اضطراب الهرمونات وعلاقته بالاكتئاب

تعرف الهرمونات بأنها مجموعة مواد كيميائية تأثر على النمو ، والتطور ، والتكاثر ، والوظائف الجنسية ، والتمثيل الغذائي والمزاج عند الإنسان ، وعليه فإن التغيرات التي تطرأ على مستويات الهرمونات في الجسم تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية عند الإنسان.

ويعد الاكتئاب أحد الاضطرابات النفسية الخطيرة التي يترافق ظهورها في كثير من الأحيان بتغير مستوى هرمونات معينة في الجسم ، لذلك فإن العلاقة بين الاكتئاب واضطراب الهرمونات علاقة قائمة وموجودة وهذا ما سوف نوضحه في مقالنا التالي.

العلاقة بين اضطراب الهرمونات والاكتئاب

يحتوي الجسم على عدد كبير من الهرمونات ، ولكن يوجد 5 أنواع أساسية من الهرمونات لها علاقة بالحالة النفسية للفرد وبشكل خاص بالاكتئاب ، هذه الهرمونات هي التالي :

  1. السيروتونين : هو أحد النواقل العصبية أحادي الأمين ، يوجد بشكل أساسي في الجهاز العصبي المركزي والجهاز الهضمي والصفائح الدموية ، ويلعب دوراً هاماً في تنظيم المزاج والرغبة الجنسية عند الإنسان ، كما يطلق عليه في بعض الأحيان أسم هرمون السعادة.
  2. الدوبامين : هو مادة عضوية موجودة في جسم الإنسان ، تلعب دور هرمون وناقل عصبي ، ولها تأثير كبير على الدماغ وأيضاً على الجسم بشكل عام ، حيث يؤثر الدوبامين على المزاج والذاكرة والنوم والتعلم وإن نقصه يمكن أن يؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع الاضطرابات النفسية.
  3. النورادرينالين : هي مادة كيميائية عضوية تلعب دور هرمون وناقل عصبي في الدماغ والجسم ، ولها تأثير كبير على مناطق كثيرة في جسم الإنسان ، ويشار إليه أحياناً باسم هرمون المكافحة والهروب.
  4. الإندورفين : هو هرمون موجود في الجهاز العصبي عند الإنسان والحيوان ، يلعب دوراً في تخفيف الآلام والشعور بالراحة ، كما يشير العلماء إلى أن هذا الهرمون يلعب دوراً في التحكم بقدرة الدماغ على الاستقبال والاستجابة والإحساس بالألم والإجهاد.
  5. الكورتيزول : هو هرمون تفرزه قشرة الغدة الكظرية استجابةً للإجهاد أو عند انخفاض مستوى هرمونات القشرة السكرية في الدم.

1. السيروتونين وعلاقته بالاكتئاب

يعد السيروتونين المسؤول الأول عن إيقاع النوم والإحساس بالسعادة أو الرضا وعن قدرة الذاكرة على الاحتفاظ بالمعلومات ، وإن نقص كمية هذه المادة في الجسم يمكن أن يؤدي إلى إصابة الشخص باضطرابات النوم والشعور بالتعب والاكتئاب ومتلازمة ما قبل الحيض ، كما أن نقص هذه المادة يمكن أن يؤدي إلى ظهور بعض أعراض الاكتئاب الجسدية مثل الصداع ومشاكل التركيز.

2. الإندورفين وعلاقته بالاكتئاب

يلعب هرمون الإندورفين دور مسكن الألم في جسم الإنسان ، ويستخدمه الجسم للعودة إلى حالة الراحة بعد الشعور بالألم ، كما أنه يساهم في الشعور بالبهجة والنشوة ، ويعمل بالتعاون مع هرمونات أخرى على شعور الإنسان بالراحة ، وعليه فإن اختلال مستوى هذا الهرمون يمكن أن يساهم في حدوث الاكتئاب أو يؤدي إلى ظهور بعض أعراضه لدى الإنسان.

3. الدوبامين والنورادرينالين وعلاقتهما بالاكتئاب

يساعد هذين الهرمونين بشكل كبير في تعلم الإنسان سلوكيات جديدة وتعزيز السلوكيات حتى تصبح عادة مكتسبة لدى الفرد وتحسين الذاكرة والشعور الإيجابي. ومن أعراض الاكتئاب البارزة اضطرابات الذاكرة ، ومشاكل التركيز ، والتشاؤم والمزاجية ، لذا فإن اختلال توازن هذه الهرمونات زيادة أو نقصان يساهم في ظهور بعض أعراض الاكتئاب.

4. الكورتيزول وعلاقته بالاكتئاب

إن إنتاج هرمون الكورتيزول بكميات قليلة إي نقص مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم يؤدي إلى الشعور بالإرهاق وهناك ارتباط بين أعراض الإرهاق والاكتئاب كما أن الإرهاق يعد في بعض أنواع الاكتئاب عرضاً بارزاً لذا فإن اختلال مستوى الكورتيزول في الجسم يساهم في ظهور الاكتئاب.

اضطراب الهرمونات عند النساء وعلاقته بالاكتئاب

تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجال ، وتزداد فرصة إصابة النساء مقارنة بالرجال بالاكتئاب أو بظهور بعض أعراض الاكتئاب نتيجة تقلب مستويات الهرمونات في كثير من مراحل حياتهن أكثر من الرجال ، وفي ما يلي سوف نذكر أهم الحالات التي يحدث بها اضطراب في مستوى الهرمونات عند النساء ويؤدي بهن في بعض الحالات إلى الإصابة بالاكتئاب أو ظهور بعض أعراض الاكتئاب لديهن ، تشمل هذه الحالات التالي :

1. مراحلة البلوغ وعلاقتها بالاكتئاب

تعاني الكثير من الفتيات في مرحلة البلوغ من تقلبات مزاجية مؤقتة وذلك نتيجة لتقلب الهرمونات في هذه المرحلة وهذه التقلبات تعد طبيعية ، لكن في بعض الحالات عندما ترتبط هذه التقلبات الهرمونية بتجارب أخرى فيمكن أن تؤدي إلى إصابة بعض الفتيات بالاكتئاب ، ومن هذه التجارب :

  • الخلافات التي تقع بين الوالدين أو بين الفتاة ووالديها.
  • زيادة الضغوط التي تتعرض لها الفتاة مثل الضغوط الدراسية أو ضغوط الحياة عامة.
  • المشكلات الجنسية التي يمكن أن تتعرض لها الفتاة في هذه المرحلة.

2. متلازمة ما قبل الحيض وعلاقتها بالاكتئاب

يمكن أن يؤدي اختلال مستوى هرموني الاستروجين والبروجسترون إلى إحداث خلل في النواقل العصبية في الدماغ مثل السيروتونين والدوبامين مما يؤدي إلى إصابة بعض الفتيات باضطراب يشبه متلازمة ما قبل الحيض ولكن أشد منه ويطلق عليه اسم الاضطراب الإنزعاجي لما قبل الحيض ويعد هذا الاضطراب أحد أنواع الاكتئاب.

3. مرحلة الحمل وعلاقتها بالاكتئاب

تعاني النساء خلال فترة الحمل من تغيرات هرمونية حادة تؤثر على حالتها المزاجية ، وإن هذه التغيرات إذا ارتبطت ببعض المشاكل الأخرى فيمكن أن تزداد نسبة إصابتهن بالاكتئاب ، ومن هذه المشاكل التالي :

  • التعرض لضغوط نفسية شديدة.
  • مشاكل في العلاقة الزوجية.
  • أن تكون المرأة قد أصيبت بالاكتئاب سابقاً.
  • الإجهاض.
  • الحمل من غير قصد.

4. سن اليأس وعلاقته بالاكتئاب

خلال فترة انتقال المرأة إلى سن اليأس المتمثل في انقطاع الطمث تحدث تغيرات هرمونية حادة ، ففي هذه المرحلة ينخفض مستوى هرمون الإستروجين انخفاضاً حاداً مما قد يؤدي إلى إصابتهن بالاكتئاب ، ولكن إن هذه التغيرات وحدها لا تكفي لإصابة المرأة بالاكتئاب ، وإذا ما ترافقت هذه التغيرات مع عوامل أخرى فتصبح المرأة عرضة للإصابة. تشمل العوامل التالي :

  • قلة النوم.
  • أن تكون المرأة قد أُصيبت سابقاً بالاكتئاب.
  • التعرض لتعب شديد.
  • انقطاع الطمث في سن مبكر.
زر الذهاب إلى الأعلى