اضطراب الماسوشية الجنسية

تعد الماسوشية الجنسية أو ما يعرف باسم المازوخية الجنسية أحد الاضطرابات الجنسية الخطيرة ، يتميز بوصول الشخص للإثارة الجنسية عند تعرضه للألم الشديد أو الإذلال أو العبودية أو التعذيب ، بالإضافة إلى التخيلات الجنسية لهذه الأفعال.

يمكن أن تقتصر هذه الأفعال على الإذلال اللفظي فقط ، أو الجسدي ، وقد يلجأ الشخص الماسوشي إلى تطبيق هذه الأفعال على نفسه مثل ضرب أو حرق نفسه ، ويمكن أن يقوم بالبحث عن شريك يستمتع بإلحاق الألم والإذلال فيه مثل الشخص المصاب بالسادية الجنسية.

لم يتم تحديد أسباب اضطراب الماسوشية الجنسية بشكل دقيق حتى الآن ، ولكن يعتقد العلماء أن العوامل النفسية والتجارب الجنسية السابقة يمكن أن تلعب دوراً في تطور هذا الاضطراب.

ويتم علاج المصابين بهذا الاضطراب باستخدام العلاج النفسي والدوائي الذان يعملان على مساعدة الفرد في التحكم في رغباته الماسوشية.

اضطراب الماسوشية الجنسية

تشير كلمة الماسوشية أو المازوخية إلى اشتقاق الفرد للذة والألم من خلال قيام الآخرين بتعذيبه وتوجيه العدوان له ، سواء كان هذا العدوان مادي مثل الضرب أو معنوي مثل التحقير والإهانة والسخرية منه.

وفي كثير من الحالات ترتبط الماسوشية بالنشاط الجنسي مما يسبب للشخص الإصابة باضطراب الماسوشية الجنسية. ويمكن تعرف هذا الاضطراب بأنه اضطراب جنسي يتميز بالرغبة الملحة في تلقي الإيذاء أو الألم النفسي أو الجسدي أثناء النشاط الجنسي.

أعراض اضطراب الماسوشية الجنسية

يتمثل العرض الرئيسي للماسوشية الجنسية بالرغبة الملحة في تلقي الإيذاء أو الألم أثناء النشاط الجنسي ، ويمكن أن تشمل هذه الرغبة ، الرغبة في الإيذاء الجسدي أو النفسي. وتشمل الأعراض الأخرى لهذا الاضطراب التالي :

  • الشعور بالاستثارة الجنسية عند التفكير في تلقي الإيذاء أو الألم الجسدي.
  • الرغبة الملحة في تلقي الإيذاء الجسدي أو النفسي من الشريك.
  • الشعور بالخجل أو الحرج من هذه الرغبات الجنسية.
  • الشعور بالتوتر والقلق والإحباط إذا لم يتم الحصول على الإيذاء أو الألم خلال النشاط الجنسي.
  • الاستسلام للرغبات الماسوشية ، مما يؤدي إلى التعرض للإيذاء الجسدي أو النفسي.

يجب ملاحظة أن أعراض اضطراب الماسوشية الجنسية يمكن أن تختلف من شخص لآخر ، ويمكن أن تكون متغيرة ومتقلبة.

درجات اضطراب الماسوشية الجنسية

لا يوجد تصنيف رسمي لدرجات اضطراب الماسوشية الجنسية ، ولكن يمكن تصنيف هذا الاضطراب بشكل عام إلى ثلاثة درجات :

  1. الدرجة الخفيفة : تشمل الأفراد الذين يشعرون بالرغبة في الحصول على الإيذاء الجسدي أو النفسي خلال النشاط الجنسي ، ولكن يمكن السيطرة على هذه الرغبة والتحكم بها ، ولا يؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير على حياتهم اليومية.
  2. الدرجة المتوسطة : تشمل الأفراد الذين يشعرون بالرغبة في تلقي الإيذاء الجسدي أو النفسي خلال النشاط الجنسي ، ولا يستطيعون السيطرة على هذه الرغبة بشكل كامل ، ويؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير على حياتهم اليومية وعلاقاتهم العاطفية والاجتماعية.
  3. الدرجة الشديدة : تشمل الأفراد الذين يشعرون برغبة ملحة في تلقي الإيذاء الجسدي أو النفسي خلال النشاط الجنسي ، ولا يستطيعون السيطرة على هذه الرغبة على الإطلاق ، ويؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وعلاقاتهم العاطفية والاجتماعية.

أسباب اضطراب الماسوشية الجنسية

لا يوجد سبب دقيق يؤدي إلى الإصابة باضطراب الماسوشية الجنسية ، ولكن تشير الدراسات إلى أن هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به أو تؤدي إلى حدوثه ، تشمل هذه العوامل :

  • العوامل النفسية : حيث يمكن أن تلعب العوامل النفسية دوراً في تطوير هذا الاضطراب ، مثل التجارب السلبية أو المؤلمة السابقة أو التعرض لصدمات نفسية.
  • التعرض للإيذاء أو الإصابة الجسدية في الصغر : يمكن أن يساهم التعرض للإيذاء أو الإصابة الجسدية في الصغر في تطوير هذا الاضطراب.
  • الثقافة والتربية : يمكن أن تلعب الثقافة والتربية دوراً في تطوير هذا الاضطراب ، وخاصة في المجتمعات التي تشجع على العنف والإيذاء.

مضاعفات اضطراب الماسوشية الجنسية

يمكن أن يؤدي اضطراب الماسوشية الجنسية إلى العديد من المضاعفات ، تشمل :

  • الإصابات الجسدية : يمكن أن يؤدي الإيذاء الجسدي المتكرر إلى الإصابة بجروح وكدمات وكسور وغيرها من الإصابات الجسدية الخطيرة.
  • الإصابة النفسية : يمكن أن يؤدي الإيذاء النفسي إلى الإصابة بمشاكل نفسية خطيرة مثل الاكتئاب والقلق والتوتر الشديد وحتى الانتحار.
  • الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً : حيث يمكن أن تزداد نسبة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً مثل الإيدز والسيلان والزهري والتهابات المثانة والتهابات الأمعاء وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة.
  • مشاكل اجتماعية وقانونية : يمكن أن يؤدي الإيذاء الجسدي أو النفسي إلى مشاكل اجتماعية وقانونية مثل طلاق الشريك غير المصاب وفي حال نفذ الشريك غير المصاب جميع رغبات المصاب يمكن أن يعرضه لإيذاء شديد وعليه يمكن أن يواجه مشاكل قانونية.

الوقاية من الإصابة باضطراب الماسوشية الجنسية

لا يوجد طرق وقاية محددة من اضطراب الماسوشية الجنسية ، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب ، تشمل :

  • يجب على الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية أو صعوبات في السيطرة على الرغبات الماسوشية البحث عن العلاج النفسي المناسب للتحكم في هذه الرغبات.
  • يجب تعلم الاتصال الفعال مع الشريك والتعرف على رغباته وحاجاته ووضع الحدود المناسبة للنشاط الجنسي بشكل متبادل.
  • يجب الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية وذلك من خلال ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الصحية والحصول على النوم الكافي والتخلص من الضغوط اليومية.
  • يجب على الأفراد الالتزام بالرغبات والحدود المتفق عليها مع الشريك وعدم التعدي عليها أو تجاوزها.

تشخيص اضطراب الماسوشية الجنسية

يتطلب تشخيص اضطراب الماسوشية الجنسية تقييم شامل للحالة من قبل الطبيب أو الأخصائي النفسي ، ويشمل التشخيص النفسي العديد من الاختبارات والأدوات السريرية ، مثل :

  • المقابلة : حيث يتم إجراء مقابلة مع المريض للتحدث عن تجاربه الجنسية ومشاعره ورغباته وسلوكياته وعواقبها.
  • استخدام الأدوات السريرية : قد يستخدم الطبيب الاختبارات السريرية والأدوات المختلفة لتحديد مدى وجود الاضطراب لدى المريض ، مثل مقياس تقييم الماسوشية الجنسية.
  • الفحص الجسدي : حيث يمكن إجراء أن فحص جسدي للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية تساهم في حدوث الاضطراب الماسوشي.

ولتشخيص الاضطراب يجب أن يعاني الشخص لمدة لا تقل عن 6 أشهر من التخيلات أو السلوكيات الشديدة المتكررة التي تنطوي على أفعال تلقي الألم الجسدي أو التعذيب أو الإذلال من أجل الشعور بالإثارة الجنسية أو الوصول إلى النشوة الجنسية.

ولا يتم تشخيص هذا الاضطراب إلا إذا كان يعاني الشخص من ضيق وضعف وذنب عند قيامه بهذه الأفعال أو التخيلات أو كانت تؤثر على حياته اليومية وعلاقاته.

علاج اضطراب الماسوشية الجنسية

يتم علاج اضطراب الماسوشية الجنسية باستخدام عدة طرق ، ويتم اختيار الطريقة الأنسب بناءً على حالة المريض وظروفه الشخصية. ومن الطرق المستخدمة في العلاج ، التالي :

1- العلاج النفسي

يتضمن العلاج النفسي لاضطراب الماسوشية الجنسية عدة أساليب وتقنيات تستخدم لتعليم المريض كيفية التحكم في الرغبات الماسوشية وتعديل سلوكه وتغيير الأفكار السلبية المتعلقة بالجنس والعلاقة الحميمة. ومن بين هذه الأساليب :

  • العلاج السلوكي المعرفي : يهدف هذا العلاج إلى تعليم المريض كيفية التحكم في سلوكه وتعليمه مهارات جديدة بديلة للسلوك الماسوشي. ويتضمن ذلك تعلم تقنيات التنفس والاسترخاء وتحويل الانتباه والتركيز على أشياء أخرى غير الرغبات الماسوشية.
  • العلاج النفسي الديناميكي : يركز هذا العلاج على استكشاف العوامل النفسية والذكريات التي تؤدي إلى ظهور الرغبات الماسوشية ومن ثم تعديلها. ومن خلال هذا العلاج يمكن للمريض الحصول على فهم أفضل للأسباب النفسية العميقة للرغبات الماسوشية وتحديد العوامل المؤثرة على السلوك.

يجب ملاحظة أن العلاج النفسي يتطلب الصبر والالتزام من المريض ، ويمكن أن يستغرق بعض الوقت قبل الحصول على النتائج المرجوة.

2- العلاج الدوائي

يمكن استخدام العلاج الدوائي لعلاج اضطراب الماسوشية الجنسية في بعض الحالات ، وتختلف الأدوية المستخدمة بناءً على الحالة الفردية للمريض وظروفه الصحية. ومن بين الأدوية المستخدمة :

  • مضادات الاكتئاب : تساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق والتوتر النفسي ، والتي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الرغبات الماسوشية أو تنتج عنها.
  • مضادات الاضطرابات الوسواسية القهرية : يمكن أن تساعد هذه الأدوية في السيطرة على الأفكار والسلوكيات الماسوشية ، وتقليل التوتر النفسي المرتبط بهذه الأفكار والسلوكيات.
  • المهدئات : يمكن أن تساعد المهدئات في تخفيف القلق والتوتر النفسي وتحسين النوم ، الأمر الذي يمكن أن يساعد في تقليل الرغبات الماسوشية.

يجب أن يتم أخذ الأدوية تحت إشراف الطبيب المختص ، ويجب على المريض الالتزام بجرعات الدواء والحجم المحددين من الطبيب.

نصائح للتعايش مع المصاب بالماسوشية الجنسية

إذا كنت تتعامل مع شخص يعاني من اضطراب الماسوشية الجنسية ، فإليك بعض النصائح التي يجب اتباعها لمساعدتك في التعايش معه :

  1. يجب عليك تقديم الاحترام الكامل للشخص وحالته ، وأن تتعامل معه بتفهم وبشكل حساس ومهذب.
  2. يجب تجنب الحكم على الشخص وتجنب إصدار أي تصريحات تشعره بالإحراج أو تسبب له التوتر.
  3. يجب تشجيع الشخص على الحصول على العلاج النفسي أو الدوائي المناسب لحالته ، وتذكيره بأنه يمكنه الشفاء.
  4. يجب أن تستمع بصبر واهتمام للشخص ، وتتعرف على حالته واحتياجاته وتقدم له الدعم اللازم.
  5. يجب عليك مساعدة الشخص في تحسين معرفته وفهمه لحالته من خلال البحث عن المصادر الصحيحة للمعلومات والتوجيه الصحيح.
  6. يجب الحفاظ على سرية حالة الشخص وعدم الكشف عنها لأي شخص دون إذن من الشخص نفسه.
  7. يجب عليك أن تتذكر دائماً أن الشخص المصاب بالاضطراب الماسوشي ليس مسؤولاً عن حالته ، وأنه يحتاج إلى الدعم والتفهم والعناية.
  8. يجب تذكير الشخص بأهمية العناية بالصحة العامة والنوم الجيد وتناول الطعام الصحي والحفاظ على نمط حياة صحي.
  9. يمكن أن يشعر الشخص بالوحدة والعزلة ، لذلك يجب تذكيره بأنه ليس وحده وأن هناك أشخاص آخرين يعانون من نفس الحالة وأنك معه.
زر الذهاب إلى الأعلى