تعريف النمو ، العوامل المؤثرة في النمو

تعريف النمو

يعرف النمو بأنه سلسلة متتابعة ومتماسكة من التغيرات تهدف إلى غابية واحدة محددة هي اكتمال النضج ، ومدى استمراره وبدء انحداره. والنمو لا يحدث بطريقة عشوائية ، بل يتطور بانتظام ، خطوة سابقة تليها خطوة أخرى.

والنمو يكون كمياً من جانب ، وكيفياً من جانب آخر ، وهما يحدثان معاً. فالطفل تنمو أعضاء جسمه ، كما تنمو في نفس الوقت وظائف هذه الأعضاء.

كذلك فإن النمو عملية طردية ، فهو يبدأ ومن ثم يتقدم بسرعة مطردة تظل في طريقها حتى تبلغ هدفها ألا وهو النضج التام. وإيقاع النمو ليس مستوياً ، فأحياناً يسرع وأحياناً أخرى يبطئ ، فمرحلة الطفولة الأولى تتميز بالسرعة ثم يتلكأ النمو بعد ذلك. وعند قرب البلوغ يسرع النمو في طفرة ، ثم يقل المعدل حتى تمام النضج.

مظاهر النمو

هناك مظهرين رئيسيين للنمو ، هما ما يلي :

النمو التكويني

ويقصد به نمو الفرد في الحجم والشكل والوزن والتكوين ، نتيجة لنمو طوله وعرضه وارتفاعه. فالفرد ينمو ككل في مظهره الخارجي العام ، وينمو داخلياً تبعاً لنمو أعضاءه المختلفة.

النمو الوظيفي

ويقصد به نمو الوظائف الجسمية والعقلية والاجتماعية لتساير حياة وتطور الفرد واتساع نطاق بيئته ، وبذلك يشتمل النمو بمظهريه الرئيسيين على تغيرات كيميائية فسيولوجية طبيعية نفسية واجتماعية.{1}

العوامل المؤثرة في النمو

ويقصد بالعوامل المؤثرة في النمو ، العوامل التي تسبب حدوث التغيرات التي تلاحظ في النمو ، وهي ما يلي :

العوامل الوراثة

يقصد بالوراثة تلك الصفات التي تحملها الجينات من الأبوين إلى الأبناء. وتعتبر الوراثة عاملاً هاماً يؤثر في النمو من حيث صفاته ومظاهره ، ونوعه ومداه ، وزيادته ونقصانه. ويتوقف معدل النمو على وراثة خصائص النوع ، وتنتقل الوراثة إلى الفرد من والديه وأجداده وسلالته ، وتمثل الوراثة كل العوامل الداخلية.

وتبين الوراثة أن الخصائص الجسمية للأطفال يمكن التنبؤ بها من خلال الخصائص التي نعرفها في الوالدين ، وتختلف الصفات الوراثية باختلاف الجنس ذكراً كان أم أنثى. فمن الملاحظ أن الصلع مثلاً من الصفات الوراثية المرتبطة بالجنس والتي تظهر عند الذكور فقط ولا تظهر عند الإناث.

ومن الصفات الخالصة لون العينين ، عمى الألوان ، ولون الجلد ، ولون ونوع الشعر ، ونوع الدم وفصيلته ، وهيئة الوجه ومعالم وشكل الجسم. وهدف الوراثة المحافظة على الصفات العامة للنوع والسلالة.

وتعتبر الوراثة مسؤولة عن تكرار ظهور بعض الأمراض في عائلات معينة ، وخصوصاً العائلات التي يكثر فيها الزواج بين الأقارب من أفرادها.{2}

العوامل البيئة

تمثل البيئة كل العوامل الداخلية و الخارجية التي تؤثر تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على الفرد منذ أن تم الإخصاب وتحددت العوامل الوراثية. وتشمل البيئة بهذا المعنى العوامل المادية والاجتماعية والثقافية والحضارية. وللبيئة دور كبير إيجابي في عملية النمو ، حيث تسهم في تشكيل شخصية الفرد النامي وفي تعيين أنماط سلوكه أو أساليبه وفي مجابهة مواقف الحياة.{3}

وهناك عدة عوامل بيئية رئيسية تؤثر في النمو ، وهي ما يلي :

البيئة المادية

هي الوسط الذي ينمو فيه الجنين ثم الوسط الذي يعيش فيه الفرد بعد ذلك. والوسط يشتمل على عوامل مادية كثيرة كالمناخ من دفء وبرودة وحرارة … وكل العوامل البيئية المختلفة التي تحيط بالطفل في أدوار نموه المختلفة لها كلها أثرها على الطفل.

فالنمو الفسيولوجي وصحة الوليد تعتمد إلى حد كبير على ما يحيط به من بيئة مادية ، وتبعاً لهذا فإن احتياجات الفرد ودوافعه قد تجد ما يشبعها وقد لا تجد. ولهذا بالطبع أثره في نمو الفرد نمواً صحيحاً أو قصور هذا النمو عن أن يصل إلى المستوى الطبيعي.

الأسرة

الأسرة كجماعة أولية تؤثر في كل فرد من أفرادها وخاصة الأطفال الصغار من نواحي كثيرة ، ذلك لأنها تمد الطفل بأول وسيلة للاتصال بغيره من الناس ومن الأشياء في محيط محدود. وكل أسرة تتميز بما يلي :

  • ما اكتسبه أفرادها خلال حياتهم وهم في هذا يتفردون عن أفراد أي أسرة أخرى.
  • عدد من العلاقات المحددة الخاصة ، وفي حدود هذه العلاقات الأسرية يأخذ كل فرد مركزاً في الأسرة ، ولهذا المركز أثره على الفرد ويتأثر هذا المركز بحجم الأسرة وأنماط علاقاتها. وأيضاً من العوامل التي لها أثرها على نمو الطفل ، وجود أشقاء له ، فالطفل منذ نشأته وهو في المهد يتأثر بوجود أو عدم وجود إخوة له. فهو يتأثر أولاً بمن هم أكبر منه وثم يتأثر بمن يولد بعده.
المدرسة

للمدرسة دور هام جداً يوثر على نمو الطفل ، وهي ليست مجرد امتداد للبيت أو مجرد أداة لتعديل السلوك الذي يكتسبه الطفل في البيت ، فالطفل في المدرسة يتعلم أشياء جديدة ، ونظراً للدور الهام الذي يلعبه كل من المدرس والمدرسة يجب توجيه عناية خاصة في اختيار الذين يقومون بالتدريس وبخاصة في المراحل الأولى في المدرسة.

بحيث يكونوا ناضجين ولهم من الكفاية العلمية والعملية ما يؤهلهم للقيام بواجبهم وهو مساعدة الطفل على أن يقابل مطالب الحياة المدرسية والأكاديمية والاجتماعية ، والمدرسة الحديثة لها اثرها البالغ في النمو ، إذ بتطبيق الطرق التربوية الحديثة أصبحت المدرسة تسهم في توجيه الطفل بحاضره ومستقبله.

الثقافة

الثقافة هي ذلك الكل المعقد الذي يشمل المعار والمعتقدات والفنون والقواعد الأخلاقية والقوانين والعادات وغيرها من المهارات والقدرات التي يكتسبها الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه.

والفرد يتشكل تبعاً لهذا عن طريق الثقافة وهذا ما يتم تسميته بالتنشئة الاجتماعية ولكل ثقافة طابعها الخاص الذي يميزها عن غيرها من الثقافات وتحاول كل ثقافة طبع أفرادها بطابعها الخاص.

المجتمع

الإنسان اجتماعي بفطرته وتبادل وتغيير العلاقات بين الأفراد بعضهم وبعض مستمر في كل يوم. والحياة الحديثة وخاصة في المدن التي تضم عدداً كبيراً من الناس تخلق فرصاً لا حدود لها من التبادل الاجتماعي بالإضافة إلى وسائل الانتقال الحديثة التي جعلت الاتصال على أوسع نطاق وهيأت فرصاً أوسع للتبادل الثقافي.

التغذية

يلعب الطعام دوراً هاماً في عملية النمو ويكون ذلك على شكل تغيرات كيميائية تحدث داخل الجسم وينتج عن هذه التغيرات تكوين بنية الجسم من ناحية ، وتجديد بناء الأنسجة المستهلكة في أثناء نشاط الفرد وحركته خلال دورة الحياة من ناحية أخرى.{4}

العوامل البيولوجية

تلعب العوامل البيولوجية المتمثلة بالجهاز الغدي والجهاز العصبي دوراً بارزاً في عملية النمو. ولاسيما في اكتمال النضج لدى الفرد. فنشاط الجهاز الغدي المتمثل في أنشطة الغدد المختلفة كالغدة الدرقية والصنوبرية والنخامية والكظرية ، يسهم في عملية نضج الأجهزة الجسمية المختلفة واكتمال وظائفها من خلال ما تفرزه هذه الغدد من هرمونات مختلفة.

إذ أن الخلل في نشاط إحدى هذه الغدد قد ينعكس سلباً على عملية النمو. فعلى سبيل المثال النقص في إفراز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى القزامة والزيادة في إفرازها يؤدي إلى العملقة.

كما وجد أن إزالة الخصيتين في مرحلة الطفولة يؤدي إلى عدم ظهور الشعر أو العلامات الثانوية الدالة على الرجولة. كما وتسهم الغدد في العمليات الحيوية التي تحدث لدى الكائن الحي كعمليات الأيض والتمثيل الغذائي وامتصاص الأملاح والمعادن المختلفة والتي من شأنها أن تساهم في اكتمال النمو لدى الأفراد.

أما الجهاز العصبي الذي يتألف من الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الذاتي فيلعب دوراً في عملية النمو. فبالإضافة إلى دوره في تنظيم وتوجيه أنشطة الأجهزة الجسمية المختلفة. فإنه يتدخل في الكثير من الأنشطة العقلية المتعددة المتمثلة في الانتباه والإدراك وتعلم المهارات العقلية المعقدة كالقدرة على التخطيط وحل المشكلات وغيرها.

كما ويساهم في تطور اللغة والكلام وفي تنظيم وضبط الانفعالات وغيرها من المظاهر السلوكية الأخرى.{5}

المراجع

  1. [د. عباس محمود عوض / المدخل إلى علم نفس النمو / دار المعرفة الجامعية / جامعة الإسكندرية / 1999 / ص 12 ، 13 ]
  2. [ د. سعاد هاشم عبد السلام قصيبات / علم نفس النمو طفولة ومراهقة / دار مصراته للكتاب / الطبعة الرابعة م 2007 / ص 16 ]
  3. [ د. حامد عبد السلام زهران / علم نفس النمو طفولة ومراهقة / دار المعارف / جامعة عين شمس / 1987 / ص 27 ]
  4. [د. محمد مصطفى زيدان / النمو النفسي للطفل والمراهق / الجامعة الليبية / ص 80 ]
  5. [ د عماد عبد الرحيم الزغلول / مبادئ علم النفس التربوي / دار الكتاب الجامعي / الإمارات العربية المتحدة / الطبعة الثانية / 2012 / ص 171 ]
زر الذهاب إلى الأعلى