ما هي مشتتات الانتباه ( شرود الانتباه)

ما هي مشتتات الانتباه ؟ يشكو الكثير من الناس من شرود الانتباه ، أثناء العمل أو الحديث أو القراءة. فهم يعجزون عن التركيز لفترة طويلة وسرعان ما ينصرف انتباههم إلى شيء آخر ، كما يجدون صعوبة في تركيز انتباههم من جديد.

وهناك الكثير من الآثار المترتبة على هذه المشكلة فهي السبب الرئيسي في تخلف وتعثر الكثير من الطلاب ، كما أنها تسبب شعور صاحبها بالنقص والعجز عن إصلاح نفسه بل تجعله ينفر من نفسه. ومن خلال الشرح التالي سوف نتعرف على مشتتات الانتباه.

الانتباه

الانتباه هو العملية التي يمكن من خلالها توجيه مواردنا العقلية إلى بعض جوانب البيئة ، الأكثر صلة ، أو على تنفيذ بعض الإجراءات التي نعتبرها الأنسب من بين الإجراءات الممكنة. كما يشير الانتباه إلى حالة المراقبة واليقظة التي تتيح لنا أن ندرك ما يحدث في بيئتنا.

وباختصار ، يمكن القول أن الانتباه هو قدرة تساعدنا على إنشاء وتوجيه وإبقاء عقولنا نشطة حتى نتمكن من معالجة المعلومات بشكل صحيح.

مشتتات الانتباه

هناك عدة عوامل بعضها يرجع إلى الفرد نفس وبعضها خارجي تسبب تشتت الانتباه وهذه العوامل هي ما يلي :

1. العوامل الجسمية

قد يرجع تشتت الانتباه أو شروده إلى التعب والإرهاق الجسمي وعدم النوم والاستجمام بقدر كاف أو عدم الانتظام في تناول وجبات الطعام ، أو سوء التغذية أو اضطراب إفراز الغدد الصم. جميع هذه العوامل من شأنها أن تنقص حيوية الفرد وأن تضعف قدرته على المقاومة بما يشتت انتباهه.

وقد لوحظ أن اضطراب الجهازين الهضمي والتنفسي مسؤول بوجه خاص عن كثير من حالات الشرود لدى الأطفال. فقد أدى علاج هذه الاضطرابات كاستئصال لوزتين ملتهبتين أو تطهير الأمعاء من الديدان إلى تحسين ملحوظ في قدرتهم على التركيز.

2. العوامل النفسية

كثيراً ما يرجع تشتت الانتباه إلى عوامل نفسية كعدم ميل الطالب إلى المادة وبالتالي عدم اهتمامه بها ، أو انشغال فكره وإرغامه الشديد بأمور أخرى رياضية أو اجتماعية أو عائلية ، أو إسرافه في التأمل الذاتي واجترار المتاعب والآلام ، أو لأنه يشكو لأمر ما من مشاعر أليمة بالنقص أو الذنب أو القلق أو الاضطهاد..

وهنا يجب التمييز بين الشرود الذهني حيال مادة دراسية معينة أو موضوع معين وبين الشرود العام مهما اختلف موضوع الانتباه.

وذلك لأن الشرود القسري الموصول كثيراً ما يكون نتيجة لأفكار وسواسية تسيطر على الفرد وتفرض نفسيها عليه فلا يستطيع أن يتخلص منها بالإرادة وبذل الجهد مهما حاول ، كأن تستحوذ عليه فكرة فحواها أن الناس تضطهده أو أنه مصاب بمرض معين. أو أنه مذنب آثم ، أو أن الفتيات ينفرن منه ولا يحببن الحديث معه..

وفي هذا الحال يكون شرود الذهن عرضاً لاضطراب نفسي ، ويكون علاجه على يد خبير نفسي.

3. العوامل الاجتماعية

قد يرجع شرود الانتباه إلى عوامل اجتماعية كالمشكلات غير المحسومة ، أو نزاع مستمر بين الوالدين ، أو عسر يجده الفرد في علاقاته الاجتماعية ، أو صعوبات مالية ، أو متاعب عائلية مختلفة.

لذا لا يلبث الفرد أن يلجئ إلى أحلام اليقظة ليجد فيها مهرباً من هذا الواقع المؤلم… ويلاحظ أن الأثر النفسي لهذه العوامل الاجتماعية يختلف باختلاف قدرة الأفراد على الاحتمال والصمود. فمنهم من يكون أثرها فيهم كأثر الكوارث والصدمات العنيفة.

4. العوامل الفيزيقية

من هذه العوامل عدم كفاية الإضاءة أو سوء توزيعها بحيث تحدث الجهر ، ومنها سوء التهوية وارتفاع درجة الحرارة والرطوبة ، ومنها الضوضاء.

وهنا تجدر الإشارة إلى ما يصرح به بعض الناس والطلاب من أن إنتاجهم يزداد في الضوضاء عنه في مكان هادئ.. وهذا موضوع كان مثاراً لكثير من التجارب في علم النفس. وقد أسفرت هذه التجارب على أن تأثير الضوضاء من حيث هي عامل مشتت للانتباه يتوقف على : نوع الضوضاء ، نوع العمل ، وجهة نظر الفرد إلى الضوضاء.

المرجع : الدكتور أحمد عزت راجح / أصول علم النفس / تحديث وتعديل موقع المصدر النفسي. 

زر الذهاب إلى الأعلى