الإرشاد النفسي

يعد الإرشاد النفسي أحد أهم خدمات التوجيه النفسي ، وهو العملية الرئيسية في التوجيه النفسي ، ويتمثل من خلال العلاقة التفاعلية التي تنشأ بين المرشد النفسي والمسترشد بهدف تنمية وعي المسترشد فرداً كان أم جماعة في التعامل مع المشكلات التي تواجهه في حياته ، وإكسابه قدرة على اتخاذ قرارات أكثر فاعلية في مجالات الحياة المختلفة.

تعريف الإرشاد النفسي

وضع العديد من التعريفات للإرشاد النفسي ، وذلك يعود لكثرة العلوم والعلماء الذين تناولوه بالدراسة. وفي ما يلي سوف نذكر أهم التعريفات التي تناولت الإرشاد النفسي :

  • عرفت الجمعية الأمريكية لعلم النفس(A.P.A) الإرشاد النفسي بأنه عملية تهدف إلى مساعدة الأفراد في التغلب على معوقات نموهم الشخصي التي تعترضهم ، وكذلك مساعدتهم في تحقيق النمو الأفضل لمصادرهم الشخصية.
  • وعرفه بيتروفيسا بأنه العملية التي يحاول من خلالها المرشد مساعدة المسترشد في فهم ذاته واتخاذ قراراته وحل مشكلاته. وتتضمن هذه العملية مواجهة بين شخصين وجهاً لوجه وتتوقف نتائجها إلى حد كبير على العلاقة القائمة بين هذين الشخصين.
  • وأحدث التعريفات هو التعريف الذي وضعته رابطة الطاولة المستديرة العالمية للإرشاد(I.R.T.A.C) حيث عرفته بأنه عملية مساعدة الأفراد في التغلب على عقبات نموهم الشخصي التي تعترضهم ، وكذلك مساعدتهم في تحقيق النمو الأفضل لذواتهم ومصادرهم الشخصية عن طريق توفير خبرات نمائية تعليمية.

وفي ضوء التعريفات السابقة يمكن القول أن الإرشاد النفسي هو عملية يقوم من خلالها المرشد النفسي بمساعدة المسترشد في إدراك ذاته ودوافعه ، ومعرفة إمكاناته ، وفهم مشكلاته ، حتى يتمكن من استخدام قدراته وطاقاته بشكل إيجابي ، واتخاذ القرارات المناسبة في اختيار الحلول للصعوبات والمشكلات التي تواجهه في حياته.

أهداف الإرشاد النفسي

يوجد أربع أهداف رئيسية يسعى الإرشاد النفسي إلى تحقيقها ، وهذه الأهداف هي التالي :

  • تحقيق الذات : يتم ذلك من خلال تنمية بصيرة المسترشد ، ومساعدته في تنمية مفهوم موجب للذات.
  • تحقيق التوافق : هو تحقيق التوازن بين الفرد وبيئته. وهذا التوازن يتم بين المحيط الداخلي للفرد والمحيط الاجتماعي والمحيط الطبيعي ، ويتحقق التوازن من خلال إشباع حاجات الفرد ومقابلة متطلبات البيئة.
  • تحقيق الصحة النفسية : وذلك من خلال مساعدة الفرد في حل مشكلاته ، ويتم ذلك من خلال التعرف على أسباب المشكلات التي يعاني منها الفرد ، ومن ثم إزالة الأسباب ، والأعراض.
  • تحسين العملية التربوية : ويتم ذلك من خلال إثارة الدافعية والحافز للتحصيل الدراسي ، وتقديم معلومات متنوعة للطالب مثل المعلومات المهنية والأكاديمية.

مناهج الإرشاد النفسي

هناك ثلاث مناهج رئيسية يعمل الإرشاد من خلالها لتحقيق أهدافه ، وهي التالي :

  1. المنهج النمائي : يتم من خلال هذا المنهاج تقديم خدمات نفسية للأفراد الذين لا يعانون من مشكلات نفسية ، وذلك بهدف زيادة شعورهم بالسعادة والتوافق ، وزيادة كفاءتهم إلى أقصى حد.
  2. المنهج الوقائي : يتم من خلال هذا المنهاج تقديم مجموعة خدمات تهدف إلى وقاية الأفراد من الاضطرابات النفسية.
  3. المنهج العلاجي : هو مجموعة الخدمات المقدمة للفرد بهدف رفع معاناته وحل مشكلاته ، ومساعدته في التخلص من التوتر والقلق أو أي حالة اضطراب يعاني منها.

العوامل المؤثرة في العملية الإرشادية

المقصود بالعملية الإرشادية هو العملية القائمة بين المرشد والمسترشد ، والتي تهدف إلى مساعدته. وتتأثر هذه العملية بعدة عوامل ، هي :

  • عوامل خاصة بالمرشد : مثل سمات شخصيته ، وأفكاره ، ونظرته إلى العالم ، وخبرته وتوجهاته.
  • عوامل خاصة بالمسترشد : مثل سماته ، وأفكاره ، وقيمه ، ومدى استعداده للتغيير ، وتوقعاته من العملية الإرشادية.
  • عوامل خاصة بالعملية الإرشادية : مثل المتغيرات المرتبطة بمراحل العملية الإرشادية مثل وظائفها ومهمتها وأهدافها التي تتطلب من المرشد مهارات معينة لتحقيقها.
  • عوامل خاصة بالتفاعل في العملية الإرشادية : حيث يؤثر في ذلك طرق المرشد المستخدمة وأساليبه ومهاراته وردود فعل المسترشد وحاجاته وسلوكه أثناء تنفيذ العملية الإرشادية.

فروع الإرشاد النفسي

هناك فروع عديدة للإرشاد النفسي ، وكل منها يكون موجهاً إلى ميدان معين ، ولكن جميعها تتشابه في الأسس والنظريات وطريقة التطبيق والعمل. تشمل أهم هذه الفروع التالي :

  • الإرشاد المدرسي.
  • الإرشاد المهني.
  • الإرشاد الديني.
  • إرشاد ذوي الحاجات الخاصة.
  • الإرشاد الأسري.
  • إرشاد الأطفال.
  • إرشاد الشباب.
  • إرشاد المرآة.
  • الإرشاد العلاجي.

طرق وأساليب الإرشاد النفسي

هناك عدة طرق أو أساليب يتم تطبيقها في الإرشاد ، وهي التالي :

  • الإرشاد الجماعي : هو إرشاد عدد من المسترشدين الذين تتشابه مشكلاتهم واضطراباتهم في آن واحد معاً في مجموعة صغيرة.
  • الإرشاد الفردي : هو إرشاد مسترشد واحد وجهاً لوجه في الجلسة. وتعتمد فاعلية هذا الأسلوب على العلاقة الإرشادية المهنية القائمة بين المرشد والمسترشد.
  • الإرشاد السلوكي : يستخدم هذا الأسلوب في مجال الإرشاد العلاجي حيث تكون عملية الإرشاد في هذا الأسلوب عملية إعادة تعلم.
  • الإرشاد باللعب : هو من أحدث طرق الإرشاد ، ويستخدم بشكل خاص لإرشاد الأطفال وفق أسس نفسية وعلمية مدروسة. ويعتمد هذا الأسلوب بشكل أساسي على عملية لعب الأدوار حيث يقوم الطفل بلعب دور معين يعبر فيه عن بعض مشكلاته التي يعاني منها.

لماذا نحتاج إلى الإرشاد النفسي ؟

يوجد الكثير من الأسباب التي تجعلنا بحاجة إلى الإرشاد النفسي في زماننا الحاضر أكثر من أي وقت مضى ، وفي ما يلي سوف نذكر أهم هذه الأسباب :

1. القدم التكنولوجي والتغيرات الاجتماعية الناشئة عنه ، حيث غير من نظرة الأفراد حول مجتمعاتهم ، وجعلهم يعيدون النظر في قدراتهم الذاتية.

2. تراجع دور الأسرة الإرشادي والتربوي ، حيث لم يعد الدور الإرشادي والتربوي للطفل خاص بالأسرة فقط ، وهذا يخلق بدوره العديد من المشكلات للأطفال.

3. التغيرات الأسرية ، مثل ظهور الأسرة الصغيرة المستقلة وضعف العلاقات بين أفرادها ، وظهور مشاكل عديدة مثل مشكلة السكن والزواج وتنظيم الأسرة ومشكلات الشيخوخة ، والعنوسة ، وأيضاً خروج المرآة للعمل لتدعيم الأسرة اقتصادياً ما أدى إلى تغير العلاقات مع الزوج والأولاد وأدى إلى ضهور مشكلات من نوع جديد.

4. التغيرات المجتمعية ، مثل ازدياد مستوى التنافس وارتفاع مستوى طموح الأفراد ، وازدياد حدة الصراع بين الأجيال.

5. التغيرات الشخصية الناتجة عن التغيرات السابقة ، مثل ظهور مشكلات وأمراض نفسية جديدة ، وازدياد عدد المصابين بالأمراض النفسية حول العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى