فوائد التأمل ، ودوره في تحسين جودة الحياة

لقد وجد التأمل منذُ آلاف السنين و استخدمه العديد من الحكماء ، ولازال إلى الآن شائع في مختلف بلدان العالم نظراً لأهميته للصحة النفسية والجسدية للأفراد ، ويعتبر التأمل نوع من الأنشطة التي يحاول فيها الفرد إبقاء جسده وعقله في حالة سكون دون السماح لأي شيء بتشتيته ، ويمارس التأمل بعدة أساليب منها التحكم في التنفس ، استرخاء العضلات ، والتخيل.

ما هو التأمل

يمكن تعريف التأمل بأنه مجموعة من التقنيات غاياته إيصال الدماغ إلى مرحلة عالية من الوعي والاهتمام المركز ، ويسعى التأمل إلى تصفية الذهن اعتماداً على مجموعة من التقنيات العقلية والجسدية تبعاً لنوع التأمل الذي يختاره الفرد ، عادةً ما يستخدمه الناس للاسترخاء وتخفيف التوتر والقلق ، وقد يستخدمونه أيضاً للمحافظة على صحة بدنية ونفسية جيدة ، مثل استخدامه للتخفيف من التدخين . أو استخدامه للحد من التوتر .

كيفية ممارسة التأمل

هناك العديد من أنواع التأمل ولكن جميعها تتشابه في استراتيجية البدء ، فلكي يبدأ الفرد بممارسة التأمل لابد من اتباعه بعض الخطوات ، و هي :

  1. اختيار مكان هادئ خالٍ من المشتتات ، وإيقاف تشغيل الهاتف المحمول وكذلك التلفاز ، ومن الممكن تشغيل نوع هادئ من الموسيقى .
  2. تخصيص وقت معين ذلك سيساعد على الالتزام في ممارسة التأمل بشكل دوري ، وإذا كان الشخص مبتدأ ينصح بتحديد وقت يتراوح ما بين ال5 إلى 10 دقائق في المرات الأولى ومع تكرار التأمل يزيد الوقت بالتدريج .
  3. الجلوس بشكل مريح ، لا بأس بالجلوس على الأرض أو الكرسي أو حتى الاستلقاء بالكامل على الأرض ما دام ذلك مريح للشخص ويستطيع البقاء على وضعيته عدة دقائق .
  4. التركيز على التنفس ، يجب التنفس بطريقة عميقة تعمل على توسيع البطن ثم الزفير ببطء ، مع الانتباه إلى إخراج المشاعر السلبية مع كل زفير.
  5. ملاحظة الأفكار ، لا يمكن تصفية الذهن بشكل كامل فمن المؤكد أن الفرد سوف يشتت تفكيره ، في تلك الحالة عليه إعادة توجيه الانتباه بلطف نحو النفس ، وعدم الخوض في تحليل الأفكار والحكم عليها .

فوائد التأمل

لا يقتصر التأمل على فائدة الاسترخاء فقط أو التركيز على التنفس ، بل له العديد من الفوائد هذا ما يجعله أكثر شعبية رغم تاريخه القديم ، ومن تلك الفوائد :

أولاً : يقلل من التوتر

يسبب التوتر تعب عقلي وجسدي هذا ما يؤدي إلى رفع مستوى هرمون الإجهاد “الكورتيزول” ، الذي يسبب بدوره إطلاق مواد كيميائية التهابية تدعى “السيتوكينات” ، والتي تؤثر على صحة النوم ، وزيادة حدة الاكتئاب ، والقلق ، ورفع ضغط الدم ، كما تساهم في زيادة الإرهاق والتفكير المبهم . ولقد أثبتت الدراسات أهمية التأمل في تقليل الاستجابات الناجمة من التوتر والتعب العقلي و الجسدي ، كما أنه يخفف من الأعراض المرتبطة بالتوتر مثل القولون العصبي ، الألم العضلي الليفي ، اضطراب ما بعد الصدمة .

ثانياً : يسيطر على القلق

تؤدي قدرة التأمل على تقليل التوتر إلى خفض مستويات القلق بشكل ملحوظ أيضاً . كما أشارت العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن التأمل لمدة لا تقل عن 8 أسابيع يساهم بشكل ملحوظ في الحد من القلق والألم الناجم عنه وكذلك الاكتئاب ، لأنه يعمل على تحسين و تهدئة النفس و بالتالي التعامل بأسلوب أفضل مع ضغوطات الحياة.

ثالثاً : تحسين الصورة الذاتية

يساعد التأمل على تعزيز قدرة الفرد في التصالح مع نفسه وزيادة قبول أخطائه ، والنظر بطريقة إيجابية إلى الحياة ، ورفع هرمون السعادة في الجسم .

رابعاً : يعزز الوعي الذاتي

تساهم بعض أنواع التأمل في فهم الشخص لذاته و ضمان نمو قدراته بأفضل طريقة ، لأن التأمل يعمل على زيادة وعي الفرد وفهمه لعلاقته بنفسه وبمن حوله و توجيه أفكاره بطرق بناءة و اكتسابه مرونة في إيجاد حلول للأزمات التي يعيشها.

خامساً : يساهم في التخفيف من الإدمان

أثبتت الدراسات إن الأشخاص الذين يتلقون علاجاً للتخلص من إدمان المخدرات أو الكحول واجهوا آثار جانبية أقل من التوتر والضيق النفسي والرغبة القوية في تناول المخدرات وتعاطي الكحول عند ممارستهم للتأمل ، كما أن له أثر واضح في التخلص من الشراهة ولاسيما شراهة الحلويات .

سادساً : رفع جودة النوم

تساعد تقنيات التأمل على الاسترخاء والتحكم في الأفكار الجامحة وإعادة توجيهها بهدف تحسين جودة نوم الفرد . ولا تقتصر فوائد التأمل على ذلك فقط بل لها أثر واضح في الصحة البدنية سواء في خفض ضغط الدم ، تحسين سكر الدم ، وعمل الأعضاء المهمة مثل الكبد والقلب والمعدة بطريقة أفضل ، والتخلص من متلازمة تشنج القولون ، ومع وجود كل تلك الفوائد لابد للشخص أن يجرب التأمل لو لفترة قصيرة ليرى تغيرات واضحة في حياته.

زر الذهاب إلى الأعلى