علم النفس الإكلينيكي (السريري )

كلمة إكلينيكي مشتقة من كلمة يونانية يشير معناها إلى عيادة المرضى ، ويعد هذا العلم علماً حديثاً نسبياً ، ولقد تأثر بمجالين مهمين من مجالات الدراسة وهما : دراسة الاضطرابات النفسية والعقلية والتخلف العقلي. ودراسة الفروق الفردية وقياس الشخصية.{1}

وظائف علم النفس الإكلينيكي

علم النفس الإكلينيكي

يعرف علم النفس الإكلينيكي أو المعروف باسم علم النفس السريري على أنه أحد فروع علم النفس يهتم بفهم السلوك غير المتكيف وقياسه أو تقويمه ومعالجته والوقاية منه أو منعه من الحدوث.

وهناك الكثير من التعريفات التي تناولت مفهوم علم النفس الإكلينيكي ، نعرض منها التالي :

  • عرف (مارتن) الطبيب النفسي الإكلينيكي أنه شخص يحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي مع التدريب على القياس والتقويم والعلاج والبحث العلمي في هذا الحقل . ويوضح هذا التعريف المهام العلمية التي يقوم بها الأخصائي في هذا العلم.
  • عرف (مدنيك سارنوف) الأخصائي الإكلينيكي أنه عبارة عن أخصائي نفسي تلقى تدريباً في معالجة الاضطرابات السلوكية والانفعالية.
  • يعرف (استرانج) علم النفس الإكلينيكي أنه الفرع الذي يتعامل مع الأفراد المضطربين انفعالياً ويتناول تشخيص اضطراباتهم السلوكية وعلاجها.
  • وعرف (أحمد عزت راجح) علم النفس الإكلينيكي إنه علم يستهدف تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية الخفيفة علاجاً نفسياً ، كعيوب النطق والتخلف الدراسي وبعض حالات القلق والهبوط الخفيف ، والشعور الموصول بالنقص أو بالحيرة والتردد أو بفقد الأمن والطمأنينة وبعض الأمراض النفسية الأخرى ، و القياس السيكولوجي جزء من وظائف الخبير الإكلينيكي.

ويقصد بالقياس السيكولوجي ملاحظة وتحليل وتقدير ما لدى المريض من ذكاء وقدرات عقلية و سمات خلقية واتجاهات نفسية إلى غير ذلك من الصفات التي لو أضيفت إلى الفحص الجسمي للفرد ودراسة حالته الاجتماعية أعطت صورة متكاملة عنه تساعد على تقديم الاقتراحات والوصاية إليه.

ويورد الدكتور (حامد زهران) الاشتقاقات المختلفة لهذا المصطلح وكذلك مصطلح العيادة وذلك على النحو الآتي :

عيادة ، عيادة توجيه الأطفال ، عيادة تربوية ، عيادة التوجيه والإرشاد النفسي ، عيادة صحية ، عيادة نفسية تربوية ، عيادة نفسية ، عيادة القراءة ، عيادة أمراض الكلام ، عيادة التوجيه المهني ، عيادي ، علاجي ، إكلينيكي ، الأسلوب الإكلينيكي ، الإرشاد النفسي الإكلينيكي ، الأشكال الإكلينيكية ، الطب الإكلينيكي ، أخصائي العلاج النفسي ، علم النفس العيادي ، علم النفس العلاجي ، علم النفس الإكلينيكي.{2}

(ويقصد أن كل هذه الاشتقاقات هي لنفس مصطلح علم النفس الإكلينيكي)

مجالات ووظائف علم النفس الإكلينيكي

لا تقتصر مجالات ووظائف عمل الأخصائي النفسي الإكلينيكي على المستشفيات العقلية أو المصحات النفسية بل تمتد لتشمل مدى متنوع لا حصر له من الميادين منها :

العيادات النفسية الخارجية ، والعيادات المدرسة ، والعيادات العسكرية ، فضلاً عن هذا فقد أصبح الآن دور الأخصائي النفسي الإكلينيكي مطلوباً في مراكز التوجيه والإرشاد في المدارس والجامعات ، وامتد نشاط علم النفس الإكلينيكي للسجون والإصلاحيات ، ومؤسسات التخلف العقلي ، ومؤسسات الجانحين ، ومؤسسات علاج الإدمان على الكحول والخمور والمخدرات.

حتى مجالات الصناعة والإنتاج أصبحت تستعين بالأخصائيين النفسيين الإكلينيكيين للقيام بشؤون التوجيه والإرشاد النفسي للعمال والموظفين من أجل صحة نفسية أفضل ، وطاقة أكبر على العمل والإنتاج.

ومن المهم ذكر أهمية الأخصائي النفسي الإكلينيكي في الميدان العسكري للتعامل مع الاضطرابات النفسية في وقت الحرب وبخاصة اضطرابات الصدمة وما بعدها ، فضلاً عن دوره في تخطيط وتوجيه العمليات النفسية كجزء من العمليات العسكرية.

عمل عالم النفس الإكلينيكي

في داخل كل مجال من مجالات ووظائف علم النفس الإكلينيكي التي ذكرناها سابقاً ، تتسع النشاطات والوظائف التي يقوم بها الأخصائي النفسي الإكلينيكي ، ويمكن أن نحصر تلك النشاطات في نقاط أربعة هي ما يلي :

تشخيص الأمراض النفسية

قد يستخدم هنا الأخصائي النفسي الإكلينيكي عدداً من الاختبارات المقننة الملائمة لأغراضه ، بجانب عدد آخر من الوسائل مثل الملاحظة والمقابلات التشخيصية ودراسة الحالة.

وتتعدد الأهداف من التشخيص فلا تقتصر على وضع المريض في فئة تصنيفية من فئات الاضطرابات بل يجب أن تشمل على عملية تقويم شاملة للشخصية بحيث يمكن التقرير الإكلينيكي لحالة معينة من معرفة الكثير من العوامل المسببة للمرض ، ومصدر الاضطراب إن كان عضوياً أو وظيفياً ، ومسار هذا الاضطراب مستقبلاً والمناهج العلاجية التي تصلح مع هذا المريض ، ولهذا يفضل العلماء الآن أن يستبدل مفهوم التشخيص بمفهوم التقييم النفسي للحالة بالمعنى العريض.

العلاج

لم تصبح هذه الوظيفة جزءاً من عمل الأخصائي النفسي الإكلينيكي إلا بعد الحرب العالمية الثانية. حيث بدأ الطلب يشتد للنشاطات ذات الطابع النفسي الإكلينيكي لمواجهة الاحتياجات النفسية الشديدة للمجندين ومصاب الحرب ، ويستخدم الأخصائي النفسي الإكلينيكي مناهج متنوعة من العلاج تنتمي نظرياً لإطارات مختلفة من أهمها : نظرية التحليل النفسي ، نظريات التعلم ، النظريات الإنسانية والنظريات المعرفية العقلانية.

البحث

يمثل القيام بالبحوث وظيفة هامة من الوظائف التي يجب أن يقوم بها الأخصائي النفسي. ويحدد (machay) خمسة أنماط عريضة من البحوث ذات الطابع الإكلينيكي هي ما يلي :

  • إجراء التحاليل السلوكية على الحيوانات بهدف الوصول إلى فروض محددة عن الطبيعة البيولوجية للاضطرابات النفسية والعقلية.
  • التحقق من الفروق التي تنم عن طبيعة الاضطرابات النفسية في مختلف الجماعات و الفئات المرضية.
  • التفحص والتدقيق العلمي في دراسة أسباب الاضطرابات النفسية.
  • المقارنة بين الأشكال المختلفة من العلاج.
  • الكشف عن العلامات التي تمكن من الحكم على إمكانية شفاء مريض معين.

ولهذا يحتاج الإخصائي النفسي الإكلينيكي لتدريب مكثف على فنون البحث. وبالرغم من أن بعض الجامعات الأمريكية تؤكد في تدريبها للأخصائي النفسي الإكلينيكي على الممارسة الإكلينيكية وتقديم الخدمات ، وتقلل من شأن البحث العلمي ، فإن هناك اتجاهاً قوياً يرى أن الممارسة الإكلينيكية دون أن تسندها نتائج البحوث العلمية التجريبية قد تفتقد إلى الكثير من الفاعلية ، وقد تكون أحياناً مصدراً للضرر.

الاستشارة وتقديم النصح

تعتبر وظيفة المستشار النفسي الإكلينيكي من الوظائف الحديثة التي أخذت في التطور. وتتخذ الاستشارة حسب ساندبيرج و وتيلر وتابلين نوعين رئيسين هما ما يلي :

1. الاستشارة الإكلينيكية التي يكون فيها إعطاء النصح وتقديم المشورة يختص بالجوانب الإكلينيكية للحالة :

وقد تشمل هذه الوظيفة أن يقوم الأخصائي نفسه بإجراء عمليات التشخيص والعلاج أو قد تقتصر على إعطاء النصح للعاملين الآخرين الأقل تدريباً إكلينيكياً بخصوص المناهج العلاجية التي تصلح للمريض ، وأساليب معالجة المشاكل الطارئة في حياة المريض.

2. الاستشارة التي تتم بهدف إنشاء البرامج الإكلينيكية العاملة وتقييمها :

في هذه الحالات لا تكون وظيفة الأخصائي النفسي محصورة في الحالات الفردية ، لكنها تكون مركزة على تحسين النظم العلاجية العامة.{3}

المراجع

  1. [د. سناء نصر حجازي / علم النفس الإكلينيكي للأطفال / دار المسيرة للنشر والتوزيع و الطباعة / طبعة ثانية /ص16 ]
  2. [د. عبد الرحمن محمد العيسوي /علم النفس الإكلينيكي / الدار الجامعية 1992 /ص13،14،15،16 ]
  3. [د. عبد الستار إبراهيم / عبدالله عسكر / علم النفس الإكلينيكي / الطبعة الرابعة 2008 / المؤلفان / مكتبة الأنجلو المصرية / ص 30 ، 31 ]
زر الذهاب إلى الأعلى