اضطراب الشخصية الفصامية (SPD)

يعد اضطراب الشخصية الفصامية أحد أشد أنواع اضطرابات الشخصية حدة ، يتميز بأنماط من التفكير والتصرف والتفاعل الاجتماعي غير الواقعية والمشوهة. حيث يعاني المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في التواصل الاجتماعي وبناء علاقات قريبة مع الآخرين ، كما يتميزون بالغرابة والانسحاب الاجتماعي وعدم الاستقرار العاطفي.

اضطراب الشخصية الفصامية

اضطراب الشخصية الفصامية (SPD) “schizotypal personality disorder” هو اضطراب في الشخصية يتميز بأنماط من التفكير والسلوك غير مناسبة وغير مرنة. حيث يتميز الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بعدم الاهتمام بالآخرين ومشاعرهم ، وعدم القدرة على التواصل أو التفاعل الطبيعي مع الآخرين. وعدم وجود تنظيم ذاتي للأفكار والسلوكيات ، مما يؤدي إلى صعوبة في اتخاذ القرارات.

ويواجه الأشخاص المصابون صعوبة في التكيف مع الضغوطات الاجتماعية والمهنية ، وقد يكون لديهم مشاكل في إقامة علاقات اجتماعية. وعادةً ما يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة المراهقة أو بداية البلوغ.

يعد هذا النوع من اضطرابات الشخصية نادر الحدوث نسبياً ، ويصيب الرجال أكثر من النساء. والأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية معرضون أيضاً لخطر الإصابة بالاكتئاب.

أعراض اضطراب الشخصية الفصامية

يوجد العديد من الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية. تشمل هذه الأعراض التالي :

  • الانسحاب الاجتماعي : حيث يعزل الشخص نفسه عن الآخرين ويفضل البقاء وحيداً. وقد يبدو غير مبالٍ بالعلاقات الاجتماعية. مثال : يرفض المصاب الخروج من المنزل أو الالتقاء بالأصدقاء بسبب مشاعر الخجل الشديدة.
  • انعدام الاهتمام بالآخرين : يتمثل ذلك بعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين أو حاجاتهم والاستجابة بشكل مناسب لها. مثال : يتحدث المصاب عن نفسه باستمرار دون اهتمام بمداخلات الآخرين أو الاستماع لهم.
  • عدم الاستقرار العاطفي : يتمثل في انعدام التوازن العاطفي ، وتقلب المزاج بشكل سريع ومفاجئ وبدون سبب. مثال : الغضب الشديد لأمر بسيط ومن ثم التحول للضحك بشكل مفاجئ
  • فقدان الهوية الذاتية : يتمثل ذلك في شعور المصاب بضعف في الهوية الذاتية ، وعدم القدرة على تحديد هويته وقيمه وأهدامه. مثال : تغيرات مفاجئة وسريعة في أهداف المصاب واهتماماته وقيمه ومهنته.
  • تصورات غير واقعية : وتتمثل بوجود أفكار ومعتقدات غير واقعية أو منطقية مثل الشك في نوايا الآخرين والإحساس بأنه مظلوم. مثال : اعتقاد المصاب بأن الآخرين يراقبونه ويتآمرون ضده بشكل مستمر.
  • ضعف الضمير : يتمثل ذلك في غياب القلق أو التوتر عند القيام بسلوكيات غير أخلاقية أو غير قانونية. مثال : عدم إظهار التعاطف مع الآخرين في المواقف الصعبة أو حالات الحزن والألم.
  • التصرف بطريقة غريبة : يتمثل ذلك بقيام المصاب بتصرفات غريبة أو خرق للعادات الاجتماعية المتعارف عليها. مثال : الدخول باندفاع في علاقات عاطفية سريعة وجامحة مع أشخاص غير معروفين.
  • عدم القدرة على التخطيط : حيث يواجه المصاب صعوبة في التخطيط للمستقبل أو صعوبة في تحقيق الأهداف طويلة المدى.
  • صعوبة تكوين العلاقات : ويتمثل ذلك في صعوبة الحفاظ على العلاقات الشخصية والصداقات طويلة الأمد.
  • نقص المهارات الاجتماعية : حيث يعاني المصاب من مشاكل في التواصل والتفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي.

يجب ملاحظة أن الأعراض المذكورة أعلاه يمكن أن تختلف من شخص لآخر وتتفاوت في شدتها ، وقد يظهر الاضطراب بشكل مختلف في فترات مختلفة من الحياة. لذلك يجب على الأفراد الذين يعانون من أي من هذه الأعراض زيارة الطبيب أو الأخصائي النفسي لتقييم حالتهم بشكل دقيق.

أسباب اضطراب الشخصية الفصامية

لا يوجد سبب واضح ودقيق يؤدي إلى الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية ، وإنما يعود الأمر إلى تفاعل عدة عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية. تشمل هذه العوامل التالي :

1- العوامل الوراثية

تعتبر العوامل الوراثية واحدة من العوامل المؤثرة في الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية. حيث يعتقد العلماء أن هناك عدة جينات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب ، ولكن لم يتم تحديد جين واحد يسبب الاضطراب بشكل مباشر.

وقد تمت دراسة بعض العائلات التي تعاني من اضطراب الشخصية الفصامية ، وتبين أن احتمالية وجود المرض لدى أفراد العائلة يزداد بشكل كبير عند وجود تاريخ عائلي للمرض في نفس العائلة. وتزداد الاحتمالية أكثر عندما يكون الأب والأم مصابين بالمرض.

ويعتقد أن الجينات المسؤولة عن الإصابة بهذا الاضطراب تؤثر على توازن المواد الكيميائية في الدماغ ، مثل الدوبامين ، والذي يعتبر مهم في تنظيم الحركة والمزاج والشعور بالمكافأة. ويمكن أن تؤدي التغيرات في هذه المواد الكيميائية إلى اضطرابات في الوظائف الدماغية وزيادة خطر الإصابة بالاضطراب.

يجب الإشارة إلى أن وجود عامل وراثي لا يعني بالضرورة أن الشخص سيصاب بالاضطراب ، ولا يعني أيضاً أن الشخص المصاب بالمرض لديه والدين مصابين بالمرض ، حيث يمكن أن تكون العوامل البيئية والنفسية والاجتماعية والبيولوجية الأخرى هي السبب في الإصابة بالمرض.

2- العوامل البيولوجية

تشير الدراسات العلمية إلى أن العوامل البيولوجية تلعب دوراً هاماً في تطور اضطراب الشخصية الفصامية ، حيث يظهر المصابون بهذا الاضطراب تغييرات في العمليات الكيميائية والعصبية الحيوية في الدماغ.

فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن هناك تغييرات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ عند المصابين بهذا الاضطراب ، مثل الدوبامين والسيروتونين والنورأدرينالين ، وهي المواد الكيميائية التي تلعب دوراً في التواصل العصبي في الدماغ. وقد تؤدي تلك التغييرات إلى اضطراب في وظائف الدماغ وتأثر بشكل سلبي على التواصل العصبي بين الخلايا العصبية ، مما يؤدي إلى تغيرات في السلوك والتفكير والشعور والذي يرتبط بالاضطراب الشخصية الفصامية.

3- العوامل النفسية

تشير الدراسات إلى أن العوامل النفسية قد تلعب دوراً في تطور اضطراب الشخصية الفصامية ، إذ يتعلق هذا الاضطراب بالتفكير والشعور والسلوك ، وهي جوانب نفسية يمكن أن تتأثر بالعوامل النفسية.

ومن بين العوامل النفسية التي قد تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب : التعرض لضغوط نفسية شديدة والتوتر والإجهاد. حيث يمكن أن يؤدي التعرض للضغوط النفسية المستمرة إلى تغييرات في وظائف الدماغ والعمليات النفسية ، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطراب الشخصية الفصامية.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الأحداث الحياتية المؤلمة ، مثل فقدان العمل أو الانفصال عن الشريك أو وفاة شخص مقرب ، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب ، وذلك لأنها تؤدي إلى تعرض الشخص للإجهاد النفسي والتوتر والضغوط النفسية.

4- العوامل الاجتماعية

من بين العوامل الاجتماعية التي يمكن أن تساهم في تطور اضطراب الشخصية الفصامية هي التعرض للتمييز والتهميش والإقصاء الاجتماعي ، وخاصة في المجتمعات التي تعاني من التمييز الاجتماعي والعرقي والاقتصادي والثقافي. فقد يؤدي التعرض للتمييز والإقصاء إلى تشكل اضطراب الشخصية الفصامية كآلية للتكيف مع هذه الظروف الصعبة.

وتشير بعض الدراسات إلى أن العوامل الاجتماعية الأخرى ، مثل الفقر والعوز والعنف والتعرض للإيذاء الجسدي أو الجنسي ، يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطراب. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تؤدي بعض العوامل الاجتماعية الأخرى ، مثل العزلة الاجتماعية والانعزال وقلة التواصل الاجتماعي ، إلى تفاقم الأعراض المرتبطة باضطراب الشخصية الفصامية.

يجب ملاحظة أن الأسباب المذكورة ليست نهائية وقد تكون هناك عوامل أخرى تؤثر على الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية.

الفرق بين اضطراب الشخصية الفصامية والفصام

يوجد فرق كبير بين اضطراب الشخصية الفصامية والفصام ، على الرغم من تشابه الأعراض بينهما في بعض الأحيان. وفيما يلي شرح لكل منهما :

1- اضطراب الشخصية الفصامية (Schizotypal Personality Disorder) : هو اضطراب في الشخصية يتسم بالغرابة والتبعية والانعزالية والشك القوي بالآخرين ، ويمكن أن يصاحبه تفكير غير واقعي وتصورات غير عادية ، ولكن دون أن يصل المريض إلى الإصابة بفقدان الاتصال بالواقع الذي يصاحب الفصام.

2- الفصام (Schizophrenia) : هو اضطراب نفسي خطير يتسم بتشوهات في الواقع وتصورات وهلوسات واضطرابات في التفكير والشعور والسلوك ، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الاتصال بالواقع والانسحاب الاجتماعي والعجز عن أداء المهام اليومية.

كما أن أعراض اضطراب الشخصية الفصامية تتطور تدريجياً على مدى فترة طويلة ، في حين أن أعراض الفصام تظهر عادةً بشكل حاد ومفاجئ خلال فترة قصيرة. ويظهر الفصام على هيئة نوبات حادة ، وبين النوبات تكون الأعراض غير واضحة. بينما اضطراب الشخصية الفصامية تظهر أعراضه بشكل مستمر.

ويؤدي الفصام إلى تدهور معرفي شديد وصعوبة في التفكير بشكل منطقي. بينما لا يحدث ذلك في اضطراب الشخصية الفصامية.

اضطراب الشخصية الفصامية والزواج

يؤثر اضطراب الشخصية الفصامية على العلاقة الزوجية بشكل كبير ، وذلك بسبب الأعراض التي يعاني منها المصاب به. ويظهر هذا التأثير من خلال النقاط التالية :

  • التقلبات العاطفية : تقلبات المزاج الشديدة والانفعالات المفرطة التي يعاني منها المصاب قد تجعل العلاقة متقلبة وغير مستقرة.
  • صعوبة التواصل : يعاني المصاب من فقدان القدرة على التواصل العاطفي والانفعالي بشكل فعال وهذا قد يؤدي إلى توتر وسوء تفاهم في العلاقة.
  • عدم الثقة : عدم الثقة والشك هي أعراض شائعة لهذا الاضطراب ، وقد تتسبب في مشاكل زوجية خطيرة.
  • عدم الاستقرار العاطفي : غياب الاستقرار العاطفي وافتقاد القدرة على التخطيط قد يجعل العلاقة غير مستقرة ومتقلبة.
  • الانسحاب الاجتماعي : يميل الأفراد المصابون بهذا الاضطراب إلى الانسحاب والعزلة الاجتماعية ، مما يؤثر سلباً على حياة الزوجين الاجتماعية.
  • عدم التعاطف : بسبب انعدام الاهتمام بمشاعر الآخرين الذي يعتبر من أهم أعراض هذا الاضطراب ، فإن قدرة الطرف المصاب على التعاطف والدعم العاطفي قد تكون محدودة للغاية.

ولكن يجب ملاحظة أن العلاقة الزوجية يمكن أن تنجح حتى مع وجود أحد الشريكين مصاب باضطراب الشخصية الفصامية ، ولكن ذلك يتطلب جهداً كبيراً بشكل خاص من الشريك غير المصاب ، ولنجاح العلاقة لا بد من اتباع الخطوات التالية :

  • التعلُّم : يجب على الشريك غير المصاب أن يتعلم المزيد عن هذا الاضطراب ، والطرق الأفضل للتعامل مع الأعراض.
  • التسامح : على الشريك غير المصاب أن يتسامح مع السلوكيات غير العادية وتقلبات المزاج وعدم الاستقرار الذي يظهره الشريك المصاب.
  • الدعم العاطفي المستمر : على الشريك غير المصاب أن يقدم الدعم العاطفي والثقة باستمرار للشريك المصاب.
  • تقبُّل الحالة : يجب على الشريكين أن يتقبلا الحالة وبشكل خاص يجب على المصاب أن يعترف بإصابته ، وأن يدركا أن هذا الاضطراب طويل الأمد وصعب العلاج.
  • الحوار المفتوح : على الشريكين مناقشة مشاعرهم وتوقعاتهم من العلاقة بصراحة وأمانة ، وتحديد حاجات كل طرف منهم.
  • العلاج : يساعد العلاج المناسب الشريك المصاب على التعامل مع أعراضه بشكل أفضل ، ويجب متابعة العلاج والجلسات بشكل مستمر ومنتظم.

ففي حال وجود هذه العوامل ، فإن العلاقة الزوجية قادرة على النجاح حتى مع وجود أحد الشريكين مصاباً بالاضطراب.

مضاعفات اضطراب الشخصية الفصامية

تشمل مضاعفات اضطراب الشخصية الفصامية ما يلي :

  • الاكتئاب والقلق : نتيجة للعزلة الاجتماعية وضيق المشاعر وعدم القدرة على إقامة علاقات فقد يعاني المصاب من الاكتئاب والقلق.
  • الإدمان على المخدرات والكحول : غالباً ما يلجأ الأشخاص المصابون إلى تعاطي الكحول أو المخدرات للتخفيف من مشاعرهم السلبية.
  • مشاكل في العمل أو الدراسة : وذلك بسبب ضعف التحكم الذاتي وعدم القدرة على التخطيط والتنظيم.
  • ضعف الروابط الأسرية : يتمثل ذلك في صعوبة إقامة علاقات وثيقة مع أفراد العائلة.
  • العزلة الاجتماعية : وذلك بسبب الانسحاب والتجنب الاجتماعي وعدم الاهتمام بالآخرين وضعف التفاعل الاجتماعي.
  • عدم التوافق مع الذات : نتيجة للشعور بالوحدة وعدم الرضا عن الذات.
  • القيام بسلوكيات مضرة : مثل العنف أو السرقة بسبب ضعف الضمير والتحكم الذاتي.
  • محاولات الانتحار : في الحالات الشديدة جداً من هذا الاضطراب ، ونظراً لشعور المصاب بعدم الرضا عن نفسه ومزاجه المتقلب ، فإن نسبة الانتحار تزداد لديه.

تشخيص اضطراب الشخصية الفصامية

يتم تشخيص اضطراب الشخصية الفصامية عن طريق طبيب أو أخصائي نفسي مؤهل ، ويتضمن التشخيص عادةً الخطوات التالية :

  1. التقييم السريري : يتضمن استجواب المريض ومراجعة تاريخه الطبي والنفسي والاجتماعي ، وتحديد الأعراض التي يعاني منها والتي تشير إلى اضطراب الشخصية الفصامية.
  2. الفحص الجسدي : يتم إجراء فحص جسدي للتأكد من عدم وجود أي أسباب جسدية للأعراض التي يعاني منها المريض.
  3. استبعاد الأمراض الأخرى : يتم استبعاد الأمراض النفسية الأخرى التي قد تشبه اضطراب الشخصية الفصامية ، مثل الفصام واضطرابات المزاج واضطراب القلق العام.
  4. تقييم العلامات والأعراض : يتم تقييم العلامات والأعراض التي يعاني منها المريض ، وتحديد ما إذا كانت هذه الأعراض تشير إلى الإصابة بهذا الاضطراب.
  5. استخدام الأدوات التقييمية : يمكن استخدام الأدوات التقييمية المختلفة ، مثل استبيانات واختبارات الشخصية ، للتأكد من التشخيص الدقيق.

علاج اضطراب الشخصية الفصامية

قد يكون علاج اضطراب الشخصية الفصامية أمراً صعباً ، وذلك لأن بعض الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب لا يسعون إلى العلاج ، وقد يواجهون صعوبة في تطوير علاقة عمل مع المعالج. وبشكل عام يتم علاج اضطراب الشخصية الفصامية عن طريق العلاج النفسي والدوائي.

1- العلاج الدوائي

تشمل الأدوية التي تستخدم لعلاج اضطراب الشخصية الفصامية ، التالي :

  • مضادات الذهان : تستخدم هذه الأدوية للتحكم في أعراض الاضطراب.
  • مضادات الاكتئاب : تستخدم هذه الأدوية لتحسين المزاج والتحكم في بعض الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب.
  • مضادات القلق : تستخدم هذه الأدوية للتحكم في القلق والتوتر النفسي.

يجب الإشارة إلى أن استخدام الأدوية يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب النفسي حصراً ، ويجب عدم تغيير الجرعات الموصوفة أو التوقف عن تناول الأدوية دون استشارته. كما يجب تحديد الجرعات المناسبة وفترة العلاج المناسبة حسب حالة المريض واستجابته للعلاج.

2- العلاج النفسي

يتم استخدام عدة أنواع من العلاج النفسي لعلاج اضطراب الشخصية الفصامية ، من هذه العلاجات ، التالي :

  • العلاج السلوكي المعرفي : يهدف هذا العلاج إلى مساعدة المريض على التعرف وتغيير الأفكار والمعتقدات السلبية التي تؤثر على حياته وسلوكه ، وتعلم المهارات اللازمة لتحسين التفاعل مع الآخرين والتعامل مع المشاعر السلبية.
  • العلاج النفسي الديناميكي : يهدف هذا العلاج إلى مساعدة المريض على التعرف على الأسباب العميقة لمشاكله النفسية ومن ثم علاجها ، وتعزيز الوعي بالذات والتعرف على المشاعر والنزعات الكامنة والتعامل معها.
  • العلاج العائلي : يهدف هذا العلاج إلى تحسين العلاقات العائلية وتعزيز التفاهم والتواصل بين أفراد العائلة ، وتعلم المهارات اللازمة للتعامل مع الأعراض النفسية للمرض.
  • العلاج بالفن : يهدف هذا العلاج إلى استخدام الفنون المختلفة ، مثل الرسم والموسيقى والتمثيل والكتابة ، للتعبير عن المشاعر والأفكار والتعامل مع الأعراض النفسية للمرض.

يجب الإشارة إلى أن العلاج النفسي لاضطراب الشخصية الفصامية يتطلب التعاون المستمر بين المريض والطبيب المعالج ، وقد يستغرق بعض الوقت لتحقيق التحسن ، ولذلك يجب الالتزام بالعلاج والمواعيد المحددة للجلسات العلاجية.

التعامل مع المصاب باضطراب الشخصية الفصامية

إذا كنت تتعامل مع شخص مصاب باضطراب الشخصية الفصامية ، فهناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في ذلك :

  1. تعلم المزيد : تعلَّم المزيد عن هذا الاضطراب من مصادر موثوقة لفهم طبيعة سلوك المصاب ومعرفة الطرق الأمثل للتعامل.
  2. تجنب الصراعات : يجب أن تتجنب التوترات التي قد تثير مزاج المصاب المتقلب أو التي تجعله يشعر بالتهديد.
  3. تحلى بالصبر : لا ترفع سقف توقعاتك لأن هذا الاضطراب صعب العلاج ، فكن صبوراً وتفهم الأعراض التي يعاني منها المصاب.
  4. تقديم الدعم : حاول أن تقدم الدعم والتواصل العاطفي باستمرار حتى لو لم يتلقوه.
  5. الوضوح : أكد بوضوح حدودك وتوقعاتك من العلاقة بشكل ودي لتجنب الغموض والصراع.
  6. تجنب النقد : لا تنتقد تصرفات المصاب بل قدم آراءك بثقة وهدوء واحترام لمشاعره.
  7. استخدم التواصل غير اللفظي : حاول التواصل باستخدام لغة الجسد الإيجابية وتعابير الوجه لتعويض نقص المصاب في التواصل العاطفي.
  8. تفادى المناقشات العميقة : تجنب أي نوع من النقاشات العقلية المعقدة أو العميقة التي قد يجد المصاب صعوبة في فهمها.
  9. ضع حدود واضحة : يجب وضع حدود وقواعد واضحة في علاقتك بالمصاب منذ البداية لتجنب الإرباك والصراعات فيما بعد.
  10. لا تتوقع الكثير : لا تشعر بخيبة أمل فالمصاب عاجز بشكل ما عن التعبير عن مشاعره بشكل طبيعي.
  11. استشر أخصائي نفسي : إذا لم تتمكن من التعامل مع المصاب وواجهت صعوبة في ذلك ، فعليك الحصول على مساعدة أخصائي نفسي.

كيف أعرف أني أعاني من اضطراب الشخصية الفصامية؟

هناك عدة علامات يمكن أن تشير إلى إصابتك باضطراب الشخصية الفصامية ، تشمل :

  • تقوم بتجنب التفاعل مع الآخرين وتجد صعوبة في إقامة علاقات اجتماعية.
  • تعزل نفسك عن المجتمع ولا يوجد لديك رغبة في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  • تقوم بفعل سلوكيات عدوانية تجاه الآخرين أو تشعر بتقلب شديد في مزاجك.
  • تشك بالآخرين بشكل مفرط ولا تستطيع الثقة بهم.
  • تعاني من عدم وضوح في هويتك وأهدافك وقيمك ، وتتغير اهتماماتك بشكل متكرر.
  • تقوم بتصرفات غريبة أو غير منطقية قد تفزع الآخرين أو تجعلهم يتجنبونك.
  • تجد صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات المنطقية بشأن حياتك المهنية أو علاقاتك.

إذا كنت تعاني من بعض هذه الأعراض أو جميعها ولفترة طويلة ، فقد تكون مصاباً باضطراب الشخصية الفصامية. ويجب عليك زيارة طبيب أو أخصائي نفسي لتشخيص حالتك بدقة ، ولا يمكنك الاعتماد على هذه الأعراض فقط.

متى يجب زيارة الطبيب ؟

يجب عليك زيارة الطبيب في الحالات التالية :

  1. إذا كانت أعراضك تسبب لك مشاكل كبيرة في العمل أو العلاقات الاجتماعية.
  2. إذا كنت تشعر بأن طريقة تفكيرك وتصرفاتك وعلاقاتك غير طبيعية.
  3. إذا أخبرك أصدقاؤك أو عائلتك أو زملاؤك في العمل بأن هناك شيئاً غريباً عندك.
  4. إذا لم تتمكن من الشعور بالرضا عن نفسك ، أو الثقة في قراراتك وتصرفاتك.
  5. إذا لم تستطيع التحكم في تقلبات مزاجك أو عدم استقرارك العاطفي على الرغم من محاولاتك.
  6. إذا شعرت بأن الأعراض تؤثر سلباً على حياتك ولا تستطيع السيطرة عليها.

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الفصامية؟

يعد الشفاء التام من اضطراب الشخصية الفصامية أمراً نادراً ، ولكن يمكن للعلاج أن يؤدي إلى تحسن القدرة على التحكم في العواطف والسلوكيات ، وتعلم استراتيجيات إدارة الأعراض مثل تقلبات المزاج والانسحاب الاجتماعي. وتحسين القدرة على التواصل وبناء علاقات أكثر صحة وثباتاً.

وتتراوح مدة العلاج بين عدة أشهر إلى سنوات عديدة ، وذلك بحسب حالة المريض وشدة أعراضه ، ويتطلب العلاج تزامن بين العلاجين النفسي والدوائي. ويتوقف نجاح العلاج على مدى الالتزام به ورغبة الشخص في التحسن.

زر الذهاب إلى الأعلى