اضطراب الشخصية التجنبية

اضطراب الشخصية التجنبية هو اضطراب نفسي يتميز بالشعور المستمر بالخوف والقلق وعدم الارتياح في التعامل مع الآخرين وفي المواقف الاجتماعية بشكل عام. حيث يشعر الأشخاص الذين المصابون بأنهم غير قادرين على التعامل مع المواقف الاجتماعية بكفاءة وتواجههم مشاكل في التواصل مع الآخرين وإقامة العلاقات الاجتماعية الصحية.

يؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير على حياة الفرد وقدرته على العمل والتفاعل الاجتماعي بشكل عام. وعلى الرغم من أن هذا الاضطراب يمكن أن يصيب أي شخص ، إلا أن الأشخاص الذين يعانون منه بشكل أكبر هم الذين يعانون من اضطرابات القلق والاكتئاب والتوتر النفسي.

يتم علاج هذا الاضطراب بشكل رئيسي باستخدام العلاجين النفسي والدوائي ، الذين يساعدان المصاب على التحكم في الأعراض وتحسين جودة حياته الاجتماعية

اضطراب الشخصية التجنبية

يعرف اضطراب الشخصية التجنبية بأنه حالة من الشعور بعدم الارتياح الاجتماعي ، والخوف من التقييم السلبي من الآخرين والخجل. وتقدر نسبة انتشار هذا الاضطراب حول العالم من 0.05 إلى 1 بالمئة.

أعراض اضطراب الشخصية التجنبية

يؤثر اضطراب الشخصية التجنبية على تفكير وسلوك المصاب به ، وتشمل أعراضه التالي :

  • التجنب الاجتماعي : حيث يتجنب المصاب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمواقف التي تتطلب التعامل مع الآخرين ، ويشعر بالتوتر والقلق عند تعرضه للمواقف اجتماعية.
  • الخوف من الانتقاد والرفض : يتمثل هذا بالخوف من التعرض للانتقاد والرفض من قبل الآخرين ، مما يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية والعلاقات الجديدة.
  • الانطواء والانعزال : حيث يميل المصاب إلى الانطوائية والانعزالية والابتعاد عن الآخرين.
  • التردد في التعبير عن الآراء والمشاعر : حيث يتردد المصاب بهذا الاضطراب في التعبير عن رأيه ومشاعره ولا يتفاعل مع الآخرين.
  • الانتقائية والخيالات السلبية : والتي تتمثل في الانتقائية في التفكير والتركيز على الجوانب السلبية في المواقف والعلاقات مع الآخرين ، وتشكيل خيالات سلبية حول المستقبل ، مثل الشعور بعدم القدرة على تحقيق الأهداف المهنية.
  • الخجل والتوتر : حيث يشعر بالخجل والتوتر الشديدين في المواقف الاجتماعية.
  • التفكير السلبي حول الذات : والذي يتمثل بالشعور بالعجز وعدم القدرة على تحقيق الأهداف ، مثل الشعور بأن الشخص لا يستحق النجاح والسعادة.
  • التفكير السلبي حول الآخرين : يميل المصاب إلى التفكير السلبي حول الآخرين كما أنه لا يثق بهم.
  • الاهتمام الزائد بالتفاصيل : يتمثل هذا بتفكيره بالأمور الصغيرة بشكل مبالغ به.
  • القلق المستمر : حيث يشعر المصاب بالقلق المستمر والتوتر حتى في المواقف البسيطة.
  • صعوبة التعامل مع الضغوط الاجتماعية : يواجه المصاب بهذا الاضطراب صعوبة في التعامل مع الضغوط الاجتماعية مثل التحدث أمام مجموعة من الناس.
  • تفادي المسؤوليات الاجتماعية : حيث يميل المصاب إلى تجنب المسؤولية الاجتماعية والالتزامات الاجتماعية المفروضة عليه.
  • الشعور بالاستسلام والانكسار : يتمثل بعدم القدرة على مواجهة المواقف الاجتماعية الصعبة والشعور بالانكسار والاستسلام أمامها ، مثل الانحناء للضغوط الاجتماعية وتجنب المواجهة.
  • الشعور بالذنب : يعاني المصاب من الشعور بالذنب وبأنه يخيب آمال الآخرين ولا يستحق الحب والاهتمام.

يجب ملاحظة أن هذه الأعراض يمكن أن تختلف من شخص لآخر في شدتها أو في ظهورها جميعها أو جزء منها ، وقد تصبح أسوأ مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجها.

أسباب اضطراب الشخصية التجنبية

لا يوجد سبب دقيق وواضح يؤدي إلى الإصابة باضطراب الشخصية التجنبية ، ويعتقد العلماء أن هناك عدة عوامل تلعب دوراً في تطور هذا الاضطراب ، ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة به. تشمل التالي :

1- العوامل الوراثية

تشير الدراسات إلى أن العوامل الوراثية تلعب دوراً في تطوير اضطراب الشخصية التجنبية. ويتمثل هذا الدور في وجود مجموعة من الجينات التي تؤثر في تطور العمليات النفسية والسلوكية عند الفرد.

فمثلاً يوجد جين يسمى “SLC6A4” والذي يتحكم في الكمية المتاحة من السيروتونين في الدماغ ، والتي تشارك في تنظيم المزاج. وقد وجدت الدراسات أن بعض الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم تغييرات في هذا الجين ، مما يؤثر على مستويات السيروتونين في الدماغ ويزيد من احتمالية تطور الاضطراب.

كما يوجد جين آخر يسمى “COMT” والذي يؤثر على نظام الدوبامين في الدماغ ، والذي يلعب دوراً في تنظيم الشعور بالمكافأة والمتعة والتحفيز. وقد وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم تغييرات في هذا الجين ، مما يؤثر على نظام الدوبامين في الدماغ ويزيد من احتمالية تطور الاضطراب.

2- العوامل البيئية

أشارت البحوث العلمية إلى أن الخبرات السلبية التي يتعرض لها الفرد في مرحلة الطفولة والشباب ، قد تؤدي إلى تطوير هذا الاضطراب. ومن هذه الخبرات على سبيل المثال لا الحصر ، التالي :

  • العنف : مثل التعرض للعنف الجسدي أو العاطفي أو الجنسي في سن مبكرة.
  • الإهمال : مثل الإهمال العاطفي والمادي وعدم وجود رعاية مناسبة وتوجيه للفرد في سن مبكرة.
  • الإحباط المتواصل : مثل التعرض للإحباط المتواصل في العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية.
  • الانفصال والهجرة : مثل الانفصال عن الأسرة أو الأصدقاء أو الهجرة إلى بلد آخر.
  • التعرض لأحداث مؤلمة : مثل الخسارة الكبيرة أو الإصابة بمرض خطير أو التعرض لحادث مروع.

3- عوامل شخصية

قد يكون للشخصية الفردية دور في تطوير هذا الاضطراب ، إذ أن الأشخاص الذين يعانون من الخجل أو الحساسية أو الخوف الاجتماعي قد يكونون أكثر عرضة للاضطراب. ومن العوامل الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب التالي : الشخصيات الانطوائية ، الشخصيات التي تتميز بالخجل والتوتر الاجتماعي ، الشخصيات التي تتميز بالخوف من الرفض والانتقاد.

4- الاضطرابات النفسية الأخرى

حيث يمكن أن يتطور اضطراب الشخصية التجنبية إذا كان الشخص مصاباً بأحد الاضطرابات النفسية الأخرى مثل : الاكتئاب أو القلق وغيرها.

تجدر الإشارة إلى أن هذه العوامل ليست مؤكدة بشكل قطعي ولا يمكن تطبيقها على جميع الحالات ، فكل حالة فردية تتطلب تقييم شامل من قبل الطبيب أو الأخصائي النفسي لتحديد الأسباب الدقيقة ومن ثم تقديم العلاج المناسب.

مضاعفات اضطراب الشخصية التجنبية

يؤدي اضطراب الشخصية التجنبية إلى العديد من المضاعفات إذا ترك دون علاج ، تشمل هذه المضاعفات التالي :

  • العزلة الاجتماعية : يمكن أن يؤدي تجنب الآخرين والخوف من التعامل معهم إلى العزلة الاجتماعية ، مما يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والاكتئاب.
  • صعوبات التواصل : يمكن أن يؤدي الخوف من التعامل مع الآخرين وعدم الرغبة في التواصل معهم إلى صعوبات في التواصل الاجتماعي والعلاقات الشخصية ، مما يؤدي بدوره إلى صعوبات في العمل والحياة بشكل عام.
  • القلق الاجتماعي : يمكن أن يؤدي الخوف من التعامل مع الآخرين وعدم الرغبة في التواصل الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي ، والذي يشعر الشخص المصاب به بالتوتر والخوف والقلق المفرط من المواقف الاجتماعية.
  • الإدمان : يمكن أن يلجئ المصاب بهذا الاضطراب إلى الإدمان على المخدرات أو الكحول أو السلوكيات الضارة كوسيلة للتخفيف من الضغوط النفسية التي يعاني منها.

الوقاية من اضطراب الشخصية التجنبية

لا يوجد طرق مضمونة للوقاية من اضطراب الشخصية التجنبية ، ولكن يمكن اتباع بعض النصائح العامة التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بهذا الاضطراب. ومن هذه النصائح :

  • تعزيز الثقة بالنفس : يمكن تعزيز الثقة بالنفس وتحسين صورة الذات عن طريق تحديد الأهداف ومن ثم تحقيقها وتعلم مهارات جديدة.
  • الحفاظ على العلاقات الاجتماعية : وذلك من خلال وتوسيع دائرة الأصدقاء والتعرف على أشخاص جدد والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  • تحسين مهارات التواصل : وذلك عن طريق الاستماع الفعال والتعبير عن الذات والتفاعل الإيجابي مع الآخرين.
  • ممارسة النشاط البدني : مثل ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم مما يساعد على تحسين الصحة النفسية والجسدية.
  • العناية بالصحة النفسية : عن طريق تعلم تقنيات الاسترخاء والتأمل والتي تساعد في تقليل التوتر والقلق والاكتئاب وأيضاً من خلال الحصول على الدعم النفسي الذي يلزم في حالة الحاجة.

الشخصية التجنبية والحب

تؤثر الشخصية التجنبية على الحب ، حيث يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في التعامل مع العواطف والعلاقات العاطفية ، ولذلك قد يواجهون صعوبة في التعبير عن مشاعر الحب والعواطف بشكل صريح ، وقد يتجنبون الاقتراب من الشريك والتعامل معه بشكل مباشر وذلك بسبب خوفهم من الرفض أو الإحباط. . وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة في بناء العلاقات العاطفية القوية والمتينة.

لكن يجب ملاحظة أن الشخص يمكن أن يحب ، ولكنه قد يواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره وفهم مشاعر الآخرين ، وقد يجد صعوبة في الاقتراب من الآخرين بشكل عاطفي. ويمكن التعامل مع هذا الاضطراب وتحسين العلاقات العاطفية والاجتماعية عن طريق اتباع بعض النصائح التالية :

  1. التعرف على الحالة : يجب على الشريكين التعرف على اضطراب الشخصية التجنبية وفهم الأعراض والتحديات التي يواجها الشريك المصاب بهذا الاضطراب.
  2. الاتصال بالشريك : حيث يجب على الشريكين التواصل بشكل مباشر والتحدث عن المشاعر والعواطف بشكل صريح وواضح ، وذلك بالرغم من صعوبة ذلك في بعض الأحيان.
  3. التعرف على المشاعر : يجب على الشريك الذي يعاني من هذا الاضطراب التعرف على مشاعره والتعبير عنها بشكل صريح ، وذلك عن طريق التعلم من مواقف الحب والإيجابية التي تخلقها العلاقة.
  4. الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة : يمكن للشريك الذي لا يعاني من الاضطراب أن يظهر الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والأشياء التي يحبها الشريك الآخر ، وذلك لإبراز الحب والاهتمام بالعلاقة.
  5. الاستماع الفعال : يجب على الشريكين الاستماع لبعضهما البعض وتحديد احتياجات الآخر والعمل على تلبيتها.

الشخصية التجنبية والزواج

تؤثر الشخصية التجنبية على الزواج والحياة الزوجية. فالأشخاص الذين يعانون من هذه الشخصية يميلون إلى الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية والعاطفية ، ويشعرون بالراحة والاستقلالية عندما يكونون وحدهم. وهذا يمكن أن يؤثر على القدرة على الارتباط العاطفي وبناء علاقات زوجية قوية ومتينة.

ومع ذلك ، فإن الشخصية التجنبية لا تمنع بالضرورة الزواج والحياة الزوجية الناجحة. بل يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذه الشخصية أن يتعلموا كيفية التعامل مع العلاقات العاطفية بشكل صحيح ، وكيفية التعبير عن مشاعرهم بشكل صريح وفعال. كما يمكنهم أن يجدوا شريكاً يفهمهم ويوفر لهم المساحة والحرية التي يحتاجون إليها ، ويساعدهم على التعامل مع العلاقة العاطفية بشكل صحيح.

وللتعامل مع زوج أو زوجة مصاب بالشخصية التجنبية ، فيجب أولاً أن يتم فهم الاضطراب والتعرف على مظاهره وأعراضه. وتوفير مساحة للشريك المصاب ليشعر بالاحترام والتقدير ، وعدم الضغط عليه للتعبير عن مشاعره بشكل صريح. كما يجب توفير بيئة مريحة ومحفزة للتحدث والتفاعل الاجتماعي ، وتعزيز الثقة بالنفس والتشجيع على التعبير عن المشاعر والاحتياجات بشكل صحيح.

تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية

إن تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية يتطلب تقييماً شاملاً من قبل متخصص في الصحة النفسية ، مثل الطبيب أو الأخصائي النفسي. ويتمثل التقييم بالتالي :

  • المقابلة السريرية : حيث يتم إجراء مقابلة مع الشخص الذي يعاني من الأعراض للتحدث عن تاريخ حياته الشخصية والعائلية والمهنية ، وتقييم الأعراض المرتبطة بالاضطراب.
  • استخدام أدوات التقييم : مثل استبيان معايير التشخيص الشخصية (Personality Diagnostic Questionnaire) واستبيان شخصية ميني (Mini International Personality Item Pool) وغيرها من الأدوات المختلفة التي تساعد في قياس الأعراض وشدتها ومدة تأثيرها على حياة الفرد.
  • تقييم الأعراض الأخرى : يتم تقييم الأعراض الأخرى المرتبطة بالاضطرابات النفسية الأخرى ، مثل الاكتئاب والقلق والإدمان وغيرها ، حيث يمكن أن يكون الشخص مصاباً باضطرابات نفسية أخرى.

كما يمكن تشخيص الاضطراب بالاعتماد على معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية “DSM-5” . ويوضح الدليل أن الشخصية التجنبية هي نمط شامل من الانسحاب الاجتماعي والانعزال عن الناس والمواقف الاجتماعية ، ويتضمن الدليل المعايير التالية :

  • تجنب الأنشطة الاجتماعية التي تنطوي على التعامل مع الآخرين ، ما لم يكن هناك حاجة ملحة للقيام بها.
  • الشعور بالراحة عندما يكون الشخص وحيداً ، ويظهر هذا في أعراض مثل الانغماس في الهوايات الفردية والتفكير العميق.
  • تفضيل العمل الفردي بدلاً من العمل في فريق ، وتجنب المواقف التي يكون فيها الشخص محور الاهتمام.
  • الشعور بالحيرة والقلق في المواقف الاجتماعية والخجل والتردد في التعامل مع الآخرين.
  • تجنب المشاركة في العلاقات الرومانسية والصداقات العميقة ، مع الشعور بالرغبة في الاتصال الاجتماعي والعواطف العميقة.

ويجب أن يتوفر ثلاثة أو أكثر من هذه الأعراض وأن تكون مستمرة وصعبة التغيير وتؤدي إلى العجز الوظيفي أو الاجتماعي أو التأثير السلبي على الصحة النفسية للفرد.

علاج اضطراب الشخصية التجنبية

يتم استخدام مجموعة متنوعة من العلاجات النفسية والدوائية للتعامل مع الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب. تشمل هذه العلاجات التالي :

1- العلاج النفسي

يتم استخدام العلاج النفسي لعلاج الأعراض المرتبطة بالشخصية التجنبية ، ويشمل عدة أنواع ، هي التالي :

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT) : يركز هذا العلاج على تحديد وتغيير الأفكار والمعتقدات السلبية التي تؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي والتجنب ، وتعليم الفرد المهارات الاجتماعية الأساسية مثل التواصل والتعامل مع العلاقات الاجتماعية.
  • العلاج الذي يستند إلى المشاعر (emotion-focused therapy) : يهدف هذا العلاج إلى تحسين مهارات التعامل مع المشاعر والتعرف على العواطف المختلفة وتعلم التعامل معها بشكل صحيح. ويتضمن أيضاً التركيز على تعزيز الثقة بالنفس وتحسين العلاقات الاجتماعية.
  • العلاج الذي يستند إلى العلاقات (interpersonal therapy) : يركز هذا العلاج على تحسين العلاقات الاجتماعية وتعلم المهارات الاجتماعية المهمة للتواصل والتفاعل مع الآخرين.

يتطلب العلاج النفسي الالتزام والصبر والوقت والجهد. ويتم تحديد الأسلوب المناسب للعلاج بناءً على حالة المريض ومستوى الأعراض واحتياجات العلاج الفردية.

2- العلاج الدوائي

لا يوجد دواء محدد لعلاج اضطراب الشخصية التجنبية ، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية لتخفيف الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب ، تشمل هذه الأدوية التالي :

  • الأدوية النفسية : مثل الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق ، والتي تساعد في التعامل مع الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب .
  • أدوية النوم : قد يعاني بعض الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من الأرق والأحلام المزعجة ، ويتم استخدام الأدوية المنومة لتحسين النوم.

يجب ملاحظة أن استخدام الأدوية ليس علاجاً رئيسياً بل مساعداً ، ويجب استخدامها بحذر وفقاً لتوصيات الطبيب المختص. ويجب مراجعة الطبيب بشكل منتظم لتقييم الفعالية والسلامة وضبط الجرعة اللازمة.

3- العلاج الجماعي

يتضمن العلاج الجماعي العمل مع مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من نفس الاضطراب. ويهدف إلى تعزيز التواصل الاجتماعي وتحسين الدعم الاجتماعي للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب ، ويمكن أن يساعد المرضى على تحسين مهارات التواصل الاجتماعي والتعبير عن العواطف والمشاعر ، وتحسين العلاقات الاجتماعية.

ويتم تطبيقه من خلال عدة جلسات يتم فيها مناقشة المشاكل والتحديات المشتركة التي يواجها المصابون ، وتعلم المهارات الاجتماعية والتواصل الفعال والتعامل مع المشاعر بشكل صحيح. كما يمكن استخدام الأنشطة الجماعية والتمارين العملية لتعزيز التفاعل الاجتماعي والتواصل والتعاون.

أسئلة شائعة حول اضطراب الشخصية التجنبية

كيف أتعامل مع الشخصية التجنبية؟

يمكن أن يكون التعامل مع الشخصية التجنبية أمراً صعباً في بعض الأحيان ، ومن المهم فهم بعض الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها للتعامل مع الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب. وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها :

  1. كن متفهماً : يحتاج الشخص المصاب بهذا الاضطراب إلى الوقت الكافي للتفكير واتخاذ القرارات ، فكن متفهماً لذلك ولا تضغط عليه لاتخاذ القرارات بسرعة.
  2. كن صريحاً : يحتاج الشخص المصاب إلى الوضوح في التعامل مع الآخرين ، لذا احرص على التحدث بصراحة وتجنب اللغة الغامضة أو العبارات غير المباشرة.
  3. ابقَ هادئاً : يمكن أن يكون الشخص المصاب خجولاً وحذراً ، لذا عليك البقاء هادئاً ولا تتلقى تصرفاته بشكل شخصي.
  4. قم بإنشاء جو من آمن : يشعر الشخص المصاب بالراحة والأمان في عندما يتواجد في بيئة آمنة ، لذا حاول إنشاء جو آمن ومريح له وتجنب الأماكن المزدحمة أو الضوضاء العالية.
  5. تقبل نوعية العلاقة : يمكن أن يكون الشخص المصاب غير قادر على إقامة علاقات وثيقة بسرعة ، لذا حاول تقبل نوعية العلاقة ولا تقم ببناء توقعات كبيرة.
  6. اظهر التقدير والاحترام : يمكن أن يكون الشخص المصاب حساساً للغاية ، لذا عليك أن تظهر له التقدير والاحترام وتقبله بما هو عليه.
  7. استخدم الإيجابية في التعامل : يمكن أن يكون الشخص المصاب حساساً للغاية للمشاعر السلبية والتوتر ، لذا حاول استخدام الإيجابية في التعامل معه وتجنب المواقف المؤرقة.
  8. تذكر أن الشخصية التجنبية لا تعني الانعزال : يمكن أن يكون الشخص المصاب متعلقاً بالعمل أو الدراسة أو الأنشطة الاجتماعية ، لذا لا تفترض أنه يريد الانعزال بالضرورة.

عند التعامل مع الشخصية التجنبية ، عليك أن تتذكر أنها تمتلك صفات رائعة وأنها تحتاج إلى الحب والدعم والتفهم كأي شخص آخر. وبالتواصل بشكل جيد وتقديم الدعم والتفهم ، يمكنك بناء علاقة جيدة وطويلة الأمد معها.

كيف أعرف أني أعاني من اضطراب الشخصية التجنبية؟

بشكل رئيسي يتسبب اضطراب الشخصية التجنبية في تجنب المصاب بها الأنشطة الاجتماعية والتفاعلات الاجتماعية ، وقد يتميز بالشعور بالقلق والخوف وعدم الثقة بالنفس. إذا كنت تشعر تعاني من هذه الأعراض ، بالإضافة إلى بعض الأعراض التي سوف نذكرها الآن ، فقد تكون مصاباً بهذا الاضطراب :

  • التفكير المتكرر في الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية والتفاعلات الاجتماعية.
  • الشعور بالخوف والقلق الشديدين بعد المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  • الشعور بالعزلة وعدم الانتماء إلى أي مجتمع أو مجموعة.
  • الشعور بالحرج وعدم الثقة بالنفس عند التحدث مع الآخرين.
  • الانتباه المستمر للنقاط السلبية في الآخرين والتركيز على الجوانب السلبية في الحياة.
  • صعوبة في تكوين علاقات صداقة أو علاقات عاطفية طويلة الأمد.
  • التردد في اتخاذ القرارات والتعامل مع الضغوط المختلفة.
  • الشعور بالإحباط والتشاؤم الشديد في الحياة.

إذا كنت تشعر بأنك تعاني من بعض هذه الأعراض وأثرت على حياتك اليومية وسببت لك الضيق ، فيجب عليك زيارة أخصائي أو طبيب نفسي واستشارته لتشخيص حالتك بشكل دقيق ولمساعدتك في العلاج.

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية التجنبية؟

نعم ، يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية التجنبية ، ولكن يتطلب ذلك تلقي العلاج المناسب. أما في ما يتعلق بمدة العلاج أو الشفاء ، فلا يمكن تحديد مدة ، حيث يختلف الأمر من شخص لآخر ويعتمد على عدة عوامل ، بما في ذلك شدة الاضطراب ومدى تأثيره على المصاب.

زر الذهاب إلى الأعلى