كيف أكون لطيفاً مع من حولي

المقصود من اللطف إعطاء الناس بهدف المساعدة فقط دون توقع أو انتظار المقابل منهم ، وليس من السهل على الجميع التعامل بلطف ، ولاسيما مع زيادة ضغوطات الحياة ، وفي هذا المقال نقدم بعض النصائح لجعل الشخص أكثر لطفاً و قرباً من الآخرين.

أولاً : ممارسة اللطف مع النفس

تساهم ممارسة اللطف مع النفس والتعاطف مع الذات إلى زيادة اللطف مع الآخرين ، ولكي يكون الشخص لطيف مع نفسه لابد من قيامه ببعض الخطوات وهي:

  • التحدث عن المشاعر والأفكار حتى لو كانت غير منطقية ، ومحاولة قبولها وعدم قمعها .
  • أن يكون الشخص صديق نفسه ، فلا يقلل من قدراته ولا ينتقد نفسه أو يستهزئ بها .
  • عدم التركيز على الماضي ولوم النفس ، و اعتبار الأخطاء تجارب تعليمية لتطوير مهارات الفرد وتحسين المستقبل.
  • تحديد وقت خاص بالفرد للاستمتاع بما يرغب والاهتمام بذاته والاسترخاء .
  • تشجيع النفس و تحفيزها على أفعال الخير و تعزيز الفعل الإيجابي من خلال المديح والمكافأت .
  • الاهتمام بالصحة البدنية من خلال ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي ، و المتابعة المستمرة للوضع الصحي عند الطبيب.

ثانياً : رؤية الأمور من زوايا مختلفة

تساعد رؤية الأحداث من وجهات نظر الأشخاص الآخرين على زيادة فهم الفرد للأمور وزيادة تعاطفه مع الناس ولكي يكون الشخص أكثر انفتاحاً لوجهات نظر الآخرين  يجب عليه التركيز على بعض النقاط منها :

  • سماع قصص الآخرين : قضاء الوقت بسماع قصص الآخرين والأحداث والمواقف التي يعيشونها تساعد على فهم أكثر للمشاعر والأفكار التي يمرون بها و تزيد من قدرة الفرد على التعاطف معهم ومعاملتهم بلطف .
  • الاطلاع على ثقافات مختلفة : لأن ثقافة المجتمع المحيط بالفرد تؤثر بشكل كبير على آرائه ومواقفه وتجاربه التي يعيشها ، فمعرفة الفرد لثقافات مختلفة تمنحه وعي أكثر وقدرة أكبر على محبة الناس واللطف معهم.
  • قراءة الروايات : أثبتت الدراسات إن قراءة الروايات تساهم بقدر كبير على تحسين قدرة الفرد على التعاطف مع الآخرين .

ثالثاً : تقديم الدعم للأشخاص

يركز الأشخاص اللطفاء على الجوانب الإيجابية من شخصية من يحيط بهم و يستمعون بحماس إلى إنجازات الآخرين ، متجاهلين العيوب و مبتعدين عن الانتقادات السلبية ، و لتشجيع من حولهم يتبعون بعض الطرق منها :

  • يظهرون اهتمام واضح و يشجعون الشخص عندما يخبرهم بهدف أو مشروع مهم بالنسبة له ، و يحفزونه بعبارات مثل : هذا رائع ، هذه فكرة ذكية ، من المؤكد أنك ستبدع في ذلك.
  • تقديم الدعم العملي والعاطفي ، وسؤال الشخص عن حاجته إلى المساعدة وتقديم النصائح بطريقة لبقة و إيجابية عند الحاجة إلى النصيحة.
  • تقديم هدايا بسيطة للأشخاص عند مرورهم بظروف صعبة أو ضغوط عمل ، سيكون لهذا التصرف أثر كبير في قلب الشخص وكذلك في قلب المعطي .

رابعاً : عدم إصدار أحكام على الآخرين

الأشخاص اللطفاء والطيبون لا يحكمون على تصرفات الآخرين أو ينتقدونها بل يفكرون بروية وهدوء في سبب التصرفات ويتبعون بعض النقاط للتحقق من أفعال الأشخاص مثل :

وضع عدة تفسيرات للأفعال التي يقوم بها الشخص ، فمثلاً إذا لم يرد الشخص على الهاتف هذا لا يعني أنه يكرهك ، بل من المحتمل أن يكون مشغولاً .

معرفة السبب الحقيقي للحكم على الناس ومعالجته ، فقد يقوم الشخص بإصدار حكم على الآخرين كوسيلة دافعية عن نفسه تجعله يشعر بالتحسن ، ولكنه يظلم من حوله و تجعل علاقاته الاجتماعية سيئة.

التركيز على التصرفات اللطيفة التي يقوم بها الآخرين ، و الأمور الإيجابية في شخصياتهم ، والمواقف الجميلة لهم ، ذلك يخفف من حدية تصرفاتهم ويجعل الفرد يتأنى قبل إصدار أحكام عليهم.

خامساً : الإيجابية

يساهم الابتعاد عن السلبية والجمل التشاؤمية واستبدالها بالأحاديث الإيجابية و المحفزة على جعل الشخص أكثر لطفاً وتقرباً من الآخرين ، لأن المشاعر معدية ، فإذا كان الشخص متفائل و ودود سيجلب السعادة لمن حوله ، ومن النصائح لتحقيق ذلك :

  • إظهار الابتسامة على الوجه عند تحية الآخرين واستقبالهم بعبارات ترحيبية.
  • الانتباه إلى لغة الجسد ، عدم تكتيف الذراعين ، أو هز الأرجل بطريقة تكرارية ، تجنب طقطقة الأصابع عند التحدث مع الآخرين.
  • التركيز على التواصل البصري عند التحدث مع الآخرين .
  • التمتع بروح الدعابة دون إحراج الآخرين .

سادساً : تقديم المديح للآخرين

يحب الناس العبارات اللطيفة الموجهة لهم وخاصة المديح منها ويحاولون التقرب أكثر من الشخص الذي يقوم بذلك لأنهم يشعرون بلطفه و لباقته ، ومن تلك العبارات :

  • ملابسك في غاية الروعة .
  • اختيارك لتنسيق الألوان مميز .
  • أسلوبك في الحديث جذاب وممتع .
  • أنت متميز في مجال تخصصك .

سابعاً : التأكيد من النية السليمة للطف

امتلاك نية سليمة في قلب الشخص من الأمور الأساسية لجعله لطيف حقاً ، ويقصد بذلك أن يقوم بالتصرفات اللطيفة لأن ذلك يشعره بالسعادة الداخلية ، كما أنه يكون بخير إذا كان من حوله بخير و سرور ، ولا يقوم بالأفعال اللطيفة لإعجاب الآخرين أو لكي يُشار إليه بذلك ، بل لأنه يعرف أهمية العطاء في الحياة .

ثامناً : التفكير بالكلام قبل قوله

عيش الشخص مرحلة صعبة بحياته أو معاناته من ضغوط وتعرضه لأزمات ، يجعله أكثر غضباً وأقل إدراكاً لما يقول ، وفي تلك الأوقات عليه التركيز على كلامه والتفكير بمشاعر الآخرين من حوله ، والتذكر بإن الآخرين لا ذنب لهم بما يعيشه هو .

تاسعاً : التعبير عن مشاعر الامتنان

مشاركة الفرد لمشاعر الامتنان مع غيره وشكره لما يقدمه له الآخرون يجعله أكثر لطفاً ، ويمنح الآخرين مشاعر التقدير و الثقة .

ممارسة اللطف مع الآخرين تمنح الفرد مشاعر سعادة وسرور حقيقية ، وتجعله كريم و ودود وشجاع ويكون محاط بعلاقات إيجابية وأشخاص مسالمين ومحبين .

زر الذهاب إلى الأعلى