العلاج السلوكي للفوبيا المدرسية

تعد الفوبيا المدرسية أحد المشكلات الرئيسية التي يعاني منها الأطفال والتي تسبب للأسرة الضيق والخوف على أطفالهم ومستقبلهم . وفي ما يلي سوف نقدم خطة العلاج السلوكي للفوبيا المدرسية ، والتي إذا ما تم تطبيقها بشكل صحيح سوف تؤدي إلى إزالة هذه المشكلة بفترة لا تتعدى خمسة أيام ، ولكن قبل ذلك لا بد من التعرف على مشكلة الفوبيا المدرسية وأخذ لمحة مختصرة عنها.

الفوبيا المدرسية

يشير مصطلح الفوبيا المدرسية إلى الأطفال الذين يواجهون صعوبة في الذهاب إلى المدرسة وينتابهم خوف شديد منها ، ويعاني المصاب بالفوبيا المدرسية من مجموعة أعراض تظهر عليه وتكون واضحة ، ومن خلالها يتم الحكم ما إذا كان مصاباً بهذه المشكلة أم لا ، وتشمل هذه المظاهر التالي :

  • صعوبة كبيرة في الذهاب إلى المدرسة بشكل مستمر.
  • شكاوى من إحساسه بأنه يعاني من مرض دون وجود أسباب عضوية واضحة.
  • رفض تناول وجبة الإفطار ، وتقلب المزاج.
  • حدوث أعراض جسدية في الصباح مثل التقيؤ والإسهال والغثيان وألم في البطن والصداع ، وتتوقف هذه الأعراض بعد الخروج من المدرسة وخلال أيام العطلة.

العلاج السلوكي للفوبيا المدرسية

يعد العلاج السلوكي من أكثر أنواع العلاج تأثيراً ونجاحاً في علاج الفوبيا المدرسية ، وإذا تم تطبيقه بوعي وانتظام فإن نتائجه سوف تظهر خلال فترة لا تزيد عن خمسة أيام ، وفي ما يلي سوف نذكر طريقة العلاج السلوكي للفوبيا المدرسية وكيفية تطبيقها ، وفي حال لم ينجح الأبوين في تخليص ابنهم من مشكلته فلا بد من أن يذهبوا إلى معالج نفسي لمساعدتهم في ذلك :

أولاً : يجب تكوين علاقة جيدة بين الطفل والمدرسين والمدرسة ، ويتم ذلك من خلال التحدث مع المدرسين عن مشكلة الطفل لكي يتقربوا منه أكثر أو إعطاء المدرس هدية ليقدمها للطفل ليشعره بالراحة والطمأنينة أي القيام بأي فعل يعزز العلاقة بين الطفل ومدرسيه ومدرسته.

ثانياً : يجب عدم التركيز على شكاوى الطفل الجسدية والمرضية ، ويتم ذلك مثلاً من خلال عدم سؤال الطفل عن حالته الصحية في الصباح قبل ذهابه للمدرسة ، وتجنب لمس جبين الطفل لفحص حرارته ، أو أي إجراءات تبين للطفل أنه مريض حقاً ويوجد اهتمام بما يشكو منه ، ولكن يجب أن نكون متأكدين أن الطفل حقاً ليس مريضاً وأن صحته جيدة.

ثالثاً : يجب إجبار الطفل على الذهاب إلى المدرسة ، وأن نكون متيقنين أن مخاوفه سوف تختفي تدريجياً ، ومعرفة أن غياب الطفل عن مدرسته سوف يؤدي إلى تفاقم مشكلته.

رابعاً : تجنب مناقشة الطفل بالأسباب التي تدعوه للخوف من المدرسة ، فهذا الأمر يزيد من خوفه كثيراً ، فمثلاً يجب عدم مناقشة الطفل بموضوع ذهابه للمدرسة ، وعدم مناقشته بالأعراض التي يشكو منها ، وعدم سؤاله ما إذا كان يشعر بالخوف لأنه اقترب موعد ذهابه للمدرسة أو أي أسئلة أخرى تتعلق بمشكلته هذه.

خامساً : يجب إخبار الطفل بعد انتهاء عطلة نهاية الأسبوع أي بالليلة السابقة لذهابه للمدرسة بكل بساطة ودون انفعال وكأمر واقعي بأنه سوف يذهب غداً للمدرسة.

سادساً : يجب إيقاظ الطفل في الصباح ومساعدته على ارتداء ملابسه وتنظيم كتبه ، وإعطائه بعض الأطعمة التي يحبها.

سابعاً : يجب تجنب أي أسئلة عن مشاعر الطفل ، وعدم إثارة أي موضوعات متعلقة بخوفه حتى ولو كان هدفك هو زيادة طمأنة الطفل ، أي علينا فقط أن نجهز الطفل كما ذكرنا سابقاً ونأخذه للمدرسة ومن ثم نغادر.

ثامناً : بعد عودة الطفل من المدرسة وفي فترة المساء يجب أن نمدح سلوكه ، ونثني على ذهابه للمدرسة حتى لو كان في الصباح مقاوماً أو خائفاً أو شعر بالإسهال أو القيئ مثلاً.

تاسعاً : أثناء فترة المساء يجب أخبار الطفل بأن يوم غد سوف يكون أسهل عليه من اليوم ، وتجنب الدخول في مناقشات أكثر من ذلك ، أي يجب تكرار هذه العبارة فقط.

عاشراً : يجب تكرار السلوكيات التي ذكرناها سابقاً في كل صباح ومساء والالتزام بها ، وتكرارها يجب أن يكون منظماً ، وعادة ما سوف تلاحظ النتائج خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام.

تعد الإجراءات السابقة كفيلة بإنهاء مشكلة الفوبيا المدرسية التي يعاني منها الطفل ، كما يجب على الأهل الاستمرار في تقوية العلاقة بين الطفل ومدرسيه ومدرسته حتى لو انتهت مشكلته وذلك لتجنب عودة هذه المشكلة مستقبلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى