الخوف عند الأطفال

يستجيب الطفل لمؤثرات العالم الخارجي منذ صغره ، وتختلف هذه الاستجابة باختلاف قوة المثير ومدى تأثيره على الطفل ، فالضوء مثلا يجعل الطفل يحرك عينيه بسرعة والأصوات العالية تجعله يصرخ ويقوم بحركات دفاعية تحاشياََ للخطر، وهذا السلوك الذي يتخذه الطفل يسمى خوفاََ.

الخوف عند الأطفال

الخوف عند الأطفال

يُعرف الخوف عند الأطفال بأنه مجموعة الحركات والصراخ وتغيرات اللون واتساع حدقة العين وتسرع ضربات القلب التي تقترن بالخطر المفاجئ وهذه الردود الجسدية ليست إلا جهود الطفل للتخلص من شيء يؤلمه أو يهدد حياته.

يبدأ الخوف عند الأطفال على هيئة فزع يتجلى في ملامح وجهه ، ثم يتبعه رعشة وصراخ مصحوب بتغيرات عضوية داخلية مما يؤدي في النهاية إلى ارتجاف الشفتين والتلعثم في الكلام ، ولا يقتصر الخوف على الأطفال وحدهم بل كثيراً ما يحدث عند الراشدين ، ويعد الخوف عند الأطفال إحدى القوى الفاعلة في بناء الشخصية أو هدمها فقد يؤدي إلى تشتيت الطاقة العقلية المتجهة إلى هدف ما كما قد يوجه الفرد نحو الطريق الصحيح ويدفع عنه القوى المؤذية.

والطفل الذي لم يتعرض لمثيرات خارجية كما تعرض غيره من الأطفال لها لا يبدي خوف من الظلام أو الحيوانات. وهناك شيئين رئيسيين يثيران الخوف عند الأطفال الرضع منذ ولادتهم ، هما ما يلي :

  • الضوضاء العالية.
  • زوال ما يستند إليه.

فإذا ما اقترن مثير آخر كالظلام أو حيوان بأحد هذين المثيرين وتكرر هذا الاقتران عدة مرات فيصيب الطفل حالة من الخوف تسمى ( الردود الانفعالية الشرطية) ومن هنا نعلل شعور الطفل بالخوف عندما يترك وحده للمرة الأولى في الظلام ، فليس الظلام هو سبب الخوف وإنما السبب الحقيقي هو شعور الطفل بالانفصال أو الوحدة التي كثيراً ما تقترن بالظلام.

أيضاً يشعر الطفل بالخوف عندما يشعر انه مهمل فيثور ويغضب وقد يؤدي هذا إلى الكراهية والمقت ، وتلعب العقوبة دور كبير في الخوف إذا كانت أعمال الطفل غير مرغوبة.

أنواع الخوف عند الأطفال

الخوف البسيط

يتعلق هذا النوع بدافع المحافظة على البقاء ، ويشمل مخاوف الأطفال العادية مثل ( الظلام و الحيوانات…) فالظلام هو ما يعده الطفل نوع من الوحدة حيث يترك وحيداً دون وقاية وطمأنينة ، وهو المكان الذي يتوقع الطفل منه مجيء الأخطار. وهذا ما يسمى ( بالخوف من المجهول)

يمكن تفادي الخوف من الظلام عند الأطفال بأن نعود الطفل على النوم وحده وألفة الظلام ، فالأطفال يخافون من أي شيء جديد أو غريب ولكن هذا الخوف يزول بسرعة إذا ما هيئ للطفل الوقت الكافي حتى يألف موضوع خوفه.

لكن لا يجوز دفع الصغار وإقحامهم في المواقف التي تخيفهم بغية إعانتهم على التغلب على الخوف ، ويجب عدم الإسراف في إثارة مثل هذه المخاوف لكي لا تزداد شدتها ، ومن الحكمة تشجيع الطفل على التحدث عن تجاربه المزعجة التي مر بها بدلاً من دفنها في أعماق نفسه ، ومن الأفضل أن يمتنع الأهل عن الاستهزاء بالطفل إذا خاف ، وأن يظهروا له بأنهم يقدرون مشاعره.

الخوف المرتبط بالشعور بالإثم

تعد القصص الخرافية أشكال جميلة يحاول الطفل من خلالها التعبير عن آماله وشكوكه للراشدين المحيطين به ، وأغلب قصصه يكون فيها تنانين و وحوش يتحولون إلى بشر ، وأيضاً يلعب التقليد دور هام في مخاوف الأطفال فالأم التي تخاف من الظلام أو الحيوانات يمكن أن تنقل هذه المخاوف إلى طفلها بصورة نماذج من السلوك يقوم الطفل بمحاكاتها وتقليدها.

كثير من المخاوف التي قد يتعرض لها الطفل هي من النوع الهدام الذي لا يجديه نفعاً بل يفتت نشاطه ويشتت فعاليته ، يلعب التقليد دور كبير في تكوين المخاوف نتيجة لعلاقة الطفل مع والديه ، حيث يجد الآباء أن الخوف من الطرق المجدية في فرض الطاعة وتنفيذ الأوامر وهذا ليس أساساً صحيحاً للتحكم بسلوك الطفل ، بل إن مثل هذه التجارب قد تترك وراءها آثار سلبية في تصرفات الطفل قد يصعب التخلص منها.

إن التحذير هو وسيلة مؤقتة للتهذيب لكنها ليست ذات أثر طيب في غرس السلوك الحميد.

إن كثير من المخاوف التي يشعر بها الصغار ليست موضوعية بل تنتج في الأغلب من خيال الطفل وتصوراته الذاتية وهذه المخاوف الذاتية يصعب تحديد أسبابها إلا بعد وقت طويل من الدراسات الدقيقة.

إن الحذر هو نوع من الخوف ولكنه ضروري للطفل وملازم للنجاح . يمكن تلخيص ما تقدم بالقول :

  • الخوف عند الأطفال من المظاهر الطبيعية لدى جميعهم ، وهو من الأمور المستحبة إذا كان في الحدود المعقولة ، أما إذا زاد فسيكون مشكلة يجب النظر فيها ومعالجتها.
  • نسبة الخوف عند الإناث أكثر منها عند الذكور وتتناسب شدة الخوف طرداً مع شدة الخيال ، أي ( كلما كان الطفل أكثر تخيلاً كان أكثر خوفاً ).
  • تتأثر مخاوف الطفل بمستوى نضجه ومراحل نموه فالطفل في نهاية عامه الثاني لا يخاف من الأفعى ولكن في منتصف السنة الرابعة يخشى منها ويبتعد عنها ثم تتطور هذه الخشية في نهاية السنة الرابعة إلى خوف واضح وشديد .

الوقاية من الخوف عند الأطفال

هناك بعض النصائح التي تفيد في الوقاية من الخوف عند الأطفال ، وهي ما يلي :
  • مراعاة القواعد العامة والصحيحة في تربية الطفل وخاصة بما يتعلق بتوفير متطلباته وحاجاته الأساسية ( محبة ، عطف ، أمان ، عدم إخافته ، منحه المسؤولية ، البعد عن الاستهتار بمشاعره … ).
  • منحه حرية التصرف في بعض الشؤون وتحمله لمسؤوليات تتناسب مع نموه ومراحل تطوره.
  • عدم إخافته أو حتى الإيحاء له بالخوف إلا في بعض الأمور التي يجب تحذيره منها وتنبيهه إليها.
  • إعطاء الطفل الشعور بالأمان والحماية والاحترام والثقة ونجعله أكثر عرضة للشيء الذي يخيفه بشكل محبب و ودي.
  • لا ننسى التقليد فالطفل يخفف كثيراً من خوفه إذا ما رأى أطفال آخرين لا يخافون من شيء يخاف هو منه.
  • كذلك الأطفال يتخلصون من مخاوفهم ويتغلبون عليها مع تقدمهم في السن لأنهم يبدئون بفهم الأشياء بصورة أفضل.
  • إذا لم يستطع الطفل التغلب على مخاوفه في الوقت المناسب فيجب عندها التدخل لمساعدته في التخلص منها.
  • في حال كان الخوف زائد ( رهاب ، خوف مرضي ) فمن المناسب البحث اختصاصيين لتقديم العون والمساعدة في حل المشكلة.
المراجع : محاضرات / جامعة دمشق / تعديل موقع المصدر النفسي. 
زر الذهاب إلى الأعلى