تعريف العادات وأنواعها وطوق تكونها

كثيراً ما يطلق لفظ عادة على أي نوع من أنواع السلوك المكتسب تمييزاً له عن السلوك الفطري الغريزي ، وقد أدى هذا التوسع في معنى العادة إلى إطلاقها حتى على العواطف ذاتها باعتبارها عادات انفعالية. ومن خلال شرحنا التالي سوف نتحدث العادات وتكونها والتخلص من الضار منها وفوائدها والكثير من الأمور الأخرى.

تعريف العادات

يحصر مكدوجل معنى العادة بالتصرفات الحركية أو الجسمية المكتسبة التي تكون سلسلة مترابطة من التصرفات ، بحيث لو بدأت إحداها تحدث باقي السلسلة بطريقة أوتوماتيكية وبنفس الترتيب التتابعي السابق حدوثه عند تكوين العادة ، ويتم ذلك بسهولة وبدون وعي كبير أو تركيز للانتباه.

أما البرت فيعرف العادة بأنها تنظيمات من الأفعال المنعكسة التي تشمل ردود أفعال شرطية والتي يتم تكوينها بالتكرار والاقتران والترابط ، والتي تصل إلى نوع من الثبات بحيث يمكن حدوثها بنفس الطريقة عند كل استثارة.

ويمكن تعريف العادات بأنها استعداد يكتسب بالتعلم يجعل الشخص يقوم ببعض الأعمال بطريقة ميكانيكية وبمجهود بسيط ، وبدون حاجة للتفكير أو حصر الانتباه.

كما يمكن تعريف العادة على أنها روتين أو سلوك يتكرر بانتظام ويميل إلى الحدوث دون وعي.{1} 

خصائص العادات

  • العادات هي أفعال تتكرر بشكل تلقائي
  • هي في الدماغ عبارة عن شبكة من الاتصالات العصبية.
  • العادات الضارة أو السيئة أو غير الصحية هي تلك التي تؤثر على الصحة والرفاهية ، وعلى العكس من ذلك ، فإن العادات الصحية هي تلك التي تساهم في تحسين الصحة والرفاهية.
  • تحرر مساحة ذهنية في العقل حتى تكون أكثر كفاءة
  • عندما يتم تنفيذ العادة تلقائياً ، تفقد الإرادة تأثيرها.

أساس تكوين العادة

يمكن تفسير تكوين العادة من جهتين فسيولوجية ونفسية.

1. الأساس الفسيولوجية

يرتبط الأساس الفسيولوجي بجهازنا العصبي. وعليه عندما يتكرر الفعل عدة مرات ، يتم تكوين اتصال عصبي واضح في الدماغ ، مما يؤدي إلى طريق جديدة مما يسهل انتقال الطاقة العصبية من الحسية إلى المحركة.

فعد الاندفاع لعمل شيء ما عدة مرات وتكرار الاستجابة لهذا الاندفاع عدة مرات يصبح الاتصال العصبي أقوى وهذا يؤدي مع مرور الوقت إلى تنظيم في الجهاز العصبي بعرف باسم العادة.

2. الأساس النفسي

تشرح النظريات النفسية أن العادات هي تصرفات مكتسبة. ووفقاً لهذه النظريات ، يتم الاحتفاظ بأي عملية تعلم أو خبرة يكتسبها الفرد. عند تكرار تجربة التعلم هذه يتم الاحتفاظ بها بحزم. وتساعدنا هذه القدرة على الاحتفاظ بها على تقويتها وتصبح عادة.{2}

تكوين العادات

تكوين العادة هو العملية التي من خلالها تصبح الأنشطة أو السلوكيات الجديدة تلقائية.

وتعتمد العادة في تكوينها على قوانين التعلم المختلفة. وعلى الأساليب التربوية التي يتبعها الآباء والأمهات مع الطفل في نشأته الأولى حيث يكون من  السهل تكوين العادات لمرونة الجهاز العصبي.

ومن هنا يتبين لنا الأهمية التي تعطى للسنين الأولى من حياة الطفل كأساس لتكوين صفاته الخلقية التي تشكل طابع شخصيته في المستقبل.

كما يمكن أن تتكون العادة من خلال التكرار المستمر ، فإذا كان إجراء ما مستمراً في روتين الشخص ، فمن المحتمل جداً أنه سينتهي به الأمر إلى أن يصبح عادة ، أي أنه سيتم تكوين اتصال عصبي جديد.

ولكي يتكرر السلوك الذي نريد أن يصبح عادة ، فإنه يتطلب أمرين : الأول هو التذكير والثاني هو المكافأة.

وما ذكرناه سابقاً يعرف باسم التكوين النفسي للعادات ، والذي يتكون من ثلاث نقاط هي ما يلي :

  • التذكير: المحفز الذي يبدأ السلوك بسببه.
  • التكرار : تنفيذ الإجراء.
  • المكافأة: الفائدة التي يتوقع الفرد الحصول عليها بعد تنفيذ الإجراء.{3}

ومما سبق يتبين لنا أن العادة مكتسبة وإن مجموعة التأثيرات التي نتلقاها في المنزل والعمل والمدرسة وطوال حياتنا ، تجعلنا نتبنى عادات معينة وعندما ندركها ، يمكننا قبولها والاستمرار بعملها أو استبدالها بأخرى أكثر ملاءمة أو صحية لنا.

ولتكوين عادة جديدة أو استبدال عادة بأخرى يحتاج الشخص لمدى زمنية تتراوح بين 21  و 66 يوم ، أي أن الشخص يجب عليه  الحفاظ على نشاطه أو سلوكه بانتظام طول هذه المدة لتتكون عنده عادة جديدة.

أنواع العادات

  • عادات جسدية : هي تلك التي تتعلق بالجسم والصحة ، مثل ممارسة الرياضة ، وتنظيف الأسنان بعد كل وجبة.
  • عادات اجتماعية : هي تلك التي تنطوي على التفاعل مع الآخرين ، مثل زيارة الجدة كل يوم أحد أو الاتصال بصديق في كل عيد ميلاد.
  • عادات عقلية : هي تلك التي تهتم بالعقل بشكل صارم ، مثل ممارسة التأمل.
  • عادات ترفيهية : هي تلك التي لها علاقة بالطريقة التي يتعين علينا إعادة تكوين أنفسنا بها ، مثل لعب كرة القدم بعد ظهر يوم السبت أو قضاء ساعة في لعب ألعاب الفيديو بعد أداء الواجبات المنزلية.
  • عادات عاطفية : هي تلك التي تتعلق بالمودة وأشكال التعبير عنها ، مثل وداع الزوجين بـ “أحبك”.{4}

أهمية العادات

لقد أكد العالمان جيمس وبين على أهمية العادات ، فيرى جيمس أن العادة هي طبيعة ثانية ، كما يرى العديد من العلماء أن أكثر من 40 بالمئة من الأعمال والتصرفات التي يقوم بها الفرد يمكن ردها إلى العادات.

وللعادات أيضاً أهمية كبيرة في تسهيل توجيه طاقة الشخص إلى التركيز فيما يحتاج إلى ابتكار أو تجديد.

مضار العادات

أكد الكثير من العلماء أن كثرة العادات تجعل الشخص مشابهاً للآلة الميكانيكية ، وتجعل حياته تتصف بالجمود والركود مما يحول دون التقدم والتغيير والرقي وقد استند هؤلاء إلى خطر العادات الضارة وقوة سلطتها لدرجة أنهم قالو  : إن خير عادة ألا يكون للمرء أي عادة.

وذلك لأن الكثير من الأشخاص يخضعون لسلطة عاداتهم فيصبحون عبيداً لها ويصعب عليهم التخلص منها.

العادات المحبوبة والمكروهة

كثيراً ما يكون الشخص لنفسه عادات صالحة تجعله محبوباً من الآخرين كأن يكون معتاداً على النظام والنظافة واحترام حقوق الآخرين.

وقد يكون للشخص بعض العادات التي تجعله مكروهاً من غيره كعادة البسق والعطس من غير استخدام المنديل وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والتزاحم وعدم النظام واحترام الدور عند محاولة قضاء مصلحة معينة سبقه لها غيره والتدخل في أعمال الخاصة وغير ذلك من العادات التي قد لا يشعر الشخص بقوة أثرها في سلوكه ولكنها تسبب له الكثير من المتاعب الاجتماعية وتنفر غيره منه.

التخلص من العادات المكروهة

إن العمل على التخلص من العادات المكروهة يساعد الشخص على الشعور بالرضا عن نفسه والارتياح في علاقاته بغيره مما يؤدي إلى زيادة تكامل شخصيته.

قد يكون من الصعب التخلص من العادات القديمة ، وغالباً ما يكون تطوير العادات الصحية أصعب مما يود المرء. ولكن من خلال التكرار ، من الممكن تكوين عادات جديدة والحفاظ عليها. حتى العادات طويلة الأمد التي تضر بصحة الفرد ورفاهيته يمكن كسرها بالعزيمة الكافية والمثابرة على تكرار السلوك الذي يكسرها أو استبدالها بعادة جديدة. {1}

المراجع

1. تحليل الشخصية / الدكتور محمد خليفة بركات / تحديث وتعديل موقع المصدر النفسي. 
2. موقع psychologydiscussion..net /تعديل موقع المصدر النفسي. 
3. موقع habitualmente..com /تعديل موقع المصدر النفسي. 
4. موقع concepto..de /تعديل موقع المصدر النفسي.
زر الذهاب إلى الأعلى