الشره المرضي العصبي

يعد الشره المرضي العصبي أحد أنواع اضطرابات الأكل ، وهو من الاضطرابات النفسية الخطيرة ، يتميز الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بتناولهم كميات كبيرة من الطعام ( الشراهة ) ، ثم يحاولون التعويض عن الإفراط في الأكل عن طريق التقيؤ أو تناول المسهلات أو مدرات البول أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط ( يطلق على هذه العملية اسم التطهير ).

أسباب وأعراض وعلاج الشره المرضي العصبي

الشره المرضي العصبي

يتناول الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب الطعام بشكل غير منضبط وأكبر بكثير من الكمية الطبيعية وبفترة زمنية قصيرة ، وعادة ما تكون هذه الفترة أقل من ساعتين ، وقد يشعر الشخص بأنه لا يستطيع السيطرة على شراهته.

وفي كثير من الأحيان ، يحافظ الأشخاص المصابون بالشره المرضي على وزنهم الطبيعي مما يتيح لهم إخفاء مشكلتهم لسنوات ، والكثير من المصابين بالشره المرضي لا يطلبون المساعدة حتى يبلغوا سن الثلاثين أو الخمسين ، وعندها يصبح سلوكهم الغذائي متأصلا بعمق ويصعب تغييره.

أسباب الشره المرضي العصبي

لا يوجد سبب واضح أو دقيق يؤدي إلى إصابة الشخص بالشره المرضي ، لكن هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في حدوث هذا الاضطراب ، من بين هذه العوامل ما يلي :

1. العوامل البيولوجية

أظهرت الدراسات أن الوراثة تلعب دوراً هاماً في الإصابة بالشره المرضي ، حيث أن الأشخاص الذين لديهم أقارب بالدم مثل أحد الوالدين مصاب بهذا الاضطراب هم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم.

2. العوامل النفسية

إن الأشخاص الذين يعانون من إصابتهم باضطرابات القلق أو الاكتئاب و تدني احترام الذات والنظرة المشوهة للجسم مثل أن يعتقد الشخص أنه سمين للغاية مما يجعله يتبع نظام غذائي قاسي يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بالشره المرضي.

3. العوامل الاجتماعية

يمكن أن تلعب الظروف الأسرية دوراً هاماً في هذا الاضطراب ، مثلاً توقعات الآباء العالية من أداء أبنائهم ، والمشاكل بين الوالدين مثل الخلافات والطلاق يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالشره المرضي العصبي.

أعراض الشره المرضي العصبي

تختلف أعراض الشره المرضي من شخص لأخر ، وهناك أعراض جسدية وأعراض سلوكية نفسية ، وأيضاً يترتب على هذه السلوكيات مضاعفات كبيرة ، من بين الأعراض والمضاعفات التي تظهر على الشخص المصاب بالشره المرضي ما يلي :

1. الأعراض الجسدية

  • مشاكل الأسنان مثل تسوس الأسنان.
  • التهاب الحلق.
  • انتفاخ الغدد اللعابية في الرقبة والفك.
  • عسر الهضم.
  • الضعف والإرهاق واحمرار العينين.
  • ظهور مسامير لحمية على القدم عند مفاصل الأصابع أو ظهر اليد.
  • زيادة الوزن وفقدانه كثيرا.
  • الشعور بالدوار.
  • الشعور بالبرد طوال الوقت.
  • مشاكل النوم.
  • جفاف الجلد وهشاشة الأظافر.

2. الأعراض السلوكية النفسية

  • الأكل بشكل مفرط ثم التطهير.
  • تناول طعام معين ، أو المضغ أكثر من اللازم.
  • تخطي الوجبات أو تناول كميات صغيرة فقط أثناء الوجبات.
  • الشعور بالخروج عن السيطرة أثناء تناول الطعام.
  • التقيؤ أو تعاطي المسهلات أو مدرات البول لمحاولة إنقاص الوزن.
  • كثرة استخدام الحمام بعد الوجبات.
  • ممارسة الرياضة المفرطة.
  • الانشغال بوزن الجسم.
  • الاكتئاب أو تقلب المزاج.
  • شرب كميات كبيرة من الماء أو المشروبات الخالية من السعرات الحرارية.
  • تجنب الأنشطة الاجتماعية.

مضاعفات الشره المرضي العصبي

  • تآكل مينا الأسنان بسبب التعرض المتكرر لحمض المعدة عند التقيؤ.
  • تسوس الأسنان.
  • الشعور بألم في الأسنان عند تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة.
  • تورم وألم في الغدد اللعابية (من القيء المتكرر).
  • قرحة المعدة.
  • تمزق المعدة أو المريء.
  • اضطراب نبضات القلب.
  • نوبة قلبية (في الحالات الشديدة).
  • انخفاض الدافع الجنسي.
  • ارتفاع خطر السلوك الانتحاري.
  • تعاطي الكحول أو المخدرات.

علاج الشره المرضي العصبي

يهدف علاج الشره المرضي العصبي إلى :

  • التقليل أو القضاء على الإفراط في تناول الطعام والتطهير.
  • علاج المضاعفات الجسدية الناجمة عن الشره المرضي.
  • مساعدة الفرد على فهم وتغيير أنماط التفكير الضارة المتعلقة بالشره المرضي.
  • تحديد وعلاج أي اضطرابات نفسية مرتبطة مثل الاكتئاب أو القلق.

هناك عدة طرق علاجية ، يتم تحديد الطريقة المناسبة من قبل الطبيب أو الأخصائي النفسي. من بين هذه الطرق ما يلي :

1. العلاج السلوكي المعرفي

 هو نوع من أنواع العلاج النفسي ، يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي الفرد المصاب بالشره المرضي على تحسين صورته الجسدية وفهم العواطف والتعامل معها وتعديل التفكير الوسواسي والسلوكيات القهرية المتعلقة بالطعام وخلق سلوكيات غذائية صحية.

2. العلاج الدوائي

يمكن للأدوية مثل مضادات الاكتئاب أن تقلل أحيانا من الرغبة في الإفراط في تناول الطعام والتقيؤ ، خاصة على المدى القصير. لكن الأدوية عموما لا تعمل بمفردها ، ومن الأفضل أن تقترن بالعلاج النفسي وأنواع الدعم الأخرى.

3. الاستشارة الغذائية

تساعد الاستشارات الغذائية الفرد على تطوير خطة وجبات منظمة وتعلم الشخص التعرف على إشارات الجسم لمقاومة الإفراط في تناول الطعام والتطهير.

زر الذهاب إلى الأعلى