ما هي الشيزوفرينيا (فصام العقل) ، أعراض الشيزوفرينيا وطرق العلاج

تعد الشيزوفرينيا من أكثر أنواع الاضطرابات الذهانية شيوعاً ، وتتميز بالاختلال الشخصي الشديد ، وتشوه الواقع وعدم القدرة على الاندفاع في الحياة اليومية. وإن أول من وضع مصطلح الشيزوفرينيا العالم يوجين بلور ، ويتألف من لفظين هما (شيزو) ويعني انقسام أو فصام و (فرينيا) ومعناها العقل. وقد جاءت هذه التسمية لتحل مكان مصطلح (الخرف المبكر) الذي وضعه العالم كربلاين.

الشيزوفرينيا

كثيراً ما يحدث خلط بين مصطلح الشيزوفرينيا وبين مصطلح ازدواج الشخصية أو تعدد الشخصيات ، وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد فرق بين هذه المصطلحات فازدواج الشخصية أو تعدد الشخصيات هي حالات هستيرية نفسية تنقسم فيها شخصية الفرد إلى جزأين أو أكثر ، ويكون أحد هذه الأجزاء مسيطراً في وقت معين ، ويليه الجزء الأخر بالسيطرة في وقت آخر ، أي أن الفرد يمتلك شخصيتين أو أكثر مختلفات في سماتهما.

أما الشيزوفرينيا فهي مرض يتميز بالهلوسات خاصة السمعية والنقص الانتباه للعالم الخارجي ، والنقص في حب الاستطلاع ، واضطراب التفكير ، وعدم فهم الكلام ، والأوهام والسلوك النمطي.

أسباب الشيزوفرينيا وعوامل الخطورة

قامت الكثير من الدراسات والأبحاث للكشف عن السبب وراء إصابة الشخص بمرض الشيزوفرينيا ، وتوصلت الدراسات إلى أنه لا يوجد سبب واحد محدد يقف وراء هذا المرض إنما هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الشخص بالشيزوفرينيا ، وتشمل هذه العوامل التالي :

1. العوامل الاجتماعية

تعد مشاكل الحياة اليومية والضغوط الاقتصادية ونقص العلاقات الاجتماعية مع نقص الرعاية الطبية الكافية عوامل تزيد من خطر إصابة الفرد بالشيزوفرينيا ،

2. علاقة الطفل بوالديه

إن لعلاقة الطفل بوالديه في سنين حياته الأولى أهمية كبيرة برسم حياته المستقبلية. وتشير بعض الدراسات إلى أن الأم أو الوالدين يمكن أن يزيدا من خطر إصابة الطفل بالشيزوفرينيا وذلك من خلال أسلوب تعاملهما مع الطفل حيث أن تعليق الطفل بالأم بشكل كبير ، والتناقض في معاملته مثل أن تقول له أخرج للعب وعندما يخرج تقول له كيف يمكن أن تتركني وحيدة هذا يثير عنده مشاعر الذنب ومشاعر الذنب تعد عاملاً مساعداً للإصابة بهذا المرض.

3. الاستعداد الوراثي

تلعب العوامل الوراثية دوراً بارزاً في إصابة الشخص بالشيزوفرينيا ، حيث تبين من خلال الدراسات التي أجريت على التوائم أن الآباء المصابين بالفصام تزداد فرصة إصابة أبنائهم بالفصام أكثر من غيرهم من الأفراد. وقد بينت الدراسات في بعض الحالات أن الآباء المصابين بالشيزوفرينيا قد أورثا أطفالهم موروثاً شاذاً أو أكثر. ولكن لا يعني هذا أن كل أب أو أم مصابة بالشيزوفرينيا يمكن أن تورث أطفالها هذا المرض.

4. كيمياء الدماغ

أشارت بعض الدراسات إلى وجود شذوذ بيوكيماوي نوعي في أدمغة الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا. فمن أجل الاتصال بين الخلايا العصبية توجد في الدماغ مواد يطلق عليها أسم النواقل العصبية ، ومن بينها يوجد ناقل اسمه الدوبامين ، وهذا الناقل وجد الكثير منه في أدمغة المصابين بالشيزوفرينيا.

أعراض الشيزوفرينيا

تظهر على المصاب بالشيزوفرينيا مجموعة من الأعراض المختلفة ، وتشمل هذه الأعراض ما يلي :

1. تشوهات التفكير والانتباه

  • انعدام الترابط في الحديث وتحول الأفكار من موضوع إلى آخر بطرائق غير مترابطة.
  • التأثر بأصوات الكلمات وليس بمعناها ، أي ربط الكلمات حسب القافية.
  • عدم القدرة في السيطرة على الإدراك وتركيز الأفكار.
  • التفكير غير المنتظم مما يسبب صعوبة في فهم حديث مريض الشيزوفرينيا.
  • المعتقدات الخاطئة وسوء تفسير الواقع.
  • الاعتقاد بوجود قوة خارجية تحاول السيطرة على أفعال الآخرين وأفكارهم.
  • أوهام الاضطهاد والعظمة.

2. تشوهات الإدراك

  • الهلوسة السمعية : مثل أن يسمع الشخص أصواتاً غير موجودة في الواقع تخبره ما يجب عليه أن يفعله أو تعلق على تصرفاته وأفكاره.
  • الهلوسة البصرية : تتمثل برؤية المريض مخلوقات غريبة أو أشخاص في السماء ، وتعد الهلوسة البصرية أقل شيوعاً من السمعية.

3. قصور التعبير الانفعالي

  • عدم القدرة على إظهار الاستجابات العاطفية الطبيعية.
  • بلادة التعبير العاطفي.
  • التعبير العاطفي المخالف للموقف مثل أن يحزن المريض عند سماعه لخبر مفرح.

4. مشاكل حركية

  • القيام بحركات شاذة : مثل أن يقوم بحركات غريبة في وجهه ، أو القيام بحركات غريبة بيديه وأصابعه أو أن لا يقوم بإظهار أي تعابير حركية ويصبح مثل التمثال.

5. انخفاض القدرة على الأداء

  • عدم القدرة في القيام بالأعمال الروتينية اليومية.
  • عدم القدرة على الانسجام في المدرسة.
  • تدهور الصحة الشخصية.

تشخيص الشيزوفرينيا

يتم تشخيص الشيزوفرينيا من قبل الطبيب ، وذلك بالنظر إلى الأعراض التي يعاني منها المريض ، ويقوم الطبيب النفسي بدايةً بإجراء بعض الفحوصات للتأكد من خلو المريض من أي أمراض عضوية أو نفسية تؤدي إلى ظهور هذه الأعراض ، ومن ثم يتم العمل على مطابقة أعراض المرض مع الأعراض التي يعاني منها المصاب.

علاج الشيزوفرينيا

يوجد عدة طرق لعلاج أعراض الشيزوفرينيا ، وكل طريقة من الطرق تساعد في علاج مجموعة من الأعراض. وتشمل هذا الطرق ما يلي :

1. العلاج الدوائي

هناك مجموعة من الأدوية التي تساعد في التخلص من أعراض الشيزوفرينيا والتي تعرف باسم مضادات الذهان التقليدية ومنها ( كلوربرومازين ، هالوبيريدول ، دروبيريدول ،فلوبنثيكسول ، بيموزيد ، ثيوريدازين). تعمل هذه الأدوية على علاج الهلاوس والعدوانية والهياج والسلوك الغريب واضطرابات التفكير.

ولمضادات الذهان بعض الآثار الجانبية السيئة مثل التيبس ، والانقباض العضلي اللاإرادي ، والتصلب ، ورعشة الأطراف والإحساس بالتململ. لذا يجب أن يقوم الطبيب بوصفها وتجنب أخذها دون علم الطبيب.

2. العلاج بالصدمات الكهربائية

يعد العلاج بالصدمات الكهربائية علاجاً فعالاً لبعض حالات الشيزوفرينيا ، وقد ثبتت فاعليته العلاجية ، وقد بينت الدراسات أن المرضى الذين تقل مدى إصابتهم عن سنة يستجيبون بشكل كبير لهذا العلاج.

3. العلاج النفسي

يهدف العلاج النفسي إلى تنمية الجزء السليم من الشخصية وإعادة تنظيم الشخصية والتعلم والاهتمام بإزالة أسباب المرض وشرحها وتفسيرها وإشباع حاجات المريض وتنمية بصيرته وتخفيف القلق وإعادة ثقته بنفسه ، مع التركيز إلى إعادة المريض إلى العالم الواقعي.

4. العلاج الاجتماعي

يهدف هذا العلاج إلى تجنيب المريض تجنب الانسحاب والعزلة الاجتماعية وإعادة التطبيع الاجتماعي وإعادة التعلم الاجتماعي والاهتمام بالنشاط الترفيهي لربط المريض بالواقع والتقليل من استنباطه وانشغاله بذاته والكشف عن اضطرابات المريض وصراعاته.

5. العلاج الجراحي النفسي

وهو نوع من العلاج يهدف إلى قطع بعض الدوائر العصبية التي تسهم في توصيل وإثارة الانفعالات المرضية ، ولا يتم استخدام هذا العلاج إلا في الحالات المزمنة ، وعندما تفشل كل العلاجات الأخرى وبعد مضي ثلاث سنوات على إصابة الشخص بالمرض.

مساعدة مرضى الشيزوفرينيا

إن التعامل مع مريض الشيزوفرينيا ليس سهلاً ، وذلك نتيجة لصعوبة التنبؤ باستجاباته وعدم القدرة على فهم تفكيره وعدم قدرته على شرح ما يشعر به أو إيصال حاجته . وتوجد بعض النصائح التي تساعد في التواصل معهم ومساعدتهم والتعامل معهم ، وهي :

  • يجب عدم محاولة إقناع المريض أن أفكاره ومعتقداته خاطئة منطقياً .
  • عدم مغالطة المريض في كل ما يقوله بل يجب أن تدعه يكمل حديثه وتتجنب مقاطعته وإظهار تقبلك لأفكاره.
  • تجنب إظهار أن أفكار المريض خاطئة ، والعمل على إظهار أن أفكار المريض صحيحة ولكن من وجهة نظره.
  • عدم الاستهزاء والسخرية من أفعال أو أفكار المريض لكسب ثقته واهتمامه وتجنب نفوره.

المراجع

  1. في الطب النفسي وعلم النفس الاكلينيكي / ترجمة جامل سمير رضوان / دار الكتاب الجامعي / الإمارات العربية المتحدة.
  2. فصام العقل أو الشيزوفرينيا / الدكتور علي كمال / المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
  3. علم نفس الشواذ الاضطرابات النفسية والعقلية / علي عبد الرحيم صالح / دار صفاء للنشر والتوزيع / عمان.
  4. الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية / محمد حسن غانم / مكتبة الأنجو المصرية / القاهرة.
زر الذهاب إلى الأعلى