علم النفس التربوي ، أهداف علم النفس التربوي وموضوعاته

علم النفس التربوي هو فرع من فروع علم النفس يتعامل مع العمليات التربوية والتعليمية والتنشئة الاجتماعية ، وهو العلم الذي يزودنا بالمعلومات والمفاهيم والمبادئ والطرق التجريبية والنظرية التي تساعد في فهم عملية التعلم والتعليم والتي تزيد من كفاءتها ومستوى فاعليتها في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.{1}

أهداف علم النفس التربوي

علم النفس التربوي

 يمكن تعريف علم النفس التربوي بأنه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك الإنساني في المواقف التربوية وخصوصاً في المدرسة.

ويهدف هذا العلم لتحسين الممارسة التربوية ، أي تحسين تصرفات الوالدين والمهنيين في المجالات النفسية والتعليمية والنفسية الاجتماعية والعلاجية ، وتشمل موضوعات هذا العلم عمليات التعلم والتدريس ، والتنمية البشرية ، ونتائج الأبحاث حول الأساليب التعليمية ، ودوافع التعلم ، واكتساب اللغة ، وأبحاث الذكاء. نظراً لأن علم النفس والتربية يتدفقان إلى بعضهما البعض في هذه الموضوعات.

نشأة علم النفس التربوي

يمكن إرجاع نشأة علم النفس التربوي إلى الفترة الواقعة بين عام 1800- 1850 نتيجة لتطور علم النفس العام ولمساهمات واكتشافات جاءت من اختصاصات أخرى كعلم الفسيولوجيا والطب والفلك ، وأيضاً لعبت المذاهب الفلسفية المختلفة بما قدمته من معلومات حول طبيعة المعرفة والعقل وعلاقة المعرفة بالروح والعقل دوراً بارزاً في نشوء العلم وتطوره ، إضافة إلى ما قدمته مدارس علم النفس المختلفة من قوانين ومبادئ تتعلق بالوظائف النفسية والسلوك وعملية التعلم.

وكانت البداية أن قامت بعض الجامعات مثل جامعة نيويورك و اسويج وجامعة ايوا وانديانا في إعطاء مساقات في علم النفس التربوي ، وكان الهدف الرئيسي منها المساهمة في إعداد المعلمين اعتماداً على أسس علمية منظمة ، وقد نظر إلى علم النفس التربوي في تلك الفترة بأنه الوسيط بين علم النفس والممارسة التربوية.

وقد ظهر أول مؤلف في علم النفس التربوي في عام 1886 لهوبكنز بعنوان علم النفس التربوي وتبعه الكثير من المؤلفات والكتب في هذا المجال.

وفي بداية القرن العشرين ظهرت الدوريات المختصة بنشر الأبحاث في مجال علم النفس التربوي ، وكان من بين هذه الدوريات مجلة علم النفس التربوي ، وفي العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين أخذ علم النفس التربوي يكافح ليصبح حقلاً مستقلاً عن علم النفس والتربية من خلال إنشاء الأقسام المستقلة في العديد من الجامعات ، ومع تشكيل الأقسام المستقلة في العديد من الجامعات المختلفة ، ازداد الاهتمام في هذا المجال خلال العقود المتلاحقة ، إذ ازداد عدد المؤسسات التعليمية التي تعنى بهذا المجال وتعددت برامجه واهتماماته وخدماته.{2}

أهداف علم النفس التربوي

1. يهدف إلى الفهم العميق للظاهرة التربوية ، فإن الفهم الجيد للظواهر التعليمية ودراسة المتغيرات المتاحة والبحث عن العلاقات فيما بينها ، بالإضافة إلى الأسباب والدوافع التي تنتج عن هذه الظاهرة ، كل هذا يساهم في استمرار نجاح العملية التعليمية. ومواءمتها مع المواقف التعليمية المختلفة.

ففهم سلوك الطلاب وتلبية احتياجاتهم المؤقتة والعقلية والنفسية ، وفهم أسباب كل سلوك صادر في البيئة التعليمية ، وتصنيفهم وفقا للعوامل العقلية المشتركة ، وتوفير الأساليب التعليمية لكل مجموعة وفقا لقدراتهم ، كل هذه من الأهداف الأساسية لعلم النفس التربوي.

2. وأيضاً يهدف إلى التنبؤ أي توقع حدوث ظواهر معينة في وقت محدد بناءً على المتغيرات المتاحة قبل حدوثها ، وبالتالي دراسة العلاقة بين المتغيرات ، وعمل افتراضات على أساسها ، بالإضافة إلى التنبؤ بحدوثها ونتائجها ، مثل توقع التخصصات التي سوف تكون متاحة للطلاب حسب تحصيلهم الأكاديمي في المدرسة الثانوية.

كما أن التنبؤ في مجال علم النفس التربوي قد لا يكون نتائج حتمية ، ولكنه عملية مهمة في هذا المجال ، يمكن أن يساهم في حل العديد من المشكلات التربوية والمهنية التي تحدث في ظروفه المختلفة ، عندما يتم تصنيف الطلاب الموهوبين من الطلاب العاديين من الطلاب ذوي التحصيل الضعيف.

3. وأيضاً يهدف إلى السيطرة والمقصود بالسيطرة هي الإجراءات التي يتخذها منظم العملية التعليمية تجاه بعض المتغيرات السببية ، ودراسة العلاقات بينها ، ومحاولة السيطرة عليها ، وضبط مدخلات ومخرجات التعليم حسب المتطلبات قدر الإمكان ، والقدرة على إكمال العملية التعليمية بنجاح.

ويهدف علم النفس التربوي إلى المعرفة النظرية  للسلوك البشري ، من خلال دراسة نظريات علم النفس السلوكي ، وآرائه حول تفسير السلوك الفردي في المواقف التربوية ، والأسس والمبادئ والأطر النظرية لها ، وتطبيق هذه المعرفة بشكل عملي ، وتدريب القائمين على العملية التعليمية على استخدامها في المواقف التربوية والصفيّة ، وبالتالي تحقيق عملية تعلّم فعّالة بكفاءة أكبر ، وبأقل عدد ممكن من المشاكل.

موضوعات علم النفس التربوي

يدرس علم النفس التربوي المتعلمين من حيث احتياجات القدرات والقوى التحفيزية ، مثل مفهوم الذات ، وأهداف الحياة ، وقلق المتعلم وكذلك الاختلافات الموجودة بين الأفراد. ويشمل ذلك أيضاً دراسة نمو وتطور الفرد ومفهوم النضج في مختلف الجوانب الشخصية الجسدية والعقلية والاجتماعية والعاطفية.

وتتناول دراسة المتعلمين تأثيرات عائلته وطبقته الاجتماعية وفئات الأقران على شخصيته وسلوكه. ويتم أيضاً دراسة السلوك الاجتماعي والأعراف الاجتماعية لمجموعة أقرانه ، والصحة العاطفية والسلوك المشكل للمتعلم بالتفصيل من وجهة نظر الصحة النفسية.

ومن موضوعات علم النفس التربوي أيضاً دراسة عملية التعلم حيث يتعامل مع طبيعة التعلم وكيف تتم هذه العملية. ويأخذ في الاعتبار وجهات النظر المختلفة وكذلك الأدلة التجريبية لشرح دور وطبيعة إعادة التنفيذ والنسيان وحل المشكلات ونقل التدريب وتعلم المهارات والمفاهيم والمواقف.

وأيضاً من موضوعاته دراسة حالة المتعلم حيث  يدرس عوامل مثل إدارة الفصل الدراسي والانضباط ، والتقنيات والوسائل المساعدة التي تسهل التعلم ، وطرق تدريس الطلاب المتميزين ، وتقنيات وممارسات التقييم ، والتوجيه والإرشاد.

المراجع

  1. [د. سعاد جبر سعيد/ الذكاء الإنفعالي وعلم النفس التربوي/ ص35/ الطبعة الأولى 2015/ عالم الكتب الحديث/ الأردن]
  2. [ د. عماد عبد الرحيم الزغول/ مبادئ علم النفس التربوي/ ص21/ الطبعة الثانية 2012/ دار الكتاب الجامعي/ الإمارات العربية المتحدة]
زر الذهاب إلى الأعلى