علاج نوبات الهلع ، تخلص من نوبات الهلع نهائياً

كيف يتم علاج نوبات الهلع ؟ هذا ما سوف نتناوله في شرحنا هذا.

علاج نوبات الهلع بالدواء

نوبات الهلع

تظهر نوبات الهلع على شكل شعور قوي بالرعب بشكل مفاجئ ، وتتضمن الأعراض الجسدية المرفقة لها خفقان القلب بقوة والتنفس بسرعة ، والرجفة ، وارتعاش القدمين. وغالباً ما يراود الناس أفكار مخيفة ويعتقدون أن أمراً مرعباً وشنيعاً سوف يحدث لهم. وهم غالباً ما يحاولون تجنب أو الهرب من هلعهم.

ولكن الهلع ليس أمراً خطيراً أو مؤذياً ، فالهلع هو نوع من أنواع اضطرابات القلق ، ويمثل جهاز الإنذار في أجسامنا الذي يشير إلى وجود تهديد. ويجهز أجسامنا للمواجهة أو الهرب من الخطر. ولكن ليس هناك أي خطر حقيقي إنما هو إنذار خاطئ.

علاج نوبات الهلع

هناك نوعان أساسيان من العلاج يستخدمان في علاج نوبات الهلع ، وهما العلاج الطبي الدوائي ، والعلاج النفسي :

علاج نوبات الهلع بالعلاج النفسي

هناك عدد من التقنيات النفسية التي يتم استخدامها خلال علاج نوبات الهلع ، وهي ما يلي :

1. العلاج المعرفي

حيث يتم من خلال العلاج المعرفي لنوبات الهلع استكشاف الأفكار والتصورات المرضية المرتبطة بالحالة بهدف تصحيحها واستبدالها بأفكار وتصورات صحيحة.

فخلال نوبات الهلع يفسر المريض أي إحساسات أو تغيرات جسدية على أنها أشياء خطيرة جداً ويمكن أن تؤدي إلى الموت ، فمثلاً عند زيادة معدل ضربات القلب أو ضيق الصدر أو برودة الأطراف التي تظهر خلال نوبة الهلع يقوم المريض بتفسيرها على أنها علامات الموت.

لذلك من المفيد جداً أن يتعلم المريض كيف تنشأ أعراض نوبات الهلع ، ويعرف أن هذه الأعراض مرتبطة بالحالة النفسية وليست مرضاً خطيراً بالقلب أو بالمخ ، وأن النوبة تأخذ وقتاً معيناً ثم تنتهي من تلقاء نفسها وأنها لا تشكل تهديداً لحياته بأي شكل كان. فإذا استوعب المريض هذه الحقائق بشكل مبسط واستبعدها من ذاكرته كلما أصابته نوبة الهلع ، فإن ذلك يقلل كثيراً من حدتها.{1}

2. العلاج السلوكي المعرفي

ويتم تطبيق العلاج المعرفي السلوكي في علاج نوبات الهلع من خلال ثلاث أطوار :

– الطور الأول : من خلال تعليم المريض مراقبة أو ملاحظة قلقه ، وتقديم معلومات له حول نوبات الهلع التي تصيبه. وفي هذا الطور يتم إرشاد المريض إلى اكتشاف الحلقة المفرغة للقلق واستغلالها لصالحه.

ويقصد بالحلقة المفرغة للقلق سيرورة الأرجحة الكائنة بين إدراك الحدث الجسدي ( كخفقان القلب وسرعته ، وتقييمه على أنه خطر ) وردة فعله اللاحقة لذلك.

– الطور الثاني : يهدف إلى معالجة التفسيرات الخاطئة للأعراض الجسدية مثل ( خفقان قلبي يعني وجود مرض في القلب ) وتعديلها.

واستناداً إلى مخطط خاص يتم جمع كل البراهين المؤيدة والمعارضة لتفسير تقييمات المريض ومناقشتها. ويتم تعديل ردة فعل القلق الناجم عن نوبة الهلع من خلال طريقتين :

  • في الأولى يتم إرشاد المريض نحو تعلم تقييمات جديدة للأعراض الجسدية مخففة القلق.
  • وفي الثانية يتم تهديم ردود فعل القلق المفرطة من خلال المواجهة بالمثيرات الجسدية الخاصة وبالمواقف الخارجية المثيرة للقلق.

– الطور الثالث : يتم خلاله إجراء وقاية من الانتكاس من أجل تثبيت النجاح المحقق ، ويتم ذلك من خلال تهيئة المريض لمواجهة الأزمات والانتكاسات الممكنة. وقد ثبت نجاح هذا العلاج لسنوات كثيرة{2}

3. الاسترخاء

حيت يتعلم المريض أحد تقنيات الاسترخاء ويبداً في ممارستها ( بجدية وانتظام } ، فإن ذلك يقلل كثيراً من درجة التوتر المصاحبة والمدعمة لنوبات الهلع ، بالإضافة إلى أن المريض يشعر بأنه اكتسب القدرة على السيطرة على نفسه.

4. تدريبات التنفيس

خلال نوبات الهلع يحدث سرعة في التنفس ، وهذا ربما يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض المزعجة للمريض مثل الشعور بالدوخة أو الإغماء ، لذلك فإن المريض إذا استطاع أن يتدرب على تنظيم نفسه فإن ذلك يساعده على السيطرة على الكثير من الأعراض المزعجة لنوبات الهلع.{1}

علاج نوبات الهلع بالأدوية

كثيراً ما يصف الأطباء النفسيين الأدوية من أجل محاصرة نوبات الهلع والتي يمكن أن تؤدي إلى منع حدوثها ، لكن الأدوية لا تقلل من القلق الاستباقي للمصابين لذلك يتم وصف ( البنزوديازيبات ) مع مضادات اكتئاب من أجل إضعاف هذه الأعراض. وبعد التغلب على نوبات الهلع يتم الاستمرار بتناول مضادات الاكتئاب لفترة ستة أشهر على الأقل ، وقد يتم التوليف بين العلاج الدوائي والعلاج المعرفي السلوكي للحصول على نتائج أفضل وأسرع.{2}

نصيحة للتخلص من نوبات الهلع

هناك عامل هام في علاج نوبات الهلع ، هو أن يعيد المريض تنظيم حياته بما يقوي من استقرار جهاز التنفس كعامل تدعيمي ووقائي. ونذكر منها بعض الأمثلة :

  • إعادة النظر في ترتيب الأولويات والاحتياجات.
  • إعادة تنظيم رؤية الأمور وإعطاء كل شيء حجمه وحقه.
  • إجراء عملية تصالح داخلية ( مع النفس ) وأفقية ( مع الناس ) ورأسية ( مع الله ).
  • إعادة ترتيب العلاقات الاجتماعية بما يضمن حدوث ترابط اجتماعي يعطي الشعور بالأمن والتدعيم.
  • إحياء الجانب الروحي في النفس من خلال نظام اعتقادي وبرنامج عبادات ومعاملات صحي يعيد التوازن والاستقرار إلى النفس.{1}

المراجع

  1. [ محمد عبد الفتاح المهدي / الصحة النفسية للمرأة / الطبعة الأولى / دار اليقين / 2007 / مصر /ص 94]
  2. [ علي عبد الرحيم صالح / علم نفس الشواذ / دار صفاء للنشر والتوزيع / عمان / الطبعة الأولى / 2014 / ص 235]
زر الذهاب إلى الأعلى