اضطراب بيكا “شهوة الغرائب”
اضطراب بيكا ويطلق عليه أيضاً اسم “شهوة الغرائب” هو اضطراب يتسم بالرغبة المفرطة في تناول المواد الغير غذائية ، مثل الطين أو الصابون أو الحصى أو الأوراق أو القماش أو الشعر أو غيرها من المواد التي لا قيمة غذائية لها.
وهناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي للإصابة بهذا الاضطراب ، من بينها نقص العناصر الغذائية الهامة في الجسم ، مثل الحديد أو الزنك ، والإجهاد النفسي والعاطفي ، ونقص الأوكسجين في الجسم.
ويتم علاج اضطراب بيكا باستخدام عدة طرق علاجية من أهمها العلاج النفسي والعلاج الدوائي. وفي ما يلي سوف نتحدث عن هذا الاضطراب بالتفاصيل.
جدول المحتويات
اضطراب بيكا
اضطراب بيكا هو أحد اضطرابات الأكل النفسية ، يتميز بالرغبة المفرطة في تناول المواد الغير غذائية ، مثل الطين والحجارة والأقلام والشمع والأقمشة والأوراق والشعر وغيرها من المواد التي لا تمد الجسم بأي قيمة غذائية.
يمكن أن يصيب هذا الاضطراب جميع الأشخاص من مختلف الأعمار ، ولكنه يعد أكثر شيوعاً عند الأطفال والنساء الحوامل بشكل مؤقت ، وأيضاً عند الأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية وغالباً ما يكون أكثر حدة ويستمر لفترة طويلة عند الأشخاص الذين يعانون من إعاقات نمو شديدة.
ويترتب على هذا الاضطراب عواقب وخيمة يمكن أن تصل إلى تسمم الشخص المصاب به ، لذا لا بد من زيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب وتجنب الآثار الجانبية الخطيرة التي يمكن أن يسببها.
أعراض اضطراب بيكا
يمكن أن تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر ، وتشمل أعراض اضطراب بيكا ، التالي :
- الرغبة الشديدة في تناول مواد غير صالحة للأكل ، مثل الطين أو الحصى أو الأوراق أو القماش أو الشعر ، وغيرها.
- الرغبة في تناول هذه المواد بشكل متكرر ومستمر ، مما يؤدي إلى إهدار كبيرة من المال على شراء هذه المواد.
- الرغبة في تناول هذه المواد رغم العلم بأنها غير صالحة للأكل ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمشاكل صحية خطيرة.
- الإدمان على تناول هذه المواد وعدم القدرة على الامتناع عن تناولها.
- الإصابة بالغثيان والتقيؤ والانتفاخ وصعوبة في الهضم والإمساك بسبب تناول هذه المواد.
- الشعور بالتعب والضعف العام وفقدان الوزن بشكل غير مبرر.
أسباب اضطراب بيكا
لا يوجد سبب دقيق ومعروف يؤدي إلى الإصابة باضطراب بيكا ، ولكن هناك عدة عوامل محتملة قد تساهم في حدوث هذا الاضطراب ، تشمل :
- نقص الحديد والزنك.
- التعرض لإجهاد نفسي وعاطفي بشكل مستمر.
- نقص الأوكسجين في الجسم.
- التعرض للمواد السامة.
- انخفاض نشاط نظام الدوبامين ( مادة كيميائية تساعد على نقل النبضات العصبية من خلية إلى أخرى ) في الدماغ .
- الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل اضطرابات التوحد واضطرابات الأكل والشرب والاكتئاب والقلق.
الفرق بين اضطراب بيكا عند الكبار والأطفال
يختلف اضطراب بيكا بين الكبار والأطفال من حيث الأسباب والأعراض والعلاج ، وفيما يلي بعض الفروقات هذه الفروقات :
- الأسباب : عند الأطفال ، يمكن أن يكون السبب الرئيسي لحدوث اضطراب بيكا هو الفضول والاستكشاف ، في حين أنه عند الكبار يمكن أن يكون السبب الرئيسي هو الإجهاد والقلق وبعض الأمراض النفسية ونقص الحديد في الجسم.
- الأعراض : يمكن أن تختلف أنواع المواد التي يتم تناولها بين الأطفال والكبار ، فعادة ما يتناول الأطفال المواد الغريبة مثل الطين والحصى والأوراق ، في حين يمكن أن يتناول الكبار المواد غير الغذائية مثل الثلج والطلاء والمواد الكيميائية.
- العلاج : يمكن أن يختلف العلاج بين الأطفال والكبار ، حيث يمكن أن يكون العلاج النفسي والسلوكي فعالاً لدى الكبار ، في حين تكون التوعية الصحية أكثر فاعلية لدى الأطفال ، بالإضافة إلى العلاج الدوائي والتغذية السليمة.
مضاعفات اضطراب بيكا
يمكن أن يؤدي اضطراب بيكا إلى مضاعفات ، تشمل :
- التسمم : حيث يمكن أن تحتوي المواد الغير غذائية التي يتناولها المصاب على مواد سامة ، مما يؤدي إلى التسمم
- الإصابة بحالات طبية خطيرة : مثل حدوث انسداد في القنوات الهوائية أو الجهاز الهضمي.
- الإصابة بالعدوى : حيث يمكن أن تسبب المواد الغير غذائية التي يتناولها المصاب في حدوث العدوى والالتهابات في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.
- الإصابة بمشاكل نفسية : مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم.
- الإصابة بمشاكل في الجهاز الهضمي : مثل الإمساك والإسهال والانتفاخ والتقيؤ وآلام البطن.
- الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي : مثل السعال المستمر وضيق التنفس والالتهابات.
الوقاية من الإصابة اضطراب بيكا
يمكن اتخاذ بعض الإجراءات للوقاية من الإصابة باضطراب بيكا ، ومن هذه الإجراءات :
- تناول وجبات غذائية متوازنة وغنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الحديد والزنك.
- الحفاظ على مستويات الأكسجين الطبيعية في الجسم.
- تجنب التعرض للمواد السامة والملوثات البيئية.
- الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
- الحفاظ على صحة جهاز التنفس وتجنب التدخين والتعرض للجسيمات الهوائية الضارة.
- الحفاظ على الصحة النفسية وتجنب الإجهاد النفسي والعاطفي.
- تشجيع الأطفال على الاستكشاف والتعلم بطريقة آمنة ومراقبة الطفل أثناء اللعب.
- توفير بديل صحي للرغبة في تناول المواد الغريبة ، مثل تناول الفواكه الطازجة أو الخضروات أو الحلويات الصحية.
تشخيص اضطراب بيكا
يقوم الطبيب بتشخيص هذا الاضطراب من خلال ما يأكله الشخص ، حيث يتم التشخيص عندما يأكل الشخص بشكل متكرر أشياء لا تعد طعاماً لمدة شهر أو أكثر.
لا يتم تشخيص الاضطراب عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين ، حيث أن تناول مثل هذه المواد في هذا العمر يعتبر أمر طبيعي ، كما لا يتم تشخيصه على أنه مشكلة عندما يكون جزءا من ثقافة الشخص.
أيضاً يتم تشخيص هذا الاضطراب في بعض الأحيان عندما يكون لدى الشخص المصاب أعراض انسداد في الجهاز الهضمي (مثل التشنجات الشديدة أو الإمساك) أو التسمم بالرصاص.
علاج اضطراب بيكا
لا يوجد علاج قياسي لهذا الاضطراب ، يعتمد العلاج على عمر الشخص المصاب وشدة الأعراض الفردية وسببها ، ومن بين العلاجات التي يتم تقديمها لهذا الاضطراب ما يلي :
بالنسبة للرضع والأطفال الصغار المصابين بهذا الاضطراب ، فإن الخطوة الأولى هي الإشراف الدقيق . أي أنه يجب إزالة كل شيء يمكن أن يراه الطفل على أنه صالح للأكل من أمامه.
إذا كان الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب ، على سبيل المثال ، يعانون من نقص الحديد أو الزنك ، فمن المهم تعويض النقص الغذائي من خلال اتباع نظام غذائي غني ، ومكملات غذائية كعلاج داعم . هذا ينطبق بشكل خاص على النساء الحوامل.
أيضاً يعد العلاج السلوكي فعال من خلال تعليم المصاب التخلي عن سلوكه الغذائي المرضي وبدلاً من ذلك ، على سبيل المثال ، أن يلجأ إلى السلوكيات أو الأطعمة البديلة. دائما ما يكون العلاج السلوكي مفيدا للأشخاص الذين يعانون من اضطراب شهوة الغرائب لفترة طويلة وأصبحوا مهووسين.
كما يحتاج الأطفال والبالغون المصابون بهذا الاضطراب ، والذين يظهرون قيودا شديدة في ذكائهم وتطورهم العام ، إلى دعم تعليمي خاص وفقا لاحتياجاتهم في المنزل والمدرسة ومنطقة العمل.
في حالة وجود أمراض نفسية مصاحبة مثل الاكتئاب أو الفصام ، من المهم معالجة هذه الأمراض بالعلاج النفسي ، وإذا لزم الأمر ، بالأدوية. كما ثبت أن مضادات الاكتئاب يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على علاج اضطراب شهوة الغرائب.
هل يمكن الشفاء من اضطراب بيكا؟
نعم ، يمكن الشفاء من اضطراب بيكا بشكل كامل عند تلقي الرعاية الطبية المناسبة واتباع العلاج المناسب. يمكن أن يستغرق العلاج أشهراً أو حتى سنوات ، وكلما كان العلاج مبكراً ازدادت فرص الشفاء الكامل وقصرت مدة العلاج.
