تعريف الذكاء ، وأنواع الذكاء ال8

لا شك أن الاهتمام بدراسة الذكاء أقدم من علم النفس نفسه ، فقد اهتم به الفلاسفة القدامى ، كما اهتمت بدراسته علوم أخرى مثل علم الحياة وعلم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) وأخيراً استقرت دراسته كأحد الموضوعات الرئيسية في علم النفس باعتباره أحد مظاهر الحياة العقلية السلوكية التي يمكن ملاحظتها وقياسها قياساً علمياً موضوعياً.

تعريف الذكاء

الذكاء

يتضمن المفهوم الحديث للذكاء الإشارة إلى عدة عمليات عقلية مثل التجريد ، وعملية التعلم ، والقدرة على التعامل مع المواقف الجديدة. وعن طريق الإشارة إلى الذكاء على أنه عمليات عقلية مثل التعلم والتجريد يصبح من السهل التمييز بينه وبين والعوامل الأخرى في الشخصية.

يعتبر بعض الباحثين الذكاء قدرة عامة ، في حين يركز آخرون على فكرة أنه يتضمن مهارات ومواهب متعددة . كما يؤكد علماء النفس بأنه وراثي ، وأنه يتأثر بدرجة عالية بما يحدث بالبيئة المحيطة.

تعريف الذكاء

يعرف الذكاء في اللغة أنه تمام الشيء ، ومنه الذكاء في السن ، وهو تمام السن ، ومنه الذكاء في الفهم ، وهو أن يكون الإنسان تمام الفهم سريع القبول.

أما في علم النفس فيعرف على أنه تعاون الوظائف الذهنية المختلفة ، كالتخيل ، والتجريد ، والحكم ، والاستدلال على حل بعض المسائل النظرية والعملية.

هناك أيضاً الكثير من التعريفات التي قدمت للذكاء. من أهم هذه التعريفات ما يلي :

يعرف بأنه : قدرات المستوى الأعلى مثل {حل المشكلات ، اتخاذ القرار ، التفكير المجرد ، والتمثيل العقلي } والقدرة على التعلم ، والإبداع ، والتكييف لتلبية حاجات المحيط ومتطلبات البيئة بشكل جيد ، والمعرفة العاطفية.

أيضاً عرفه عالم النفس روبرت ستيرنبرغ على أنه ” فعل عقلي هدفه التكيف الفعال مع بيئات العالم الواقعي المرتبطة بحياة الشخص واختيارها وتشكيلها “.

الذكاء العام

يمكن وصف الذكاء العام بأنه بناء يتألف من قدرات معرفية عقلية مختلفة ، تُمكن هذه القدرات الأفراد من اكتساب المعرفة وحل الصعوبات والمشاكل.

هذه القدرات العقلية العامة هي ما يُبنى عليها المهارات العقلية المحددة المتعلقة بمختلف المجالات مثل القدرات المكانية والعددية ، إضافة إلى اللفظية. والفكرة الأساسية هي أن الذكاء العام يؤثر على الأداء في جميع المهام المعرفية.

أنواع الذكاء

تم إجراء أبحاث تؤكد وجود مناطق في الدماغ البشري تتوافق مع أفكار معرفية معينة ، وجميعها مستقلة نسبياً عن بعضها البعض ومتميزة ، سنعرض الأنواع الثمانية للذكاء وهي ما يلي :

1. الذكاء البصري المكاني

يتميز أصحاب هذا النوع في تصور الأشياء والاتجاهات والمواقع كما أنهن جيدون في تصور الخرائط والمخططات والصور ومقاطع الفيديو .

– صفات الأشخاص الذين يتميزون بهذا النوع  :

  • قادرون على وضع الألغاز.
  • القدرة على تفسير الصور والرسومات البيانية والمخططات بشكل جيد.
  • جيدون بالرسم والفنون البصرية.
  • القدرة على التعرف على الأنماط بيسر.

– المهن التي يبدع بها أصحاب هذا النوع :

  • مهندس مدني.
  • فنان.
  • مهندس معماري.

2. الذكاء اللغوي اللفظي

يتمتع أصحاب هذا النوع من أنواع الذكاء بقدرة جيدة جداً على استخدام الكلمات سواء عند الكتابة أو التحدث.

– صفات الأشخاص الذين يتميزون بهذا النوع :

  • القدرة على التذكر الجيد للمعلومات المسموعة والمكتوبة.
  • يستمتعون بالقراءة والكتابة.
  • القدرة العالية في إلقاء خطابات مقنعة والمناقشة الهادفة.
  • القدرة على شرح الأفكار بشكل سلس وممتع.
  • استخدام الفكاهة والدعابة عند سرد القصص.

– المهن التي يبدع بها أصحاب هذا النوع :

  • كاتب أو صحفي.
  • محامي.
  • مدرس.

3. الذكاء المنطقي الرياضي

الأشخاص الذين لديهم مستوى عالي من هذا النوع يتمتعون بقدرة عالية في التفكير ، والتعرف على الأساليب والأنماط ، والتحليل المنطقي للمشاكل ، كما ينجذب هؤلاء الأشخاص إلى التفكير من الناحية المفاهيمية في العلاقات والأرقام والأنماط.

– صفات الأشخاص الذين يتميزون بهذا النوع :

  • القدرة على إيجاد حلول للحسابات المعقدة.
  • يستمتعون في التفكير في الأفكار المجردة.
  • يستمتعون في التجارب العلمية.
  • لديهم مهارات عالية في حل الصعوبات والمشاكل.

– المهن التي يبدع بها أصحاب هذا النوع :

  • عالم.
  • مدرس رياضيات.
  • مهندس.
  • محاسب.
  • مبرمج حواسيب.

4. الذكاء الجسدي الحركي

يوصف الذين يتمتعون بهذا النوع بالميل إلى التنسيق الجيد والممتاز بين العين واليد والبراعة ، إذ يمتلكون تحكم في حركة الجسم وأداء الأعمال.

– صفات الأشخاص الذين يتميزون بهذا النوع :

  • يستمتعون في صنع الأشياء التي تحتاج إلى مهارة يدوية.
  • ماهرون في الرقص والرياضة.
  • يتمتعون بتنسيق بدني عالي.

– المهن التي يبدع بها أصحاب هذا النوع :

  • الرقص.
  • البناء.
  • النحت.
  • التمثيل.

5. الموسيقي

الأفراد الذين يتميزون بمستوى ذكاء موسيقي مرتفع يكونون جيدين في التفكير بالأنماط والإيقاعات والأصوات ، ويمتلكون اهتمام عالي بالموسيقى وغالباً يكونون مبدعين في التأليف والأداء الموسيقي.

– صفات الأشخاص الذين يتميزون بهذا النوع :

  • التمتع بالعزف على الآلات الموسيقية والغناء.
  • القدرة على معرفة الأنماط والنغمات الموسيقية بسهولة.
  • التذكر الجيد للأغاني والألحان.
  • القدرة على الفهم السريع للبنية الموسيقية والإيقاع والملاحظات الموسيقية.

– المهن التي يبدع بها أصحاب هذا النوع :

  • العزف أو الموسيقى.
  • التلحين.
  • الغناء.
  • تدريس الموسيقى.

6. العاطفي

يتمتع الأشخاص الذين لديهم مستوى عالي من الذكاء العاطفي بقدرة عالية على فهم الآخرين والتفاعل معهم ، وغالباً يكونوا جيدين في تقييم دوافع ونوايا ورغبات من حولهم.

– صفات الأشخاص الذين يتميزون بهذا النوع :

  • التواصل اللفظي الجيد.
  • ماهرون في التواصل الغير اللفظي.
  • تحليل الأحداث من وجهات نظر مختلفة.
  • القدرة على إنشاء علاقات إيجابية مع من حولهم.
  • إمكانية حل النزعات بين الأشخاص.

– المهن التي يبدع بها أصحاب هذا النوع :

  • الفلسفة.
  • الطب النفسي.
  • الاستشارات.
  • مندوب مبيعات.
  • سياسي.

7. الشخصي

الأشخاص الأقوياء في هذا النوع قادرون على إدراك مشاعرهم ودوافهم وحالاتهم العاطفية ، وينجذبون نحو التأمل الذاتي والتحليل ، بما في ذلك أحلام اليقظة واستكشاف العلاقات مع الأخرين وتقييم نقاط قوتهم الشخصية.

– صفات الأشخاص الذين يتميزون بهذا النوع :

  • القدرة على تحليل مراكز القوى والضعف لديهم بشكل جيد.
  • يستمتعون بتحليل النظريات والأفكار.
  • يمتازون بوعي ذاتي ممتاز.
  • قادرين على فهم أساس دوافهم ومشاعرهم.

– المهن التي يبدع بها أصحاب هذا النوع :

  • عالم.
  • فيلسوف.
  • منظر.
  • كاتب.

8. الطبيعي

الأفراد الذين يتميزون بدرجة عالية من هذا النوع من الذكاء هم أكثر انسجام مع الطبيعة ، وغالباً ما يكونوا مهتمين برعاية واكتشاف البيئة والتعرف على مختلف الأنواع ، كما أنهم يكونوا واعيين كل الوعي للتغييرات الطفيفة في البيئة.

 – صفات الأشخاص الذين يتميزون بهذا النوع :

  • يوجهون اهتماماتهم نجو الموضوعات التي تخص علم النبات وعلم الحيوان وعلم الأحياء.
  • تصنيف المعلومات وتوضيحها بسهولة.
  • لا يفضلون تعلم الأمور غير المألوفة والتي لا تخص الطبيعة.
  • يستمتعون بالمشي لمسافات طويلة والتخييم واستكشاف الهواء الطلق.

– المهن التي يبدع بها أصحاب هذا النوع :

  • أحيائي.
  • مزارع.
  • محافظ.

نظريات الذكاء

ناقش العديد من العلماء مجموعة مختلفة ومتنوعة من النظريات لتفسير طبيعة الذكاء. فيما يلي بعض النظريات الرئيسية للذكاء التي ظهرت خلال المئة عام الماضية :

1. نظرية الذكاء العام

اقترح عالم النفس البريطاني تشارلز سبيرمان (1863 ـ1945) مفهوماً وصفه بالذكاء العام أو عامل الذكاء (g ). وجد سبيرمان بعد استخدام تقنية معروفة باسم تحليل العوامل لفحص بعض اختبارات الكفاءة العقلية ، أن النتائج كانت في تلك الاختبارات متشابهة بشكل ملحوظ.

يميل الأشخاص الذين قدموا أداء جيد في أحد الاختبارات المعرفية إلى الأداء الجيد في الاختبارات الأخرى ، أما الذين كان أداؤهم ضعيف وسجلوا نتائج سيئة في أحد الاختبارات يكون لديهم احتمال أكبر بتحقيق نتائج سيئة في الاختبارات الأخرى. واعتبر سبيرمان الذكاء قدرة معرفية عامة من الممكن قياسها والتعبير عنها عددياً

2. نظرية القدرات العقلية الأساسية

عالم النفس الذي أقترح هذه النظرية هو لويس أل ثورستون (1887 ـ 1955) ، كانت نظريته متميزة عن باقي النظريات ، إذ أنه لم ينظر إلى الذكاء باعتباره قدرة عامة واحدة ، بل ركز على سبع قدرات عقلية أساسية ومختلفة وهي ما يلي :

  1. الذاكرة الترابطية : مسؤولة عن اللفظ والاستدعاء.
  2. القدرة العددية : إمكانية حل المسائل الحسابية.
  3. السرعة الإدراكية : إمكانية اكتشاف التشابهات والاختلافات بين الأشياء.
  4. الاستدلال : القدرة على إيجاد الركائز والقواعد.
  5. التصور المكاني : القدرة على تصور العلاقات.
  6. الفهم اللفظي : إمكانية فهم الكلمات ووضع التعاريف.
  7. طلاقة الكلمة : القدرة على إنتاج الكلمات بيسر وسرعة.

3. نظرية الذكاء المتعددة

هي من أحدث النظريات والتي وضعها العالم هوارد جاردنر ، في نظر هذا العالم لم تكن الفكرة التقليدية للذكاء القائمة على اختبار معدل الذكاء ، توصف وتصور بشكل دقيق قدرات الشخص ، لذا اقترحت نظريته التي قدم من خلالها ثمانية أنواع مختلفة للذكاء تبعاً للمهارات والقدرات التي يتم تقييمها في ثقافات مختلفة وهي :

  • الذكاء الجسدي الحركي.
  • الموسيقي.
  • الطبيعي.
  • المنطقي الرياضي.
  • الشخصي.
  • العاطفي ( الاجتماعي ).
  • البصري المكاني.
  • اللغوي اللفظي.

4. النظرية الثلاثية للذكاء

وصف العالم روبرت ستيرنبرغ الذكاء بأنه ” فعل عقلي هدفه التكييف الفعال مع بيئات العالم الواقعي المرتبطة بحياة الفرد واختيارها وتشكيلها ” وناقش روبرت ستيرنبرغ فكرة الذكاء الناجح والذي يشمل ثلاث عوامل مختلفة وهي ما يلي :

  • الذكاء التحليلي : تشمل القدرة على تقييم المعلومات وحل المشكلات.
  • الإبداعي : إمكانية خلق أفكار جديدة.
  • العملي : القدرة على التكيف مع المحيط المتغير.

وظيفة الذكاء

يعد الذكاء القوة الفاعلة للتعلم والنجاح في تحقيق الآمال والرغبات الفردية (والاجتماعية الجماعية) فبدونه يكون الفرد أحمقاً على نفسه ومجتمعه ناقصاً في قدرته على تعلم ما يحتاجه نموه ويرعى دوره الشخصي والعملي ، أما تدنيه فيؤدي إلى تعلم غير كافِ وبالتالي لاستجابات سلوكية غير مجدية أحياناً وضارة أحياناً أخرى.

نسبة الذكاء

نسبة الذكاء هي معدلات أتفق عليها بعد سنوات طويلة من البحث ، وذلك من أجل تحديد درجات الذكاء التي يحصل عليها الطفل ،و يتم اختبار ذكائه من خلال المعادلة التالية :

نسبة الذكاء = العمر العقلي محسوباً بالأشهر تقسيم العمر الزمني محسوباً بالأشهر مضروباً ب 100.

والمقصود بالعمر العقلي هو العمر الذي يتم الحصول عليه عند قيام الشخص باختبار الذكاء وهو يشير إلى مستوى صعوبة المسألة بحساب العمر المتوسط الذي استطاع الشخص حل الاختبار عنده.

فإذا نجح طفل في الثامنة من عمره في حل مسائل لا يحلها إلا أبناء العاشرة فيكون عمره العقلي عشر سنوات ، أما إذا لم ينجح طفل في العاشرة من عمره في حل مسائل تتجاوز تلك التي يحلها أبناء الثامنة فإن عمره العقلي يكون ثماني سنوات ويتم تحديد العمر العقلي بواسطة اختبار الذكاء عن طريق مقارنه علامة المفحوص بجدول المعايير التي تشير إلى العلامات التي حصل عليها الأشخاص المنتمون إلى مختلف المستويات العمرية في مجموعة التقنين.

وبعد تطبيق هذه المعادلة يتم الحكم على الشخص من خلال النتيجة التي حصل عليها ، وتم وضع درجات عامة للذكاء لمعرفة نسبة الذكاء عند الشخص ، وهذه المعدلات هي كما يلي :

  • 140 درجة وما فوق ←← عبقري.
  • بين 120 – 140 درجة ←← ذكي جداً.
  • بين 110 – 120 درجة ←← فوق المتوسط.
  • بين 90 – 110 درجة ←← متوسط الذكاء.
  • بين 80 – 90 درجة ←← دون المتوسط.
  • بين 70 – 80 درجة ←← غير ذكي.
  • أقل من 50 – 70 درجة ←← ضعيف عقل وأهوج.
  • بين 20 – 50 درجة ←← أبله.
  • أقل من 20 درجة ←← معتره.

والوصف الموضوع أمام كل درجة هو وصف يمثل نتيجة الاختبار فقط ، ويكون مؤشراً للتصنيف تبعاً للدرجة الحاصل عليها الشخص الذي خضع للاختبار فقط في اختبار محدد ولا ينعكس كصفة على شخص بعينه إلا إذا تكررت نتائج الاختبار في أكثر من اختبار.

اختبارات الذكاء

هناك الكثير من الاختبارات الموجودة والتي قدمها العلماء ، ومن أهم هذه الاختبارات وأشهرها وأكثرها انتشاراً واعترافاً ما يلي :

1. اختبار ستانفورد – بينيه المعدل حديثاً

إن هذا الاختبار عبارة عن مقياس للعمر العقلي ، أي أن بنوده مرتبة وفقاً لمستويات السن ، من سن سنتين إلى الرشد. وعلى الرغم من أن الاختبار يستخدم أحياناً للكبار إلا أنه أولاً هو اختبار للأطفال ، وقد قنن أساساً عليهم.

2. مقياس وكسلر لقياس ذكاء الراشدين

مقياس وكسلر يعرف عادة بانه مقياس درجات. وإجابات الشخص على أحد الاختبارات الفرعية تقارن بإجابات المجموعة المعيارية من نفس السن. ونحصل نتيجة لذلك على درجة على الاختبار الفرعي. ومجموعات الدرجات على الاختبارات الفرعية تقارن بالمعايير الخاصة بنفس السن.

وقد حصل وكسلر على درجة يمكن مقارنتها بنسبة الذكاء في مقياس بينيه بإعطاء نسبة ذكاء قدرها 100 لمتوسط الأداء لأي مجموعة من سن واحد. والأداء الأكثر من متوسط يعطي درجات أعلى من 100 ، والأداء الأقل من متوسط يعطي درجات أقل من 100.
ولكي يحدد الأداء المتوسط أو المعيار ، استخرج وكسلر درجات المقياس من عينة كبيرة من الرجال والنساء في أعمار مختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى