ما هو التعصب ، مظاهر التعصب ومقاومته

التعصب

يعرف وارن التعصب بأنه اتجاه موجب أو سالب يؤازر أو يضاد أي فرض لم يقم على صحته دليل ما. ويسود التعصب دائماً شحنة انفعالية ، فهو بذلك يحول بين الفرد وبين التفكير المنطقي السليم.

فكل اتجاه يوجه الفرد نحو بغض كل ما لا ينتسب إلى جماعته ، وما يصاحب هذا البغض من خوف وخشية ، يسمى تعصباً.

ويهدف التعصب إلى عزل الأفراد والجماعات المتعارضة بعضها عن بعض ، وإلى إقامة الحدود الفاصلة بينها. وهو لهذا يبدو واضحاً جلياً حينما تهدد جماعة ما جماعة أخرى وتحاول أن تنقص من قوتها ومكانتها وكرامتها وهيبتها. وحينما يهدد فرد فرد آخر أو يهدد الفرد الجماعة أو يهدد الجماعة الفرد.

سيكولوجية التعصب

يعد التَعصب مظهر من مظاهر الجنوح في تأكيد الذات واحترامها ، والمغالاة في هذا الجنوح تقود الفرد نحو عشق ذاته وتركيز عالمه في ميدانها الضيق. فيتسم سلوكه بالمظهر العدواني.

1. التعصب واحترام الذات

ينشأ التَعصب من الحاجة السيكولوجية لاحترام الذات والمبالغة في تأكيدها. فالشخص يتعصب حين ينكر الحقائق التي لا تتفق مع اتجاهاته. وحين ينساها وحين يبرر أخطائه وحين يبالغ في نقد أخطاء الآخرين.

2. التعصب وعشق الذات

يرى العالم إمبرى أن التعصب نوع من أنواع النرجسية أو عشق الذات. فمغالاة الأفراد في حبهم لأنفسهم أو إعجابهم بها وبكل ما يماثلها يجعلهم يقومون بضروب مختلفة من كره ومقت الأفراد الآخرين الذين يختلفون عنهم اختلافاً بينياً.

3. التعصب والعدوان

قد العدوان قد يكون ظاهراً أو خفياً ، لفظياً أو غير لفظي. وهو يمثل جور طائفة على أخرى ، وإجحاف جماعة بجماعة ، وتحامل فرد على آخر.

ويرجع فرويد العدوان والتَعصب إلى غريزة الموت في مظهرها العام الذي يوجه الفرد إلى إلحاق الضيم بأي شيء ، حتى لو أدى إلى دفع صاحبها لينتحر ، فيضر، بانتحاره الأفراد الآخرين.

مظاهر التعصب

تتلخص أهم مظاهر التَعصب في ما يلي :

  • المبالغة في إسقاط الصفات الرديئة على الجماعات الأخرى.
  • المبالغة في الخوف من الفوارق بين جماعات الناس.
  • الجمود الخلقي وما يصاحبه من جمود في المعايير العامة.
  • تأثر الطفل في بيئته المنزلية بالفروق الاجتماعية الحادة.
  • الميل إلى الإيمان بالخرافات والإحساس بالكوارث والمصائب قبيل وقوعها وما يصاحب ذلك من تشاؤم.
  • العجز عن تحليل المشاكل الاجتماعية تحليلاً عميقاً يتصل اتصالاً مباشراً بمنفعتها الآجلة الكبيرة ، والجنوح إلى معالجتها معالجة عابرة تتصل من قريب بمنفعتها العاجلة.

التخلص من التعصب ومقاومته

التَعصب اختلال يصيب العلاقات الاجتماعية القائمة ، وتوتر شديد يسيطر على تلك الخيوط الاجتماعية غير المنظورة. ولذلك إن أنجح الطرق لمقاومة التعصب هي الوسائل التي تخفف من حدة ذلك الاختلال. ويتم ذلك من خلال ما يلي :

1. نشر المعلومات الصحيحة عن مميزات وخواص الجماعات المختلفة ومحاربة الإشاعات الكاذبة التي تقيم حدوداً وهمية بين الناس.

2. تشجيع اختلاط وتعارف الجماعات المختلفة بشتى الطرق لإزالة الفوارق التي تقوم على جهل الناس بعضهم ببعض.

3. إصلاح الطوائف والجماعات التي يصدر منها التوتر ، وذلك بدراسة العوامل والأسباب التي تؤدي إلى تعصبها.

4. نشر المبادئ الديمقراطية الصحيحة بين كافة الناس لتطمئن الأقليات الصغيرة الضعيفة إلى حقها في الحياة ، وما يتبع ذلك من تكافؤ الفرص ، فينال كل ذي حق حقه.

المرجع : الدكتور فؤاد البهي السيد/ علم النفس الاجتماعي / تحديث وتعديل موقع المصدر النفسي. 

زر الذهاب إلى الأعلى