اضطرابات الأكل

تعد اضطرابات الأكل من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً عند البالغين ، وفي كثير من الأحيان يبدأ تطور هذه الاضطرابات في مرحلة المراهقة أو الشباب. وفي ما يلي سوف نتحدث عن هذه الاضطرابات أسبابها أنواعها وعلاجها.

أسباب وأعراض وعلاج اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل

تتميز جميع اضطرابات الأكل بالتركيز على الأكل والوزن والجسم ، مما يجعل الشخص يقوم بسلوكيات غذائية خطيرة تؤثر على قدرة الجسم في الحصول على كميات أكل كافية ، وفي حال تطور هذه الاضطرابات يمكن أن تسبب للشخص مشاكل في القلب والجهاز الهضمي والعظام مما يسبب له أمراض أخرى.

أسباب اضطرابات الأكل

لا يوجد سبب رئيسي أو دقيق يؤدي إلى إصابة الشخص باضطرابات الأكل ، لكن هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات ، من بين هذه العوامل ما يلي :

1. العوامل البيولوجية

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين لديهم أقارب مثل الوالدين مصابين بهذه الاضطرابات هم أكثر عرضة للإصابة بها ، أيضاً التغيرات البيولوجية التي تحدث في النواقل العصبية ، والخلل في التمثيل الغذائي ونظام الغدد الصماء ، يمكن أن يكون سبباً في الإصابة باضطرابات الأكل أو تزيد من خطر الإصابة.

2. العوامل النفسية

يمكن أن تزيد مشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات والصدمات في مرحلة الطفولة والضغوط الاجتماعية مثل التنمر من خطر إصابة الشخص باضطرابات الأكل.

3. شكل الجسم

إن زيادة الوزن أو نقصانه ، وعدم الرضى عن شكل الجسم والتعرض للنقد حول هذه الأمور يمكن أن يزيد من خطر الإصابة أو أن يزيد من شدة هذه الاضطرابات لدى الشخص.

4. العوامل الاجتماعية والثقافية

تعد اضطرابات الأكل أكثر شيوعاً في الثقافات التي تبنت نموذج النحافة ، والمقصود بهذا أن الشخص الذي يعاني من السمنة مثلاً لكي يشعر بالانتماء لمجتمعه وثقافته التي تبنت نموذج النحافة يبدأ بالسعي لتغيير نظامه الغذائي بشكل مفرط مما يمكن أن يسبب له الإصابة باضطرابات الأكل.

تزيد العوامل المذكورة أعلاه من خطر الإصابة باضطرابات الأكل ، لكن لا يمكن الجزم بأنها أسباب رئيسية أو أنه عند حدوث واحد منها فإن الشخص سوف يعاني من اضطرابات الأكل ، أيضاً يجب ملاحظة أن النساء هن أكثر عرضة لخطر الإصابة من الرجال ، وأن أحداث الحياة المرهقة مثل الطلاق وتغيير مكان الإقامة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على اضطرابات الأكل وتزيد من خطر الإصابة بها.

أنواع اضطرابات الأكل

1. فقدان الشهية العصبي

هو اضطراب يتميز بفقدان كبير للوزن ، وخوف شديد من زيادة الوزن ، وفي بعض الحالات يصيب الشخص تغيرات في الإدراك الموضوعي للجسم. يعتبر هذا الاضطراب أكثر شيوعاً عند النساء. يمكن أن يؤدي فقدان الشهية العصبي إلى خطر على حياة الشخص إذا لم يتم علاجه.

2. الشره المرضي العصبي

يتميز الأشخاص المصابون باضطراب الشره المرضي العصبي بتناولهم كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير. يتناولون الطعام بشكل شره ولا يستطيعون السيطرة على هذا السلوك الشره ، ويتبعون سلوك تعويضي بعد تناول الطعام مثل إجبار نفسهم على التقيؤ.

3. اضطراب الأكل المفرط

يعاني الشخص المصاب بهذا الاضطراب من نوبات متكررة من تناول الطعام غير المنضبط ، بشكل غير طبيعي وغير متناسب مع سنه وظروفه ، ولا يستطيع الشخص السيطرة على هذه النوبات ، ولكن بخلاف الشره العصبي فالشخص المصاب باضطراب الأكل المفرط لا يتبع سلوك تعويضي مثل التقيؤ.

4. اضطراب بيكا

المعروف باسم شهوة الغرائب. يتميز هذا الاضطراب بتناول الشخص المصاب مواد ليس لها قيمة غذائية أو مواد ضارة ، مثل الأوساخ أو الأوراق أو الشعر ، يكون هذا الاضطراب أكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة وخاصة عند الأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية ، يمكن أن يسبب للشخص التسمم أو إصابات في الجهاز الهضمي.

5. اضطراب الاجترار

يتميز هذا الاضطراب بالتقيؤ المستمر للطعام بعد تناوله ، وحسب حالة المصاب يمكن أن يتناول الشخص الطعام الذي تقيئه مرة أخرى أو يرميه ، يكون هذا الاضطراب أكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة ، ويمكن أن يسبب للشخص نقص في التغذية وانخفاض في الوزن وفقدان الأسنان.

أعراض اضطرابات الأكل

تختلف أعراض اضطرابات الأكل باختلاف نوع وشدة الاضطراب الذي يعاني منه المريض ، من بين الأعراض التي تظهر لدى المصاب ما يلي :

1. أعراض اضطراب الأكل المفرط

  • تناول كبيات كبيرة من الطعام خلال مدى زمنية قصيرة.
  • تناول الطعام بشكل سريع أثناء نوبات الشره.
  • الأكل عندما يكون الشخص غير جائع.
  • تناول الطعام لحد الوصول إلى التخمة.
  • شعور الشخص بالضيق أو الذنب تجاه النظام الغذائي الذي يتبعه.

2. أعراض الشره المرضي العصبي

تشمل جميع أعراض اضطراب الأكل المفرط بالإضافة إلى ما يلي :

  • التقيؤ للتخلص من الطعام.
  • استخدام المسهلات لتسريع حركة الطعام عبر الجسم والتخلص منه.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط.

مع مرور الوقت يمكن أن يسبب الشره العصبي للشخص التهابات في الحلق ، وانتفاخ الغدد اللعابية في منطقة الرقبة والفك ، وتآكل المينا وتسوس الأسنان ، ومشاكل في الجهاز الهضمي ، وجفاف الجسم بسبب عملية التقيؤ المتكررة التي يقوم بها المريض.

3. أعراض فقدان الشهية العصبي

  • الأكل القليل جداً.
  • تمارين رياضية مفرطة.
  • نحافة شديدة.
  • الخوف الشديد من زيادة وزن الجسم.
  • التشوه الإدراكي تجاه الجسم أي الشعور بزيادة الوزن حتى عند النحافة الشديدة.

مع مرور الوقت يمكن أن يسبب فقدان الشهية العصبي مشاكل صحية مثل هشاشة العظام ، فقر الدم ، ضعف العضلات ، جفاف البشرة ، إمساك شديد ، انخفاض ضغط الدم ، الشعور بالدوار ، التنفس ببطء ، الشعور بالتعب طوال الوقت ، تلف في الدماغ ، اضطراب وظيفة القلب ، أيضاً يمكن أن يسبب فقدان الشهية العصبي الموت للشخص المريض بسبب المشاكل الصحية التي تصيب الشخص نتيجة لمضاعفات الجوع.

تشخيص اضطرابات الأكل

يتم تشخيص اضطرابات الأكل بناءً على ظهور الأعراض لدى الشخص ، وعند ظهور الأعراض يقوم الطبيب ، باختبار بدني لاستبعاد وجود أمراض جسدية تسبب هذه الأعراض ، ومن ثم يتم إجراء التقييم النفسي من قبل الطبيب النفسي أو الأخصائي في علم النفس ، حيث يسأل المريض عن الأفكار والمشاعر وعادات الأكل ، وقد يطلب من المريض إكمال استبيانات التقييم الذاتي النفسي.

علاج اضطرابات الأكل

يشمل علاج اضطرابات الأكل تدخل الطبيب النفسي والأخصائي النفسي وخبير التغذية ، لتحسين علاقة الشخص بالطعام ولتقليل السلوكيات الضارة ، مثل الإفراط في تناول الطعام والتعويض.

هناك عدة طرق لعلاج اضطرابات الأكل ، ومن أهم هذه الطرق وأكثرها استعمالاً هي العلاج النفسي والعلاج الدوائي. يتم تحديد الطريقة المناسبة للعلاج بإشراف من الطبيب النفسي أو المعالج النفسي ، وكل ما تم الإسراع في العلاج كانت فرصة الشفاء أكبر.

1. العلاج المعرفي السلوكي

هو نوع من العلاج النفسي يهدف إلى مساعدة الشخص على تغيير عادات التفكير والشعور والتصرف غير المفيدة أو غير الصحية وتعلم استراتيجيات المساعدة الذاتية العملية.

يعتبر العلاج المعرفي السلوكي علاجاً مفيداً لاضطرابات الأكل حيث يهدف إلى تغيير طريقة تفكير الشخص تجاه الطعام وتجاه نفسه ، ويسعى إلى تحديد أنماط التفكير السلبية ، ومن ثم التخلص منها.

2. العلاج الدوائي

هناك عدد قليل من الأدوية لاضطرابات الأكل التي لها تأثير مؤكد على مسار العلاج . ومع ذلك ، هناك مجموعة من الأدوية يمكن أن يكون لها تأثير مثبط للشهية ، ولكن يتم استخدام الأدوية فقط مع نهج علاجي آخر مثل العلاج النفسي وبإشراف الطبيب.

زر الذهاب إلى الأعلى