ما هو اللبيدو ، مراحل تطور اللبيدو
يمكن وصف اللبيدو بأنه قوة باطنية توجد داخل الفرد ، تهدف للانطلاق والتعبير عن ذاتها والوصول إلى أهدافها في حرية مطلقة والتي كانت موجودة في الحياة البدائية التي عاشها الإنسان قبل وجود المدنية وقوانينها ، وقبل وجود نظم وشرائع تحد من حرية الإنسان .
جدول المحتويات
ما هو اللبيدو
في ما يلي سوف نتحدث عن رأي أبرز العلماء باللبيدو.
رأي العلماء في تفسير معنى اللبيدو
اختلف العلماء في تحديد ماهية اللبيدو وتحديد أهميته . لذلك سنعرض أهم العلماء الذين وضحوا مفهوم اللبيدو :
1. رأي فرويد في اللبيدو
يُعتبر فرويد من أهم الأطباء في عصره وهو طبيب نمساوي اختص في الأمراض العصبية والعقلية ، وكان أول من وضع علم النفس وقوانين التحليل النفسي بعد عمله لعدة سنوات و قيامه بأبحاث عديدة ومتنوعة لاستكشاف أسباب ومصادر الأمراض النفسية .
لقد وصف فرويد اللبيدو بأنه دافع جنسي على درجة كبيرة من الأهمية لأن جميع الأمراض العصبية والنفسية تكون نتيجة لما يتعرضه هذا الدافع من تنازع في بداية حياة الطفل . ونظراً لهذا كان اهتمام فرويد واتباعه موجه لمعرفة أثر اللبيدو على الحياة الجنسية ابتداءً من مراحل الطفولة المبكرة مستخدماً في ذلك وسائل التحليل النفسي .
2. رأي يونغ في اللبيدو
يعتبر يونغ أحد زملاء فرويد ومساعده الأول . وقد أطلق يونغ على اللبيدو لقب ” دافع الذاتية ” ويتضمن هذا الدافع مجموعة رغبات الفرد وميوله الجاهزة للانطلاق واسترداد كامل حريتها للتعبير عن ذاتها ، كما أنه أشار إلى أن الدافع الجنسي واحد من دوافع اللبيدو وليس هو الوحيد .
واتخذ يونغ من هذه الأفكار أساس لتقديم العلاج المناسب للمرضى حيث كان يبحث عن أي رغبة مكبوتة وكل هدف لم يتحقق و أي أمر واجه نزاع داخلي . لتحليله ومن ثم العمل على معالجته.
3. رأي أدلر في اللبيدو
يعتبر أدلر عالم نفسي شارك في أبحاث فرويد وكان مهتم بأفكاره ومتأثراً بها .
وقد وصف أدلر اللبيدو ب ” الطموح الذاتي ” أي أنه الدافع الباطني الراغب في السمو والكمال . كما أنه يشير إلى أن خيبة هذا الدافع في تحقيق أهدافه سبب رئيسي لإصابة الفرد بأمراض عصبية ونفسية .
مراحل تكوّن اللبيدو
بعد أن وصف العالم الشهير فرويد اللبيدو بأنه عبارة عن طاقة قوية ذات طابع جنسي ، وضح أثر هذه الطاقة على تكوّن شخصية الفرد من خلال نظريته العامة عن المراحل النفسية الجنسية.
حيث اعتقد فرويد أن الشخصية تنمو وتتطور من خلال مرورها بسلسلة من مراحل الطفولة ، تختلف كل مرحلة عن سابقتها باختلاف المناطق التي تُثير الشهوة الجنسية وتكون هذه المناطق من الجسد حساسة بشكل خاص للتحفيز .
و هذه المراحل عبارة عن خمس مراحل نفسية جنسية وهي بالترتيب :
المرحلة الفموية ، المرحلة الشرجية ، المرحلة القضيبية ، مرحلة الكمون ، مرحلة الأعضاء التناسلية .
وتتميز كل مرحلة بمنطقة جنسية معينة تكون مصدر للإحساس بالمتعة والإشباع .
وفي حال لم يستطيع الفرد التعبير عن رغبته وإشباعها ولجأ إلى كبتها ، سيعاني من المشكلات التي قد تؤدي إلى حدوث خلل في نمو الشخصية ، كذلك يمكن أن يعاني الفرد من التثبيتات . ويقصد بالتثبيت التركيز المستمر على مرحلة نفسية جنسية سابقة ، يبقى الفرد عالق فيها ، على سبيل المثال ، يكون الشخص المًثبّت في المرحلة الشفوية مفرطاً في الاعتماد على من حوله ، وقد يسعى في تلبية رغباته عن طريق التدخين أو الشرب أو الأكل . سنتناول في الشرح كل مرحلة جنسية نفسية بشكل مفصل .
أولاً : المرحلة الشفوية
يعيشها الطفل مُنذُ الميلاد إلى عمر السنة . تكون المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية : الفم .
في هذه المرحلة يكون المصدر الرئيسي للتفاعل هو عن طريق الفم ، بحيث يستمد الرضيع المتعة من خلال التحفيز الفموي عن طريق القيام بأنشطة مُرضية له مثل التذوق ومص ثدي الأم ومص الأصبع .
والصراع الأساسي الذي يواجهه الطفل في هذه المرحلة هي عملية الفطام ، وفي حال حدث التثبيت في هذه المرحلة يعتقد فرويد أن الشخص سيواجه مشاكل مثل التبعية والعدوان . ومشكلات أخرى مثل التدخين وقضم الأظافر .
ثانياً : المرحلة الشرجية
تمتد منذ عمر سنة إلى ثلاثة سنوات . تكون المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية : التحكم في عملية البُراز والمثانة .
يُعتبر التحكم في عملية البراز والمثانة المحرك الأساسي للرغبة الجنسية في هذه المرحلة .
والصراع الحقيقي الذي يواجهه الفرد في هذه المرحلة هو التدريب على استخدام المرحاض . حيث يتطلب من الطفل التحكم في احتياجاته الجسدية ، كما يؤدي تلبية رغبات وشهوات هذه المرحلة إلى شعور الفرد بالإنجاز والاستقلالية .
ثالثاً : المرحلة القضيبية
تمتد من السنة الثالثة إلى الست سنوات . المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية هي : الأعضاء التناسلية .
يبدأ الأطفال في هذا العمر بالتركيز على أعضائهم التناسلية ، كما يبدأون باكتشاف الفروق بين الذكور والإناث .
كما يعتقد فرويد أن الأولاد يعتبرون آبائهم منافسين لهم في اكتساب مشاعر الأم . وفي حال حدوث خلل في التعبير عن هذه المرحلة أو حدوث كبت . يكون هناك احتمال كبير لظهور عقدة أوديب في هذه المرحلة والمقصود بها سيطرة مشاعر الرغبة في امتلاك الأم والغيرة من الأب والرغبة في التخلص منه .
ويكون من المحتمل أن تعاني الفتيات من عقدة الكترا والتي تكون مماثلة لعقدة أوديب ولكن مشاعر الامتلاك والرغبة تكون موجهة نحو الأب .
رابعاً : مرحلة الكمون
تبدأ هذه المرحلة من سن السادسة إلى مرحلة البلوغ . لا توجد منطقة معينة مثيرة للشهوة الجنسية وذلك يعود إلى أن المشاعر الجنسية تكون غبر نشطة .
تعتبر الفترة الكامنة فترة استكشاف يتم فيها كبت وقمع الطاقة الجنسية . ولا تزول الطاقة الجنسية ، بل هي فقط تهدأ وتتسامى إلى مجالات أخرى مثل الأهداف الفكرية كالتفوق الدراسي .
كما يبدأ تطور الأنا الأعلى في هذه المرحلة . ويبدأ الأطفال بتطوير المهارات الاجتماعية والقيم والمبادئ وبناء صداقات مع أقرانهم والبالغين خارج حدود الأسرة . ويؤدي كبت هذه المرحلة إلى تثبيت الأطفال فيها مما يجعلهم يعانون من عدم النضج وعدم القدرة على تكوين علاقات جيدة عند البلوغ.
خامساً : المرحلة التناسلية
تبدأ هذه المرحلة منذ سن البلوغ حتى نهاية العمر . تأتي الشهوة الجنسية من نضوج الأعضاء التناسلية .
بعد بلوغ الفرد تعود الرغبة الجنسية إلى نشاطها . ويبدأ الفرد بالاهتمام الشديد بالجنس الآخر ويبقى هذا الاهتمام حتى الموت . ويكون الهدف من هذه المرحلة تحقيق التوازن بين احتياجات الفرد ورفاهية الآخرين . وتعتمد هذه المرحلة على المراحل السابقة حتى يكون الفرد سليم و متوازن .