علم النفس الصناعي والتنظيمي

دور الأخصائي في علم النفس الصناعي والتنظيمي

تعريف علم النفس الصناعي والتنظيمي

هو أحد فروع علم النفس ، يعرف فريزر علم النفس الصناعي والتنظيمي أنه دراسة الإنسان في حالة العمل ، وأما دريفر فيعرفه على أنه فرع من علم النفس التطبيقي يهتم بتطبيق مناهج بحث علم النفس ونتائجه في المشكلات التي تنشأ في المجال الصناعي أو الاقتصادي بما فيها اختيار العمال وتدريبهم وطرق العمل وظروفه ….ألخ.

ويعرف العالمان انجلش وانجلش علم النفس الصناعي والتنظيمي بتعريف أكثر وضوحاً وتفصيلاً فيعرفانه أنه الدراسة العلمية للمشكلات الصناعية بواسطة مناهج بحث علم النفس ومفاهيمه ومبادئه ، واستخدام النتائج لزيادة الكفاءة الإنتاجية ، والصناعة هنا تستخدم بمعنى واسع جداً لتشمل كلاً من الأعمال الحرة وأوجه النشاط التنفيذي للحكومة ، ودائرة نشاط علم النفس الصناعي والتنظيمي واسعة حتى أنها تشمل اختيار الأفراد وتدريبهم ، والروح المعنوية للعاملين ، والهندسة البشرية ، وسيكولوجية الإعلان وفن البيع ، والدراسات المسحية لحاجات المستهلكين ..الخ. {1}

أهداف علم النفس الصناعي والتنظيمي

يهدف علم النفس الصناعي والتنظيمي إلى تهيئة الظروف المناسبة التي تدفع الإنتاج إلى الأمام ، فيهتم بالوظيفة الاقتصادية الإنتاجية بالإضافة إلى الوظيفة البشرية لرعاية كل من الإنتاج والقائمين عليه من العمال ، وتهيئة الظروف التي تعمل على زيادة الإنتاج وجودته في ظل ظروف العمل ، بحيث يكون فيها العامل أكثر رضاً عن عمله وأكثر ارتياحاً له.

كما يتصدى لحل المشكلات المختلفة التي تعترض الصناعة أو تؤثر في كفاية الإنتاج حلاً عملياً ، إنسانياً ، ووضع الصحة النفسية للعامل فوق كل اعتبار ، كما يهدف إلى خلق مناخ جيد فيسود بين العمال والموظفين وإدارة المصنع جو نفسي اجتماعي وعلاقات شخصية طيبة مما يؤثر جيداً على توافق العامل بمصنعه وانتمائه له مما يزيد الإنتاج.

ويمكن تلخيص أهداف علم النفس الصناعي والتنظيمي بما يلي :

  • زيادة الكفاية الإنتاجية.
  • زيادة توافق العامل ورضاه عن عمله.
  • إنشاء نوع من الاستقرار داخل المصنع بإزالة مصادر الشكوى والمنازعات بين العمال وأصحاب العمل.
  • تنمية العلاقات الودية بين العمال وبعضهم وبينهم وبين إدارة المصنع.{2}

دور الأخصائي في علم النفس الصناعي والتنظيمي

لقد حدد فريزر دور الأخصائي في علم النفس الصناعي والتنظيمي في الموضوعات التالية :

1. زيادة إنتاجية العامل عن طريق تحسين طرق العمل ، وتطوير الآلات والمعدات ، وتحسين وسائل التدريب المهني ، وكل ما يتعلق بالعامل وواجباته.

2. إزالة الأخطار التي يحتمل أن يتعرض لها العامل والتخفيف من ضغط العوامل الفيزيقية في مجال العمل ، وتقليل التعب والملل وغير ذلك من الأمور التي تجعل العمل خطيراً.

3. معرفة متطلبات العمل ، وخصائص العامل الشخصية ، وقياس مدى امتلاك الأفراد لتلك الخصائص ويمكن استخدام ذلك كأساس لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب له أكثر من غيره.

4. زيادة الاشباعات غير المادية في مجال العمل حتى لا يصبح العمل مجرد روتين خالي من المعنى ، يجبر الفرد على تحمله ليكسب عيشه بل يجب تهيئة الظروف المادية والنفسية والاجتماعية التي تعمل على كفاية الإنتاج وجودته في ظل ظروف العمل التي يكون فيها العامل أكثر رضا في عمله وأكثر ارتياحاً.

5. كذلك يتناول الأخصائي في علم النفس الصناعي والتنظيمي حل المشكلات المختلفة التي تعترض الصناعة أو تؤثر في كفاية الإنتاج حلاً علمياً إنسانياً ، ويضع الصحة النفسية للعامل فوق كل اعتبار وكذلك إن الجو النفسي الاجتماعي الذي يسود بين العمال والأخصائيين والإداريين في أي مصنع أو شركة أو منشأة ، له من الأهمية والأثر الفعال ما يفوق الجو المادي للعمل.{3}

مجالات الدراسة في علم النفس الصناعي والتنظيمي

1. الاختيار والتوجيه المهني

يقصد بالاختيار المهني انتقاء أفضل المتقدمين لشغل وظيفة معينة أو عمل ما لهذه الوظيفة أو ذلك العمل ، يقصد بالتوجيه المهني : انتقاء أنسب عمل لشخص معين.

ويتم ذلك عن طريق ما يعرف بتطبيق الاختبارات النفسية ، لتحديد قدرات الأفراد والكشف عن استعداداتهم ، والتعرف على خصائصهم الانفعالية والدافعية بالإضافة إلى فهم حدود إمكاناتهم المهارية وذلك تمهيداً لاختيار الصالح منهم لأعمال محدده مطلوبة في المصنع والاستغناء عن غير الصالح ، أو توجيه كل منهم إلى العمل الذي تؤهله له قدراته.

2. التدريب المهني

لقد أصبح تدريب العاملين في ميدان عملهم ورفع كفاءتهم ، من السمات الأولية في ميدان الصناعة وغيرها من ميادين العمل الأخرى ، ومن المؤكد أن الفوائد المتعددة لبرامج تدريب العاملين سوف تساعد الإدارة على تحقيق أهدافها ، ولا يوجد اليوم من ينكر أهمية وقيمة التدريب المستمر للأفراد على ما يستجد ويستحدث من أساليب ومهارات وفنيات في ميدان أعمالهم.

3. الهندسة البشرية

يعتبر هذا الفرع أحدث مجالات علم النفس الصناعي والتنظيمي ، ويقصد به تصميم الآلات أو تعديلها بما يتناسب والإمكانات والاستعدادات النفسية لمن يعمل عليها من البشر.

وتعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الثالثة من مراحل تكييف ظروف العمل ، في المرحلة الأولى تم اختيار أو توجيه الفرد ، ثم بالمرحلة الثانية أعيد تدريبه وتعليمه وزيادة كفاءته بما يساعده على الاستفادة القصوى من إمكانياته البشرية ، وهكذا تأتي المرحلة الثالثة في تكييف الآلة نفسها بما يتناسب واستعداد الأفراد البدني والنفسي.

4. العلاقات الإنسانية

تعتبر العلاقات الإنسانية في ميدان العمل مجال واسع إلى حد كبير ، فهي تعني السلوك الإداري الذي يقوم على تقدير كل فرد ، وتقدير مواهبه وإمكانياته وخبراته ، واعتبار الفرد قيمة عليا بحد ذاته ، والذي يقوم على الاحترام المتبادل بين صاحب العمل أو القائم عليه والعامل ، وبين العمال بعضهم مع بعض ، وبين المشتغلين في مؤسسة من المؤسسات والمتصلين بهذه المؤسسة ، والذي يقوم على حسن النية نحو الآخرين وحسن القصد في العمل ، والذي يقوم على الدراسة العلمية الموضوعية الجماعية لمشكلات الإدارة على هدى من المصلحة العامة ، والذي يقوم على شعور وإيمان عميق بانتماء الفرد إلى الجماعة التي يعمل فيها.{4}

المراجع

  1. [ د. فرج عبد القادر طه/ علم النفس الصناعي والتنظيمي/ ص11/ طبعة رابعة 1983/ القاهرة/ دار المعارف]
  2. [ ش. كامل محمد محمد عويضة/ علم النفس الصناعي/ ص8/ طبعة أولى 1997/ بيروت/ دار الكتب العلمية]
  3. [ د. عويد سلطان المشعان/ علم النفس الصناعي/ ص15/ طبعة أولى 1994/ الإمارات/ مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع]
  4. [ د. محمود فتحي عكاشة/ علم النفس الصناعي/ص9،10/ 1999/ الاسكندرية/ مكتبة الجمهورية]
زر الذهاب إلى الأعلى