تأخر القذف “فقدان النشوة الجنسية”

يعد تأخر القذف مشكلة شائعة تواجه العديد من الرجال ، وتتمثل بعدم قدرتهم على الانتهاء من الجماع في الوقت المناسب ، ما يسبب لهم ولزوجاتهم الإحراج والضغط النفسي.

ولهذه المشكلة العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بها ، منها ما هو نفسي ومنها ما هو جسدي. ويتم تقديم العلاج المناسب لها بناءً على سبب حدوثها ، ويتضمن العلاج تقنيات العلاج النفسي والعلاج الدوائي. وفي ما يلي سوف نوضح ذلك بالتفصيل.

تأخر القذف

تأخر القذف أو كما يشار إليه “فقدان النشوة الجنسية” هو أحد الاضطرابات الجنسية ، يتميز بالغياب أو التأخر المستمر أو المتكرر للنشوة الجنسية بعد مرحلة من الإثارة الجنسية الطبيعية أثناء الجماع. حيث يمكن أن يستمر تأخر القذف عدة دقائق أو حتى ساعات ، وفي بعض الحالات قد لا يحدث القذف إطلاقاً.

أنواع تأخر القذف

هناك أربع أنواع لتأخر القذف ، هي ما يلي :

  1. تأخر القذف الأولي : يشير هذا النوع إلى الأشخاص الذين لم يسبق لهم القذف من قبل طيلة حياتهم.
  2. التأخر الثانوي : يشير إلى الأشخاص الذين كانت يحدث عندهم القذف ، ولكن توقف.
  3. التأخر النسبي : هو حدوث القذف ولكن من خلال طرق معينة ، مثل أوضاع جنسية محددة.
  4. التأخر الظرفي : هو عدم حدوث القذف إلا عندما يواجه الشخص ظروفاً أو مواقف معينة.

أعراض تأخر القذف

إن العرض الرئيسي لتأخر القذف هو طول المدى التي يحتاجها الرجل حتى يحدث القذف أو عدم القدرة إلى الوصول إلى القذف إطلاقاً. كما يمكن أن يعاني المصاب من أعراض أخرى تتمثل بالتالي :

  • الشعور بقلة الرغبة الجنسية وممارسة الجنس.
  • زيادة التوتر أو القلق قبل أو أثناء النشاط الجنسي.
  • الإرهاق والتعب نتيجة لمحاولة الوصول إلى القذف لفترة طويلة دون جدوى.

يمكن أن تختلف شدة وأعراض هذا الاضطراب من شخص لآخر ، ومن حين لآخر لنفس الشخص ، وذلك بناءً على سبب حدوثه.

أسباب تأخر القذف

يوجد العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب تأخر القذف عند الرجال ، وللعوامل النفسية تأثير كبير في هذا الاضطراب ، كما يمكن أن يكون هذا الاضطراب ناجماً عن تأثيرات بعض الأدوية أو من أصل عضوي. وتشمل الأسباب التالي :

1. الأسباب النفسية

  • الإجهاد : لا يمكننا فصل الجسد عن العقل أو العقل عن الجسد. لذلك ، التوتر ، سواء في العمل أو بين الزوجين ، يمكن أن يكون سبباً لهذا الاضطراب.
  • مشاكل العلاقة : إذا كان الشخص يعاني من مشاكل مستمرة في العلاقة أو كان أحد الزوجين غير مرتاحاً في العلاقة ، فقد يؤثر ذلك ويمنع الوصول إلى النشوة الجنسية.
  • تدني احترام الذات : وجد أن الرجال الذين يعانون من تدني احترام الذات هم أكثر عرضة للمعاناة من هذا النوع من الاضطرابات الجنسية ، لأنه لديهم سلسلة من المعتقدات السلبية تجاه أنفسهم ، على سبيل المثال ، التفكير في أنهم ليسوا قادرين على القيام بالعلاقة أو أنهم غير لبقين.
  • الصدمات المتعلقة بالجنس : الرجال الذين تعرضوا خلال الطفولة أو في مرحلة ما من مراحل حياتهم لبعض الصدمات الجنسية ، مثل الاعتداء والاغتصاب هم أكثر عرضة للإصابة بتأخر القذف.
  • توقعات مبالغ بها حول الأداء الجنسي : عندما يطلب الرجل الكثير من نفسه فيما يتعلق بأدائه الجنسي.
  • الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية : مثل القلق ، والاكتئاب.

2. الأسباب الجسدية

  • الإصابة بالتهاب البروستاتا : حيث يمكن أن يؤدي التهاب البروستاتا إلى تضيق القناة البولية وعدم القدرة على إطلاق السائل المنوي بشكل صحيح.
  • اضطراب الهرمونات : يمكن أن تؤدي بعض اضطرابات الهرمونات مثل نقص هرمون التستوستيرون إلى الإصابة بهذا الاضطراب.
  • اضطرابات الجهاز العصبي المركزي : حيث يمكن أن تؤثر بعض الأمراض العصبية مثل التصلب العصبي المتعدد على النشاط الجنسي.
  • بعض أنواع الأدوية : مثل مضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم.
  • بعض العمليات الجراحة : مثل العمليات الجراحية المتعلقة بالجهاز التناسلي.

عوامل الخطر

هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من فرصة إصابة الشخص بتأخر القذف ، تشمل :

  • العمر : حيث يزداد احتمال الإصابة بتأخر القذف مع التقدم في العمر ، حيث ينخفض مستوى هرمون التستوستيرون ويتضرر الجهاز العصبي مما يؤثر على الأداء الجنسي.
  • الأمراض الجسدية : حيث يمكن أن تزيد بعض الأمراض الجسدية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بهذا الاضطراب.
  • العادات السيئة : مثل التدخين وتناول الكحول وعدم ممارسة النشاط البدني.

مضاعفات تأخر القذف

يمكن أن يؤدي تأخر القذف إلى العديد من المضاعفات ، من بين هذه المضاعفات التالي :

  • زيادة الضغط النفسي والقلق ، نتيجة لشعور الشخص بالإحباط وعدم الرضا عن الأداء الجنسي.
  • مشاكل في العلاقة الزوجية ، نتيجة لشعور الشخص وشريكه بعدم الرضا والإحباط.
  • عدم القدرة على الاستمتاع بالجنس.
  • الإصابة بالاكتئاب بسبب الضغط النفسي وعدم الرضا عن الأداء الجنسي.

الوقاية من تأخر القذف

يمكن اتخاذ بعض الإجراءات التي تساعد في الوقاية من الإصابة بتأخر القذف ، من بين هذه الإجراءات :

  • الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي من خلال الاهتمام بالنظافة الشخصية لتجنب الإصابة بالأمراض الجنسية.
  • الحفاظ على الصحة العامة من خلال ممارسة النشاط البدني بانتظام وتناول الغذاء المتوازن الذي يحتوي على العناصر الغذائية اللازمة للجسم.
  • تجنب التدخين وتناول الكحول.
  • عدم التأخر في علاج الأمراض الجسدية التي يمكن أن تؤثر على النشاط الجنسي مثل التهاب البروستاتا.

تشخيص تأخر القذف

يتم تشخيص اضطراب تأخر القذف من خلال تقييم الأعراض والتاريخ الطبي للشخص ، وإجراء الفحوص الطبية اللازمة. ومن بين الفحوص الطبية التي يمكن إجراؤها :

  • فحص الجهاز التناسلي : حيث يتم فحص الخصيتين والبروستاتا والقضيب لتحديد ما إذا كان هناك أي مشاكل.
  • تحليل السائل المنوي : حيث يتم تحليل السائل المنوي لتحديد عدد الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها.
  • الفحص العصبي : حيث يتم فحص الجهاز العصبي للتأكد من عدم وجود أي تلف عصبي يمكن أن يؤثر على وظيفة الجهاز التناسلي.
  • تقييم الأسباب النفسية : حيث يتم تقييم العوامل النفسية التي يمكن أن تؤثر على وظيفة الجهاز التناسلي ، مثل القلق أو الاكتئاب.

في بعض الأحيان ، يتم إجراء اختبارات إضافية مثل التصوير بالأشعة أو الرنين المغناطيسي لتحديد وجود أي تشوهات أو أورام في الجهاز التناسلي.

علاج تأخر القذف

يعتمد علاج تأخر القذف على علاج السبب الذي أدى إلى ظهور هذا الاضطراب. وبعد تحديد السبب الرئيسي يتم اختيار العلاج المناسب للمريض.

عندما يكون السبب نفسي ، يجب البدء بالعلاج النفسي الذي يمكن أحياناً الجمع بينه وبين بعض الأدوية التي سيصفها الطبيب وفقاً للحالة الصحية لكل مريض.

1- العلاج النفسي

يتم استخدام عدة تقنيات من العلاج النفسي لعلاج تأخر القذف ، وأهم نوع من أنواع العلاج النفسي المستخدمة هو العلاج السلوكي المعرفي. يهدف هذا العلاج إلى تغيير السلوك الغير مرغوب فيه والتفكير السلبي الذي قد يؤدي إلى تأخر القذف. ويمكن أن يتضمن العلاج أيضاً تقنيات مثل التحليل السلوكي والتدريب على التفكير الإيجابي وتعلم مهارات التواصل والتعبير عن الرغبات الجنسية.

2- العلاج الدوائي

يتم استخدام العلاج الدوائي في الحالات التي يكون سبب الاضطراب عائد إلى عوامل فيزيولوجية أو كيميائية في الجسم. وتشمل الأدوية المستخدمة :

  • مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الإنتقائية : يستخدم هذا النوع من الأدوية لتحسين مستوى السيروتونين في الدماغ ، والذي يعتبر عاملاً مؤثراً على النشاط الجنسي. ومن هذه الأدوية الاسيرتين والفلوكستين.
  • مثبطات الدوبامين : تساعد هذه الأدوية على تحسين التوازن الكيميائي في الدماغ ، والذي يمكن أن يؤثر على وقت القذف. ومن هذه الأدوية البوبروبيون.
  • الأدوية المحفزة للجهاز التناسلي : يمكن استخدام بعض الأدوية المحفزة للجهاز التناسلي لعلاج هذا الاضطراب ، مثل الفياجرا والسيلدينافيل.

يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية ، لتفادي حدوث أي آثار جانبية.

3- العلاج الطبي

يتم استخدام العلاج الطبي لعلاج تأخر القذف الذي يعود إلى أسباب فيزيولوجية ، وتشمل هذه العلاجات :

  • الجراحة : في بعض الحالات النادرة ، قد يكون العلاج الجراحي الخيار الأمثل للأفراد الذين يكون  سبب هذا الاضطراب  عندهم هو التشوهات الخلقية أو الإصابات التي تعرضوا لها. ويتضمن العلاج الجراحي إزالة أي تشوه في الأجزاء التناسلية أو إصلاح الأضرار الناتجة عن الإصابة.
  • العلاج بالأجهزة : حيث يمكن استخدام بعض الأجهزة الطبية مثل الجهاز الذي ينبض بالكهرباء والذي يوضع على القضيب لتحفيز الانتصاب وزيادة الحساسية وتحسين وقت القذف.

4- تدليك البروستاتا

يعد تدليك البروستاتا علاجاً طبيعياً لتأخر القذف ، ولكن يجب الحرص على تنفيذه بحذر وبشكل صحيح. ويتطلب هذا العلاج مساعدة من الشريك ، حيث يتم تطبيق ضغط خفيف على الغدة البروستاتية لتحفيز تدفق السائل المنوي. ويمكن تنفيذ تدليك البروستاتا قبل البدء بالجماع ، باتباع الخطوات التالية :

  1. التحضير : يجب التأكد من نظافة اليدين واستخدام القفازات الطبية واستخدام الزيوت الطبيعية لتقليل الاحتكاك.
  2. الوضعية : يجب أن يكون الرجل في وضعية الاستلقاء على ظهره مع رفع ركبتيه ، ويجب استخدام وسادة صغيرة تحت الورك لراحة الرجل.
  3. التدليك : البدء بتطبيق الضغط الخفيف على الغدة البروستاتية ، وذلك بالتحرك بلطف في شكل حرف “S” من الأعلى إلى الأسفل ، ويجب الحرص على عدم التطبيق بشكل قوي.

يجب الحرص على عدم إجراء التدليك بشكل مفرط أو غير صحيح ، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تضرر البروستاتيا مما يسبب ألم وتورم. كما يجب الحرص على استشارة الطبيب قبل تنفيذ هذا العلاج ، حيث يمكن أن يكون هناك ضرورة لإجراء فحص طبي لتحديد ما إذا كان التدليك مناسباً لحالة الرجل أم لا.

5- العلاج بالحرارة

يعد العلاج بالحرارة من العلاجات الطبيعية لتأخر القذف ، ولكن يجب الحذر عند استخدامه والتأكد من عدم تعريض الجسم لدرجات حرارة مرتفعة جداً. ويمكن تنفيذ العلاج بالحرارة قبل البدء بالعلاقة الجنسية ، باتباع الخطوات التالية :

  1. التحضير : يجب استخدام المصدر المناسب للحرارة مثل المناشف الساخنة أو الوسائد الحرارية والتأكد من درجة الحرارة المناسبة.
  2. الوضعية : يمكن وضع المصدر الحراري على العانة أو الخصيتين لمدة 5-10 دقائق.
  3. التكرار : يمكن تكرار العلاج بالحرارة بشكل منتظمة ، ولكن يجب الحرص على عدم تعرض الجسم لدرجات حرارة مرتفعة جداً.

نصائح للتعايش مع تأخر القذف

في ما يلي بعض النصائح التي يمكنك تطبيقها للتعايش مع مشكلة تأخر القذف :

  • حاول التخلص من الأفكار السلبية والقلق قبل وأثناء النشاط الجنسي. وذلك باستخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل.
  • تجنب المواد التي يمكن أن تؤدي إلى تأخير القذف قبل العلاقة الجنسية ، مثل الكحول أو التبغ أو المخدرات.
  • زيادة التحفيز الجنسي قبل الانخراط في الجماع مثل القبلات واللمس.
  • تجنب التحفيز الجنسي المفرط مثل مشاهدة الأفلام الإباحية يومياً.
  • تواصل مع الشريكة بشكل صريح ومفتوح حول المشاعر والاحتياجات.
  • تجربة وضعيات جديدة ، فقد تساعد وضعيات معينة على الوصول للقذف بسرعة أكبر.
  • تناول أغذية صحية تشمل الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة.

أسئلة شائعة حول تأخر القذف

هل تأخر القذف عند الرجال يمنع الحمل؟

ليس بالضرورة أن يمنع تأخر القذف الحمل أو يحد من القدرة على الإنجاب. ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يكون تأخر القذف معيقاً للإنجاب وذلك في حال عدم وجود حيوانات منوية كافية أو عدم قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة. وهذا أمر نادر جداً ويحتاج إلى زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة.

هل تأخر القذف يسبب العقم؟

لا ، إن تأخر القذف لا يسبب العقم ، لكن قد يؤثر على فرص الحمل في بعض الحالات ، ويعتمد ذلك على السبب الذي يؤدي إلى تأخر القذف.

ففي حال كان تأخر القذف ناتج عن اضطرابات في الجهاز العصبي أو الغدة الدرقية أو الغدة النخامية ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل عدد الحيوانات المنوية أو تشوهها وبالتالي يقلل من فرص الإنجاب. أما إذا كان تأخر القذف لا يرتبط بأي اضطرابات صحية ، فإنه لا يؤثر على القدرة على الإنجاب.

كيف أعرف أني أعاني من تأخر القذف؟

هناك علامات رئيسية يمكن من خلالها معرفة إذا كنت تعاني من اضطراب تأخر القذف. تشمل :

  • تستغرق وقت غير طبيعي حتى تحدث عملية القذف. فالمعدل الطبيعي هو حوالي 5-10 دقائق من الجماع ، فإذا تجاوز وقت القذف هذا بكثير ، قد يكون هناك مشكلة.
  • تعاني في بعض الأوقات من عدم القدرة على القذف أثناء الجماع أطلاقاً.
  • تشعر بالقلق وعدم الثقة قبل النشاط الجنسي أو اثناءه ، وذلك بسبب عدم القدرة على القذف خلال فترة زمنية طبيعية.
  • تشعر بألم أو عدم راحة أثناء التحفيز الجنسي.
  • تعاني من قلة رغبة في ممارسة الجنس بسبب هذه المشكلة.

إذا كنت تعاني من هذه العلامات أو بعضها فيجب عليك زيارة الطبيب للتأكد من حالتك وتلقي العلاج المناسب.

زر الذهاب إلى الأعلى