مفهوم الشخصية ، الشخصية في علم النفس وخصائصها

الشخصية في علم النفس

مفهوم الشخصية

الشخصية هي تنظيم دينامي داخل الفرد أي أنها ليست مجرد مجموعة أجزاء بل عمليات تنظيمية تكاملية وضرورية لتفسير نمو وارتقاء ودينامية وتركيب الشخص. ويمكن وصفها على أنها جميع الأفكار وأشكال السلوك وكذلك المواقف التي تؤثر بشكل ملحوظ على نظرتنا لأنفسنا والعالم الذي يحيط بنا. كذلك يمكن التعبير عن الشخصية بانها تشير إلى الفروق الفردية في الأنواع الجديدة للتفكير والسلوك والشعور.

كذلك يمكن التعبير عن الشخصيات بأنها مجموعة من الصفات المستمرة والدائمة نسبياً والسمات المميزة التي تجعل سلوك الفرد منا مميزاً عن الآخر مثل الإبداع والتفرد والاتساق والانتظام.

تركز دراسة الشخصية اهتمامها على مجالين عريضين ، هما ما يلي :

  • الأول هو تفسير الفروق الفردية ضمن خصائص شخصية محددة ، كالتواصل الاجتماعي أو الاضطراب.
  • أما الثاني فهو يهدف إلى تحليل واستيعاب الطريقة التي تجتمع بها الأجزاء المختلفة معاً.

يساعد فهم الشخصية علماء النفس على تقدير أو توقع الطريقة التي يستجيب الناس من خلالها لمواقف معينة ، وأيضاً تقدير أنماط الأشياء التي يقدرونها ويرغبونها.

أنماط الشخصية

يلقي علم النفس الضوء على أربع أنماط للشخصية ، هذه الأنماط هي ما يلي :

  1. النمط ( أ ) : يوصف بانه منجذب نحو الكمال ، متعجل ، مصارع ، ولوع بالعمل ، يرغب بالإنجاز ، عدواني ، مكبوت.
  2. النمط ( ب ) : خلاق ، معتدل المزاج ، بطيء ، متوعك ، مرن ، قابل للتكيف مع المتغيرات ، يميل نحو المماطلة.
  3. النمط ( ج ) : يمتلك حس وجداني مرتفع ، كمالي ، يجتهد لمعرفة المشاعر سواء أكانت إيجابية أو سلبية.
  4. النمط ( د ) : تسيطر عليه المشاعر السلبية منها الحزن ، الخوف ، التوتر ، اليأس ، ويكون أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب ، يعاني من النظرة المتشائمة ، والحديث السلبي مع النفس ، يميل إلى تجنب المواقف الاجتماعية والظهور.

سمات الشخصية

وفقاً لنظريات السمات ، يوجد خمس سمات للشخصية ، وهي ما يلي :

  • القبول : الأشخاص الذين يمتلكون حس القبول يميلون نحو الاهتمام بالآخرين ، والشعور بالحنان والتعاطف ، ويستمتعون بمساعدة الآخرين.
  • الضمير الحي : يوصف الشخص الذي يمتلك هذه السمة بمتسويات مرتفعة من التفكير ، والضبط الجيد للانفعالات والأفعال الموجهة لتلبية الهدف ، يحرص على الإرضاء.
  • العصابية : ترافق هذه السمة الشعور بالتوتر و القلق ، التحولات الدراماتيكية في المزاج ، والانزعاج بسهولة ، الاكتئاب ، صعوبة في التعافي بعد المرور بالمواقف المجهدة.
  • الانفتاح : يكون متمتع بدرجة عالية من الإبداع ، المغامرة ، الفضول ، يهتم بالفن والخيال ، يهتم بمواجهة الصعوبات ، يحب تجربة كل ما هو غريب وجديد.
  • الانبساط : يقابل الانبساط الانطواء ، ويعتبر الانبساط السمة الأكثر شعبية ، يكون الشخص المنبسط منفتح ، مؤنس ، ثرثار ، يعتبر حازم ، وكذلك مفرح في الأنشطة الاجتماعية. كما لديه قدرة عالية على التواصل الاجتماعي. أما الانطواء : يكون هادئ ، يفضل الوحدة والعزلة ، يميل نحو الأنشطة والأعمال الفردية.

خصائص الشخصية

تتمتع الشخصية بعدد من الخصائص أهمها :

  • الاتساق : هناك قواعد عامة وانتظام في التصرفات والسلوكيات ، حيث أنه من المحتمل أن يتصرف الناس بالطريقة ذاتها أو بطرق متشابهة إلى حد ما في عدد من المواقف المختلفة.
  • النفس والفيزيولوجية : توصف الشخصية بانها بنيان نفسي ، ولكن الأبحاث تؤكد بأن للعمليات والرغبات والاحتياجات البيولوجية أثرها كذلك.
  • السلوكيات والإجراءات : تؤثر الشخصية بردود الأفعال تجاه المواقف والأحداث كما أنها تبني القواعد الأساسية لتلك الأفعال.
  • تعابير متعددة : لا تظهر الشخصية فقط في السلوك ، بل أيضاً يمكن معرفتها من خلال المشاعر والأفكار والتفاعلات الاجتماعية مع البيئة المحيطة.
  • هي شيء استثنائي ومتميز في كل شخص.
  • تركز الشخصية على الصفات المؤكدة والثابتة في الشخص.
  • توصف بأنها تجمع إبداعي من الاستعداد الديناميكي والاجتماعي المستمر.
  • تتفاعل الشخصية بشكل ملحوظ مع الأحداث الاجتماعية.

نظريات الشخصية

هنالك العديد من النظريات المفسرة للشخصية سنعرض أهمها :

1. النظريات الديناميكية

يعتبر سيغموند فرويد مؤثر قوي في هذه النظريات ، حيث تعتبر هذه النظريات التجارب التي تحدث في مرحلة الطفولة وكذلك ما يجول في العقل اللاواعي هو مسبب قوي لتغيرات الشخصية.

تشمل هذه النظريات ما يلي :

  • نظرية المرحلة النفسية الجنسية لسيغمود فرويد.
  • مراحل إريك إريكسون للتطور النفسي الاجتماعي.

يؤمن فرويد بثلاث مكونات للشخصية وهي الهوا والانا والانا الأعلى ، الهوا مسؤول عن الرغبات والحاجات والحث ، بينما الأنا الأعلى تعمل على المثاليات والكماليات والأخلاق ، أما الأنا فهي صلة الوصل بين الهوية والانا الأعلى والواقع ، بحيث تسعى لتلبية رغبات الهوا مع كماليات الأنا الأعلى بما يتناسب مع الواقع.

يرى فرويد أن تجارب الطفولة التي تتركز فيها طاقة الهوا على مناطق مثيرة للشهوة الجنسية لها أثر عميق في تفسير شخصية الفرد.

يعتقد إريكسون أيضاً أن الشخصية تتطور من خلال سلسلة من المستويات ، مع ظهور صعوبات جديدة في كل مستوى. النجاح في أي مرحلة يعتمد على الانتصار على هذه الصعوبات.

2. النظريات الإنسانية

يعتبر علماء النفس الإنساني كارل روجرز وابراهام ماسلو من أهم المنظرين في هذه النظريات ، حيث أنهم سلطوا الضوء على الصفات الحميدة بالأفراد مثل الإرادة الحرة والتجارب الفردية في تطوير الشخصية. يهتم هؤلاء العلماء بمفهوم تحقيق الذات وهو الرغبة الفطرية للتطور الشخصي والوسائل التي يحفز بها ذاك النمو.

3. نظريات السمات

تعتبر هذه النظريات أن الشخصية المميزة للفرد تلعب فيها السمات الشخصية دور أساسي ورئيسي في تحديدها. يتم تصنيف السمات وفق هذه النظريات إلى ثلاث أنواع :

  • سمات أساسية.
  • سمات مركزية.
  • سمات ثانوية.

توصف السمات الأساسية بأنها العنصر الذي يعتمد عليه الفرد في بناء حياته ، ويعتبر الكرم والنرجسية والرحمة والطموح والشغف مثال على هذه السمات بغض النظر إذا كانت إيجابية أو سلبية. أما السمات المركزية فهي تلك الأجزاء التي تنتج شخصية كل إنسان ، ومن أمثلتها الذكاء والفطنة والنباهة والصراحة والخداع والخبث. بينما تكون السمات الثانوية أساليب غير واضحة من السلوك والأفعال التي لا تظهر إلا في مواضع خاصة مثل الخوف من المسرح.

4. النظريات السلوكية

تعتبر النظريات السلوكية بأن الشخصية هي عبارة عن تفاعل واندماج بين الفرد والمحيط.

يعتبر سكنر وواطسون من أهم علماء نفس السلوك ، الذين يتناولون السلوكيات والتصرفات التي من المستطاع ملاحظتها وخضوعها للتجربة والقياس ويهملون النظريات التي تعتبر الأفكار الداخلية والحالات المزاجية والأحاسيس بأنها تلعب دوراً في الشخصية لأنه لا يمكن إخضاعها للقياس.

وأخيراً يعتبر هؤلاء المنظرون أن التكيف وهو الاستجابة السلوكية المتوقعة تحدث بسبب التأثيرات بين البيئة والمحيط ، وهو الذي في نهاية المطاف يشكل شخصيتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى