مرض الشك ، الأسباب وطرق العلاج

ما هو مرض الشك ، وهل كل الشكوك تعتبر مرضاً ؟ يعد الشك جزأ من حياة الناس ، ولا يوجد أحد على وجه الأرض لم يختبر هذه العملية ، فهي عملية طبيعية ومهمة لحياة الفرد ، ولكن عند بعض الأفراد تتطور عملية الشك إلى درجة مرضية وتصبح أمراً يضر بحياتهم ويعيق عملهم ، وهذا ما سوف نتناوله في هذا المقال.

مرض الشك

يعرف الشك بشكل عام بأنه تردد بين شيئين يؤدي بالشخص إلى الحيرة بين اختيار أحد هذين الشيئين أو تصديق أحدهما وتكذيب الأخر. أما مرض الشك فيعرف بأنه اضطراب في الشخصية يتميز بعدم ثقة المصاب بمن حوله والشك بهم ، واعتقاده بأنهم يحاولون إلحاق الضرر به ، كما يفسر الأحداث والكلام الموجه إليه بطريقة خاطئة مما يجعله يكن العداء لمن حوله.

الفرق بين الشك الطبيعي والشك المرضي

كما ذكرنا سابقاً فإن الشك يعتبر أمراً طبيعياً وجزأً من عملية التفكير عند الإنسان ، لذا لا بد من التفريق بين الشك الطبيعي والشك المرضي ، وعليه فإن الشك يقسم إلى ثلاث أنواع ، هذه الأنواع هي التالي :

• الشك الطبيعي : هو الشك الذي ينتاب الفرد عند تعامله مع بيئته ، والذي تكون الغاية منه حماية النفس أو الأهل أو التأكد من صحة أمر ما قبل القيام به أو الذي يقوم به الفرد للاطلاع على حياته وحياة من حوله.
• الشك غير الطبيعي : هو ذلك النوع من الشك الذي يجعل الفرد يشك بالأشخاص المحيطين به دون وجود دليل أو مبرر لذلك ، كما يعاني المصاب بالشك غير الطبيعي من صعوبة في اتخاذ القرارات ، وتفسير خاطئ يؤدي إلى ضنه بأن ما يصيبه من سوء هو مخطط ضده ، وأن المحيطين به يكنون له الحقد.
• الشك المرضي : هو اضطراب في الشخصية يهدد الصحة النفسية ، يعاني المصاب به من أوهام اضطهادية ، حيث يعتقد بأن من حوله يسعون لإلحاق الأذى به ويحيكون المؤامرات ضده ، وهذا النوع هو ما نتناوله في هذا المقال.

أسباب مرض الشك

لا يوجد سبب واضح ومحدد لمرض الشك ، ولكن يشير الباحثين إلى أن السبب الكامن وراء هذا المرض هو إصابة الشخص بأحد نوعين من الاضطرابات النفسية هما : الفصام المصحوب بجنون العظمة ، و الاضطراب التوهمي.

أعراض مرض الشك

يعاني المصاب بمرض الشك من مجموعة من الأعراض ، تشمل التالي :

• الحيطة والحذر من الأشخاص المحيطين به ، وذلك لاعتقاده بأنهم يريدون إلحاق الضرر به.
• عدم الثقة بمن حوله مهما كانت طبيعة العلاقة التي تربطه بهم.
• الشك بمن حوله وإخفاء كل المعلومات التي تخصه ضناً منه أن من حوله إذا علموا بها فإنهم سوف يستخدمونها ضده.
• عدم تقبل الانتقادات أبداً حتى لو كانت صحيحة.
• عدم مسامحة من أساء إليه حتى لو كانت إساءة صغيرة أو غير مقصودة.
• تفسير كلام الأخرين بطريقة سيئة وضنه أنهم يسيئون إليه أو أنهم يحاولون استغلاله وخداعه.
• الميل للعزلة ، وقلة العلاقات الاجتماعية.
• التشبث بالرأي حتى لو كان خاطئً.
• القيام بسلوكيات عدائية.
• تكرار بعض السلوكيات ، مثل إغلاق الباب أكثر من مرة أو التأكد من إطفاء ضوء الغرفة أكثر من مرة.

آثار مرض الشك

إذا لم يعالج مرض الشك في الوقت المناسب ، فقد يترتب على ذلك مجموعة من الآثار التي تضر المصاب نفسه وأيضاً الأشخاص المحيطين به ، ويمكن أن تشمل هذه الآثار التالي :

• تفكك العلاقات الأسرية ، والطلاق.
• مشاكل في العمل .
• الدخول في مشاكل قضائية ، نتيجة لشكواته الكثيرة على الأخرين.
• استخدام العنف الجسدي مع من حوله ، وإذا كان المرض في مراحل متطورة فيمكن أن يؤدي بالمصاب إلى ارتكاب الجرائم أو الانتحار.

تشخيص مرض الشك

يتم تشخيص مرض الشك من خلال ظهور الأعراض السابق ذكرها على الشخص ، ولكن قبل ذلك يقوم الطبيب بإجراء فحص طبي كامل للمريض للتأكد من سلامته الجسدية وذلك لاستبعاد وجود أي مرض جسدي يؤدي إلى ظهور الأعراض ، ومن ثم يقوم الطبيب بمراجعة الأدوية التي يتناولها المصاب وذلك لأن بعض الأدوية يمكن أن تؤدي إلى ظهور مثل هذه الأعراض.

وبعد ذلك إذا لم يكن هناك أي أمراض أو أدوية تؤثر على حالة المريض فسوف يقوم الطبيب بتطبيق بعض الاختبارات النفسية للتأكد من نوع المشكلة التي يعاني منها الشخص ومن ثم وصف العلاج المناسب.

علاج مرض الشك

يعد علاج مرض الشك أمراً صعباً وذلك لأن المصاب به لا يتعاون مع المعالج لأنه يعتقد بأنه غير مريض وأن المشكلة تكمن بمن حوله وليس به. ويتم علاج مرض الشك بشكل أساسي باستخدام العلاج النفسي ، ولكن في بعض الحالات الشديدة يتم وصف الأدوية إلى جانب العلاج النفسي وذلك لكي يتجاوب المريض للعلاج النفسي.

1. العلاج النفسي

يتم من خلال العلاج النفسي تدريب المريض على التعاطف ، وتنمية ثقته بالآخرين وبنفسه ، وتعزيز قدرته على التواصل مع الآخرين ، ويعد العلاج السلوكي المعرفي وهو أحد أنواع العلاج النفسي أفضل خيار لعلاج مرض الشك.

2. العلاج الدوائي

هناك مجموعة من الأدوية التي يتم استخدامها لعلاج هذا المرض تشمل هذ الأدوية التالي : مضادات الاكتئاب ، مضادات القلق ، ومضادات الذهان ، والمهدئات.

كيفية التعامل مع المصاب بمرض الشك

يمكن أن يضطر أحد منا للتعامل مع مريض الشك ، حيث يمكن أن يكون المصاب أحد الأقارب أو الأهل ، وفي ما يلي سوف نقوم بذكر بعد النصائح التي تساعد في التعامل معه :

1. المسايرة : حيث يجب عليك عدم مواجهته أو أن تقول له بأن أفكاره خاطئة ، بل يجب أن تقوم بالتعرف على ما يشعر به ولماذا يفكر بهذه الطريقة وإن أمكن فيستحسن أن تظهر له أنك تؤيده وذلك ليشعر بالأمان معك.
2. تجنب المجادلة : إن مجادلتك له لن تغير من معتقداته وإنما سوف تجعله أكثر غضباً وتشبثاً بها وأيضاً سوف يفقد الثقة بك ، لذا يجب عليك إظهار الاحترام لمعتقداته لكسب ثقته.
3. إقامة حدود : يجب عليك أن تضع حدوداً بينك وبين المصاب وذلك لتجنب أن يطالك الضرر.
4. البساطة : يجب عليك أن تستخدم لغة بسيطة في التواصل مع المريض وتجنب الغموض ، وذلك حتى لا يساء فهمك.