ما هو تعريف الشعور واللاشعور

إن الشخصية مكونة من ثلاث مكونات رئيسية والتي يمكن من خلالها تفسير السلوك الذي يصدره الفرد وهذه المكونات هي بالترتيب 1. شعور ، 2. لاشعور ، 3. ضمير . وهذا ما سوف نتناوله بالشرح التالي.

تعريف الشعور واللاشعور

يمكن وصف جزء الشعور من النفس البشرية بأنه عبارة عن حلقة من سلسلة كبيرة متدرجة من الغموض والوضوح . ويكون موضع الشعور من هذه الحلقة أقرب ما يكون إلى وعي الفرد وإدراكه ، ثم بعد ذلك تأتي حلقة أخرى تسمى شبه الشعور أو ” ما قبل الشعور ” وتكون هذه الحلقة في مكان متوسط بين الغموض والوضوح بالنسبة لإدراك الفرد لها . ويستطيع هذا الجزء الانتقال والظهور إلى قمة الشعور والتي تُعرف ببؤرة الانتباه ” .

وعند توجهنا نحو الجزء الأكثر غموضاً في النفس البشرية نمر بمنطقة تُعرف بهامش الشعور وتكون محتويات هذه المنطقة على الحدود بين الوعي والإدراك البسيط وأٌقرب إلى الغموض إلى أن نصل إلى محتويات اللاشعور وهو المنطقة الغامضة جداً في النفس البشرية والتي يُصعب معرفة محتوياتها بسهولة .

سنتناول بالشرح مكونات الشخصية بالترتيب :

الشعور

يُطلق على جزء الشعور اسم العقل الواعي أو العقل الشعوري. وهو بالمعنى الدقيق المعرفة المباشرة الدقيقة ، ويتميز هذا النوع من المعرفة بأنه شخصي بحت أي أن الشخص الشاعر هو فقط من يدرك بماذا يشعر . فمثلاً إذا جُرح الشخص فهو فقط من يشعر بالألم بينما يتوقع من حوله مشاعر التعاطف معه .

ويتطلب عمله بشكل جيد شرطاً ضرورياً وهو سلامة الدماغ ، لأن الدماغ في بعض الحالات وعمل على إيقاف الشعور بشكل مؤقت مثل الحالات التي تتوقف فيها الدورة الدموية في الدماغ نتيجة الضغط على الشرايين التي تحمل الدم للدماغ ، أو حين يتسمم الدماغ بمادة الكلوروفورم أو الأثير .

كما يشترط للشعور تضاد بين الحوادث النفسية ذاتها ، مثل تغير التوازن وتحولات التكيف التي يقوم بها الفرد نحو محيطه . لأن الفرد لا يستمر بإدراك الأحاسيس ذات الطابع المستمر المتشابه ، فمثلاً اليد الغير متحركة على شيء ما ، تفقد بسرعة الإحساس بملامسة هذا الشيء ويتطلب إعادة الإحساس تحريكها مرة أخرى.

أنواع الشعور

هناك أنواع عديدة للشعور ، سنذكر اثنين منها نظراً لأهميتهما الخاصة وهما :

  • الشعور البسيط : يُعرف أيضاً بالعفوي . وهو أحساس الفرد بالأمور من حوله مثل شعور الفرد بالتعب دون معرفة سبب هذا التعب.
  • الشعور التأملي : هو انتباه موجه نحو الحالة الداخلية للفرد وهو يُعتبر أكثر حدوثاً من الشعور البسيط ، فالإنسان يحس ويشعر بالكثير من الانطباعات دون التفكير بأنه يحسها .

اللاشعور

هو الجزء الأكثر غموض وإبهام في النفس البشرية بحيث يُصعب على المرء معرفة الكثير من مظاهره .

كما أنه يُعتبر مصدر النشاط العقلي الذي يستمر حدوثه بدون معرفة من الفرد وإدراك . ويمكن وصفه بأنه قوة تعمل من خلف ستار ، تجعل الفرد يُحب ويكره ويتصرف من دون أن يُدرك بواعث هذه المشاعر والتصرفات .

ومن أهم خصائصه هو عدم القدرة على التحكم به .كما أنه يحتوي على أنواع عديدة من الخبرات السابقة التي عاشها الفرد ، وتكون هذه الخبرات مختلطة بعضها ببعض ودائمة الحركة والفاعلية . بحيث تتولد منها القوى الدافعة للسلوك والناتجة عن تلك الطاقة النفسية الكبيرة المتواجدة خلف حواجز جزء الشعور .

أنواع خبرات اللاشعور

1. خبرات يستطيع الفرد تذكرها و إحضارها إلى منطقة الشعور تحت سيطرة إرادة الفرد كتذكر معلومات معرفية أو ذكريات حديثة .

2. خبرات يصعب على الفرد تذكرها لكونها قليلة الأهمية أو لأنها حدثت في الماضي البعيد ، أو لامتلاكها صفة خاصة تؤدي إلى صعوبة في استحضارها في منطقة الشعور .

3. خبرات لا يمكن الوصول لها إلا بواسطة التحليل النفسي أو التنويم المغناطيسي ، أو بواسطة طرق مختلفة يستخدمها الأخصائي النفسي . وتتميز هذه الخبرات بصفة انفعالية خاصة وامتلاكها أسرار تهدد شخصية الفرد لذلك يضطر العقل الشعوري إلى كبتها وإلقائها في أعماق الشعور لتكون بعيدة عنه . لكن تظل هذه الخبرات تعمل من خلف ستار فتؤثر بسلوك الفرد لكن دون أي يعي الفرد ذلك . ومن أمثلة هذه الخبرات العقد النفسية والتي تكون نتيجة لصدمات نفسية مؤلمة ومكبوتة .

4. كما يحتوي أيضاً على الطاقة النفسية التي يولد بها الشخص وكذلك على الدوافع الغريزية والرغبات والاستعدادات الكامنة .

5. كذلك يعتبر المخزن الذي تخرج منه الأحلام المخيفة أو المضحكة أثناء النوم .

6. يمتلك المعلومات الكافية عن الفرد و التي تمكنه من تبرير وتفسير الكثير من التصرفات والحيل العقلية كالاندفاع والتقمص والتبرير والتعويض عن ما يشعره الفرد من نقص ، وغير ذلك من تلك التصرفات .

إن الجزء اللاشعوري من النفس البشرية هو الجزء الأكبر ، ولقد شبهه يونغ  بأعمق أجزاء الجزيرة المحاطة بالماء وبالتالي يصعب على الآخرين رؤيته .

الضمير

يُعرف المكون الثالث للشخصية باسم الضمير أو الرقيب . ويكون مسؤول عن الوظيفة التنظيمية الموجهة للسلوك والأفعال الصادرة عن الفرد و يبدأ الضمير في التكوّن في مرحلة نمو الشخصية أي منذُ مرحلة الطفولة المبكرة عندما يمتص الطفل من والديه و بيئته المبادئ والمُثل العليا التي تكون بمثابة معيار يقيس على أساسه الأمور الجيدة والأمور الخاطئة . كما أنه يجعل الفرد يشعر بالذنب والخطأ إذا ابتعد عن المعايير الجيدة .

ويمكن تشبيه الضمير برجل الشرطة يوجد بين الشعور واللاشعور لينظم التصرفات التي تظهر ولا تشكل خطر على الشخصية والتصرفات التي تُمنع من الظهور .

ويقع الضمير تحت تأثير عوامل التعب والملل بحيث تقل سيطرته بدرجات متفاوتة حسب درجة يقظته ، ففي مرحلة النوم تكون سيطرته بأضعف حالاتها وتكون محتويات اللاشعور في أوج قوتها الدافعة ولا يكون عليها رقيب أو حسيب فتظهر في الأحلام لتعبر عن ذاتها بحرية مطلقة دون سيطرة قيود الضمير .

زر الذهاب إلى الأعلى