اللعب عند الأطفال ، أنواع اللعب عند الأطفال ونظرياته وفوائده

يعتبر اللعب عند الأطفال من الأنشطة الهامة التي يمارسها الطفل. وللعب دور كبير في تكوين شخصيته وتأكيد تراث مجتمعه ، ويعد اللعب وسيط تربوي هام يساعد في تكوين الطفل في هذه المرحلة الأساسية من النمو الإنساني ، ولا تكون هذه الأهمية في طول الفترة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب ، بل يسهم بدور هام في التكوين النفسي ، ويبدأ الطفل بإشباع حاجاته عن طريق اللعب.

أنواع اللعب عند الأطفال

اللعب عند الأطفال

تعرف كاترين تايلور اللعب عند الأطفال : إنه أنفاس الحياة بالنسبة للطفل وليس مجرد طريقة لتمضية الوقت وإشغال الذات ، فاللعب هو كالتربية والاستكشاف والتعبير الذاتي للطفل ، والترويح والعمل للكبار.

أهم نظريات تفسير اللعب عند الأطفال

هناك الكثر من العلماء اللذين وضعوا نظريات لتفسير اللعب وسبب اللعب وبدايته ، من أهم هذه النظريات ما يلي :

1. نظرية الطاقة الزائدة

صاحب هذه النظرية عالم النفس شيلر يرى أن اللعب هدفه تخلص الطفل من الطاقة الزائدة ، فالأطفال يلعبون لأن لديهم طاقة زائدة بسبب عناية الأهل بهم وتقديم الغذاء لهم والعناية بنظافتهم وصحتهم دون أن يقوم الأطفال بأي عمل ، فتتولد لديهم طاقة زائدة يفرغونها في اللعب.

2. النظرية الإعدادية

صاحب هذه النظرية عالم النفس كارل غروس يقول أن اللعب بالنسبة للطفل هو عبارة عن وظيفة بيولوجية هامة ، فالطفل يمرن أعضائه باللعب وبذلك يستطيع أن يسيطر عليها سيطرة تامة ويستعملها استعمالاً حراً في المستقبل.

3. نظرية النمو الجسمي

صاحب هذه النظرية كار يقول أن اللعب يساعد على نمو الأعضاء ولاسيما المخ والجهاز العصبي ، لأن الطفل عندما يولد لا يكون مخه في حالة متكاملة أو استعداد تام للعمل لأن معظم الألياف العصبية تكون مكسوة بالغشاء الدهني الذي يفصل ألياف المخ العصبية عن بعضها البعض ، وبما أن اللعب يشتمل على حركات تسيطر على تنفيذها كثير من المراكز المخية فمن شأن هذا أن يثير تلك المراكز إثارة يتكون بفضلها تدريجياً ما تحتاج الألياف العصبية من هذه الأغشية الدهنية.

الاختلاف في كمية اللعب عند الأطفال

يرجع الاختلاف في كمية اللعب عند الأطفال إلى تضائل مقدار الوقت المتاح للعب بسبب الواجبات الجديدة المفروضة عليه والوقت الذي يقضيه في المدرسة وما يتبع ذلك من التزامات خارج المدرسة ، وكذلك مسايرة الطفل للضغوط الأسرية والمدرسية والاجتماعية وما يتبع ذلك من التنسيق بين عمله ولعبه ، وإن تزايد وعي الأطفال بميولهم وقدراتهم يجعلهم يركزون على نمط واحد من اللعب لفترة طويلة.

أيضاً هناك ارتباط بين اللعب وعمر الطفل ، ففي السنة الأولى ينتقل الطفل من لعبة لأخرى ومن نشاط لآخر ، وفي السنة الثانية يبدأ الطفل بتركيز انتباهه في نشاط لعب لمدة قصيرة ويزداد معدل تركيز الطفل وتخصصه في نوع لعبة وحدة كل ما تقدم في العمر أكثر.

وفي سن المراهقة تختفي الكثير من تلقائية اللعب ويتشعر أدوات خاصة للعب ، ويخضع نشاطه لنظام معين.

أنواع اللعب عند الأطفال

1. الألعاب التلقائية

يكون هذا النوع في العامين الأول والثاني ، وهي شكل أولي من أشكال اللعب ، يلعب فيها الطفل حراً وبصورة تلقائية بعيداً عن القواعد المنظمة للعب ، ويكون في معظم الحالات فردياً ويلعب كل طفل كما يريد.

2. الألعاب التمثيلية

يكون هذا النوع في العامين الثالث والرابع ، ويتجلى في تقمص الطفل لشخصيات الكبار ويقلد سلوكهم وأساليبهم الحياتية التي يراها وينفعل بها ، ويعتمد هذا النوع على خيال الطفل الواسع ومقدرته الإبداعية ويطلق على هذه الألعاب أيضاً اسم ( الألعاب الإبداعية).

3. الألعاب التركيبية

تكون في سن الخامسة والسادسة وتتصف بوضع الطفل الأشياء في جوار بعضها دون تخطيط مسبق فيكتشف أن هذه الأشياء تمثل نموذجاً ما يعرفه فيفرح لاكتشافه.

4. الألعاب الفنية

هي نشاط فني ينبع من الوجدان والتذوق الجمالي وهي تشمل جميع مراحل اللعب السابقة.

5. الألعاب الترويحية والرياضية

تكون في النصف الثاني من العام الأول من حياة الطفل ، ويميل فيها إلى بعض الألعاب البسيطة التي يشار إليها إلى أنها ألعاب الأم لأن الطفل يلعبها مع أمه ، وفي سنوات ما قبل المدرسة يهتم الطفل بالعب مع الجيران ضمن جماعة غير محدودة من الأطفال حيث يقلد بعضهم بعضاً وينفذون أوامر قائد اللعب وتعليماته ، وفي حوالي السنة الخامسة من العمر يحاول الطفل أن يختبر مهاراته بلعبة السير على الحواجز أو نط الحبل.

إن الألعاب الرياضية تحقق فوائد ملموسة من خلال تعلم الطفل المهارات الحركية والاتزان الحركي والفاعلية الجسمية وتعمل على تنشيط الأداء العقلي وعلى تنمية الشخصية بمجملها.

6. الألعاب الثقافية

يكتسب الطفل من خلالها الخبرات والمعلومات. ومن الألعاب الثقافية ( القراءة ، برامج موجهة للأطفال ، إذاعة ، تلفزيون ، سينما ، مسرح ….)

أهمية اللعب وفوائده للطفل

للعب أهمية وفوائد كثيرة للطفل ، فمن الناحية الجسمية يعد اللعب نشاط حركي ضروري في حياته لأنه ينمي العضلات ويقوي الجسم ويصرف الطاقة الزائدة ، ومن خلال اللعب يحقق الطفل التكامل بين وظائف الجسم الحركية والانفعالية والعقلية التي تتضمن التفكير والمحاكمات.

أما من الناحية العقلية فإن اللعب عند الأطفال يساعد الطفل على إدراك عالمه الخارجي ، وكلما تقدم الطفل في العمر استطاع أن ينمي كثير من المهارات في أثناء ممارسته لألعاب وأنشطة معينة ، ويلاحظ أن الألعاب التي يقوم بها الطفل بالاستكشاف والتجميع التي تميز مرحلة الفولة المتأخرة تثري حياته العقلية بمعارف كثيرة عن العالم الذي يحيط به.

أما من الناحية الاجتماعية يتعلم الطفل من الألعاب الجماعية النظام ، ويؤمن بروح الجماعة واحترامها ويدرك قيمة العمل الجماعي وإذا لم يمارس الطفل اللعب مع الأطفال الآخرين فإنه يصبح أنانياً ويميل إلى العدوان ويكره الآخرين .

ومن الناحية الخلقية يسهم اللعب عند الأطفال في تكوين النظام الأخلاقي المعنوي لشخصية الطفل مثل الصدق و الأمانة و العدل و ضبط النفس ويطور القدرة على الإحساس بمشاعر الآخرين .

ومن الناحية التربوية فلا يكتسب اللعب قيمة تربوية إلا إذا استطعنا توجيهه ووضعنا له أهداف معينة ، ويصبح اللعب وسيط تربوي إذا خضع لأهداف تربوية محددة تتحقق في إطار خبرات تربوية منظمة.

المرجع : محاضرات / جامعة دمشق/ تعديل موقع المصدر النفسي. 

زر الذهاب إلى الأعلى