تعريف الكذب عند الأطفال ، علاج الكذب عند الأطفال

يولد الأطفال على الفطرة النقية ويتعلمون الصدق والأمانة بالتدريج من البيئة المحيطة ، ولكن في حال نشأ الطفل في بيئة مليئة بالكذب والخداع والتشكيك من صدق الآخرين فلابد للطفل أن يكتسب هذه الاتجاهات السلوكية في مواجهة الحياة.

تعريف الكذب عند الأطفال

الأطفال يولدون علـى الفطــرة النقيـــة ويتعلمون الصدق و الأمانة شيئاً فشيئاً من البيئة إذا كان المحيطون بهم يراعون الـصدق فـــي أقولهــم ووعودهم ، ولكن إذا نشأ الطفل في بيئة تتصف بعدم المصارحة ، والتشكيك في صـدق الآخرين فأغلب الظن أنه سيتعلم نفس الاتجاهات السلوكية في مواجهة الحيـاة و تحقيـق أهدافـه والطفل الذي يعيش في وسط لا يساعد في توجيه اتجاهات الصدق والتدرب عليه ، فإنه يسهل عليه الكذب خصوصاً إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية و لباقة اللسان ، مما يحول دون قوله الـصدق ، بـل يتدرب على الكذب حتى يصبح مألوفاً عنده.{4}

حين نتحدث عن الكذب عند الأطفال ، فالقصد هو مخالفة كلام الإنسان لما يعتقده بقصد التضليل وإخفاء الحقيقة. ويمكن تعريف الكذب بأنه ذكر شيء غير حقيقي ، مع معرفة أنه كذب وبنية غش أو خداع شخص آخر من أجل الحصول على فائدة ما أو التملص من أمور غير سارة.

أما الكذب عند أطفال المدرسة الابتدائية يكون مـن نوع الكذب الاجتماعي، حيث يتم الكذب عن قصد لينفي الطفل عن نفسه تهمة ، أو ليـدفع عـن نفسه عقوبة أو ضرار ما ، أو للحصول على مكاسب ، أو ليحط من قدر الآخرين ، أو للانتقام نتيجة الشعور بالغير. {1}

وبهذا يمكن القول أن الكذب عند الأطفال سلوك يقوم به الطفل قصد إخفاء الحقيقة عن غيره ، وذلـك بدافع تبرئة نفسه ، أو رفع العقوبة عن نفسه ، أو السخرية من الآخرين و الانتقام منهم.

أشكال الكذب عند الأطفال

هناك عدة أشكال من الكذب عند الأطفال ، وهي ما يلي :

  • الكذب التقليدي : غالباً ما يكذب الطفل تقليداً لوالديه أو من يحيط به.
  • الكذب الدفاعي : وهو أكثر أنواع الكذب عند الأطفال شيوعاً ، حيث يلجأ الطفل للكذب خوفاً من العقاب ، أو ليحتفظ لنفسه بامتياز خاص ، بسبب شعوره بأنه إذا قال الصدق سيخسر ذاك الامتياز. أو إنكار مسؤوليته عن حدوث أمر ما.
  • كذب الإخلاص : نوع من أنواع الكذب عند الأطفال الدفاعي وهو كذب الطفل على السلطة سواء الوالدين أو المدرسين ليحمي أخاه أو زميله من عقوبة.
  • الكذب الخيالي : يلجأ الأطفال الصغار من سن 4 إلى 5 سنوات ، إلى تأليف قصص وسرد حكايات كاذبة ، وهذا سلوك طبيعي لأن الأطفال في هذا العمر غير قادرين على التمييز بين الحقيقة والخيال ، كما أنهم يستمتعون في اختلاق القصص .
  • الكذب الاجتماعي : قد يلجأ بعض الأطفال إلى الكذب لحماية أمورهم الخاصة أو لإشعار أنفسهم أنهم مستقلون عن والديهم .
  • كذب المبالغة : يلجأ بعض الأطفال القادرين على التمييز بين الصدق والكذب إلى سرد قصص طويلة قد تبدو صادقة ، وعادة ما يقول الأطفال هذه القصص بطريقة حماسية بهدف جذب انتباه المحيط لهم بشكل أكبر. وهناك البعض الآخر من الأطفال ممن يكونون على قدر من المسؤولية والفهم ولكنهم يكونوا عرضة للكذب المستمر لأنهم يشعرون بأن الكذب أسهل طريقة للتعامل مع مطالب الآباء والمدرسين والأصدقاء.
  • الكذب الانتقامي : فقد يحدث الكذب عند الأطفال لإسقاط اللوم على شخص يكرهه أو يغار منه ، ويُعتبر هذا النوع من أكثر الأنواع خطراً على الصحة النفسية وعلى كيان المجتمع بالكامل ، لأنه ناتج عن كراهية وحقد وهو كذب مع سبق الإصرار.
  • الكذب الادعائي : يلجأ بعض الأطفال الذين يعانون من الشعور بالنقص إلى تغطية هذا الشعور بتعظيم الذات وجعلها مركز الانتباه والإعجاب بالمبالغة فيما يمتلكون من صفات بهدف الشعور بمكانة وسط محيطهم .
  • الكذب المرضي : أن يكذب الطفل نتيجة لعوامل شعورية خارجة عن إرادته. ويكون الطفل يعاني شعور شديد بالنقص وشعور بعدم القبول في محيطه وقد يؤدي الكذب بهذه الحالة إلى مساوئ أخرى من سرقة وغش وغيرة.{1}

أسباب الكذب عند الأطفال

أول ما يشغل بال الآباء والأمهات و المعلمين هو سبب ميل أطفالهم وتلاميـذهم إلـى الكذب ، وفي ضوء هذه الحقيقة سوف نذكر أهم أسـباب الكذب عند الأطفال ، والتي تتمثل فيما يلي :

  • خصوبة الخيال لدى الطفل التي تدفعه لأن يقول أو يصف أشياء بغير حقيقتها ، عن طريق دمج الأمور أو استعارة مواصفتها من بعضها الآخر ، كأن يسمع الطفل حكاية عن حيوان أسطوري ، ثم يذهب بعد ذلك ليصف ذلك الحيوان لأخيه وأنه رآه خلف المنزل.
  • اتهام الآخرين وتحميلهم أخطاء لم يقترفونها خدمة للذات ، أو بدافع الأذى للآخرين نتيجة للغيرة أو عدم المساواة في المعاملة.
  • عمليات اسقاطية لا شعورية تتجه نحو اتهام الآخرين.
  • وسيلة للتحبب والتقرب من الآخرين كأن يدعي قيامه بعمل جيد تجاه من يود التقرب إليه.
  • تبريء الذات أمام الآخرين من أخطاء ارتكبها كأن يعني إتيان عمل تحمـل نتيجتـه ملامـة أو عقاب ، ويتمثل ذلك في الخوف من سلطة الوالدين أو الذين يوكل إليهم تربية الطفل وتأديبه.
  • إثبات الذات و الحصول على مكانة اجتماعية ، فهو يبالغ بالحديث عن الملابس والألعـاب التـي يقتنيها ، والرحلات التي يقوم بها ، كما يدعي ما لا يملكـه كالسكـن فـي أحيـاء راقيـة وامتلاك السيارات الفاخرة والقصور.
  • اضطرابات الحياة الأسرية أي التفكك في الأسرة وعدم شعور الطفل بالاطمئنان في البيئة التي يعيش فيها.
  • شعور بعض الأطفال بالنقص ومحاولة تعويض ذلك بالكذب .
  • تقليد الطفل للكبار في عملية الكذب.
  • ظلم الكبار للأطفال مما يدفع الطفل للكذب هرباً من العقاب.{2}

علاج الكذب عند الأطفال

إن علاج الكذب عند الأطفال الفعال و الوقاية منه يكون بالبحث الجاد عن الأسباب المؤديـة إليـــه والتأكد من أن حالة الكذب طارئة أو متكررة ، والتعرف على طريقـــة الكـذب ووظيفتــه والصفات الشخصية للكذاب ، و يمكن تلخيص أهم الطرق لعلاج هذه الظاهرة بإتباع ما يلي :

  • مكافأة الطفل على صدقه في بعض المواقف فذلك سيعطيه دافعاً ليكون صادق دائماً ، وإشعاره بالثقة في كلامه ، وتقديم الاحترام والتقدير له.
  • ينبغي على الوالدين والمعلمين أن يستكشفوا حالة الكذب ونوعه ، بمعنى هـل كـذب الطفـل أو التلميذ نادرا أم متكررا ، وإن كان متكرر فما نوعه وما الدافع إليه.
  • ألا نوقع عقوبة عليه بعد اعترافه حتى لا نقلل من صفة الصدق ومكانته في نظر الطفل ، ونبتعد عن الضرب كعلاج للكذب ، وكذلك السخرية والتشهير والعمل على معالجة الدوافع بعد استكشافها.
  • أن نجنب الطفل الظروف التي تشجع على الكذب حتى لا يعزز الكـذب عنـده بالممارسـة والتكرار ، وذلك بأن نبعده عن الإدلاء بشهادة يحتمل أن يكذب فيها.
  • ألا نعمد إلى إرغام الطفل على الاعتراف بكذبة ، لأن الطفل الذي يأتي ذنبا كأن يسرق أو يخرب ينتظر منه عادة أن يكذب.
  • ألا يسمح للطفل أو التلميذ بأن يفلت بكذبه بل يجب أن نعلمه أننا أدركنا سلوكه و نعطيه فرصة لتجنب الكذب مرة أخرى.
  • استخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلة ، وذلك بالبحث أولا عن أسبابها و دوافعهـا ، ووضـع العلاج المناسب لكل حالة على حدة.
  • تنمية ثقة الطفل بنفسه.
  • العدالة وعدم التفرقة بين الأخوة .
  • إتباع أسلوب التفاهم والمحبة والمناقشة وتبادل الرأي بدلا من أسلوب السلطة و العقاب وإذا كان لابد من ضــرورة العقــاب فلــيكن عــن وعــي و بعــد إدراك الطفــل مــا اقترفــه مــن ذنــب.
  • إشباع حاجات الطفل النفسية و الاجتماعية ، وتعويده على المحبة و التسامح ، وأن يكون الكبـار قدوة لهم في سلوكهم.{3}

المراجع

  • [ عبد اللاوي سعدية / المشكلات النفسية والسلوكية لدى أطفال السنوات الثلاث الأولى ابتدائي / رسالة ماجستير / جامعة مولود معمري / 2012 ]
  1. [ أحمد مجمد الزغبي / الكذب في سلوك الأطفال /  مكتبة العبيكان/ الرياض/ الطبعة الأولى/1997 / ص2 ]
  2. [ سوسن شاكر الجبلي/ مشكلات الأطفال وأساليب المساعدة فيها / دار رسلان / دمشق / الطبعة الأولى/ 2015 / ص28 ] 
  3. [ فادية كامل حمام / مشكلات الأطفال السلوكية والتربوية / دار الزهراء/الرياض/ الطبعة الأولى/ 2002 / ص45 ]
  4. [ بطرس حافظ بطرس / المشكلات النفسية وعلاجها / دار المسيرة / عمان / الطبعة الأولى / 2008 ]
زر الذهاب إلى الأعلى