اضطراب طيف التوحد

اضطراب طيف التوحد أو ما يعرف باسم الذاتوية أو اضطراب التوحد ، هو أحد اضطرابات النمو العصبي ، يصيب الأفراد في صغرهم ، ويؤثر على قدرتهم على التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين ، إضافة إلى إظهارهم اهتمامات وسلوكيات متكررة ومحدودة. وعلى الرغم من أن التوحد يصيب الأفراد في صغرهم ، إلا أنه قد يظهر على شكل علامات وأعراض مختلفة وفي مراحل مختلفة من الحياة.

تتضمن العلامات والأعراض الشائعة للتوحد صعوبة التواصل اللفظي وغير اللفظي ، وصعوبة فهم العواطف والتعبير عنها ، إضافة إلى اهتمامات محدودة وسلوكيات متكررة بأشكال معينة. كما قد يعاني الأفراد المصابون من صعوبة في التكيف مع التغيير ، والتعرض للضوضاء والأصوات العالية.

يجب ملاحظة أن التوحد هو طيف من الاضطرابات ، مما يعني أن شدة الأعراض يمكن أن تختلف بشكل كبير من فرد لآخر. كما يجب الإشارة إلى أن هذا المرض ليس قابلاً للعلاج ، ولكن يمكن تحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي للأشخاص المصابين به من خلال العلاج والتدريب المناسبين.

اضطراب طيف التوحد

تشتق كلمة التوحد التي تعني بالإنجليزية ( Autism ) ، من كلمتين يونانيتين هما : ” aut ” ومعناها الذات ، و ” ism ” ومعناها الحالة. وتستخدم هذه الكلمة للإشارة إلى الشخص المنطوي على ذاته بشكل كبير. وهذا الانطواء ما يميز اضطراب طيف التوحد ، حيث يعاني المصاب بشكل أساسي من صعوبة تطوير العلاقات الاجتماعية والمحافظة عليها.

وتشير كلمة ” طيف ” إلى وجود تباين كبير في سلوك المصاب يأخذ شكل طيف يمتد من حالات معتدلة إلى حالات شديدة. ويعد هذا الاضطراب من الاضطرابات النمائية المنتشرة بشكل واسع في مرحلة الطفولة. وفي السابق كان يقسم هذا الاضطراب إلى عدة اضطرابات نمو معيقة تعرف باسم اضطرابات التوحد ، تشمل : اضطراب التوحد الكلاسيكي ، متلازمة أسبرجر  ، اضطراب التفكك الطفولي.

أما في الوقت الحالي تم إلغاء استخدام الأنواع التي ذكرناها ، وأصبح يشار إليها جميعها باسم اضطراب طيف التوحد ، ويتم التفريق بينها من خلال شدة الأعراض التي يعاني منها المصاب.

يمكن أن يبدأ هذا الاضطراب بالظهور عند الأطفال قبل سن الثالثة ، ويستمر طوال حياة الشخص ، كما يمكن أن تتحسن حالة المصاب مع مرور الوقت والعلاج ، وأيضاً تختلف الأعراض وتأثيرها من شخص لآخر.

وأول ما يلاحظ على المصاب من أعراض هو ضعف العلاقات الاجتماعية والتواصل بين المصاب ومحيطه ، بالإضافة إلى إعاقات معرفية وحركية واضطرابات عاطفية ، وفي ما يخص السبب الدقيق للتوحد فإلى لآن لم تتحدد الأسباب الدقيقة لحدوثه ، وهناك مجموعة من العوامل التي تعد أسباباً مرجحة للإصابة به.

درجات التوحد

يتم تقسيم التوحد إلى ثلاث درجات أساسية تختلف في شدة الأعراض ومدى التأثير على الحياة اليومية للشخص المصاب. تشمل هذه الدرجات :

1- التوحد الخفيف

يعتبر أقل درجات التوحد شدة ، ويعاني المصاب به من عدد محدود من الأعراض ، ويمكن للمصاب به العمل والتعلم بشكل طبيعي والتكيف مع المجتمع بشكل جيد. وتشمل أعراضه التالي :

  • صعوبات التواصل والتفاعل ، مثل صعوبة التعرف على احتياجات الآخرين أو فهمها.
  • الميل إلى العزلة الاجتماعية وصعوبة التواصل مع الآخرين.
  • تكرار السلوكيات والأنماط الشخصية ، مثل الإصرار على العيش بروتين معين والمتابعة عليه بشكل دقيق وتجنب إجراء تغييرات عليه.
  • صعوبة تعلم المهارات الاجتماعية والتفاعل مع الزملاء في المدرسة أو في العمل.
  • اهتمامات غير عادية بمواضيع معينة وتفاصيل دقيقة.

2- التوحد المتوسط

يعاني المصاب بالتوحد المتوسط من صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك أكثر حدة من الخفيف ، ويؤثر على أداءه العام وحياته اليومية. وتشمل أعراضه :

  • مشكلات في التواصل والاتصال الاجتماعي ، مثل صعوبة فهم العواطف والعبارات الغير مباشرة وصعوبة التواصل اللفظي وغير اللفظي.
  • مشاكل في التفاعل الاجتماعي والتكيف مع الآخرين ، مثل صعوبة التعرف على الاحتياجات والمشاعر والمواقف الاجتماعية للآخرين.
  • صعوبات في التعلم والتكيف مع البيئة الاجتماعية والتعليمية والعملية.
  • سلوكيات غير عادية ومتكررة ، مثل الإصرار على الروتين والأنشطة المعينة والتكرار الزائد للأفعال أو الأنشطة.

3- التوحد الشديد

يعتبر أكثر درجات التوحد شدة ، حيث يعاني المصاب به من عدد كبير من الأعراض والمشكلات السلوكية والاجتماعية ، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمصاب به. وتتضمن أعراضه :

  • صعوبات شديدة في التواصل والاتصال الاجتماعي ، مثل صعوبة التواصل اللفظي وغير اللفظي وصعوبة فهم العواطف والمشاعر والعبارات الغير مباشرة.
  • صعوبات شديدة في التفاعل الاجتماعي والتكيف مع البيئة ، مثل العزلة الاجتماعية وعدم القدرة على التعرف على احتياجات ومشاعر الآخرين.
  • صعوبات شديدة في التعلم والتكيف مع البيئة التعليمية والعملية ، مثل صعوبة فهم الإرشادات والتعليمات والتكيف مع التغييرات.
  • سلوكيات غير عادية ومتكررة بشكل ملحوظ ، مثل الحركات المتكررة والإصرار على الروتين والأنشطة المعينة والتكرار الزائد للأفعال أو الأنشطة.

يجب ملاحظة أن هذه الدرجات ليست قواعد ثابتة ، ويمكن أن تختلف من شخص لآخر ، ويتم تحديد درجة التوحد عند الفرد من قبل طبيب مختص بناءً على تقييم شامل للأعراض التي يواجها.

خصائص التوحد

هناك مجموعة من الخصائص التي يتميز بها المصابين باضطراب ضيف التوحد ، تشمل التالي :

1. الخصائص السلوكية

  • ظهور نوبات انفعالية حادة مما يجعل المصاب مصدر إزعاج للآخرين.
  • عدم القدرة على الاستجابة للآخرين.
  • الالتزام بروتين معين ، وضعف التواصل مع الآخرين.
  • الخوف من أي تغيير يطرأ على المحيط.
  • القيام بحركات جسمية غريبة.
  • النشاط الزائد أو الخمول.
  • القيام بسلوكيات تؤذي الذات.

2. الخصائص اللغوية

  • عدم القدرة على استخدام اللغة والتواصل مع الآخرين.
  • قلة الحديث مقارنة بالأقران من نفس العمر.
  • ضعف القدرة على اكتساب كلمات جديدة واستخدمها.
  • الاستخدام غير العادي للغة مثل تكرار الكلام أو الكلام بنفس النبرة لكافة الموضوعات.
  • صعوبة فهم وإدراك الإشارات الجسدية مثل الحركات وتعابير الوجه.
  • عدم القدرة على استخدام جمل تامة ، وعدم استخدام الضمائر وحروف الجر بشكل مناسب.

3. الخصائص الحركية

  • التأخر الحركي مقارنة بالأقران من نفس العمر.
  • صعوبة أداء الحركات الدقيقة.
  • مشكلات في التناسق الحركي العام.

4. الخصائص الاجتماعية

  • صعوبة استخدام لغة الجسد وتوظيفها في التعامل مع الآخرين.
  • صعوبة قامة علاقات اجتماعية.
  • صعوبة مشاركة الآخرين في الأنشطة الترفيهية.

5. الخصائص الحسية

  • عند بعض الحالات قد تظهر مشكلة عدم القدرة على الاستجابة للأصوات العالية.
  • الميل إلى النظر إلى مصادر الضوء مثل الشمس أو الإنارة المنزلية.
  • ارتفاع عتبة الألم ، أي تحمل الألم بشكل أكبر من الأقران من نفس العمر.

أعراض التوحد

هناك العديد من الأعراض التي تظهر على المصابين بالتوحد ، تشمل هذه الأعراض التالي :

1.المشكلات الاجتماعية

تعد المشكلات الاجتماعية من أكثر الأعراض شيوعاً ، تشمل  :

  • يفضل الطفل المصاب اللعب بمفرده ويبقى منعزلاً عن أقرنه أثناء اللعب.
  • يمكن أن يظهر على الطفل المصاب عدم استجابة عند ندائه باسمه في عمر 12 شهراً.
  • يتجنب الشخص المصاب ملامسة عينيه.
  • عدم مشاركة الآخرين بالأنشطة ، وتكون مشاركته فقط لتحقيق هدف خاص به.
  • تكون تعابير الوجه غير مناسبة للمواقف التي يتعرض لها.
  • يجنب الاتصال الجسدي مع الأخرين.
  • عدم معرفة الحدود الشخصية للأخرين.
  • عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين.

2. مشكلات التواصل

تختلف مشاكل التواصل لدى مرضى التوحد من شخص لآخر ، فبعض المصابين يمكنهم التحدث بشكل جيد ، والبعض الأخر لا يستطيعون التحدث على الأطلاق أو يتحدثون بشكل قليل ، من بين المشاكل التي تظهر لدى المصابين ما يلي :

  • تأخر في مهارات الكلام واللغة.
  • تكرار الكلمات أو العبارات.
  • تغيير في الضمائر مثل قوله أنت بدلاً من أنا.
  • الإجابة على الأسئلة بأجوبة ليس لها صلة بالسؤال المطروح.
  • عدم الاستجابة للإشارات.
  • التحدث بطريقة غير طبيعية أو غريبة.

3. سلوكيات غير طبيعية

يقوم الأطفال المصابون بالتوحد بسلوكيات غير طبيعية أو غريبة ، مثل اللعب بالألعاب بنفس الطريقة في كل مرة ، وأيضاً يكونوا منظمين للغاية ، وينزعجون من ابسط الأمور.

وهناك أعراض أخرى للتوحد تظهر عند المصابين ، مثل فرط النشاط و الاندفاع وعدم القدرة على التركيز لفترة طويلة والعدوان وإيذاء النفس ونوبات غضب وتغيرات في عادات الأكل والنوم واختلافات في معدل الخوف المعتاد.

وقد يظهر أيضاً لدى الأشخاص المصابين استجابات غير عادية للمس ، والشم ، والأصوات ، والمشاهد ، والتذوق ، والشعور ، مثل التفاعل بشكل مفرط أو خفيف مع الألم أو الأصوات المرتفعة.

المزيد عن أعراض التوحد

أسباب التوحد

لا توجد أسباب واضحة ومحددة للتوحد حتى الآن ، ويعتقد العلماء أنه قد ينجم عن مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية والبيئية. وفيما يلي بعض العوامل التي يعتقد أنها قد تؤدي إلى تطور التوحد :

1- العوامل الوراثية

أشارت بعض الدراسات العلمية إلى أن العوامل الوراثية تلعب دوراً في الإصابة بالتوحد ، حيث يتم نقل عدد من الجينات المشتركة بين الأفراد من الأسرة الواحدة إلى الأجيال القادمة ، وهذا يمكن أن يزيد من احتمالية أن يكون الأشخاص المصابين بالتوحد لديهم أحد أو أكثر من الأقارب الأوائل مصابون به.

وتشير الدراسات إلى أن هناك العديد من الجينات المرتبطة بتطور التوحد ، ومن هذه الجينات هي الجينات المسؤولة عن تطور الدماغ والتواصل بين الخلايا العصبية والتي قد تكون مسؤولة عن بعض الأعراض المرتبطة بهذا المرض ، مثل صعوبة التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي.

ويمكن أن يؤدي تعرض هذه الجينات للتغيرات الوراثية المفاجئة ، مثل الطفرات الجينية ، إلى زيادة احتمالية تطور المرض ، وهذا يعني أن هذه التغيرات يمكن أن تؤثر على وظائف الدماغ والتواصل العصبي بشكل خاص ، مما يؤدي إلى ظهور بعض أعراض هذا المرض.

3- العوامل البيئية

تعلب العوامل البيئية دوراً هاماً يمكن أن يزيد من احتمال الإصابة بالتوحد ، وتؤثر هذه العوامل على الأم أثناء فترة حملها بالجنين ، والتي يمكن أن تزيد من احتمالية إصابة الجنين بالتوحد بعد ولادته. من هذه العوامل التالي :

  • التعرض للمواد الكيميائية الضارة : حيث يمكن أن يؤدي تعرض الأم أثناء حملها لبعض المواد الكيميائية الضارة ، مثل الرصاص والزئبق والمواد الكيميائية الموجودة في بعض المبيدات الحشرية ، إلى تطور هذا الاضطراب
  • الإجهاد النفسي : يمكن أن يؤدي الإجهاد النفسي المفرط أثناء فترة الحمل ، مثل الضغوط الاجتماعية والعاطفية والتعرض للإرهاب والحروب ، إلى تطور الاضطراب عند الجنين بعد ولادته.
  • المواد الغذائية : تشير بعض الدراسات إلى أن بعض المواد الغذائية التي تتناولها الأم أثناء حملها يمكن أن تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب ، مثل تناول كميات كبيرة من الجلوتين (البروتين الموجود في الحبوب مثل القمح والشعير) والكازيين (البروتين الموجود في منتجات الألبان) ، ولكن لا تزال هذه المواد موضع نقاش ودراسة دقيقة.
  • العوامل الحيوية : يمكن أن يؤدي التعرض لبعض العوامل الحيوية ، مثل العدوى والتهابات الجهاز التنفسي والأمعاء ، إلى تطور هذا الاضطراب.

3- الاضطرابات الجسدية

تشير بعض الدراسات إلى أن هناك بعض العوامل الجسدية التي يمكن أن تساهم في الإصابة بالتوحد ، ومن بين هذه العوامل :

  • الاضطرابات الهضمية : يعتقد البعض أن بعض الاضطرابات الهضمية ، مثل متلازمة القولون العصبي وحساسية الطعام ، يمكن أن تؤثر على وظائف الدماغ وتساهم في تطور هذا الاضطراب.
  • الاضطرابات العصبية : يمكن أن تساهم بعض الاضطرابات العصبية ، مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ، في الإصابة بالاضطراب.
  • الاضطرابات الهرمونية : حيث يمكن أن تؤدي بعض الاضطرابات الهرمونية ، مثل اضطرابات الغدة الدرقية ، إلى تطور هذا الاضطراب.
  • العوامل التنموية : يمكن أن تساهم بعض العوامل التنموية ، مثل الولادة السابقة لأوانها و انخفاض وزن المولود ، في تطور التوحد.

4- العوامل النفسية

لا تعد العوامل النفسية سبباً مباشراً للتوحد ، ولكنها يمكن أن تؤثر بشكل طفيف على بعض الأعراض المرتبطة بالتوحد ، مثل صعوبة التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي. ومن بين هذه العوامل ، التالي :

  • الإهمال : حيث يمكن أن يؤدي إهمال الطفل ، مثل عدم الاهتمام به وعدم تلبية احتياجاته النفسية والاجتماعية ، تطور بعض أعراض التوحد.
  • التعامل مع الطفل : حيث يمكن أن يؤدي التعامل غير السليم مع الطفل ، مثل عدم التفاعل معه وعدم توجيهه بشكل صحيح ، إلى تطور بعض الأعراض.

يجب الإشارة إلى أن الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد لا تزال غير معروفة بشكل دقيق ، وأن الإصابة بالتوحد تعتمد على تفاعل مجموعة من العوامل المختلفة والمتعددة.

التوحد عند المراهقين

لا يوجد اختلاف في التعريف والأسباب وطرق العلاج بين التوحد عند المراهقين والأطفال. ولكن بعض الحالات يمكن أن لا تظهر أعراض المرض أثناء مرحلة الطفولة أو تكون خفيفة ، أو حتى يمكن أن يكون الأهل غير مولين اهتمامهم للمشكلات التي يعاني منها الطفل ، ويعتبرونها جزءً من طفولته ، وعندما يصبح مراهقاً فتصبح الأعراض واضحة بشكل أكبر.

وفي ما يخص أعراض التوحد عند المراهقين فهناك بعض الفروقات بينها وبين الأعراض عند الأطفال ، تشمل هذه الفروقات ، التالي :

  • التواصل الاجتماعي : تكون المشكلات المتعلقة بالتواصل الاجتماعي أكثر صعوبة عند الأطفال المصابين ، حيث يصعب على الأطفال منذ صغرهم تطوير العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين بشكل فعال. بينما يكون التواصل الاجتماعي أسهل بعض الشيء عند المراهقين ، إذ يمكن أن يكون لديهم تطلعات واضحة لتطوير العلاقات الاجتماعية.
  • السلوك التكراري : يكون السلوك التكراري أكثر وضوحاً لدى الأطفال المصابين ، حيث يعتمدون على السلوك التكراري للتعامل مع الأوضاع المختلفة. بينما قد يكون السلوك التكراري أقل وضوحاً لدى المراهقين المصابين ، حيث يمكن أن يتعلموا مهارات جديدة للتعامل مع الأوضاع المختلفة.
  • التكيف الاجتماعي : يمكن أن يكون التكيف الاجتماعي أكثر صعوبة للمراهقين المصابين بالتوحد ، حيث يمكن أن يواجهوا صعوبات في التكيف مع التغيرات الاجتماعية التي تحدث خلال مرحلة المراهقة ، مثل التغيرات الهرمونية والعلاقات الاجتماعية والمهنية.
  • الاهتمامات المحدودة : يمكن أن يكون لدى الأطفال المصابين اهتمامات محدودة ومتكررة ، مما يؤثر على قدرتهم على تطوير الاهتمامات والاهتمام بأشياء جديدة. بينما المراهقين المصابين بالتوحد يمكن أن يكون لديهم اهتمامات أكثر والاهتمام بأشياء جديدة.

التوحد عند الكبار

كما ذكرنا سابقاً فإن التوحد اضطراب في النمو العصبي أي يصاب به الأشخاص منذ طفولتهم ، وإن معظم حالات التوحد يتم تشخيصها في مرحلة الطفولة المبكرة ، ولكن تم تشخيص بعض الحالات عند البالغين ، ويعود ذلك إلى ما يلي :

  • نقص الوعي في تشخيص الحالة أو تشخيص الأعراض بشكل غير دقيق في مرحلة الطفولة.
  • يمكن أن تكون الأعراض في مرحلة الطفولة خفيفة ولم تلاحظ حتى أصبح الشخص بالغاً.
  • قد يتعلم الأطفال بعض استراتيجيات التأقلم ، مما يجعل تشخيصهم صعباً في مرحلة الطفولة ، وعند البلوغ تصبح الأعراض أوضح.

ويختلف التوحد عند الكبار عنه عند الأطفال من عدة جوانب ، تشمل :

  • التشخيص : يعتبر التشخيص أصعب عند الكبار ، حيث يمكن أن يكون الشخص قد تعلم طرقاً لإخفاء أعراضه والتكيف مع المجتمع. ولذلك ، يتطلب التشخيص عند الكبار التحقق من السلوكيات وجمع المعلومات الدقيقة من الأشخاص المقربين ، مثل الأصدقاء والعائلة والزملاء.
  • الأعراض : يمكن أن تختلف الأعراض التي تظهر عند الأطفال والكبار ، حيث يمكن أن تكون مشاكل الأداء الاجتماعي والعاطفي والمهني عند الكبار واضحة وتؤثر جداً عليهم ، وقد يكون هذا الاختلاف مرتبطاً بمدى تأثير التوحد على حياتهم وعدم علاجهم مبكراً وفقدانهم للكثير من الخبرات التي يجب أن يكتسبوها في الطفولة.
  • العلاج : يختلف نوع العلاج وطريقة التدخل الخاصة بالتوحد عند الكبار عن الأطفال ، حيث يتطلب العلاج عند الكبار أساليب مختلفة تتناسب مع مراحلة حياته وحاجاته الفردية.

التوحد والذكاء

تختلف مستويات الذكاء بين الأفراد المصابين بالتوحد. وعلى الرغم من أن المصابين يمكن أن يظهروا صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك ، إلا أن بعضهم يمتلكون قدرات فائقة في مجالات معينة ، مثل المهارات الرياضية أو الفنية أو الموسيقية.

وقد أجريت العديد من الدراسات حول العلاقة بين التوحد والذكاء ، وأشارت بعض هذه الدراسات إلى أن الأفراد المصابين بالتوحد يمتلكون مستويات عالية من الذكاء في بعض المجالات ، مثل المهارات الحسابية.

ومع ذلك ، يختلف الذكاء من شخص لآخر ، حيث يمكن أن يواجه بعضهم بصعوبات في التعلم والتكيف مع المجتمع ، ويمكن أن يظهروا صعوبات في مجالات معينة مثل التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي والتكيف الاجتماعي.

كما أشارت بعض الدراسات إلى أن الأفراد المصابين بالتوحد قد يمتلكون مستويات متوسطة أو عالية من الذكاء العام ، ويمكن أن تكون لديهم مهارات ومواهب فريدة في مجالات مختلفة. ويمكن تحسين مستوى الذكاء لدى المصابين من خلال تقديم التدريب والدعم اللازم لهم.

وبشكل عام ، يمكن القول أن هناك فئتان من المصابين بالتوحد هما : عاليي الأداء : يتميزون بذكاء فوق المتوسط و يواجهون صعوبات قليلة في التعلم. ومنخفضي الأداء : يتميزون بذكاء أقل من المتوسط و يواجهون صعوبات أكثر في التعلم. وأخيراً التوحد لا يؤثر بشكل مباشر على مستوى الذكاء العام ، ولكنه يمكن أن يؤثر على الأداء في بعض المجالات. لذلك يجب عدم التركيز على مستوى الذكاء بل على احتياجات كل شخص بشكل فردي.

مضاعفات التوحد

يؤدي التوحد إلى عدد من المضاعفات التي تؤثر على الحياة اليومية للفرد وعائلته. ومن هذه المضاعفات التالي :

  • صعوبة التواصل والتفاعل الاجتماعي : مما يؤدي إلى صعوبة الاندماج في المجتمع والتواصل مع الآخرين.
  • صعوبات التعلم : مما يؤثر على التحصيل الدراسي وفرص العمل المستقبلية.
  • السلوكيات غير العادية : مثل الحركات المتكررة والإصرار على الروتين والأنشطة المعينة ، مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية والتواصل.
  • الاكتئاب والقلق : يمكن أن يعاني بعض المصابين من الاكتئاب والقلق ، ويمكن أن تزيد هذه المشاعر من صعوبة التكيف مع الحياة اليومية.
  • مشكلات في النوم : وهذا يمكن أن يؤثر على صحتهم العامة وجودة حياتهم.
  • الإدمان : مثل الإدمان على المواد الكيميائية أو الأدوية ، مما يؤثر على صحتهم العامة.

الوقاية من التوحد

حتى الآن لا يوجد طرق محددة للوقاية من التوحد ، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة أو تحسين جودة حياة الأشخاص المصابين ، من بين هذه الإجراءات التالي :

  • الكشف المبكر : يتضمن ذلك فحص الأطفال في مراحل مبكرة من حياتهم للكشف عن أي علامات مبكرة تدل على إصابتهم ، مما قد يساعد في التشخيص والعلاج المبكر.
  • التدخل المبكر : يشمل ذلك توفير الدعم والعلاج المناسب للأطفال المصابين بالتوحد في مراحل مبكرة من حياتهم ، مما يمكن أن يحسن من جودة حياتهم ويقلل من الأعراض التي يعانون منها.
  • الحفاظ على صحة الحامل : يجب على النساء الحوامل تجنب التدخين وتناول الكحول والمخدرات والمواد الكيميائية الأخرى ، وتناول الأغذية الصحية والمتوازنة وممارسة الرياضة الخفيفة ، للحفاظ على صحة الجنين وتقليل خطر الإصابة بأي أمراض محتملة.
  • توفير بيئة داعمة للمصابين : يجب على الأسر والمجتمع توفير بيئة داعمة للأشخاص المصابين بالتوحد ، وتقديم الدعم والتعليم والتدريب المناسب لتحسين مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية.

تشخيص التوحد

يتم تشخيص التوحد من خلال تقييم السلوكيات والتطور اللغوي والاجتماعي للفرد. ويتضمن التشخيص العديد من الخطوات ، تشمل :

  • تقييم التطور : يتضمن ذلك تقييم سلوكيات الفرد وتطوره اللغوي والاجتماعي والحركي ، ومقارنتها بالأطفال من نفس الفئة العمرية.
  • التحقق من وجود أعراض أخرى : يتضمن ذلك التحقق من وجود أعراض أخرى مرتبطة بالتوحد ، مثل تكرار الحركات والتواصل غير اللفظي ، وتحديد مدى تأثير هذه الأعراض على حياة الفرد.
  • إجراء اختبارات تقييمية : يتضمن ذلك إجراء اختبارات تقييم مختلفة ، مثل اختبار تقييم السلوك الذاتي واختبار التواصل اللفظي ، وذلك لتحديد مدى وجود التوحد ودرجته.
  • استبعاد الأسباب الأخرى : يتم استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الأعراض ، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

يجب ملاحظة أن تشخيص التوحد يتطلب تقييم شامل ومتعدد الجوانب ، ويجب أن يتم تشخيصه من قبل فريق طبي متخصص في علاج الأطفال والأشخاص المصابين بالتوحد.

علاج التوحد

لا يوجد علاج مخصص لاضطراب طيف التوحد ، حيث يختلف العلاج الأكثر فاعلية من شخص لآخر ، ويمكن أن يساعد العلاج المرضى المصابين على العمل بمستويات شبه طبيعية ، وتظهر الأبحاث أن التشخيص المبكر للتوحد يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض في المستقبل. ويتم استخدام الطرق التالية للعلاج :

1- تحليل السلوك التطبيقي (ABA)

هو نوع من العلاج السلوكي يستخدم عادةً لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد ، ويهدف إلى تعزيز السلوكيات المرغوبة وتقليل السلوكيات غير المرغوبة ، وذلك من خلال استخدام تقنيات التحفيز والتعزيز الإيجابي والتعليم المكثف. يعتمد هذا العلاج على فكرة أن السلوك الإيجابي يمكن تعزيزه عن طريق توفير المكافآت المناسبة ، وأن السلوك السلبي يمكن تقليله عن طريق إزالة المكافآت. ويتم تطبيق هذا العلاج من خلال الخطوات التالية :

  • تحليل السلوكيات : يتم تحليل السلوكيات المرتبطة بالتوحد وتحديد أهداف العلاج.
  • التدريب : يتم تقديم التدريب المناسب لتعزيز السلوكيات المرغوبة ، مثل التواصل اللفظي ولغة الجسد والمهارات الاجتماعية.
  • استخدام التحفيز والتعزيز الإيجابي : يتم استخدام المكافآت المناسبة لتعزيز السلوكيات المرغوبة ، مثل الثناء والمدح والهدايا.
  • إزالة المكافآت السلبية : لا يتم تقديم المكافآت عند القيام بسلوكيات غير المرغوبة ، مثل الانفعالات والتصرفات العدوانية ، وذلك للتقليل منها.

2- العلاج النفسي التحليلي

يهدف هذا العلاج إلى تحليل العوامل النفسية التي تساعد على تطوير الأعراض التوحد ، وتحسين العلاقات الاجتماعية والتواصل. ويعتمد على فكرة أن الأطفال المصابين يمكن أن يتعلموا مهارات اجتماعية وتواصلية جديدة. ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية :

  • التحليل النفسي : يتم تحليل العوامل النفسية التي تساهم في تطوير الأعراض المرتبطة بالتوحد ، مثل القلق والتوتر والاكتئاب والعواطف السلبية.
  • توفير الدعم النفسي : يتم تقديم الدعم النفسي المناسب للأطفال المصابين ، مثل الاستماع إلى مشاكلهم وتقديم المشورة والدعم العاطفي.
  • تحسين العلاقات الاجتماعية : يتم تحسين العلاقات الاجتماعية للأطفال المصابين ، من خلال تعليمهم مهارات التواصل والتعامل مع الآخرين.
  • تعزيز الذات : يتم تعزيز الثقة بالنفس وتحفيز المصابين على الاستقلالية ، وذلك من خلال تحسين مهاراتهم وتقديم الدعم النفسي المناسب لهم.

أظهر هذه العلاجات فاعليتها في علاج الأطفال المصابين بالتوحد ، ويتطلب تطبيقها جهداً وتحضيراً وتنظيماً من قبل الأهل والطبيب المسؤول عن علاج الطفل.

3- العلاج الدوائي

العلاج الدوائي للتوحد يشمل استخدام بعض الأدوية للتحكم في بعض الأعراض المرتبطة بالمرض ، مثل القلق واضطرابات النوم والاكتئاب والعدوانية والنشاط الزائد وضعف الانتباه. يتم اختيار الأدوية وتحديد الجرعات بعناية من قبل الطبيب المختص حصراً. ومن الأدوية المستخدمة ما يلي :

  • مضادات الاكتئاب : تستخدم للتحكم في الاكتئاب والقلق ومشاكل النوم ، مثل السيتالوبرام والفلوكستين.
  • الأدوية العصبية : تستخدم للتحكم في العدوانية والنشاط الزائد وضعف الانتباه ، مثل الريتالين والستراتيرا.
  • أدوية النوم : تستخدم لتحسين نوعية النوم وتخفيف مشاكل النوم ، مثل الميلاتونين.

يجب ملاحظة أن الأدوية لا تشفي من التوحد ، وإنما تساعد في تحسين بعض الأعراض المرتبطة به ، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأدوية.

4- العلاج التعليمي

يهدف هذا العلاج إلى تحسين مهارات الأطفال المصابين بالتوحد في المجالات الأكاديمية والاجتماعية والتواصلية. ويعتمد على استخدام تقنيات التدريس المختلفة التي تتناسب مع احتياجات الأطفال المصابين ، ويتطلب التركيز على تعليم المهارات الأساسية التي يحتاجها الأطفال للتواصل والتفاعل مع الآخرين. ويتضمن الخطوات التالية :

  • تحديد الأهداف : يتم تحديد الأهداف التعليمية المناسبة للأطفال المصابين بالتوحد ، مثل تحسين مهارات اللغة والتواصل والاستقلالية.
  • تقييم المهارات : يتم تقييم مهارات الأطفال المصابين ، وتحديد المهارات التي يحتاجون إلى تعلمها وتحسينها.
  • تدريس المهارات : يتم تدريس المهارات المناسبة للأطفال المصابين ، وذلك من خلال تقديم التدريبات والأنشطة المناسبة التي تساعد على تحسين المهارات المطلوبة.
  • تقديم الدعم : يتم تقديم الدعم اللازم للأطفال المصابين ، وذلك من خلال توفير الإرشاد والتحفيز والمكافآت المناسبة.

يجب الإشارة إلى أن العلاج المناسب للتوحد يختلف من فرد لآخر ، ويجب تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل فرد. ويتطلب العلاج الناجح للتوحد تعاوناً قوياً بين الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي والفريق الطبي المتخصص.

المزيد عن علاج التوحد

نصائح للتعامل مع طفل التوحد

في ما يلي بعض النصائح التي تساعد الأفراد الذين يعيشون مع طفل مصاب بالتوحد في التعامل معه بشكل صحيح ، هذه النصائح هي التالي :

  1. يجب أن تتعلم المزيد عن التوحد وفهم خصائصه ، حيث يساعد ذلك على التعامل بشكل أفضل مع الشخص الذي يعاني منه.
  2. يجب أن تعرف أن السلوكيات والاهتمامات النمطية جزء من هذا المرض . فلا تحاول تغييرها أو تصحيحها.
  3. يجب أن تتقبل وجهة نظر الشخص المصاب وطريقته الفريدة في التفكير والرؤية ، واحترام اهتماماته ومهاراته.
  4. حاول التواصل بطريقة مباشرة وبسيطة ، استخدم جملًا قصيرة وبسيطة ، وتجنب استخدام الاستعارات أو المجاز.
  5. يجب ألا تنتقد أو توبخ الشخص المصاب بسبب سلوكه ، بل حاول التأكيد على النقاط الإيجابية في شخصيته.
  6. تحدث عن مشاعرك وتصرفاتك بصراحة ، لأن الأشخاص المصابين بهذا المرض يميلون إلى فهم الكلمات حرفياً.
  7. تجنب التغييرات المفاجئة في الروتين ، وحاول وضع روتين ثابت.
  8. لا تتدخل أو تقاطع اهتمامات أو أنشطة المصاب ، ما لم تسبب أذى.
  9. لا تُشعر الشخص المصاب بالإحراج أو العزلة بسبب المشكلات التي يعاني منها ، بل شجعه على التواصل مع الآخرين.
  10. يجب أن تحاول توفير بيئة مناسبة في المنزل والمدرسة والمجتمع للأطفال المصابين ، مثل توفير الأدوات والمواد التي تساعد على التواصل والتفاعل.
  11. يجب تشجيع المصاب على اللعب والتفاعل مع الآخرين والانخراط في الأنشطة الاجتماعية ، وذلك من أجل تحسين علاقاتهم ومهاراتهم الاجتماعية.
  12. يجب العمل على تعليم المهارات اليومية المهنية للمصابين ، وذلك لتحقيق الاستقلالية في المستقبل.
  13. اطلب المساعدة والدعم من الأهل والأصدقاء والمتخصصين في العلاج ، ولا تخجل من ذلك.
  14. يجب الانتباه إلى ظهور علامات القلق أو الاكتئاب لدى الشخص المصاب ، و تقديم الكثير من العناية والمحبة له.

أسئلة شائعة حول التوحد

التوحد هل هو مرض عقلي أو نفسي؟

التوحد هو حالة تطورية عصبية مرتبطة بالجهاز العصبي ولا يعتبر مرضاً عقلياً أو نفسياً. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية والدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية ، فإن التوحد ليس اضطراباً نفسياً بل هو اضطراب نمائي.

ما هو العمر الذي يصاب به الطفل بالتوحد؟

يمكن أن يتم تشخيص التوحد في أي عمر ، ويمكن رصد علامات التوحد بحلول سن 18 شهراً ، خاصة تأخر الكلام والتفاعل الاجتماعي. ولكن العلامات الأولى الواضحة تظهر بين عمر 2-3 سنوات ، والتشخيص لا يتم قبل عمر السنتين. ويمكن للأطفال المصابين بالتوحد أن يظهروا علامات مبكرة ، مثل عدم الاستجابة لاسمهم أو للمحفّزات الاجتماعية ، ويواجهون صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين ، والتكرار المستمر للأنشطة والسلوكيات.

ويجب الانتباه إلى أن الأعراض الأولى للتوحد لا تعني بالضرورة الإصابة بهذا الاضطراب ، ويجب استشارة طبيب مختص لتحديد التشخيص الدقيق والنهائي. ويجب العلم بأن تشخيص التوحد في وقت مبكر وتقديم الدعم والرعاية المناسبة منذ الصغر يمكن أن يساعد في تحسين حالة المصابين بشكل كبير.

هل يستطيع طفل التوحد الدراسة؟

نعم ، يمكن للأطفال المصابين بالتوحد الدراسة والذهاب إلى المدرسة ، ويمكن توفير الدعم والرعاية المناسبة لتحقيق نجاحهم في المدرسة. ويعتمد النجاح المدرسي للأطفال المصابين على الدعم والتدريبات المناسبة والمصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم الفردية.

ويمكن توفير العديد من الإجراءات والتدابير لتسهيل تجربة التعلّم للأطفال المصابين ، مثل توفير بيئة تعليمية مناسبة ومنظمة ، وتوفير المواد التعليمية المناسبة والمصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم ، وتوفير الدعم اللازم من المعلمين والمستشارين التربويين والمختصين في التوحد.

هل مرض التوحد يستمر مدى الحياة؟

نعم ، إن مرض التوحد يستمر مدى الحياة ، ولا يمكن الشفاء منه بشكل كامل. ولكن يمكن للأشخاص المصابين بالتوحد أن يحسنوا من قدراتهم الاجتماعية والتواصلية والتكيفية من خلال تلقي العلاج والتدريبات المناسبة.

يجب العلم بأن الأشخاص المصابين بهذا المرض يمكنهم عيش حياة طبيعية وتحقيق النجاح في مختلف المجالات إذا تم توفير الدعم والرعاية المناسبة لهم منذ الصغر.

هل يستطيع المصاب بالتوحد الزواج؟

نعم ، يمكن للشخص المصاب بالتوحد الزواج وإقامة علاقات عاطفية. ولكن يمكن أن يواجه بعض الصعوبات ، مثل : صعوبة فهم العواطف وإظهارها ، صعوبة التواصل والتفاعل الاجتماعي في العلاقة ، صعوبة في فهم الخصوصية والحدود الشخصية في العلاقة ، صعوبة في فهم لغة الجسد والإيماءات غير اللفظية لدى الطرف الآخر.

ويمكن تحقيق النجاح في العلاقة الزوجية بين الشخص المصاب والشخص غير المصاب ، إذا توافرت العوامل التالية :

  • الصبر والتفاهم والتقبل الكامل للشريك المصاب.
  • التحدث المباشر مع المصاب حول الأمور التي لا تعجبك أو تحافظ على سلامة العلاقة.
  • تقاسم المهام والمسؤوليات بدقة.
  • الالتزام بالروتين اليومي وإدراج احتياجات شريكك في الروتين.
  • الحفاظ على سلاسة التواصل وتبسيطه.
  • إعطاء الشريك المصاب الوقت والفرصة للتعلم وتحسين المهارات الاجتماعية و التواصلية.
  • تعزيز استقلالية واحترام كل من الزوجين.

هل الطفل التوحدي يفهم الكلام؟

نعم ، يمكن للطفل التوحدي أن يفهم الكلام ، ولكن قد يواجه بعض الصعوبات في ذلك ، مثل : فهم الكلمات ذات المعاني غير المباشرة أو المجازية أو التعابير مثل “انظر إلى هذا” ، فهم الكلام الذي يصف أفعال حدثت في وقت سابق أو سوف تحدث في المستقبل ، فهم الخطابات الطويلة والمترابطة ، فهم ومعالجة المعلومات التي تلقى بشكل مفاجئ.

ولكن يجب ملاحظة أن التدخل المبكرة وتعليم اللغة منذ الصغر يمكن أن يساعد المصاب في فهم الكلام بشكل أكبر. ولمساعدته أكثر يجب : التحدث ببطء ووضوح ، استخدام الجمل القصيرة والبسيطة ، تكرار التعليمات إذا لزم الأمر ، استخدام الصور والرموز لمساعدته أكثر بالفهم.

هل الطفل المصاب بالتوحد يتكلم؟

نادراً ما يكون الأطفال المصابون بالتوحد أبكمين ، ولكن قد تكون لغتهم محدودة أو غير اعتيادية. وقد يتأخر المصابون في الكلام أو ظهور الكلمات الأولى ، ولكن معظم الأطفال المصابون تتطور قدرتهم على التواصل مع الوقت.

هل الطفل المصاب بالتوحد يبتسم؟

نعم ، يبتسم الطفل المصاب بالتوحد مثله مثل أي طفل آخر . ولكن هناك بعض الاختلافات التي يمكن أن تظهر هي :

  • يعاني المصابون من صعوبة فهم التفاعلات الاجتماعية ولغة الجسد بما في ذلك الابتسامات.
  • قد تكون ابتسامات الأطفال المصابون قليلة أو لا تتلاءم مع السياق الاجتماعي.
  • يمكن أن تكون ابتساماتهم أو تعابير وجوههم أكثر جموداً أو غير طبيعية.
  • قد لا يستخدمون الابتسام للتواصل مع الآخرين أو التفاعل معهم كما يفعل الأطفال العاديين.

هل مريض التوحد يشعر بالألم؟

نعم ، يشعر مريض التوحد بالألم مثله مثل أي شخص آخر ، ولكن عتبة الألم عندهم مرتفعة قليلاً أي أنهم يتحملون الألم أكثر من غيرهم بشيء بسيط ، قد يواجهون بعض الصعوبات في التعبير عن الألم ، أو يمكن القول أن طريقة تعبيرهم عن الألم يمكن أن تكون مختلفة عن الأشخاص العاديين مما يجعل البعض يظن أنهم لا يشعرون بالألم.

كيف يفكر الشخص المصاب بالتوحد؟

يختلف تفكير الشخص المصاب بالتوحد عن الأشخاص الآخرين. فالشخص المصاب بالتوحد يعاني من عدم القدرة على التفاعل الاجتماعي والتواصل بكفاءة ، وهذا قد يؤثر على طريقة تفكيره وتصوره للعالم.

فمثلاً ، قد يصعب عليه فهم المفاهيم المجردة والتفكير في المفاهيم النظرية. وقد يكون لديه صعوبة في التخيل والتفكير في الأمور التي لم يراها من قبل أو التي لا يمكنه رؤيتها أو تجربتها مباشرة. بالإضافة إلى أنه قد يميل إلى التركيز على تفاصيل صغيرة والتفكير فيها بشكل كبير ، وقد يصعب عليه فهم الأفكار الكبيرة والمجردات العامة.

ولكن يجب الانتباه إلى أن المصابين بالتوحد يختلفون بين بعضهم البعض في طريقة تفكيرهم وتصورهم للعالم ، ولا يوجد قاعدة عامة تنطبق عليهم جميعهم.

كيف أفرق بين الطفل الطبيعي وطفل طيف التوحد؟

من الصعب تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من طيف التوحد أم لا ، خاصة في المراحل الأولى من النمو. ولكن ، هناك بعض الإشارات التي يمكن أن تساعدك في التمييز بين الطفل الطبيعي وطفل طيف التوحد. تشمل :

  • يميل الأطفال العاديين إلى التواصل بالنظر إلى العينين أثناء التحدث أو الاستماع ، في حين أن الأطفال المصابين قد يبدو لديهم صعوبة في النظر إلى العينين والاتصال بالعين.
  • يميل الأطفال العاديين إلى البحث عن التفاعل الاجتماعي واللعب مع الآخرين ، في حين أن الأطفال المصابين قد يفضلون اللعب بمفردهم ولا يظهرون اهتماماً بالتفاعل مع الآخرين.
  • قد يكون لدى الأطفال المصابين صعوبة في استخدام اللغة للتواصل ، وقد يكررون الكلمات التي يسمعونها بدلاً من استخدام الكلمات بشكل معنوي.
  • قد يظهر الأطفال المصابين حساسية أكبر للضوضاء أو الأضواء الساطعة أو بعض الروائح.

يجب الانتباه إلى أن هذه الإشارات ليست دليلاً قطعياً على وجود طيف التوحد ، وقد يختلف الأطفال في طريقة تفاعلهم الاجتماعي وتواصلهم اللفظي ، حتى في حالة عدم وجود الاضطراب. لذلك يجب استشارة طبيب أو متخصص في التوحد لمساعدتك في التمييز بشكل أفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى