ما هو الفصام ، تعرف عليه وعالجه

نبذة مختصرة :

  • إن مريض الفصام لا يسلك سلوكاً متوائماً مع المواقف وتوقعات المجتمع.
  • هذا المرض لا يسبب ألم عضوي ، ولكن شدة المعاناة العقلية التي يسببها تجعل المريض يتمنى استبدالها بألم عضوي.
  • لا يستطيع المريض التمييز بين الواقع والخيال.
  • يصاب كل من النساء والرجال بشكل متساوي بمرض الفصام ، ولكن يظهر هذا المرض عند الذكور بشكل مبكر أكثر من الإناث.
  • لا يوجد سبب دقيق ومحدد للإصابة بهذا المرض ، ويعتقد العلماء أن السبب هو مزيج من العوامل الوراثية والبيئية.
  • إن علاج انفصام الشخصية مبكراً ، يؤدي إلى نتائج أفضل.

تعريف الفصام

يعد الفصام أحد الاضطرابات العقلية ذات الخطورة الكبيرة ، والذي يتميز بالذهان والهلوسة والأوهام والتغيرات العاطفية والسلوك الغريب واضطرابات في اللغة والتفكير ، هو من الاضطرابات المزمنة واسعة الانتشار حول العالم.

ويمكن أن يتطور عبر مراحل متتابعة وهذه المراحل هي : مرحلة ما قبل المرض ، والمرحلة الأولية للمرض ، ومرحلة الوسط والمتأخرة ، وتختلف مدة كل مرحلة وخصائصها ، لكن تظهر أعراض هذا الاضطراب عادةً في مرحلة المراهقة ، ونادراً ما تحدث في مرحلة الطفولة أو الشيخوخة.

وعلى الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق لهذا الاضطراب ، إلا أن له أساس بيولوجي كما يتضح من خلال التغيرات التي تحدث في بنية الدماغ وأيضاً في النواقل العصبية.

ويرى بعض العلماء أن الفصام يحدث عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النمو العصبي ، وأنه يمكن أن تكون العوامل الكيميائية الحيوية مثل تعاطي المخدرات ، أو العوامل الاجتماعية مثل فقدان العمل أو نهاية العلاقات سبباً لحدوث هذا الاضطراب.

أنواع الفصام

هناك خمس أنواع للفصام كانت في السابق معتمدة من قبل العلماء ، ولكن في الوقت الحاضر لم تعد مستخدمة وأصبحت جميعها تحت المسمى الرئيسي ، وهي ما يلي :

1. الفصام المصحوب بجنون العظمة

ويعرف أيضاً باسم البارانودي ، ويعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعاً ، عادة ما يظهر الأفراد المصابون بالفصام المصحوب بجنون العظمة سلوكاً غير طبيعي ويشعرون أنهم مراقبون من الناس حولهم ، وغالباً ما يظهر عليهم الغضب والقلق والكراهية تجاه الآخرين ، ومع ذلك فإن الأفراد المصابين بهذا النوع يتمتعون بوظيفة وتعبير فكري طبيعي.

2. الفصام الكتوني

يتميز هذا النوع باضطرابات الحركة ، ويميل الأشخاص المصابون به إلى عدم الحركة أو الحركة بشكل مفرط ، وأيضاً يظهر لديهم في بعض الحالات أنهم يرفضون الحديث إطلاقاً أو يقومون بتكرار ما يقوله الآخرون.

3. الفصام الهيبفريني

هذا النوع هو أقل الأنواع قابلية للشفاء ، يتميز الأشخاص المصابون بالهيبفريني بالكلام غير المنظم والسلوك الذي يصعب فهمه ، وفي بعض الأحيان يمكن أن يضحكوا دون سبب ، أو ينشغلوا بتصوراتهم.

4. الفصام المتبقي

في هذا النوع لا يظهر على المصاب به الأعراض الشائعة للفصام مثل الأوهام والهلاوس والكلام والسلوك غير المنتظم ، ويشمل وجود معرفة غير مألوفة.

وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص المصابين بالفصام لا يدركون عادةً أنهم مصابون بالمرض ويحتاجون إلى العلاج.

5. السينوباثي

يتميز المصابين بالنوع السينوباثي بشعورهم بأحاسيس جسدية غريبة ومزعجة دون وجود مرض حقيقي يؤدي إليها.

أسباب الفصام

على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق الذي يؤدي إلى إصابة الشخص بالفصام ، إلا أن هناك العديد من العوامل التي من المحتمل أن تكون سبباً في حدوث هذا الاضطراب أو تساعد على حدوثه ، تشمل هذه العوامل ما يلي :

1. التغيرات البيوكيميائية

أظهرت بعض الدراسات أنه يمكن أن يكون سبب الإصابة بالفصام راجع لمشكلة التواصل بين الخلايا العصبية ، وتبين من خلال الدراسات أن أعراض الذهان التي يتميز بها هذا الاضطراب ، تحدث نتيجة لزيادة نشاط الدوبامين ( هو ناقل عصبي موجود في مناطق مختلفة من الدماغ وهو مهم جداً لوظيفة الجسم الحركية). وبنت الدراسات هذه النتيجة على حقيقة أن الأدوية التي تخفض الدوبامين تخفض من أعراض الذهان.

2. تغيرات في بنية الدماغ

من خلال الفحص تبين أن حوالي نصف المصابين بهذا المرض تظهر لديهم تغيرات في بنية الدماغ ، تشمل هذه التغيرات تمدد البطينين ، وانخفاض حجم الفص الصدغي والمهاد وقشرة الفص الجبهي ، ولكن هذه التغيرات ليست خاصة فقط بالأشخاص المصابين بالفصام ولا تظهر عند جميع المصابين به.

3. تغيرات في عمل الدماغ

بينت كثير من دراسات التصوير العصبي الوظيفي انخفاض في وظيفة قشرة الفص الجبهي عند المصابين بالفصام ، يشكل هذا القصور الجبهي أحد أكثر النتائج البيولوجية تبايناً للفصام ، كما يظهر هذا القصور الجبهي بشكل أكثر وضوحاً أثناء الاختبارات العقلية التي تتطلب تنشيط الفص الجبهي.

عوامل الخطر

1. العوامل الوراثية

الأفراد الذين لديهم أقارب بالدم مصابين بالفصام هم أكثر عرضة بنسبة 10 % للإصابة بهذا الاضطراب ، كما يزداد احتمال الإصابة بنسبة 40 % عندما يكون كلا الوالدين مصابين به ، وبالنسبة للتوائم إذا كان أحد التوائم مصاب فيزيد خطر إصابة التوأم الآخر بنسبة تصل إلى 50 %.

2. المضاعفات أثناء فترة الحمل والولادة

يمكن أن يحدث الفصام بسبب التعرض لسموم وفيروسات أثناء فترة الحمل ، أيضاً يمكن أن يحدث بسبب إصابة الأم بالسكري أو تعرضها للنزيف أثناء الحمل ونقص التغذية ، كما يمكن أن تؤدي المضاعفات التي تحدث أثناء الولادة إلى إصابة الطفل بالفصام ، ومن هذه المضاعفات على سبيل المثال الولادة المبكرة والاختناق أو نقص الأوكسجين عند الولادة.

أعراض الفصام

هناك مجموعة من الأعراض التي يعاني منها المصاب بانفصام الشخصية ، ويمكن أن تكون هذه الأعراض داخلية و خارجية ، كما يمكن أن تكون من أصل عضوي أو استجابة لعوامل خارجية. وتقسم أعراض الفصام إلى إيجابية وسلبية وتشمل ما يلي :

1. الأعراض الإيجابية

وهي أي تغيير يطرا على السلوك أو الأفكار. وتشمل ما يلي :

  • الهلاوس : ويقصد بها استجابة المريض لمنبهات خارجية دون وجودها في الواقع ، ويمكن أن تكون هذه الهلاوس سمعية و بصرية وشمية وحسية وذوقية ، والمقصود بها مثلاً أن يسمع المريض أصوات وهي في الواقع غير موجودة.
  • الأوهام : والمقصود بها هو اعتقاد الفرد وأيمانه بأمر خاطئ مع استحالة إقناعه بعدم صدقه أو صحته. ومن أمثلة هذه الأوهام : توهم العظمة ، توهم المرض ، توهم الخيانة.
  • اضطرابات التفكير والسلوك : ومن هذه الاضطرابات عدم قدرة مريض الفصام على التعبير عن أفكاره ، وعدم ترابط الأفكار والتحكم بها. وهذا بدوره يؤدي إلى مشكلات سلوكية مثل العزلة.

2. الأعراض السلبية

وتتمثل هذه الأعراض بالانسحاب الاجتماعي ، وعدم الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية والعاطفية. وتشمل ما يلي :

  • الانسحاب العاطفي والاجتماعي.
  • عدم القدرة على الكلام أو التفكير التلقائي (العفوي).
  • قلة الانتباه.
  • عدم القيام بالمبادرة.
  • التبلد أي فتور المشاعر واللامبالاة.
  • انعدام تعابير الوجه.
  • التفكير النمطي.
  • صعوبة التفكير التجريدي.
  • فقدان الدافعية.

مضاعفات الفصام

يؤدي ترك مرض الفصام دون علاج إلى مشاكل كثيرة وخطيرة تؤثر على جميع جوانب حياة المصاب. وأهم هذه المضاعفات ما يلي :

  • التفكير بالانتحار أو القيام بمحاولات انتحارية.
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • تعاطي الكحول والمخدرات.
  • العزلة الاجتماعية والانسحاب الاجتماعي.

تشخيص الفصام

إن التشخيص ليس بالأمر السهل ، ففي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى ظهور أعراض شبيهة بالفصام ، وتزداد صعوبة التشخيص أيضاً لأن العديد من الأشخاص الذين تم تشخيصهم لا يعتقدون بأنهم مصابون بالمرض ، ويعد نقص وعي الشخص المصاب بالمرض من أعراض الفصام ويعقد العلاج بشكل كبير.

لتشخيص المرض يجب أن يعاني الشخص من اثنين أو أكثر من الأعراض التالية التي تحدث باستمرار في سياق انخفاض الأداء الوظيفي وهي ما يلي :

  • الأوهام.
  • الهلاوس.
  • الكلام غير المنطقي.
  • السلوك غير المنظم.

يمكن أن تكون الأوهام أو الهلاوس وحدها كافية لتشخيص الفصام ، وإن التعرف على المرض عند الفرد في وقت مبكر يمكن أن يساعد بشكل كبير الفرد على إدارة المرض وتقليل نوبات الذهان والتعافي منه.

علاج الفصام

تتمثل أفل طريقة لعلاج هذا الاضطراب في الجمع بين العلاج النفسي وإعادة التأهيل والعلاج بالأدوية.

1. العلاج الدوائي

يطلق على الأدوية المستخدمة لعلاج أعراض الفصام اسم مضادات الذهان ، وتعمل مضادات الذهان على تصحيح التوازن الكيميائي العصبي في الدماغ مما يقلل الأعراض أو يقضي عليها تماماً ، ويمكن أن توصف الأدوية على شكل أقراص أو أقراص سريعة الذوبان أو كبسولات أو سوائل أو حقن.

توجد مجموعتين من من مضادات الذهان ، تسمى المجموعة الأولى وهي الأقدم مضادات الذهان النموذجية ، تشمل أدوية مثل : هالوبيريدول ، وفلوفينازين ، وبرومازين ، وزوكلوبينثيكسول ، وسولبيريد وكلوربرومازين.

وتسمى المجموعة الثانية الحديثة بمضادات الذهان “غير النمطية” تشمل الأدوية التالية : أميسولبرايد ، أريبيبرازول ، كيتيابين ، كلوزابين ، أولانزابين ، بالبيريدون ، ريسبيريدون ، سرتيندول ، زيبراسيدون ، أسينابين ، بريكسبيبرازول ، إيلوبيريدون ، كاريبيد.

تعد المجموعتين ذات فعالية في علاج الفصام وأعراضه ، ولكن وجد المختصون أن مضادات الذهان النموذجية تسبب آثار جانبية أقل لدى بعض الأشخاص.

وغالباً ما يستخدم الأطباء النفسيون بعض الأدوية بالإضافة إلى مضادات الذهان لتقليل الآثار الجانبية أو لعلاج بعض الأعراض الأخرى مثل المهدئات المستخدمة لتقليل التوتر والقلق والانفعالات ، والحبوب المنومة لعلاج الأرق ، ومضادات الاكتئاب لعلاج الأعراض الاكتئابية المرافقة للفصام.

كما يمكن أن تكون بعض الطرق غير الدوائية مفيدة أيضاً للمساعدة في التخلص من الأعراض ، مثل مراجعة عادات الأكل والوجبات الغذائية ، وكذلك الانخراط في الأنشطة التي تحد من التوتر مثل التمارين الرياضية.

الآثار الجانبية للأدوية 

يمكن أن تؤدي مضادات الذهان إلى ظهور بعض الآثار الجانبية ، تشمل هذه الآثار ما يلي :

  • مشاكل في الحركة.
  • تقلص في العضلات.
  • رعشة في الجسم.
  • بطء في الحركة.
  • الشعور بالضيق.
  • ضعف الرغبة الجنسية.
  • قلة النوم أو الشعور بالنعس.
  • زيادة في الوزن.
  • الغضب بدون سبب.
  • الشعور بالقلق.
  • إفراز اللعاب.
  • صداع في الرأس.
  • الشعور بالدوار.
  • تسارع في ضربات القلب.

تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر ، ومن دواء لآخر ، ويقوم الطبيب المشرف على علاج المريض بوصف الدواء المناسب واتخاذ الإجراءات المناسبة لتفادي حدوث هذه الأعراض.

2. العلاج النفسي

توجد طرق متعددة للعلاج النفسي ، من هذه الطرق ما يلي :

1. العلاج المعرفي السلوكي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأشخاص على التفكير في كيفية إدراكهم لأنفسهم أو للآخرين أو من حولهم ، كما يبحث في كيفية تأثر الأفكار والمشاعر بالأفعال ، ويمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي على إحداث تغيير في التفكير (الإدراكي) والسلوك وبالتالي تحسين الرفاهية عند الشخص.

وعلى عكس أشكال العلاج الأخرى التي تركز على مناقشة القضايا المتعلقة بالمرض ، يركز العلاج المعرفي السلوكي على المشكلات والصعوبات التي تواجه الفرد في الوقت الحالي ، ويبحث عن طرق لتحسين  التفكير والسلوك الحالي للشخص.

2. جلسات علاج نفسي فردية

جلسات العلاج النفسي الفردية عبارة عن محادثات متفق عليها بانتظام بين المريض والطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي ، ويمكن أن تركز العلاج على مجالات مختلفة ، مثل : مشاكل أو تجارب أو أفكار أو مشاعر أو علاقات حالية أو سابقة.

3. العلاج الأسري المنهجي

لا يتمثل هذا العلاج في النظر إلى الشخص الذي يُعالج نفسياً على أنه شخص يعاني من مشكلة ، بل توسيع نطاق التركيز ومراقبة عمل أفراد الأسرة الآخرين من أجل خلق توازن جديد في الأسرة.

4. إعادة التأهيل

يتمكن العديد من المصابين بالفصام من التغلب على الصعوبات التي تواجههم بدعم من برامج مختلفة لتطوير مهاراتهم في حل المشكلات ومهاراتهم الحياتية وقدرتهم على إدارة الأموال والمساعدة في مواصلة تعليمهم أو عملهم ، ومن المفيد أيضاً مقابلة أشخاص آخرين مصابين بالفصام يتماثلون للشفاء أو التحسن.

5. الاستشارة والعلاج النفسي الداعم

يمكن أن تساعد الاستشارة في التخفيف من بعض صعوبات الحياة ومشاكلها ، وكذلك مناقشة مشاكل الحياة اليومية.

نهاية مرض الفصام

إن الكثير من العلماء يقسمون نهاية مرضى الفصام إلى ثلاث مجموعات وهي على الشكل التالي :

  1. إن ثلث مرضى الفصام بعد تلقيهم علاج مناسب يتمكنون من عيش حياة شبه طبيعية.
  2. والثلث الأخر يبقى يعاني من بعض أعراض الفصام مع استمرار قدرتهم على القيام بوظائفهم في المجتمع.
  3. والثلث الأخير يبقى يعاني من خلل شديد في وظائفه مما يتطلب دخوله إلى المشفى بصورة متكررة.

أسئلة شائعة

1. هل يصبح مريض الفصام متشرداً أو يعيش في المستشفى؟

لا ، إن غالبية مرضى الفصام يعيشون مع أسرهم أو بمفردهم.

2. هل يجعل الفصام الشخص خطيراً؟

نادراً ما يكون المصاب بمرض انفصام الشخصية خطيراً ، ويعود السلوك العنيف عند مرضى الفصام لعوامل أخرى مثل تعاطيهم للكحول والمخدرات.

3. هل الفصام يعني تعدد الشخصيات؟

لا يعني الفصام تعدد الشخصيات أو انقسام الشخصية لشطرين. بل هو اضطراب وقد ذكرنا أعراضه سالفاً.

4. متى يدخل مريض الفصام المشفى؟

عندما تكون حالته شديدة جداً وتؤثر على حياة من حوله فيفضل أن يدخل إلى المشفى وعندما تنخفض شدة أعراضه يتم إعادته إلى أسرته.

5. متى يجب رؤية الطبيب؟

عندما تظهر أعراض الفصام المذكورة سابقاً كلها أو جزء منها فيجب استشارة الطبيب بأسرع وقت لأن الكشف المبكر عن المرض يؤدي إلى نتائج علاجية أفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى