عدم الثقة بالنفس ، أسباب عدم الثقة بالنفس وعلاجها

 تعرف الثقة بالنفس أو الذات بأنها حسن اعتقاد الفرد بنفسه ، واعتباره لها ، دون إفراط. وهي أمر مهم لكل فرد مهما بلغت منزلته ، وهي أمر لا يمكن لأي إنسان الاستغناء عنه ، أما عدم الثقة فتعد مشكلة كبيرة ولها عواقب وخيمة ، ومن خلال شرحنا التالي سوف نتناول هذه المشكلة بالتفصيل بالإضافة إلى طرق علاجها.

عدم الثقة بالنفس

يعبر مفهوم الثقة بالنفس عن إحساس الفرد بقيمته الذاتية ، كما أنه يشير إلى رأي الشخص بنفسه وإلى مشاعره تجاه ذاته واعتقاده أنه إنسان جيد ويستحق الحب وله أهمية وفائدة في مجتمعه ، كما تشمل الثقة بالنفس مجموعة من العوامل منها الإحساس بالهوية ومشاعر الانتماء ومشاعر الكفاءة .

 أما فيما يخص عدم الثقة بالنفس هو عكس ما ذُكر تماماً كما أنه يتجلى بأفكار سلبية عن النفس وسيطرة المشاعر السيئة على الفرد ، كذلك يشكل خطر كبير على الفرد يمنعه من تطوير نفسه والعيش بسلام داخلي والقدرة على الإنتاجية في مجتمعه . وغالباً ما يظهر على الشخص الذي يعاني من عدم الثقة بالنفس بعض الصفات والمظاهر .

مظاهر عدم الثقة بالنفس

قد يظهر على الشخص صفتين أو أكثر يدلان على معاناته من عدم الثقة بالنفس ومن هذه الصفات :

  • التردد.
  • انعقاد اللسان عند التواجد بين الجماعات.
  • التأتأة واللجلجة.
  • محاولة الابتعاد عن التجمعات والهروب منها.
  • الخجل و احمرار الوجه.
  • سيطرة الأفكار السيئة على الشخص.
  • الخوف الشديد والحرص.
  • الجبن والانكماش.

أسباب عدم الثقة بالنفس

غالباً ما تكون الأسباب مؤدية إلى ضعف الثقة النفسية وليس انعدامها ولكن تراكم تلك الأسباب على مر الوقت قد يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس ومن تلك الأسباب :

1. الانتقال الفجائي في معاملة الطفل: ويقصد بذلك الانتقال أن الطفل في الأشهر الأولى من حياته يكون محط أنظار الجميع ، والجميع موجود لتلبية رغباته ، وما أن يبدأ بالبكاء إلا ورغبته ُتنفذ ، ولكن مع بداية السنة الثانية للطفل وتعلمه المشي والكلام ، وازدياد نشاطه ، وحركته المفرطة ، ومحاولة اكتشافه للأشياء ، يبدأ الكبار بالمعارضة والممانعة له ، وفي بعض الحالات قد يُضرب الطفل ويوبخ على أفعاله ، فيتولد لدى الطفل مشاعر القلق والخوف ، وشعور فقد السند

2. عوامل طبيعية للشعور بالنقص : تؤثر الظروف المحيطة بالطفل بالمشاعر المكونة تجاه نفسه ، فالطفل بطبيعة تكوينه ، وصغر حجمه ، وضعف قدرته ، يبدأ بتكوين أفكار عن نفسه أنه عاجز ولا يستطيع تلبية رغباته ولكن في حال التعامل الجيد والإيجابي من قبل الأهل تزول تلك الأفكار مع نمو الطفل الجسمي والعقلي ، ولكن في حال عدم التعامل معها تؤدي إلى خلل في نمو الشخصية ينتهي به المطاف بعدم الثقة بالنفس .

3. القصور الجسماني والعقلي : في كثير من الأحيان يؤدي عجز الجسم وامتلاك الشخص مرض معين يجعله مختلف عمن حوله بتكوين مشاعر سلبية تجاه النفس وبالتالي ضعف الثقة بالنفس مثل العرج ، الشلل ، فرط الطول ، فرط القصر وغير ذلك من الأمراض . بحيث يشعر الشخص بمشاعر الخُزي و بأنه عبء على من حوله ، وأما فيما يتعلق بالضعف العقلي فمن الممكن أن يتأخر الطفل عن زملائه في المرحلة التعليمية كأن يجد نفسه في سنة دراسية كل الأطفال أصغر منها في العمر ، فيشعر بالحزن وبفقد احترامه لنفسه .

4. المقارنات : كثيراً ما يتعرض الأشخاص ولاسيما في المراحل العمرية الأولى إلى المقارنات سواء من قبل الأهل أو المعلمين بحيث يبدأ الأهل بمقارنة الأخ الأصغر بالأخ الأكبر ، وكذلك مقارنة طلاب المدرسة ببعضهم ، ومع نمو الشخص قد يبدأ هو نفسه بمقارنة ذاته مع الآخرين ونجاحهم وقدراتهم . وكل هذا يؤدي إلى نتائج سلبية والعيش بمشاعر الألم وأفكار سلبية مثل عدم كفاءة الشخص وعدم جدارته واستحقاقه والذي يؤدي في النهاية إلى عدم الثقة بالنفس .

5. الخوف الزائد على الطفل : يؤدي الخوف الزائد الذي يمارسه الآباء على الطفل من حرمانه من اكتساب الخبرات و المهارات ، وقدرته على الاعتماد على نفسه وتعزيز ثقته بذاته . فيكبر الطفل عاجز عن مواجهة الحياة ولا يمتلك الخبرة الكافية للقيام بالتجارب وممارسة حياته بشكل طبيعي فينهار عند أول تجربة حقيقية يتعرض لها وهذا ما سيُأجج عنده مشاعر عدم الثقة بالنفس .

6. السلطة الوالدية : قد يفرض الآباء على الأبناء في بعض الأحيان سلطة جائرة تجعل الابن مجبور على طاعة والده دون تفكير أو تردد ، مما يؤدي إلى إخفاء ملامح الهوية الشخصية للطفل وعدم القدرة على إعطاء رأيه بصراحة وهذا كله يؤدي إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه .

7. العلاقة بين الوالدين : من أهم العوامل التي تؤثر على الطفل هو الجو المنزلي ، فكلما كان الجو المنزلي مليئاً بالمحبة والعطف والهدوء ، يتكون لدى الطفل إحساس بالاطمئنان كما يتولد لديه مشاعر قوة وثقة بالنفس ، أما الاضطراب المنزلي والمشاجرات والمنازعات بين الوالدين فهي من أكثر الأسباب تأثيراً بفقدان الطفل ثقته بنفسه .

أضرار عدم الثقة بالنفس

يؤدي عدم الثقة بالنفس في كثير من الأحيان إلى زيادة الصعوبة في تحقيق الأهداف ، كما أنه يؤثر في إنشاء علاقات اجتماعية صحية ، ويجعل الشخص أكثر عصبية ولا يستطيع تحقيق تواصل سليم مع محيطة ، ويؤدي عدم الثقة بالنفس إلى ضعف إنتاجية الفرد وهذا ما يترافق معه مشاعر الحزن وعدم الكفاءة . وكذلك يؤثر على الشخص المصاب به من ناحية الصحة العقلية فيجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التالية :

علاج عدم الثقة بالنفس

عندما كان عدم الثقة بالنفس خطراً للحد الذي يجعل الشخص المصاب به يفقد الكثير من لذة الحياة والتمتع بها ، توجب على العلماء والباحثين وضع بعض القواعد للمساعدة على التخلص منه ، ومن تلك القواعد :

1. الاهتمام بالنفس : يولد عدم الثقة بالنفس في الغالب مشاعر بعدم استحقاق الرعاية والاهتمام ، لذا على الشخص التخلص من تلك الأفكار والبداية بالاهتمام بجوانبه الجسدية والنفسية ، كأن يزور الطبيب بشكل دوري ، وأن يتمتع بقراءة كتاب .

2. الحصول على بعض الدعم الخارجي : يتوجب على الفرد الذي يعاني من عدم الثقة بالنفس بمشاركة معاناته مع شخص مقرب أو معالج نفسي ، لكي يساعده على التخلص مما هو فيه عن طريق تذكيره بأهميته في محيطه وهذا ما قد يغفل عنه الشخص .

3. التحكم بالأفكار : يجب على الشخص التمرين على مراقبة أفكاره وذلك من أجل تعزيز الأفكار الإيجابية والتي تجعل الشخص يشعر بمشاعر جيدة وجميلة والتخلص من كل فكرة سلبية تجعل حالته أكثر سوء .

4. تقبل النفس : ويقصد به التخلص من أفكار المثالية ، وتقديم الحب للنفس وتقدير كل الأشياء التي تفعلها حتى ولو كانت صغيرة .

5. مسامحة النفس : تؤدي مسامحة النفس على أخطاء الماضي من جعل الفرد أكثر قوى وشجاعة ، واحتراماً لنفسه .

زر الذهاب إلى الأعلى