علاج الوسواس القهري ، كيف أتخلص من الوساوس

قبل الحديث عن علاج الوسواس القهري لا بد من التطرق إلى الوسواس القهري ، حيث يعد الوسواس القهري أحد أخطر اضطرابات القلق. وتتمثل أعراضه بجانبين أساسيين هما الوسواس و الأفعال القهرية ونادراً ما يحدث أحدهما دون الآخر. أما في ما يخص علاج الوسواس القهري يجب الأخذ بعين الاعتبار أن أي علاج يحتاج إلى مثابرة واستمرار وصبر للحصول على أفضل النتائج ، ولا يوجد طريقة علاج سريعة فلا بد من التحلي بالصبر والاستمرارية للتخلص من الوساوس نهائياً.

الوسواس القهري

قبل البدء بالعلاج لا بد من معرفة الشخص ما إذا كان يعاني حقاً من الوسواس القهري أم لا ، وفي ما يلي بعض المميزات التي يجب أن يعاني منها الشخص ليستطيع معرفة ما إذا كان مصاباً بالوسواس القهري :

  • وجود وساوس على هيئة أفكار أو اندفاعات أو مخاوف.
  • وجود ( أعراض ) ظهرت في هيئة طقوس حركية مستمرة أو دورية.
  • يقين المريض بتفاهة هذه الوساوس أو لا معقوليتها ، وعلمه الأكيد أنها لا تستحق منه هذا الاهتمام.
  • محاولة المريض المستمرة لمقاومة هذه الوساوس ، وعدم الاستسلام لها ولكن مع طول مدة المرض قد تضعف درجة المقاومة.
  • إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس أو قوتها القهرية عليه مما يترتب عليه شلله الاجتماعي وآلام نفسية وعقلية شديدة.

علاج الوسواس القهري

غالباً ما يتم اختيار علاج الوسواس القهري بالرجوع إلى قوة الوسواس أو ضعفه. فيمكن أن يتم علاج الوسواس القهري من خلال العلاج المعرفي السلوكي فقط أو من خلال الجمع بين العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الدوائي.

ويختلف نوع العلاج حسب شدة الوسواس وعمر الشخص المصاب. ففي الحالات البسيطة يستخدم العلاج المعرفي السلوكي فقط ، وفي الحالات الشديدة يضاف إليه العلاج الدوائي ، كما يمكن أن يستخدم الدواء لوحده. وعند المرضى صغار السن غالباً ما يتم استخدام العلاج المعرفي السلوكي لوحده.

العلاج المعرفي السلوكي للوسواس القهري

يعد العلاج المعرفي السلوكي أحد أنواع العلاج النفسي ، ويتكون من العلاج المعرفي والعلاج السلوكي ، ويتم تطبيقه لعلاج الوسواس القهري كما يلي :

1. العلاج السلوكي

يتمثل العلاج السلوكي للوسواس القهري بالتعرض ومنع الاستجابة : حيث يعتمد التعرض على حقيقة أن القلق عادة ما يقل بعد مواجهة الشيء المثير والمقلق والمخيف لفترة زمنية كافية. وهكذا فالمرضى الذين لديهم وساوس متعلقة بالجراثيم مثلاً لا بد وأن يبقوا في مواجهة أو ملامسة الأشياء التي يظنون أنها ملوثة حتى يختفي القلق المتعلق بها.

وبتكرار التعرض يتعود المريض على المثير أو الشيء المخيف ، ويقل القلق حتى يصل إلى درجة لا يخاف فيها أبداً من مواجهة المثير المسبب للوسواس. ولكي يتم القيام بالتعرض بشكل ناجح لابد أن تتم مساعدة المريض لكي يتوقف عن الطقوس الوسواسية والسلوك التجنبي ( أي تجنب القرب أو رؤية أو فعل أو لمس أي شيء يثير القلق والوسواس ).

مثال : المريض الذي يخاف من الجراثيم لا ينبغي فقط ملامسته للأشياء التي يظن أنها ملوثة ، بل لابد أن ينتهي من الطقوس المصاحبة كغسيل اليد عدة مرات حتى ينتهي القلق.

2. العلاج المعرفي

أما العلاج المعرفي والذي لا بد أن يضاف إلى العلاج السلوكي ، فيتلخص في مقاومة وتغيير الأشياء والأفكار الخاطئة في حسابات الخطر أو تضخيم الإحساس بالمسؤولية الشخصية والذي يلاحظ غالباً في مرضى الوسواس القهري.

فقد ظهر أن هذه المفاهيم والمواقف الخاطئة لها دور كبير في وجود واستمرار أعراض الوسواس. لذلك يجب مناقشتها وتغييرها لما لها من أثر على السلوك.

علاج الوسواس القهري بالدواء

لقد ثبتت فاعلية الدواء في علاج الوسواس القهري عندما يكون الاضطراب شديداً ، فالأدوية التي يتم وصفها تعمل على كبح الانفعالات الدماغية وتسكين الضغوط النفسية. ومن بين أهم المجموعات الدوائية المستخدمة في علاج الوسواس القهري وذات الفاعلية والانتشار :

1. مجموعة تقوم بتثبيط استرجاع مادة السيروتونين إلى داخل الخلية العصبية

تتميز هذه المجموعة بقلة الأعراض الجانبية ، وهي من أكثر الأدوية فاعلية في علاج الوسواس القهري. ولكن إذا لم يتحسن المريض على الجرعات الدوائية المعتادة ، وجب زيادة الجرعة تدريجياً خلال ( 4 إلى 8 ) أسابيع تحت إشراف الطبيب.

وإذا حدث تحسن جزئي على الجرعة الدوائية المعتادة وجب زيادة الجرعة إلى الحد الأقصى المسموح به خلال ( 5 إلى 9 ) أسابيع من خلال بدء العلاج ويعتبر الدواء غير فعال ويجب تغييره إلى مجموعة أخرى أو إضافة دواء آخر إذا لم يشعر المريض بتحسن خلال ( 2 إلى 3 ) أشهر.

2. فولوكسيتين

هو أحد مضادات الاكتئاب ، يؤثر على الناقل العصبي السيروتونين في الدماغ ، وأظهر فاعليته في العلاج. ولهذا الدواء بعض الآثار الجانبية ، مثل : العصبية ، والمغص المعدي ، والغثيان ، والصداع.

يجب التنويه أن العلاج الدوائي يجب أن يكون من بدايته تحت إشراف الطبيب ، وأن لا يتم أخذ أي دواء دون استشارة الطبيب لأن الأدوية النفسية جميعها لها آثار جانبية ، ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة إذا لم توصف بشكل دقيق ، وبعد التشخيص الكامل من قبل الطبيب.

علاج الوسواس القهري بالصدمات الكهربائية

في بعض الحالات يتم استخدام الصدمات الكهربائية في بعض الحالات ، حيث يتم استخدام هذا العلاج عندما يكون الوسواس القهري مصحوباً بالاكتئاب الشديد ، فتعمل الصدمات الكهربائية على تسكين المريض بشكل سريع ، وبعد ذلك يتم استخدام العلاجات الأخرى.

بعد تعرفك على طرق علاج الوسواس القهري ، وكنت تعاني من بعض الوساوس ، فحاول اتباع العلاج السلوكي المعرفي للتخلص منها ، وفي حال لم تنجح بمفردك في علاجها ، أو أنك لم تستطع تطبيق طريقة التعرض للأشياء التي تخاف أو تقلق تجاهها بسبب سلوك التجنب الذي يدفعك للهرب أو عدم مواجهتها ، وكانت هذه الوساوس تسبب لك مشاكل في حياتك على الصعيد الشخصي أو المهني والاجتماعي. فلا بد من مراجعة طبيب أو أخصائي نفسي لمساعدتك في ذلك. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أن عدم العلاج يمكن أن يؤدي إلى زيادة تفاقم الوساوس ، وظهور اضطرابات أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى