منهج الاستبطان في علم النفس

الاستبطان هو فعل من أفعال الإدراك الذاتي الذي يتضمن التفكير وتحليل الأفكار والسلوك ، كونها إحدى السمات المميزة  للإنسان.

منهج الاستبطان في علم النفس

يعرف المنهج الاستبطاني على أنه ملاحظة الفرد لما يجري في شعوره من خبرات حسية أو عقلية أو انفعالية بشكل منظم وصريح يستهدف وصف هذه الحالات وتحليلها أو تأويلها أحياناً ، سواء كانت هذه الحالات حاضرة كحالة الحزن أو الغضب التي يبلوها الشخص في اللحظة الراهنة ، أو ماضية كأحلام النوم وأحلام اليقظة.{1} 

أنواع الاستبطان

يقسم الاستبطان إلى نوعين وهما ما يلي :

1. الاستبطان المنهجي

يتعلق الاستبطان المنهجي ، المعروف أيضاً باسم الاستبطان بأثر رجعي ، بتحليل الحالات الداخلية من خلال تحليل الأحداث الماضية ، والتي يتم تطويرها بشكل منهجي كالذكريات ، مع مراعاة الحالات العاطفية الناتجة عنها.

بمعنى آخر ، إنه نوع من التأمل الذي يدعو إلى حل مشكلة ماضية من خلال الآثار العقلية والأفكار والعواطف الناتجة عن الحدث المذكور ، سواء في الماضي أو في الوقت الحاضر.

2. الاستبطان التجريبي

تم تقديم الاستبطان التجريبي في نهاية القرن التاسع عشر ، وعلى الرغم من استخدامه نفس مبدأ الاستبطان المنهجي لكن تم العمل على تطبيقه في المجال العلمي.

حيث يتم تطبيق الاستبطان التجريبي في بيئة خاضعة للرقابة ومن قبل أشخاص مدربين عليه ويتم تطبيقه في التجارب العلمية. {2}

الانتقادات الموجهة لمنهج الاستبطان

هناك بعض الاعتراضات التي وجهت للمنهج الاستبطاني ومنها ما يلي :

  • المنهج الاستبطاني منهج غير علمي وذلك لأن الحالات الشعورية التي تدرس عن طريق الاستبطان حالات فردية ذاتية أي لا يمكن أن يلاحظها إلا صاحبها وحده ومن ثم لا يمكن أن تكون موضوع بحث علمي لأنه لا يمكن التحقق من صحتها.
  • خلال الاستبطان ينقسم الشخص إلى ملاحِظ وملاحَظ في آن واحد. وهذا من شأنه أن يغير الحالة الشعورية التي يريد وصفها وتحليلها. فمثلاً تأمل الإنسان نفسه أثناء فرحه أو حزنه أو غضبه يمكن أن يخفف من شدة هذه الانفعالات لأنه يستهلك في تأمله جزء من الطاقة النفسية التي كانت تستهلك في هذا الفرح أو الحزن أو الغضب.

أهمية ومزاية منهج الاستبطان

يقوم منهج الاستبطان بالدور الأكبر في بعض الدراسات التجريبية حين يسأل الشخص الذي تجري عليه التجربة أن يصف ما يرى أو يسمع أو يشعر به بعد مجهود ذهني طويل ، أو بعد سماعه للحن موسيقي.

يعد المنهج الاستبطاني الأساس في الاستفتاءات الشخصية حيث يطلب من الشخص أن يجيب تحريرياً أو شفوياً على مجموعة من الأسئلة تلقي الضوء على ما لديه من ميول ورغبات أو مخاوف أو متاعب.

أثناء العلاج النفسي يستمع المعالج إلى ما يرويه المريض من مشاعر ومخاوف وأوهام وأفكار تتسلط عليه وتستبد به فلا يستطيع منها خلاصاً ، ويسترشد بما يرويه المريض في تشخيص مرضه ومساعدته على الشفاء.

يعد الاستبطان الوسيلة الوحيدة لدراسة بعض الظواهر والأحوال النفسية كالأحلام وأحلام اليقظة والحالة الشعورية للشخص أثناء الخوف أو الغضب ، أو ما يجده من سهولة ويسر كلما تقدم في تعلم مهارة من المهارات الكتابية.

هناك هناك حالات لا يحدى بل يضل في بحثها الاقتصار على ملاحظة السلوك الظاهر وحده ، كما لو أردنا أن نعرف الفروق بين مجموعة من الناس من حيث ميلهم إلى أنواع معينة من الطعام مثلاً.{1} 

المراجع

1. د. أحمد عزت راجح / أصول علم النفس/ تعديل وتحديث موقع المصدر النفسي. 
2. موقع psicocode..com / تعديل موقع المصدر النفسي.
زر الذهاب إلى الأعلى