اضطراب الشخصية الحدية (BPD)

يعد اضطراب الشخصية الحدية أحد أنواع اضطرابات الشخصية الخطيرة. يتسم بنمط سلوكي ثابت ومتكرر يتضمن عدم الاستقرار العاطفي والتعامل بشكل سيئ مع الآخرين وعدم القدرة على الالتزام بالعلاقات.

حيث يعاني المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في فهم مشاعر الآخرين والتعبير عن مشاعرهم الخاصة بشكل ملائم ، مما يؤدي إلى صعوبة في بناء علاقات صحية ومستقرة مع الآخرين. كما يعاني هؤلاء الأشخاص من صعوبة في التعامل مع التغييرات في الحياة والتكيف مع الظروف الجديدة ، مما يؤثر على قدرتهم على العمل والحياة اليومية بشكل عام.

يتم علاج اضطراب الشخصية الحدية باستخدام العلاج النفسي والدوائي. ومن خلال شرحنا التالي سوف نتحدث بالتفصيل عن هذا الاضطراب.

اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية ” Borderline Personality Disorder or BPD ” يطلق عليه أيضاً اسم اضطراب الشخصية غير المستقرة عاطفياً ، هو اضطراب في الشخصية يعاني المصابون به من تقلبات شديدة في المزاج ، وعلاقات غير مستقرة مع الآخرين ، وتذبذب في مفهوم الذات. وعادة ما يعانون من حالات اكتئاب عميقة أو قلق تستمر من عدة ساعات حتى بضعة أيام.

كما تصيبهم نوبات غضب دون سبب واضح ، ويصعب عليهم السيطرة عليها ، وتتمثل نوبات الغضب هذه بالعراك اللفظي أو الجسدي. وتتصف علاقاتهم بعدم الثبات والكثرة ، وتتأرجح بسرعة دون توقع بين الالتزام العميق واللامبالاة الباردة.

أعراض اضطراب الشخصية الحدية

غالباً ما يبدأ ظهور أعراض اضطراب الشخصية الحدية في سن المراهقة. وتشمل أعراض هذا الاضطراب التالي :

  • عدم الاستقرار العاطفي ، وتقلبات شديدة في المزاج ، وصعوبة في التعامل مع العواطف السلبية. مثال : الشعور بالحزن واليأس بشكل مفاجئ دون سبب واضح ، أو الانفعال بشدة بسبب أمور صغيرة جداً.
  • الخوف الشديد من الهجر ، والتخلي. مثال : خوف شديد من أن يتخلى عنهم أحد الأشخاص أو أن يبتعد عنهم ، يصل إلى درجة أن يشعروا بهذا الخوف إذا تأخر أحد لعدة دقائق عن موعد متفق عليه ، فيبدأون في التفكير أنه سوف يتخلى عنهم.
  • الشعور بفراغ عاطفي والانطوائية ، والتعرض بشكل مستمر لأزمات الهوية والصراعات الداخلية. مثال : الشعور بالاضطراب والتوتر بسبب عدم القدرة على تحديد الهوية الشخصية ومعرفة وتحديد الأهداف والرغبات الحقيقية التي يريدها الشخص المصاب.
  • السلوك العدواني والمتقلب ، والاعتداء على الذات والسلوكيات الانتحارية. مثال : الاعتداء على الذات باستخدام السكاكين أو الأدوات الحادة الأخرى.
  • تقلب في العلاقات الشخصية بين الحب والكره ، وصعوبة الالتزام بالعلاقات الحميمة. مثال : التردد في تأسيس علاقات مستقرة مع الآخرين ، أو الالتصاق بشخص والميل إلى الانفصال بشكل مفاجئ.
  • صعوبة في التحكم بالغضب والتعامل بشكل سليم مع الآخرين ، والقيام بتصرفات متهورة وغير مناسبة. مثال : التصرف بشكل عدواني وعنيف مع الآخرين ، أو القيام بأعمال متهورة وخطيرة دون وعي.
  • الشعور بالتشويش وعدم الوضوح وضعف التركيز والذاكرة. مثال : صعوبة في الانتباه للتفاصيل والتركيز على المهام المهمة ، أو النسيان المتكرر وضعف الذاكرة.
  • الانطواء والانعزالية وعدم الرغبة في الخروج والتواصل مع الآخرين. مثال : الشعور برغبة في البقاء بالمنزل وعدم الرغبة في الخروج والتواصل مع الآخرين ، أو الانسحاب من المواقف الاجتماعية بسرعة.
  • اختلال في النوم والشهية والأداء الجنسي. مثال : صعوبة في النوم والاستيقاظ باستمرار في الليل ، أو الشعور بالجوع الزائد أو القليل ، أو انخفاض الرغبة الجنسية.

يجب ملاحظة أن هذه الأعراض قد تتفاوت في شدتها وتأثيرها على الحياة الشخصية والاجتماعية للمصاب ، ويمكن أن تكون موجودة جميعها أو بعض منها. لذلك يجب أن يتم تشخيص الأفراد من قبل متخصص نفسي مؤهل من أجل الحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.

أسباب اضطراب الشخصية الحدية

لا يوجد سبب دقيق يؤدي إلى إصابة الشخص باضطراب الشخصية الحدية ، لكن هناك عدة عوامل يمكن أن تسبب أو تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب ، تشمل هذه العوامل ما يلي :

1- العوامل الوراثية

عادةً ما يكون الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالاضطرابات النفسية ، مثل الاكتئاب والقلق والفصام ، وهذا يشير إلى وجود عوامل وراثية قد تلعب دوراً في تطور الاضطراب. يعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية قد تؤثر على عدة جوانب من النظام العصبي والتي تسهم في تطور اضطراب الشخصية الحدية ، من بينها :

  • التفكير : يعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية قد تؤثر على التفكير والمعالجة العقلية للمعلومات ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تشوهات في الإدراك والتفسير والتفكير المنطقي ، والتي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تطور الاضطراب.
  • العواطف : يعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية قد تؤثر على تنظيم العواطف والتعامل معها ، وهذا قد يؤدي إلى زيادة العدوانية والاضطرابات العاطفية لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية.
  • السلوك : يعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية قد تؤثر على السلوك والتفاعل مع الآخرين ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تطور سلوكيات متطرفة وغير ملائمة للمواقف والعلاقات الاجتماعية.

2- العوامل البيئية

تعتبر العوامل البيئية إحدى العوامل المحتملة التي تساهم في تطور اضطراب الشخصية الحدية. وتشمل العوامل البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب ما يلي :

  • التعرض للإهمال أو الإساءة الجسدية أو العاطفية في الطفولة : حيث أن الأشخاص الذين تعرضوا لهذه الأنواع من التجربة قد يتعلمون أن العلاقات الاجتماعية مؤلمة وغير مستقرة ، ويمكن أن يتطوروا فيما بعد إلى الاعتماد على الذات والتفاعلات الاجتماعية غير الصحية.
  • التعرض للصدمات والأحداث العاطفية الصعبة : يمكن أن يؤدي التعرض للصدمات والأحداث العاطفية الصعبة إلى تطور هذا الاضطراب ، حيث يمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى تغييرات في التفكير والعواطف والسلوك.
  • التعرض للإجهاد المزمن : حيث يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى تغييرات في العواطف والتفكير والسلوك.
  • العلاقات الاجتماعية السلبية : حيث يمكن أن تؤدي العلاقات السيئة بين الأفراد إلى تشوهات في التفكير والعواطف والسلوك.

3- العوامل النفسية

تشير الأبحاث الحديثة إلى وجود عدة عوامل نفسية يمكن أن تساهم في تطور اضطراب الشخصية الحدية. وتشمل هذه العوامل التالي :

  • القلق والاكتئاب : حيث يمكن أن تؤدي الإصابة بالقلق والاكتئاب إلى تطور هذا الاضطراب.
  • الشعور بالعزلة والوحدة : حيث يمكن أن يؤدي هذا الشعور إلى الاعتماد على الذات والتفاعلات الاجتماعية غير الصحية.
  • اضطرابات الشخصية الأخرى : يمكن أن تؤدي بعض اضطرابات الشخصية الأخرى ، مثل اضطراب الشخصية النرجسية ، إلى تطور اضطراب الشخصية الحدية.

يجب الإشارة إلى أن هذه العوامل قد تتفاعل مع بعضها البعض وتؤثر على تطور اضطراب الشخصية الحدية ، ولا يمكن تحديد عامل واحد كسبب رئيسي للإصابة بهذا الاضطراب.

اضطراب الشخصية الحدية والحب

يؤثر اضطراب الشخصية الحدية بشكل كبير على العلاقات العاطفية ، بما في ذلك الحب. حيث يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى صعوبة في التعبير عن المشاعر والاهتمامات العاطفية بشكل صحيح ، والعزلة وصعوبة التفاعل مع الشريك.

يمكن للشخص الذين يعاني من اضطراب الشخصية الحدية أن يكون راغباً ومستعداً للارتباط بشكل عاطفياً ، ولكن يمكن أن يكون صعب المراس وغير قادراً على التفاعل ، وذلك بسبب حاجته إلى السيطرة والتحكم. وقد يجد الشريك صعوبة في التفاعل مع الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب ، وقد يشعر بالإحباط أو الاستياء من نقص التفاعل والتواصل العاطفي.

ويجب الإشارة إلى أن نجاح العلاقة يعتمد على مدى تأثير الاضطراب على الشخص وشدة الأعراض ، والطريقة التي يتعامل بها الشخص وشريكه. ففي بعض الحالات ، يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية أن يكونوا ناجحين في العلاقات العاطفية ، خاصة إذا تم تشخيص الاضطراب وتلقي العلاج النفسي المناسب.

وفي حالات أخرى يمكن أن يكون الاضطراب شديداً ، وقد يتسبب في صعوبة في التفاعل والتواصل والإحساس بالقرب من الشخص الآخر. وقد يؤدي إلى سلوكيات ضارة مثل الانسحاب أو السيطرة الزائدة على الشريك. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل العلاقة.

لذلك ، من المهم أن يكون الشخص الذي يعاني من الاضطراب ملتزماً بالعلاج النفسي ، وأن يعمل على تحسين العلاقة العاطفية باستخدام المهارات والأدوات المناسبة التي يقوم بتزويده بها المعالج النفسي. ويجب أن يكون الشريك متفهماً وداعماً لهذا الشخص ويساعده على تجاوز الصعوبات من أجل بناء علاقة ناجحة ومرضية للطرفين.

اضطراب الشخصية الحدية والخيانة

يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على العلاقات العاطفية بشكل كبير ، ويمكن أن يزيد من احتمالية حدوث الخيانة في العلاقات العاطفية.

فالأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية يعانون من صعوبة في التحكم في مشاعرهم والتعامل مع الاضطرابات العاطفية ، وقد ينجرفون بسهولة إلى القيام بسلوكيات مدمرة مثل الخيانة. فقد يكون الشعور بالملل أو الوحدة أو الإحباط مثيراً للرغبة في البحث عن المتعة العاطفية في علاقات خارجية. كما يمكن للشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب أن يكون بحاجة إلى التأكيد المستمر من قبل الآخرين والاعتراف بقيمته الذاتية ، وقد يلجأ إلى محاولة الحصول على هذا التأكيد من خلال الخيانة والعلاقات الخارجية.

ولكن يجب ملاحظة أن هذا لا يعني أن جميع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية يخونون في العلاقات العاطفية ، ولكن يمكن القول أن معدل الخيانة يرتفع أكثر عند هؤلاء الأشخاص مقارنةً بالأشخاص غير المصابين.

اضطراب الشخصية الحدية والذكاء

لا يوجد علاقة مباشرة بين اضطراب الشخصية الحدية والذكاء. حيث يمكن للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب أن يكونوا أذكياء. ويمكن أن يكونوا عكس ذلك.

وبشكل عام ، يمكن لأي شخص أن يتعلم وينمي مهاراته ويصبح أكثر ذكاءً وفهماً للعالم من حوله ، بغض النظر عن وجود أي اضطراب شخصية لديه.

مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية

يمكن أن يؤدي اضطراب الشخصية الحدية إلى العديد من المضاعفات التي تؤثر على جوانب مختلفة في حياة المصاب ، تشمل المضاعفات التالي :

  • صعوبات في العلاقات الاجتماعية والعاطفية : فقد يواجه الأشخاص المصابون صعوبات في بناء العلاقات الاجتماعية والعاطفية الصحية والمستقرة.
  • إيذاء الذات والسلوك الانتحاري : حيث يمكن أن يقوم المصابون بإيذاء نفسهم ، والقيام بسلوكيات انتحارية ، وذلك بسبب التقلبات العاطفية والصعوبات التي تواجههم في التعامل مع الحياة اليومية.
  • الإدمان والاضطرابات النفسية الأخرى : حيث يمكن أن يتعرضوا لخطر الإدمان على المخدرات والكحول والمواد المدمنة الأخرى ، ويمكن أن يصابوا باضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والقلق واضطراب النوم.
  • مشاكل في العمل والدراسة : يمكن أن يؤثر اضطراب الشخصية الحدية على القدرة على العمل والدراسة بشكل فعال ، وذلك بسبب صعوبة التركيز والتحكم في المشاعر والتواصل الاجتماعي.
  • مشكلات في الحياة اليومية : حيث يمكن أن يواجه المصابون صعوبات في إدارة الحياة اليومية والتعامل مع المتطلبات المختلفة.

الوقاية من اضطراب الشخصية الحدية

لا يوجد طريقة محددة للوقاية من الإصابة باضطراب الشخصية الحدية. ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالاضطراب ، تشمل :

  • الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية : وذلك من خلال ممارسة الرياضة بشكل يومي والتغذية الصحية والنوم الجيد والتعلم وتطوير الذات بشكل مستمر.
  • التعامل مع الضغوط والتوترات : وذلك من خلال تطوير استراتيجيات التحكم في الضغوط والتوترات ، مثل التأمل والتدريب على الاسترخاء.
  • الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية : وذلك من خلال تنمية علاقات اجتماعية مستقرة وصحية ، والتي تساعد على تقليل الشعور بالوحدة والعزلة.
  • البحث عن الدعم والمساعدة : وذلك من خلال التحدث مع الأصدقاء والعائلة عن أي مشاكل تواجهك ، واستشارة أخصائي الصحية النفسية إذا شعرت بأي أعراض غريبة.

تشخيص اضطراب الشخصية الحدية

يتم تشخيص اضطراب الشخصية الحدية من قبل الطبيب أو الأخصائي النفسي ، وذلك عن طريق تقييم عدة عوامل ، تشمل :

  • التاريخ الطبي : يتم الاستفسار عن تاريخ المريض الطبي والعائلي لتحديد ما إذا كان هناك أي تاريخ من الأمراض النفسية أو الجسدية التي يمكن أن تكون قد أدت إلى الحالة الحالية.
  • التقييم السريري : يتضمن التقييم السريري تقييم الأعراض والسلوكيات والتفاعلات الاجتماعية والعلاقات الحميمة والتفاعلات العاطفية للمريض.
  • استخدام الأدوات الاختبارية : يتم استخدام أدوات اختبارية مختلفة لتقييم اضطراب الشخصية الحدية ، مثل مقياس الشخصية الحدية الفورد ، ومقياس اضطراب الشخصية الحدية المعدل.
  • تحليل الأعراض : يتم تحليل الأعراض والصفات الشخصية المختلفة التي يعاني منها الفرد وتظهر في سلوكه لتحديد ما إذا كان يعاني من هذا الاضطراب أم لا.

من المهم ملاحظة أن تشخيص اضطراب الشخصية الحدية يتطلب تقييم شامل وتفصيلي من قبل أخصائي الصحة النفسية ، وذلك لضمان التشخيص الدقيق وتقديم العلاج اللازم.

علاج اضطراب الشخصية الحدية

يتطلب علاج اضطراب الشخصية الحدية العمل الجماعي بين الفرد والمعالج الذي يمتلك الخبرة اللازمة في العلاج النفسي. يتم التركيز في العلاج على تحقيق التغيير النفسي والسلوكي اللازم لتحسين نوعية الحياة للفرد المصاب بالاضطراب. وتشمل العلاجات التي يمكن استخدامها ، التالي :

1- العلاج النفسي

يستخدم العلاج النفسي لمساعدة الفرد على التعامل مع الأعراض والتحديات النفسية المرتبطة بهذا الاضطراب. وتشمل العلاجات النفسية التي يتم استخدامها لعلاج اضطراب الشخصية الحدية ، ما يلي :

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT) : يهدف هذا العلاج إلى تحديد السلوكيات السلبية والتفكير السلبي الذي يسببه اضطراب الشخصية الحدية ، ومن ثم يتم تغييرها إلى سلوكيات وتفكير أكثر إيجابية. يمكن للمعالج استخدام تقنيات مثل تحليل الأفكار الخاطئة والتعرف على العلاقات السلبية وتعلم مهارات التفاعل الاجتماعي الصحيح.
  • العلاج الداعم : يهدف إلى تزويد الفرد بالدعم النفسي والعاطفي اللازم للتعامل مع الأعراض والتحديات النفسية المرتبطة بالاضطراب. ويمكن أن يشمل هذا النوع من العلاج الحديث عن الأحداث التي تؤثر على الفرد وتحسين العلاقات الاجتماعية.
  • العلاج التحليلي : يهدف إلى تحليل الأحداث التي يمر بها الفرد وتحديد الأسباب الجذرية للأعراض المرتبطة بالاضطراب. ويمكن لهذا النوع من العلاج أن يساعد الفرد على تحسين الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية وتحسين الذات.

من المهم أن يتم تحديد نوع العلاج النفسي المناسب لكل حالة فردية ، وذلك بناءً على الحالة النفسية للشخص واحتياجاته. ويمكن أن يحتاج الفرد إلى تجربة أكثر من نوع من العلاج النفسي قبل تحديد النوع الأمثل من العلاج.

2- العلاج الدوائي

يستخدم العلاج الدوائي للمساعدة في التحكم في الأعراض النفسية المرتبطة بهذا الاضطراب. وتشمل الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج اضطراب الشخصية الحدية ما يلي :

  • مضادات الاكتئاب : تستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق المرتبط بهذا الاضطراب. يعمل هذا النوع من الأدوية على زيادة مستويات المواد الكيميائية في الدماغ التي تساعد على تحسين المزاج والشعور بالراحة.
  • مضادات الذهان : يمكن استخدام مضادات الذهان لعلاج الأعراض المرتبطة بالهلوسة والوهم وذلك في الحالات الشديدة من الاضطراب وعندما يرتبط هذا الاضطراب مع اضطرابات أخرى.

يجب أن يتم وصف الأدوية من قبل طبيب نفسي حصراً ، ويجب تجنب اخذ أي نوع من الأدوية دون استشارته ، لتفادي الآثار الجانبية لهذه الأدوية.

3- العلاج بالفن

كجزء من برنامج علاجي للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية ، يمكن تقديم العلاج الفني أو الإبداعي بشكل فردي أو جماعي. قد تشمل علاجات مثل : العلاج بالرسم ، العلاج بالرقص ، العلاج بالموسيقى.

تهدف العلاجات بالفن إلى مساعدة الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم شفهياً إلى خلق وسيلة بديلة للتعبير عن مشاعرهم من خلال الأعمال الفنية.

أسئلة شائعة حول اضطراب الشخصية الحدية

كيف تتعامل مع المصاب بالشخصية الحدية؟

في ما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع المصاب بالشخصية الحدية :

  1. كن صبوراً : يمكن أن يكون الشخص المصاب حساساً وعصبياً ، لذلك يجب أن تكون صبوراً وتتجنب التعامل معه بطريقة تزيد من عصبيته.
  2. كن واضحاً ومباشراً : يجب عليك التحدث بصراحة ووضوح مع الشخص المصاب ، وتجنب الالتباسات أو الرسائل المختلطة.
  3. تجنب التحدي : يجب تجنب التحدي الشخص المصاب أو إثارة غضبه ، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في تفاقم الأعراض.
  4. تقبل الشخص بكل صدر رحب : يجب تقبل الشخص المصاب بكل صدر رحب ، وتجنب الانتقادات اللاحقة أو التوبيخ.
  5. تجنب المواجهة المباشرة : يجب تجنب المواجهة المباشرة مع الشخص المصاب ، لأن ذلك يمكن أن يتسبب في ازدياد العصبية والتوتر.
  6. تقديم الدعم النفسي : مثل مساعدته في تحسين مهاراته الاجتماعية وتقديم النصائح والدعم العاطفي له.
  7. الحفاظ على حدود : يجب الحفاظ على حدود واضحة مع الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية ، وتجنب الانجراف في المناقشات الطويلة أو الخلافات التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض.

يجب أن تتذكر دائماً أن الشخص المصاب بهذا الاضطراب يعاني من مشكلة نفسية ، وعليك أن تكون حساساً ومتعاطفاً معه ، وأن تعامله بكل ما تمتلك من صبر وتفهم وحب.

كيف أعرف أني مصاب باضطراب الشخصية الحدية؟

يعد اضطراب الشخصية الحدية من الاضطرابات النفسية التي يصعب تشخيصها ، ولا يتم تشخيصها إلا بعد فترة زمنية طويلة من ظهور الأعراض والسلوكيات المرتبطة بهذا الاضطراب. ومع ذلك ، يمكن أن تشير بعض الأعراض والعلامات التحذيرية إلى إصابة الفرد بهذا الاضطراب ، تشمل :

  • تعاني من تقلبات مفاجئة في مشاعرك وعواطفك ، وتواجه صعوبة في بناء علاقة مستقرة.
  • تشعر بخوف مفرط من الوحدة والانعزال ، ويمكن أن تفعل أي شيء لتجنب هذا الشعور.
  • تقوم بأداء سلوكيات ضارة مثل الإدمان على المخدرات أو الكحول أو الأنشطة الخطرة الأخرى.
  • تعاني من شعور بالفراغ العاطفي أو الشعور بالفراغ الداخلي ، وتفكر أو تقوم بملء هذا الفراغ من خلال القيام بسلوكيات خطرة أو تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
  • تقوم بالتقليل من شأن الآخرين وإهانتهم ، ويمكن أن يصل ذلك إلى العداء وصراعات مع الآخرين.
  • تقوم بأداء سلوكيات عدائية وعنيفة ، يمكن أن تسبب تعرضك للخطر أو إيذاء الآخرين.

إذا كنت تعاني من بعض هذه الأعراض ، فمن الأفضل أن تستشير طبيب نفسي لتقييم حالتك وتشخيصك بشكل دقيق ، ومعرفة ما إذا كنت مصاباً بهذا الاضطراب أم لا.

هل اضطراب الشخصية الحدية خطير؟

نعم ، يعد اضطراب الشخصية الحدية خطيراً ، حيث يمكن أن يتسبب في مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة للشخص المصاب وللآخرين.

حيث يمكن أن تؤثر أعراض هذا الاضطراب على الحياة الاجتماعية والعاطفية والمهنية للشخص المصاب ، وقد تؤدي إلى مشاكل في العلاقات العاطفية والعمل والتعليم ، ومشاكل في التعامل مع الآخرين ، وزيادة خطر الإصابة بالإدمان على المخدرات أو الكحول أو الأنشطة الخطرة الأخرى.

ويمكن أن يتسبب هذا الاضطراب في القيام بسلوكيات عدائية وعنيفة ، والتعرض للخطر الشخصي أو لإيذاء الآخرين ، وقد يؤدي إلى مشاكل قانونية.

ما الفرق بين اضطراب الشخصية الحدية وثنائي القطب؟

اضطراب الشخصية الحدية والاضطراب ثنائي القطب هما اضطرابان نفسيان مختلفان تماماً. حيث أن اضطراب الشخصية الحدية يتميز بتقلبات مفاجئة في المزاج والعواطف ، وعلاقات غير مستقرة عاطفياً ، وسلوك مدمر ، وخوف مفرط من الوحدة ، وشعور بالفراغ العاطفي ، والسلوك العدائي.

أما الاضطراب ثنائي القطب : فيتميز بتقلبات مزاجية مفرطة بين حالتين هما “الهوس” و “الاكتئاب”. فالشخص المصاب بهذا الاضطراب يتأرجح بين هاتين الحالتين فعندما يكون في حالة الاكتئاب فيشعر بالحزن أو اليأس وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بمعظم الأنشطة. وعند تحول الحالة المزاجية إلى الهوس فيشعر بالابتهاج ، أو الامتلاء بالطاقة أو سرعة الغضب على نحو غير معتاد. ومن الممكن أن تؤثر التقلبات المزاجية المذكورة على النوم ، والطاقة ، والنشاط ، والقدرة على اتخاذ القرارات ، والقدرة على التفكير بوضوح.

هل يستطيع مريض الشخصية الحدية الزواج؟

نعم ، يمكن للشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية أن يتزوج ، ولكن يمكن أن يواجه بعض الصعوبات في العلاقة الزوجية بسبب التقلبات المفاجئة في مزاجه وعواطفه. وقد ذكرنا هذه الصعوبات في فقرة الشخصية الحدية والحب يمكنك مراجعتها.

هل اضطراب الشخصية الحدية وراثي؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن هناك عوامل وراثية قد تلعب دوراً في تطوير اضطراب الشخصية الحدية. ومع ذلك ، فإن الوراثة ليست السبب الوحيد الذي يؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب ، وتؤثر العديد من العوامل الأخرى في تطوره مثل البيئة والخبرات الحياتية.

وقد أظهرت الدراسات العلمية التي أجريت على الأسر والتوائم أن هناك تركيزاً وراثياً يمكن أن يؤثر على احتمالات الإصابة بهذا الاضطراب ، حيث وجد أن هناك عوامل وراثية تؤثر على الطريقة التي يتم فيها معالجة المعلومات والاستجابة للمحفزات الإيجابية والسلبية ، والتي يمكن أن يرثها الأفراد من عائلاتهم وتؤدي إلى تطور هذا الاضطراب.

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية؟

يعد الشفاء الكامل من اضطراب الشخصية الحدية نادراً. ولكن مع تلقي العلاج والدعم المناسبين يظهر المصابون تحسناً كبيراً في حالتهم يكون شبيهاً بالشفاء التام ، ولكن يبقى هناك احتمالية بقاء بعض المشكلات البسيطة بعد تلقي العلاج.

كم مدة علاج اضطراب الشخصية الحدية؟

لا يمكن تحديد مدة دقيقة لعلاج اضطراب الشخصية الحدية ، حيث أن مدة العلاج تختلف من شخص لآخر ، وتعتمد على عدة عوامل ، مثل شدة الاضطراب ، ونوع العلاج المستخدم ، والتزام الفرد بالعلاج.

يمكن أن يستمر العلاج لفترة طويلة ، قد تستمر عدة أشهر أو حتى سنوات ، وذلك حسب حالة الفرد ومستوى تعافيه والتزامه. وخلال فترة العلاج ، يعمل المعالج على تحسين مستوى التواصل والتعامل مع العواطف والمزاج وتحسين العلاقات الاجتماعية والعائلية والعملية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب زيارة الطبيب إذا كنت تشعر بأي من الأعراض التي قد تشير إلى اضطراب الشخصية الحدية وتؤثر على حياتك اليومية. ومن المهم عند ظهور هذه الأعراض الاتصال بالطبيب أو المختص في الصحة النفسية لتقييم الحالة وتشخيصها وتحديد الخيارات العلاجية المناسبة.

زر الذهاب إلى الأعلى