كيف يفكر مريض الفصام

كيف يفكر مريض الفصام ؟ الكثير من الأشخاص يراودهم هذا السؤال ، وبعيداً عن السبب الذي يجعل الشخص يطرح هذا السؤال على نفسه أو على غيره ، سوف نتناول في شرحنا هذا الطريقة التي يفكر بها مريض الفصام ، كما سوف نتناول التخيلات والسلوكيات التي يقوم بها ويفعلها. ولكن يجب في البداية التعرف على مرض الفصام وماهيته.

الفصام

يعد الفصام أحد الأمراض الذهانية الوظيفية ، ويتميز بمجموعة واسعة من الأعراض النفسية والعقلية التي تؤدي إلى تدهور في الشخصية والسلوك. وأكثر ما يميز الفصام هو التحريفات في التفكير والإدراك. وكذلك في العواطف التي تكون غير ملائمة أو متبلدة.

كيف يفكر مريض الفصام

لتبسيط الإجابة عن سؤال كيف يفكر مريض الفصام ؟ يمكن تصنيف أفكاره وتصرفاته بأربع فئات رئيسية ، وهي ما يلي :

1. من ناحية التفكير

  • تكون أفكار مريض الفصام غير واقعية وغير معقولة ، ويتصف تفكيره بعدم الانتظام وهذا ما يسبب صعوبة في فهم أفكارهم أو تتبع الكلام أو الشروحات التي يقوم بسردها ، كما وتكون جمله غير مترابطة ببعضها البعض.
  • ينتقل مريض الفصام بأفكاره من موضوع لأخر بشكل غير منطقي ، وفي بعض الحالات يشعر بعدم وجود أفكار وكأن رأسه فارغ.
  • يظن بعض مرضى الفصام بأنهم يمتلكون قوة خارقة وغير موجودة عند باقي الناس ، وأنهم يمتلكون معارف كثيرة وعظيمة. وفي بعض الحالات الأخرى يضن البعض أن الأخرين يسيطرون على أفكارهم.

2. من الناحية الإدراكية

  • يحس مريض الفصام بوجود خبرات حسية غير موجودة في الواقع وتتمثل هذه الخبرات في أغلب الأحيان بشكل هلاوس سمعية ، أي أنه يسمع أصوات غير موجودة في الواقع مثل أن يسمع أحد يعلق على فعل يقوم به المصاب بالفصام .
  • يحس المصاب بالفصام في بعض الأوقات بأن أحد يحدثه أو يأمره بفعل شيء ما.

3. من الناحية الانفعالية

  • لا يقوم مريض الفصام بالتفاعل مع الأحداث المحيطة به ، أي أنه لا يفرح عند سماع خبر مفرح أو لا يحزن عن سماع خبر محزن ، وهذا التفاعل يشمل التفاعل بالكلام وأيضاً بتعابير الوجه.
  • يمكن أن يعبر بعض المصابين بالفصام عن مشاعرهم في بعض الأحيان ، ولكن في وقت غير مناسب أو يعبرون بطريقة لا تتناسب مع الموقف الحاصل ، حيث يمكن أن يضحك مريض الفصام عند سماع خبر سيئ أو يحزن عند سماع خبر مفرح.

4. من الناحية السلوكية

  • يقوم مريض الفصام بالقيام بأداء حركات نمطية بشكل متكرر مثل أن يقوم بهز رجله  أو رأسه لفترة طويلة وباستمرار.
  • يتصف المصاب بالفصام بالعدوانية حيث يمكن أن يقوم بأفعال عدوانية أو التحدث بعدوانية مع الغير.
  • يتصف سلوك مريض الفصام بالفضول والإلحاح والتدخل بأمور لا تعنيه.

ماذا يتخيل مريض الفصام

بالإضافة إلى الطريقة أو كيف يفكر مريض الفصام هناك سؤال آخر يطرح هو ماذا يتخيل مريض الفصام ؟ هناك مجموعة من التخيلات التي تدور في عقله ، والتي تعد غير منطقية وواقعية. وهذه التخيلات هي ما يلي :

  • يتخيل مريض الفصام أن هناك من يحاول قتله ويترصد به ويحاول التخلص منه.
  • يفسر مريض الفصام الكثير من الأشياء الطبيعية على أنها غير طبيعية ، ويتخيل أنها إشارات لأشياء أخرى وهكذا.
  • يظن المصاب بالفصام أنه يمتلك قوى غير طبيعية وخارقة وغير موجودة عند غيره من الناس ، وأنه يمتلك معرفة أكثر من غيره.
  • يظن المصاب بالفصام أنه مشهور وأن الكثير من الناس يعرفونه ويكنون له مكانة عالية مما يجعله يعامل الناس من حوله بتكبر وتعالي.
  • يتخيل مريض الفصام أصوات وأشياء غير موجودة ، مثل سماع أصوات وهي في الواقع غير موجودة أو رؤية أشياء أو تفسيرها بشكل مخالف للواقع.

التعامل مع مريض الفصام

بعد التعرف على كيف يفكر مريض الفصام وماذا يتخيل لا بد من أن نقوم بذكر بعض النصائح للتعامل معه ، حيث أن التعامل مع مريض الفصام يحتاج إلى ذكاء وحنكة ، كما يجب العمل على التخفيف من الفوضى الداخلية التي يعاني منها المصاب بالفصام ، والعمل على جعل المريض يتقبل الفرد الذي يتعامل معه ويشعر بالراحة تجاهه. وهناك مجموعة من النصائح يجب مراعاتها عند التعامل مع مريض الفصام ، وهي ما يلي :

  1. عدم مناقشة المريض بالأوهام والهلاوس التي يعاني منها ومحاولة إقناعه بشكل منطقي أنها غير صحيحة أو غير منطقية وذلك لأن المصاب بالفصام سوف يتشبث بها بشكل أكبر.
  2. عند حديث المريض عن أوهامه وهلاوسه واعتقاداته يجب البحث عن الأسباب التي تؤدي به إلى هذه الأشياء ومعرفة صورته عن ذاته وعدم التركيز عليها بذاتها.
  3. يجب إظهار التقبل لأفكار المصاب بالفصام بأسلوب بسيط وواضح. وعدم مقاطعة حديثه أو التعليق على شيء يقوله.
  4. يجب اتباع أسلوب صريح مع المصاب بالفصام ، فيجب عدم التظاهر بأن أفكار المريض ومعتقداته صحيحة بل يجب إشعاره بأنها صحيحة من وجهة نظره.
  5. تجنب الضحك عندما يقول المصاب بالفصام شيئاً غريباً لأنه سوف يفسر الضحكة على أنها عدم احترام وفهم له ، ويجعله لا يثق بك.

إذا كنت تشعر أن هذه الأفكار والتخيلات تراودك أو تدور في عقلك أو في شخص قريب منك فلا بد من مراجعة الطبيب واستشارته ، فالكشف المبكر عن المرض يساعد كثيراً في الشفاء ويجنبك العناء.

المراجع

  1. علم النفس المرضي / مجدى أحمد محمد عبدالله / دار المعرفة الجامعية .
  2. المرجع العاشر للتصنيف الدولي للأمراض / تصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية ICD10 / منظمة الصحة العالمية.
  3. الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية / الدكتور محمد حسن غانم / مكتبة الأنجو المصرية.
زر الذهاب إلى الأعلى