مص الإصبع ، علاج مص الإصبع عند الأطفال

مص الإصبع هو عبارة عن قيام الطفل بدس إصبعه في فمه وإغلاق الشفتين عليه ، ويتلو ذلك حركات مص من الشفتين والوجنتين واللسان ، ويكون الظفر عادة إلى أسفل وفي هذه الأثناء غالباً ما يمسك الطفل باليد الأخرى جزءاً من الجسم مثل الأذن أو الشعر.

مص الإصبع

الامتصاص هو أحد الأفعال التي يقوم بها الطفل المولود ، وعن طريق هذا فالطفل لا يتناول طعامه فحسب بل يتعرف إلى أولى الأحاسيس اللذيذة التي ستحفل بها حياته.

والمص فعل طبيعي جداً وبسيط تماماً وملائم للطفل الذي يولد وهو لا يملك وسيلة أخرى لتغذية نفسه ، وحين يكبر تزداد حركاته فتمتد إلى هنا وهناك وكل الجوانب ، وسرعان ما تجد طريقها إلى فمه ، وإذ بأصابعه تلمس شفتيه فيمصها كرد فعل حالما تتنبه الشفتان واللسان ، فيحس باللذة ويكرر التجربة ثم تنقلب عنده إلى عادة.{1}

أشكال مص الإصبع

  • مص الإبهام : ويكون بوضع إصبع الإبهام بحيث يكون الظفر إلى أسفل داخل الفم في معظم الأحوال ، وتشكل بقية أصابع اليد كفاً شبه مغلقة.
  • مص السبابة : وذلك بوضع السبابة داخل الفم عامودياً على الفك.
  • مص مقدمة أو أطراف الأصابع الأطول من اليد : وتقوم بذلك نسبة قليلة من الأطفال ، ولكن الشائع هو النمط الأول مص الإبهام.
  • المص الدائم للأصابع : ويمارسه بعض الأطفال في أغلب أوقاتهم.
  • المص الموقوت : يلجأ بعض الأطفال إلى مص الإصبع ليلاً ، وخاصة عند بدء النوم ، والبعض الآخر يلجأ إليها قبل النوم عموماً ليلاً أو نهاراً.{2}

أسباب مص الإصبع

في الغالب ليس هناك سبب واضح لمص الإصبع عند الأطفال ، ولكن هناك بعض النظريات ترجع سبب حدوث هذه الظاهرة إلى ما يلي:

  • عدم تمكن الطفل من الرضاعة الطبيعية.
  • رد فعل لشعور الطفل بالخوف وعدم الأمان.
  • وجود قلق نفسي أو حرمان عاطفي.{3}
  • عدم كفاية حليب الأم والاستعاضة بالحليب الصناعي وشعور الطفل بالجوع.
  • سلوك وسيلي يسعى الطفل من خلاله إلى لفت انتباه واهتمام والديه.
  • فطام الطفل في سن مبكر.
  • الغيرة ولاسيما بوجود منافس في الأسرة.
  • استخدام زجاجات رضاعة غير مناسبة لممارسة عملية المص.{4}

وتعد حاجة الطفل إلى الامتصاص حاجة طبيعية ولابد أن يشبعها تماماً كما يشبع حاجته إلى الطعام ، فإذا لم تتح له الفرصة لذلك أثناء الرضاعة فقد يلجأ إلى مص أصبعه على سبيل التعويض.{3}

آثار مص الإصبع

تؤدي عادة مص الإصبع إذا طالت مدتها وضلت إلى بعد عمر خمس سنوات أو العمر الذي يبدأ فيه ظهور الأسنان الدائمة إلى ظهور بعض الآثار السلبية مثل :

  • مشكلات في النطق والكلام ، كصعوبة نطق بعض الأحرف.
  • التلعثم في الكلام.
  • دفع اللسان إلى الأمام عند النطق.
  • حدوث كثير من التشوهات في وضع الأسنان على الفكين مثل بروز الأسنان الأمامية العلوية ، أو حدوث ما يسمى بالعضة المفتوحة ، وتختلف نوعية هذه التشوهات تبعاً لنوع الإصبع المستعمل في المص ، ومقدار القوة المطبقة على الأسنان أو الزمن.{3}

علاج مص الإصبع

من اجل تلافي مخاطر مص الإصبع والتخفيف منها ، يمكن اتباع الأساليب الإرشادية والعلاجية التالية :

أولاً : إعطاء الطفل مصاصة كبديل ( اللهاية ) ويجب أن تكون مناسبة من حيث الحجم ومادة الصنع.

ثانياً : عدم إشعار الطفل بالاهتمام أو تأنيبه أو تعنيفه عند مص إصبعه ، إذ يجب على الآباء تجاهل عادة المص لدى أبنائهم ، لأن الغالبية من الأطفال يتخلصون منها تلقائياً . فإظهار الاهتمام الشديد قد يؤدي إلى تضخيم الصراع على السلطة بين الأب والأم والطفل ، وهذا بالتالي يجعل من المشكلة أكثر تعقيداً.

ثالثاً : استخدام الأجهزة والأدوات المستندة إلى العلاج السلوكي ، وتشمل ما يلي :

  • وضع لاصق الجروح على الأصبع.
  • وضع طلاء الأظافر على الإصبع.
  • وضع مادة مرة الطعم أو غير مستساغة على الإصبع.
  • استخدام جهاز الإبهام وهو كيس من البلاستيك يوضع في الإبهام بحيث يتم رفعه بعد مرور 24 ساعة ، ويعاد وضعه مرة أخرى عندما يحاول الطفل تكرار مص الإصبع.

رابعاً : استخدام إجراءات التعديل السلوكي :

  • أشغال يد الطفل بالألعاب والرسوم وألعاب الفك والتركيب والمعجونة وأدوات العزف.
  • الممارسة السلبية : ويتمثل ذلك في إجبار الطفل على ممارسة مص الإصبع لفترة من الزمن ثم الطلب منه تكرار ذلك ، والهدف من هذا الإجراء هو الوصول بالطفل إلى حالة من التعب والملل والإشباع وبالتالي كره مثل هذا السلوك وتجنبه.
  • استخدام إجراءات التعزيز التفاضلي : وذلك بتعزيز سلوكيات عدم المص وعدم تعزيز سلوك المص.
  • استخدام إجراءات العقاب السلبي : المتمثل في حرمان الطفل من الجوائز والمكافئات والمعززات عندما يقوم بسلوك المص.

خامساً : هناك بعض الإجراءات الأخرى ، وتشمل :

  • تعزيز الوعي الذاتي لدى الطفل من خلال تعميق وعيه لمساوئ هذه العادة
  • الإيحاء : ويتمثل في حديث الأم مع الطفل قبل النوم كالقول له بصوت هادئ وناعم ( أنت كبرت وغداً ستذهب إلى المدرسة مثل الكبار فمن العيب أن تمص إصبعك لأن الكبار لا يمصون أصابعهم ).
  • تزويد الطفل بالحب والحنان وإعطاءه قدراً من الانتباه والاهتمام مع توفير عوامل الأمن وتقليل المواقف الضاغطة.
  • استخدام النماذج والعروض التي تبين مساوئ هذه العادة والآثار المترتبة عليها.
  • إطالة فترة الرضاعة ولا سيما مع الأطفال الصغار بالعمر.{4}

المراجع

  1. [ د. ماجدة السيد عبيد / الاضطرابات السلوكية / دار صفاء للنشر والتوزيع / عمان / الطبعة الأولى / 2015 / ص 260 ]
  2. [ د. أسامة فاروق مصطفى / مدخل إلى الاضطرابات السلوكية والانفعالية / دار المسيرة للنشر والتوزيع / عمان / الطبعة الأولى / 2011 / ص 145 ]
  3. [ د . عبد الغني محمد إسماعيل العمراني / دار الكتاب الجامعي / صنعاء / الطبعة الأولى / 2014 / ص 59]
  4. [ د. عماد عبد الرحيم الزغلول / الاضطرابات الانفعالية والسلوكية لدى الأطفال / دار الشرق / الأردن / 2006 / ص 185 ]
زر الذهاب إلى الأعلى