص التالي :

  • الإصغاء : حيث أنه يتطلب من الفرد الإصغاء لما يحيط به ، حتى تحدث عملية الانتباه.
  • هو عملية إدراكية مبكرة : حيث أنه يهتم بالمثيرات الخام ، دون تفسيرها وإعطائها معاني مثلما يحدث في عملية الإدراك.
  • الاختيار : حيث يقوم الفرد بانتقاء مثير معين من المثيرات التي تحيط به.
  • التركيز : هي أحد أهم خصائص الانتباه ، فهو إرادي شعوري ، حيث يقوم الفرد بتركيز اهتمامه نحو موضوع معين في بيئته والاهتمام به حتى لا يتشتت.
  • محدود من حيث القدرة والمدة : فتعدد المهام يؤدي إلى احتمالية أقل بالنتائج المثمرة بسبب قدرة الانتباه المحدودة.
  • الإحاطة : ويقصد بها الإحاطة السمعية والبصرية التي يقوم بها الفرد تجاه موضوع انتباهه.
  • التعقب : ويعني متابعة المنبه الذي تم التركيز عليه من قبل الفرد.
  • التذبذب : أي أن الانتباه يتذبذب بين الشدة والضعف تبعاً لقوة المنبه.
  • عنصر أساسي في النظام المعرفي ، يبدأ فورياً منذ مرحلة الولادة : إذ أن المولود يصدر استجابة لمنبهات ومحفزات البيئة المحيطة به مثل الضوضاء العالية من خلال توجيه رأسه نحو مصدر الصوت.
  • يتأثر بميول الشخص ومشاعره ورغباته وشخصيته.

أنواع الانتباه

الانتباه عملية معقدة يستخدمها الأفراد في غالبية الأنشطة اليومية ، مع مرور الوقت اكتشف الباحثون والعلماء أن الانتباه ليس عملية واحدة فقط بل هو مجموعة من العمليات الفرعية. هناك العديد من المدارس والعلماء الذين قسموه إلى أنواع فرعية ، سوف نذكر التقسيم الهرمي وتصنيف العالم روس وهما الأكثر قبولاً واستعمالاً.

الأنواع حسب النموذج الهرمي

يعتبر النموذج الهرمي النموذج الأكثر قبولاً للمكونات الفرعية للانتباه ، وهو يعتمد على الحالات السريرية لعلم النفس العصبي التجريبي. وفقاً لهذا النموذج يتم  تقسيمه إلى الأنواع التالية :

1. الانتباه المتواصل (المستمر)

هو قدرة وإمكانية الانتباه على شيء واحد فقط ، من خلال التركيز الواعي على ذلك الشيء لفترة طويلة بما تكفيه ، مع تجاهل جميع أنماط الانحرافات أو المحفزات الأخرى ، يحتاج هذا النوع قدر كافي وكبير من التركيز بالإضافة إلى الإرادة والتصميم على مهمة معينة من خلال إبعاد جميع المشتتات من المحيط.

من أمثلته : قراءة كتاب أو حفظ درس أو متابعة محاضرة.

2. الانتباه المتناوب

يعرف هذا النوع بأنه القدرة على تعدد المهام أو انتقال وتحويل الانتباه بيسر وسهولة بين شيئين أو أكثر ، ويتم تحويل الانتباه فيه بالكامل من مهمة إلى أخرى أو بالتناوب ، حيث أن غايته ليست التركيز على أكثر من شيء في وقت واحد بل هو يتعلق بالتوقف عن الانتباه على أحد الشيئين وتوجيه كامل الانتباه إلى الأخر.

3. الانتباه الانتقائي

بما أن الانتباه ليس مورد محدود ، لذا يجب أن يكون الفرد انتقائي بشأن ما يقرر التركيز عليه ، إذ يُوجب عليه تجاهل عدد كبير من العناصر مع تركيز انتباهه إلى عنصر محدد في بيئته.

يتضمن هذا النوع القدرة على التحديد والاختيار والحضور الانتقائي لمثيرات معينة مع ضبط المثيرات الأخرى في وقت واحد ، يحتاج هذا النوع القدرة على ضبط المثيرات الخارجية والدخيلة ، كذلك المشتتات الداخلية منها العواطف والمشاعر والأفكار بهدف بقاء الفرد منسجم بشكل انتقائي مع مهمة معينة.

4. تركيز الانتباه

يشمل نوعين هما البصري والسمعي :

  • الانتباه السمعي : يركز فقط على حاسة السمع. من أهم أمثلة هذا النوع الانتباه إلى صوت معين.
  • الانتباه البصري : يركز على المعلومات والتفاصيل أو المدخلات التي يتلقاها الشخص من العيون فقط ويستغني عن كل المحفزات الأخرى الموجودة في البيئة ، يتم استخدام هذا النوع في القراءة والإعلانات.

يعمل هذان النوعان جنباً إلى جنب من أجل إحداث استجابة سريعة للمثيرات الخارجية ، تظهر أهمية هذا النوع في المواقف التي يتطلب فيها شيء معين في المحيط انتباه فوري وعمل سريع.

5. الانتباه المقسم

في حال تقسيم الانتباه ، يكون الفرد منتبه إلى مهمتين أو أكثر في آن واحد ، يعتبر الانتباه المقسم متعدد المهام ، حيث يتضمن العمل بين مهمتين أو أكثر في ذات الوقت. من أمثلته : الرد على رسالة نصية أثناء حضور اجتماع.

الأنواع حسب تصنيف العالم روس

من التصنيفات الأخرى التي قسمت الانتباه إلى أنواع فرعية ، تصنيف العالم روس الذي قسمه إلى نوعين هما : إرادي ( انتباه طوعي ) وانتباه لا إرادي ( انتباه غير طوعي ).

1. الغير إرادي (الغير طوعي )

يتم إثارة هذا النوع دون أي تدخل للإرادة ، يولي الشخص اهتمامه نحو أمر معين من غير بذل أي جهد واعي. من أمثلته : انتباه الأم نحو بكاء ولدها. كما يقسم هذا النوع إلى فرعين هما :

  • القسري غير الإرادي : هو الذي تثيره الغرائز.
  • التلقائي غير الإرادي : هو الذي ينتج عند إثارة المشاعر.
2. الإرادي ( الطوعي )

تستخدم فيه الإرادة ويحتاج إلى استدعاء الجهد الواعي من أجل الوصول إلى أهداف معينه على عكس غير الإرادي يكون هذا النوع أقل تلقائية.

من الأمثلة على هذا النوع : التركيز عند حل مشكلة معينة في الرياضيات وكذلك التركيز على الإجابة أثناء الامتحان.

العوامل المؤثرة في الانتباه

هناك مجموعة من العوامل المؤثرة في الانتباه ، منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي. وهذه العوامل هي ما يلي :

العوامل الخارجية المؤثرة في الانتباه

هي الظروف والعوامل التي يمكن التعبير عنها بشكل عام بأنها الخصائص والصفات للموقف الخارجي و المحفزات والمثيرات التي تمنحها قدرة أكبر لجذب انتباهنا. تشمل هذه العوامل ما يلي :

1. طبيعة الحافز

تختلف أنواع المحفزات من حيث القدرة على جذب انتباهنا لها ، على سبيل المثال الصورة تلفت انتباهنا بسهولة أكثر من الكلمات ، ومن حيث الصور تكون صور البشر جذابة للمزيد من الاهتمام والانتباه ، وكذلك تكون الصور الخاصة بالنساء الفاتنات والرجال الوسيمون على قدر أعلى لاستدعاء انتباهنا ، وبهذه الطريقة يتعلم الفرد اختيار محفز جيد لجذب اعلى درجة من انتباهه.

2. شدة الحافز وحجمه

عند مقارنة حافز قوي مع حافز ضعيف ، بالتأكيد سيكون الحافز القوي مثير وجذاب بشكل أكبر من الحافز الضعيف ، حيث أن الأفراد يوجهون انتباههم بسرعة وسهولة نحو الرائحة القوية ، والضوء الساطع وكذلك الصوت المرتفع ، وأيضاً الانتباه لمبنى كبير وضخم ايسر من المبنى الصغير.

3. التباين والتغيير والتنوع

التباين والتغيير والتنوع مسؤولات إلى حد كبير عن استدعاء انتباه الكائن الحي ويكون تأثيره أكبر من تأثير طبيعة و شدة وحجم الحافز ، فالتغيير والتنوع يجذب المرء بيسر اكثر من الثبات والتشابه ، فمثلاً لا يتم ملاحظة صوت طقطقة الساعة المركونة على الرف إلا بعد أن يتوقف الدق.

4. تكرار الحافز

التكرار أحد أهم العوامل في لفت الانتباه ، فمن المحتمل أن يتجاهل الفرد المثير للوهلة الأولى ولكن إذا تكرر عدة مرات فإنه سوف يحرض انتباهه ، لذا غالباً ما يتبع الأشخاص الذين يلقون الخطابات أسلوب التكرار في الجوانب المهمة بهدف توجيه انتباه الجمهور نحو النقاط ذات القيمة.

5. حركة الحافز

يثير المنبه المتحرك الانتباه بسرعة أعلى من المنبه الساكن ، إذ أن الأفراد يمتلكون حساسية اعلى تجاه المثيرات ذات الحركة ضمن مجال الرؤية ، ومن هذه الخاصية يستفيد أصحاب الإعلانات ويحاولون جذب انتباه الناس بواسطة الأضواء الكهربائية المتحركة.

6. مدة ودرجة الانتباه

تم إنشاء مصطلح ” مدى الانتباه ” للإشارة إلى الجودة ومدى الوقت الذي يتم بواسطته ترتيب وتنظيم المجال الإدراكي للشخص بشكل منتج وفعال بهدف تمكينه من إنجاز عدد من الأمور في فترة زمنية قصيرة ومحددة. إذ يتم تقييم قدرة الفرد بواسطة مدى انتباهه التي تختلف من فرد لآخر وكذلك من موقف لآخر.

العوامل الداخلية المؤثرة في الانتباه

هناك أيضاً مجموعة من العوامل الداخلية المؤثرة في الانتباه ، وهي تمكن الفرد من تهيئة استجابته للعوامل الموضوعية ، بهدف القيام بالأنشطة التي تلبي دوافعه ورغباته وتتناسب مع مواقفه واهتماماته والحالة العقلية للفرد. تشمل هذه العوامل ما يلي :

1.الاهتمام

يعتبر الاهتمام أهم عامل داخلي ، إذ أن الجميع يعتني بالأشياء التي لديه اهتمام بها وفائدة منها ، على سبيل المثال الأشخاص يشاهدون الفيلم ويتابعون المسلسل الذي يكون موضوعه يهمهم ، وفي الحياة اليومية يولي الأفراد انتباههم تجاه الأمور التي يهتمون بها.

2. الدوافع

تعتبر الحاجات والدوافع من المحددات الرئيسية عند الأفراد لجذب انتباههم ، ويعتبر العطش والجوع والفضول وكذلك الجنس والخوف من أكثر الدوافع التي تؤثر على انتباه الأشخاص.

3. تدريبات الفكر

عندما تأخذ الأفكار طريق محدد وواضح ، على أساس أفكار واقعية وملموسة ، فان ظهور المثيرات المقترنة بهذه الأفكار يجذب الانتباه بصورة اكبر.

4. الحالة المزاجية

المثيرات التي تثير المشاعر والعواطف بصورة اكبر من غيرها تجذب انتباه الفرد بصورة أكبر ، وتعتبر الحالة المزاجية الإيجابية للفرد مساهمة في تركيز موارد الانتباه ، أما المزاج السلبي يجعل انتباه وتركيز الفرد أكثر صعوبة وبطيء.

5. الحالة العضوية

تُعنى بالحالة الجسدية للفرد ، إذ تعتبر حالات عدم الراحة والإرهاق والتعب والحمى وما إلى ذلك من معيقات جذب الانتباه.

6. الجهد الذي تحتاجه المهمة

يقوم الأفراد بإجراء تقييم قبلي للجهد الذي يحتاجه للقيام بمهمة معينة ، وبالاستناد إلى ذلك يجذب الانتباه بصورة أقل أو أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى