توهم المرض ، أسبابه أعراضه وعلاجه

توهم المرض هو اضطراب نفسي يتميز بقلق مفرط بشأن الصحة العامة وتصورات خاطئة للمرض والاضطرابات الصحية ، دون وجود أي علامات أو أعراض طبية حقيقية. ويمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على حياة الفرد اليومية وأداءه لأنشطته. وفي ما يلي سوف نتحدث عن هذا الاضطراب بشكل واسع.

توهم المرض

توهم المرض ويطلق عليه باللغة الإنجليزية اسم “Hypochondria” ، هو اضطراب نفسي يتميز بقلق شديد يتعلق بالصحة الخاصة بالفرد وتصورات خاطئة للمرض ، دون وجود دلائل طبية حقيقية على وجود أي اضطرابات صحية.

حيث يشعر الأشخاص المصابون باضطراب توهم المرض بالقلق المستمر بشأن صحتهم ويعتقدون أنهم مصابين بمرض ما أو أنهم يمكن أن يصابوا بمرض ما ، دون وجود أي أعراض أو دلائل تشير إلى إصابتهم بأي مرض ، كما يمكن أن يقلق المصابون بهذا الاضطراب من أي أعراض خفيفة تظهر عليهم مثل ألم الرأس أو التعب ويعتقدون أنهم مصابين بمرض خطير.

كما يمكن أن يقوم الأشخاص المصابين بتوهم المرض من البحث عن التشخيص الذاتي والتحقق من الأعراض والتشخيصات على الإنترنت ، مما يزيد من قلقهم وتوترهم.

أسباب توهم المرض

هناك عدة أسباب وعوامل يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب ، من بين هذه الأسباب التالي :

  • الخوف المرضي (الرهاب) : يمكن أن يؤدي الخوف المرضي الشديد إلى تطوير اضطراب توهم المرض ، حيث يصبح الشخص مهووساً بالتحقق من إصابته بالأمراض والتفكير بشكل متكرر فيها.
  • الاكتئاب : يمكن أن تزداد نسبة إصابة الفرد بتوهم المرض إذا كان مصاباً بالاكتئاب ، حيث يشعر الشخص بالتعب والإحباط والعجز ويبحث عن أسباب محتملة لمشاعره السلبية ، مما يؤدي بدوره إلى قلق مرتبط بالصحة.
  • الخبرات السابقة : قد يكون لدى الشخص تجربة سابقة مع مرض خطير ، مما يجعله يشعر بالقلق بشأن الصحة العامة والتصورات الخاطئة للمرض.
  • الاضطرابات النفسية : يمكن أن تؤدي بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق واضطراب الهلع إلى تطوير توهم المرض.
  • العوامل البيئية : يمكن أن تؤدي بعض العوامل البيئية مثل الإعلام والإنترنت إلى تطوير توهم المرض ، وذلك من خلال تشويه الحقائق الطبية والتركيز على الأمراض المحتملة بشكل أكبر.

يمكن أن تختلف أسباب توهم المرض من شخص لآخر ، وقد يكون هناك عدة عوامل تساهم في تطوير هذا الاضطراب. لذلك لا بد من استشارة طبيب نفسي للمساعدة في معرفة الأسباب الخاصة بك ، وتقديم العلاج المناسب لك.

أعراض اضطراب توهم المرض

تتميز أعراض اضطراب توهم المرض بالتركيز المفرط على الصحة العامة والتصورات الخاطئة للمرض ، وتشمل الأعراض التالي :

  • القلق المفرط على الصحة العامة.
  • التفكير المتكرر بشأن الإصابة بمرض ما في المستقبل.
  • التحقق المستمر من الأعراض والتشخيصات الطبية على الإنترنت ، والتفكير كثيراً في الأمراض التي يمكن أن يصاب بها.
  • الخوف الشديد من الإصابة بأمراض خطيرة ، حتى إذا لم تكن هناك دلائل على وجود أي مشكلات صحية.
  • العزلة الاجتماعية ، والتخلف عن أداء مهام الحياة اليومية بسبب الخوف على الصحة.
  • الشعور بالتوتر الشديد.
  • الشعور بالحزن والإحباط الناتج عن عدم القدرة على التحكم في القلق المرتبط بالصحة.
  • الشعور بالتعب والإرهاق الناتج عن الاهتمام المفرط بالصحة.
  • الشعور بالإحباط والعجز عن السيطرة على التفكير المتكرر بشأن الأمراض والأعراض.
  • الشعور بالغضب والاستياء بسبب عدم فهم الآخرين للخوف المرتبط بالصحة الذي يعاني منه الفرد.

يمكن أن تؤثر أعراض اضطراب توهم المرض على حياة الفرد اليومية ، وقد تؤدي إلى التعب النفسي وتسبب له مشاكل في علاقاته العاطفية والاجتماعية. لذا لا بد من الإسراع في علاج هذا الاضطراب.

تشخيص توهم المرض

يتم تشخيص اضطراب توهم المرض عن طريق استبعاد أي سبب طبي محتمل يمكن أن يكون سبباً للأعراض التي يشعر بها المريض ، وذلك عن طريق إجراء فحص طبي شامل لتحديد وجود أي مشاكل صحية تسبب الأعراض.

وبعد استبعاد الأسباب الطبية يتم تشخيص اضطراب توهم المرض بناءً على الأعراض التي يشعر بها المريض والتي تتضمن القلق المفرط المتعلق بالصحة العامة والتصورات الخاطئة للمرض والتي ذكرناها سابقاً. كما يمكن أيضاً استخدام الأدوات النفسية مثل الاختبارات ، لتحديد مدى تأثير الاضطراب على حياة المريض وتحديد العلاج المناسب.

من المهم الإشارة إلى أن تشخيص اضطراب توهم المرض يتطلب تقييم شامل للأعراض والتاريخ الطبي للمريض ، ويتم تشخيصه بواسطة المهنيين الصحيين المؤهلين ، مثل الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين والمستشارين الصحيين المتخصصين في الصحة النفسية.

علاج توهم المرض

يتم علاج توهم المرض بالعلاج النفسي أو الدوائي وذلك حسب شدة الحالة ، كما يمكن أن يقوم الطبيب بالجمع بين العلاجين.

العلاج النفسي

هناك عدة خيارات للعلاج النفسي ، من هذه الخيارات التالي :

  1. العلاج السلوكي المعرفي : يهدف هذا العلاج إلى تحديد الأنماط السلبية للتفكير والسلوك التي تؤدي إلى التوهم ومن ثم العمل على تغييرها. ويتضمن العلاج السلوكي المعرفي تقنيات مثل التعرض المتدرج للمثير وتدريبات الاسترخاء.
  2. العلاج النفسي الديناميكي : يهدف هذا العلاج إلى فهم العوامل النفسية التي تسبب التوهم ومن ثم العمل على تغييرها. ويتضمن هذا العلاج التركيز على التجارب النفسية والعلاقات الشخصية التي يحتمل أن تكون سبباً للإصابة بهذا الاضطراب ومن ثم تحديدها والعمل على علاجها.
  3. علاج القلق : يستخدم هذا العلاج لتحسين التحكم في القلق الذي يعاني منه الفرد المصاب بتوهم المرض ، ويتضمن العلاج التدريب على تقنيات التنفس العميق وتحسين التفكير الإيجابي.

يجب الإشارة إلى أن العلاج النفسي يتطلب وقتاً والتزاماً من المريض ، ولا يمكن حل مشكلة التوهم بشكل سريع.

العلاج الدوائي

هناك عدة أنواع من الأدوية النفسية التي يمكن استخدامها لعلاج الأعراض المرتبطة باضطراب توهم المرض ، تشمل التالي :

  1. مضادات الاكتئاب : تستخدم لتحسين المزاج وتقليل القلق المرتبط بالصحة.
  2. مضادات القلق : تستخدم لتقليل القلق المتعلق بالصحة وتحسين النوم.
  3. مضادات الذهان : في بعض الحالات ، يمكن استخدام مضادات الذهان للسيطرة على التوهم.

يجب أن يتم استخدام الأدوية بعناية ، وفقاً لإرشادات الطبيب لأن هذه الأدوية يمكن أن تتسبب آثار جانبية ، وبالتالي يجب على المريض إخبار الطبيب عن أي آثار جانبية غير مريحة تظهر عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى